الحصان الاعرج

 بقلم  محمد حسن المالكي

يقوم اغلب السياسيون العراقيون  ممن يعملون في الحكومة والبرلمان العراقي بالرد على دعاة الانسحاب الامريكي من العراق وجدولة الانسحاب الامريكي من العراق بان الواجب يقتضي جدولة العراقيين اولا اي جدولة بناء القوات العراقية قبل مناقشة  جدولة  الانسحاب الامريكي من العراق، كما ان هولاء السياسيين يتهمون الجماهير العراقية المطالبة بخروج الاميركان بانهم جماهير متاثرة بالعاطفة والحماس الديني.

اننا نقول بان كل السياسيين العراقيين اللذين يطالبون بجدولة القوات العراقية  قبل جدولة الاحتلال انما هم كاذبون ومنافقون  لانهم يعلمون علم اليقين ان خطوات بناء القوات العراقية تسير ببطئ شديد لمصلحة التواجد الاميركي الطويل في العراق كما انه لاتوجد خطة متكاملة في وزارتي الدفاع والداخلية من اجل بناء جيش عراقي قوي وشرطة وطنية مقتدرة.

لقد وصف احد الضباط العراقيين حال القوات العراقية بانها كالحصان الاعرج في مضمار خيول  دول الجوار القوية وهو وصف دقيق لحال القوات العراقية اليوم حيث يتم اشراك القوات العراقية بكل تشكيلاتها باسلحة  خفيفة لايمكن مقارنتها بالاسلحة الموجودة لدى قوات الاحتلال الامريكي او  مرتزقة بوش في العراق  او حتى لايمكن مقارنة اسلحة القوات العراقية بالاسلحة الموجودة لدى الجماعات التكفيرية  الارهابية مما يؤدي لخسارة يومية في صفوف اثقوات العراقية رغم وجود تخصيصات مالية هائلة لتجهيز القوات العراقية بالاسلحة والمعدات المتطورة ورغم قدرة امريكا وقوات الاحتلال متعددة الجنسية على دعم الجيش والشرطة بالاسلحة الفعالة لكي تمسك القوات العراقية ملف امن البلاد تمهيدا للانسحاب الامريكي من العراق.

ان المشكلة في بناء القوات العراقية تكمن في وجود المستشارين الاميركان في وزراتي الدفاع والداخلية وسيطرتهم على  كل الامور اللوجستية والادارية المهمة في الوزارتين  كما ان عقود التسليح تمر تحت اشرافهم اضافة الى ان القائمين على عقود  تجهيز العراق بالسلاح  هم من اللصوص المحترفين وهذا ماحدث في صفقة السلاح التي قام بها زياد القطان بالتعاون مع حازم الشعلان عندما كان وزيرا للدفاع في عهد حكومة علاوي  حيث تم سرقة مليار ونصف من صفقة السلاح كعمولات وجلب اسلحة قديمة للجيش العراقي مر عليها اكثر من خمسين عاما في مخازن  بلغاريا وبولندا  العسكرية  كما ان لاتوجد هناك خطة متكاملة لكيفية بناء الفرق العسكرية العراقية  واعدادها.

اننا متأكدون من ان الحكومة والبرلمان لايريدون حقا اكتمال بناء القوات العراقية لان هذا يعني الانسحاب الامريكي من العراق الذي يعني بدوره ذهاب الامتيازات والرواتب والمنازل الفخمة والحياة المرفهة لهولاء السياسيين الى الابد

لقد ظل سياسيو العراق المتسلطين يرفضون كل دعوات الجماهير الصادقة لسحب القوات الامريكية من العراق وكان ردهم على مطالب الجماهير الوطنية بان القوات العراقية غير مكتملة البناء وان سحب القوات الاميركية سيؤدي الى فوضى وحرب اهلية في الوضع الحالي ونحن نلزمهم بما الزموا به انفسهم ونقول لقد مرت ثلاث سنوات على انتقال السيادة المزعومة الى العراق منذ حزيران 2004 وحتى اليوم فلماذا لم تكن هناك رغبة في بناء قوات عراقية قوية قادرة على ان تحل محل الاميركيين بعد الانسحاب ؟

 لماذا تفتقر القوات العراقية الى الاسلحة الحديثة واجهزة كشف المتفجرات حتى اليوم ؟

 لماذا تترك الحدود  العراقية مفتوحة لمن هب ودب بلا اجهزة للمراقبة او الفحص  الحقيقي عن المتسللين والاسلحة ؟

اليس ذلك كله ان امريكا لاترضى بقيام جيش عراقي قوي يحمي امن العراق ؟؟

اليس من مصلحة امريكا وجود عراق ضعيف لايستطيع الدفاع عن نفسه حتى بمواجهة الجماعات التكفيرية ؟؟؟؟

 ان الاسلوب الصحيح لبناء القوات العراقية يجب ان يكون وفق الطرق الاتية:

اولا / طرد المستشارين الاميركيين من وزارتي الدفاع  والداخلية

ثانيا / ايكال مهمة توقيع عقود التسليح الى كفاءات عراقية وطنية مخلصة للبلاد وان يكون التسليح  من دول متقدمة ومن دول متنوعة والابتعاد عن الذهاب الى اسواق الخردة العالمية  لانها افضل اماكن السرقة والفساد المالي اللصوصي.

ثالثا / اعادة العمل بقانون الخدمة العسكرية الالزامية للقضاء على الطائفية الموجودة في الوزارتين وان يتم طرد المزورين لشهاداتهم مهما كانت  مناصبهم العسكرية كما يجب طرد جميع اللذين كانوا محكومين بجرائم مخلة بالشرف كالسرقة والرشوة والقتل والخطف  في عهد صدام وعادوا اليوم ضباطا مناضلين.

رابعا / فتح الكليات العسكرية المغلقة والمعسكرات المتخصصة باصناف الدروع والدبابات والمدفعية والفاع الجوي وتطوير صنف الطيران.

خامسا / انشاء مستشفيات عسكرية متخصصة لعلاج الجنود العراقيين اللذين يموتون في السابق قبل وصولهم الى المستشفيات المدنية.

سادسا / يجب ان تتم عملية بناء القوات العراقية وفق جدول زمني واضح متزامنا مع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق.

ان الاخذ بهذه المقترحات سيؤدي الى ان يكون الجيش العراقي هو الحصان القوي في مضمار خيول دول الجوار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20 آيار/2007 -2/جمادي الأول/1428