قصور الخطة الامنية: الارهاب يخرج من الابواب ويدخل من النوافذ

شبكة النبأ: ادت الخطة الامنية التي بدأت قبل عدة اشهر للقوات الامريكية ومعها قوات الامن  العراقية الى اخراج معظم قوى الارهاب والفصائل المسلحة من العاصمة بغداد لتعود هذه الاخيرة وترتب "اعادة انتشار" في المناطق المحيطة بالعاصمة على امل البقاء قريبا منها لتنسيق الهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة التي عادة ما تستهدف المواطنين في الاسواق والاماكن العامة.

وأدى التركيز على امن بغداد دون شمول المناطق المحيطة وخصوصا ديالى بالخطة الامنية الى تعزيز تواجد تنظيم القاعدة والفصائل الارهابية المتحالفة معه في اماكن نائية من هذه المحافظة التي لا تزال حتى اللحظة تكتوي بنار الارهاب وصمت الحكومة والقوات الامريكية وتجاهلها للواقع المخزي الذي آلت اليه الامور فيها.

وينوأ كاهل المواطن العراقي بالاسئلة التي باتت كثيرة وثقيلة الوطئة ومنها، هل ان أمن بغداد لا يكون الا على تجاهل أمن باقي المناطق؟ ام انها خطة مدروسة لحمل الارهاب على النزوح من بغداد الى مناطق اكثر امناً لإراحة العاصمة ومن فيها؟، ام ان المهم لدى الامريكان والحكومة العراقية هو تحقيق الامان في العاصمة فقط؟. وليس هناك من مجيب صادق لهذه الاسئلة سوى الاشهر القليلة القادمة.

ويلقي تفاقم الأوضاع الأمنية بظلاله على المسؤولين العراقيين الذين اعترفوا بسيطرة تنظيم «القاعدة» على محافظة ديالى، وعودة نشاطه الى بلدات «مثلث الموت» في منطقة جنوب بغداد الممتدة من احياء العاصمة الجنوبية مرورا باليوسفية والمحمودية واللطيفية.

وفي تقرير لـ(الحياة)، لقي 95 عراقياً حتفهم في أعمال عنف طالت مدناً عدة، كان أكثرها دموية هجوم انتحاري على مقر لحزب كردي في نينوى راح ضحيته أكثر من 67 قتيلا، وأطلقت القوات الاميركية حملة بحث نفذها نحو 5000 جندي للعثور على ثلاثة جنود تبنى تنظيم «القاعدة» خطفهم في منطقة ما يعرا بمثلث الموت جنوب بغداد.

أمنياً، أكد دريد كشمولة، محافظ الموصل امس سقوط 67 قتيلا، بينهم مسؤول كردي وجرح 70 آخرين في هجوم استهدف قائمقامية قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى، ومقر «الحزب الديموقراطي الكردستاني» في البلدة.

وتقع بلدة مخمور على الأطراف الشرقية للموصل ضمن مجموعة مدن تسكنها اقليات عرقية

وإثنية تطالب سلطات اقليم كردستان بإلحاقها بالاقليم، وتمتد على طول الشريط الغربي المحاذي لمحافظات دهوك واربيل والسليمانية وتشمل كركوك.

وأعلنت الداخلية العراقية سقوط نحو 20 شخصاً في هجومين مفخخين في ساحة الوثبة قرب سوق الصدرية وسط بغداد القديمة، فيما عثرت الشرطة على 17 جثة مجهولة الهوية في أحياء متفرقة من بغداد.

ولم تنجح القوات الاميركية التي حشدت نحو 5000 جندي للبحث عن ثلاثة جنود فقدوا السبت بعد هجوم على دوريتهم أودى أيضاً بحياة خمسة من زملائهم في بلدة المحمودية، في العثور على المفقودين، فيما نفذ مسلحون في البلدة التي تعد أحد اضلاع «مثلث الموت» الشهير فجر امس هجوماً على مطحنة وقتلوا خمسة من عمالها وجرحوا أربعة آخرين.

وقال مؤيد العامري، قائمقام المحمودية جنوب بغداد في اتصال مع «الحياة» ان «القوات الاميركية حاصرت البلدة وقطعت الطريق الخارجي على امتداد منطقة المثلث الذي يضم بلدات اليوسفية واللطيفية والمدائن، ونفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة للبساتين في مناطق اللطيفية، مؤكداً ان المناطق المذكورة عادت الى سيطرة تنظيم «القاعدة».

واكد الميجور جنرال وليام كالدويل، الناطق باسم الجيش الاميركي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد «ان القوانين العسكرية الاميركية تفرض الوفاء للجندي وعدم تركه في الأسر»، و «سنبذل كل ما في وسعنا لانقاذ جنودنا المخطوفين».

لكن تنظيم «القاعدة» في العراق سارع الى تبني «أسر» الجنود الثلاثة، وقال في بيان «منَّ الله على إخوانكم في دولة العراق الإسلامية (...) بالاشتباك مع دورية للصليبيين في منطقة المحمودية في جنوب ولاية بغداد، ما أدى إلى أسر وقتل عدد منهم».

واطلق التنظيم قبل اشهر مشروع «دولة العراق الاسلامية»، وتضم عدداً من المحافظات السنّية بالاضافة الى بغداد ما فجر الصراع مع عشائر ومجموعات مسلحة سنّية ايضا رفضت مبايعة التنظيم الجديد والاعتراف به.

وتتخذ «القاعدة» التي واجهت حرباً عشائرية شرسة في معقلها في الانبار محافظة ديالى مقراً رئيسياً لدولتها، ودعا اعضاء في مجلس المحافظة في تصريحات العشائر في المدينة الى «شن حرب قبلية واسعة ضد التنظيمات الارهابية»، معترفين بسيطرة «القاعدة» التي أجرت قبل أيام استعراضاً عسكرياً في بلدة مندلي على الحدود مع ايران.

وأعلن الجيش الاميركي انه سيدفع بنحو 3000 جندي اضافي الى بعقوبة لانقاذ الوضع هناك بعد تأكيدات قائد القوات في المدينة الجنرال بنجامين نيكسون أنه في حاجة إلى المزيد من القوات لمواجهة الهجمات التي يشنها المسلحون في المدينة، فيما اشار رئيس الوزراء نوري المالكي الى ارسال «تعزيزات من الجيش والشرطة لتطهير ديالى من الارهابيين».

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثلاثاء 15 آيار/2007 -26/ربيع الثاني/1428