عشرة  أمبيرات وموت حمار

يحيى الشيخ زامل

  تذكرنا أزمة الكهرباء في العراق والمشروع الذي طرح مؤخراً حول تجهيز البيوت بـ (عشرة أمبيرات) كحلاً لهذه الأزمة المتفاقمة والعصية عن الحل بقصة ذلك الرجل وحماره المسكين كما سنذكرها لاحقاً.....

  ويكون هذا المشروع المزمع تطبيقه في العراق (أو هو مطبق في النجف الأشرف وبعض مناطق الكرخ) وفق طلب جماعي من جميع المواطنين في منطقة ما وجمع تواقيعهم وموافقتهم وتقديمها إلى دائرة الكهرباء المنسوبة أليها تلك المنطقة،  كما أن رفض بعضهم أو حتى عددٍ قليل منهم فسوف لن يتم ذلك الطلب، وتعد تلك الموافقة غير قابلة للتراجع.

   ومن الجدير بالذكر أن أحدى الإذاعات العراقية طرحت هذا المشروع ببرنامج (رأي الناس) لترى رأي المواطنين حول هذا الموضوع الذي لم يجمع عليه أحد فكان كل واحد من المتصلين يثني عليه من جانب وينتقده من جانب أخر،  وذكر أحدهم أن وزير الكهرباء خرج علينا مؤخراً وقال : تحتاج الكهرباء لأكثر من ملياري دولار لإصلاح الكهرباء  ولوا أن كل عائلة عراقية،  وتقدر عوائل العراق من (8ـ10) ملايين عائلة ساهمت بـ (خمسين ألف دينار) لزادت عن احتياج هذا المبلغ،  ولكن المشكلة أن هذا المبلغ سوف لن يصرف على أصلاح الكهرباء بل أنه يتسرب في الطريق إلى جيب هذا وبيت ذاك.... أذن المشكلة ليست بالمال.

  فيما يقول متصل أخر أن السبب ليس مهنياً بل أن السبب سياسي،  وأن هناك الكثير من الجهات التي تعمل على إسقاط الحكومة بهذه الوسائل وغيرها،  كما أن بغداد تكاد تكون معزولة عن الشمال والجنوب والشرق منذ أكثر من عام،  وأكثر الأبراج والمحطات مدمرة بإعمال تخريبية ومهما صلحت يتم تدميرها ايضاً،  كما أكد ذلك مدير عام توزيع الرصافة.

   وفي استطلاع أخير صرح بعض المواطنين ولعل أشدهم خطورة من وصفه (مشروع العشرة أمبيرات) مشروعاً كبيراً للاحتلال لترويض الشعوب بالقبول بأدنى الحقوق والرضوخ للضغوط الاقتصادية.

    ولكن من ينظر إلى هذا المشروع من جميع جوانبه قد يراه حلاً مؤقتاً لهذه الأزمة وقد يكون أفضل من اللاشيء، كما أن النوايا الصداقة يمكن أن تكون كافية لإنجاح أي مشروع ولو كان صغيراً أو بسيطاً.

  ولا يكون حالنا كحال صاحب الحمار المريض الذي نذر لشفاء حماره أن يصوم عشرة أيام،  فشفاه الله تعالى،  فصام تلك العشرة المنذورة ولكنه حين أتم صيام العشرة أيام... مات الحمار !!

 فقال الرجل: يا رب تلهيت بي !......والله إن جاء شهر رمضان لأخذن من نقاوته عشرة أيام لا أصومها.....

  والمفارقة لو أن هذا المشروع لم ينجح،  وكان صومنا الطويل بلا نتيجة تذكر، ترى ماذا نقول..... ؟

وماذا نفعل......؟

ومن نعاتب.......؟

 ربما ومن باب رفع العتب  يعدونا بمشروع آخر...... وموت يا............

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14 آيار/2007 -25/ربيع الثاني/1428