يتامى الطاغوت

مسعود عكو

 ليل أرخى سدوله، ستار انسدل عن مسرحية دكتاتورية، كان بطلها طاغوت في عصرنا الجديد، هذا الظالم الذي سفك من الدماء تملئ بحاراً، ودفن جماجم، وعظام تعلو الجودي، حمرين، وطوروس، ويتم أطفالاً بعدد نخيل أرض الرافدين، وثكل نساء بعدد زهور، وورود كردستان، وملئ أرض السواد بجثث ما فعل طاعون قبل ذلك في الإنسان.

مهما كتبت الكلمات، وعبرت الحروف لن تفي هؤلاء الشهداء حقهم، ولن تبرد قلوب الثكالى واليتامى، وما تراح أرواح الشهداء في السماء هذه الأرواح التي ما برحت الأرض رغبة في ذلك، ولكن! زبانية الموت الصدامي هي التي غدرت بهم، واقتلعوا أرواحهم كما يقتلع النخل من الأرض هذه الأرواح الطاهرة صعدت إلى بارئها، وهي تبكي أطفالاً يتامى، ونساء أرامل، وأمهات ثكالى تزغرد لولدانها الذين ماتوا، وهم في أمهادها.

زبانية الموت الصدامي تفتك بأرواح البشر، وكلابهم تنهش أجسادهم، ورمال الصحراء تحتضن بقاياها التي شهدت على قاتليها، ومصاصي دمائها الكثر في هذا العالم الغريب المليء بيتامى الطاغوت هذا الطاغوت الذي خر ذليلاً متوسلاً يريد إنقاذ حياته تلك الحياة التي اغتصبها من عشرات الآلاف من أبناء الرافدين.

يقرأون الفاتحة على الطاغوت، وهو الذي منع قراءتها حتى على أرواح ضحاياه تلك الأرواح الطاهرة التي شهدت على طغيانه، وجبروته العقيم وقوته التي خذلت كيانه المهترئ العفن بكل جراثيم القومية، والإنسانية هذا الكيان الأشبه بطاعون كريه حل بشعب العراق الذي لم يهنئ بيوم جميل منذ مئات السنين، ولكن أن الأوان لترتاح تلك الأمهات من الدموع، والأرامل من العبرات التي ذرفنها في فراق الأحبة التي دفنت رمال الرافدين أجسادهم تحت حباتها المباركة، والتي ما لبثت أن وارت الميتة التي تباكى عليها يتامى الطاغوت.

مدعو الإسلام يدعون أن إعدام الطاغية في يوم مبارك هو استهتار، واستهزاء بمشاعر المسلمين في العالم، يتباكون على الطاغوت، وكأنه زعيم العرب الأوحد، يذرفون دموع التماسيح على مرجعية السنة في العالم الإسلامي. أي ذنب يقترفون؟ وأي عمل ينافقون؟ وأي مجرم يقدسون؟؟؟

أين كانوا عندما أعدم الطاغوت الآلاف؟

لماذا لم تهتز مشاعرهم في ضرب أناس مدنيين عزل بأسلحة كيماوية محرمة حتى في قوانين الكفار كما يسمون؟

لماذا لم تهتز مشاعر المسلمين في العالم عندما سمعوا بأنفلة /182الفاً/ من العراقيين لا ذنب لهم سوى أنهم بشر، ولكن ليس من عرق صدام الطاغوت.

لماذا لم تهتز مشاعر العرب، والسنة، والمسلمين في العالم كله عندما قتل، وسفك دماء الشيعة العراقيين؟

أليس هؤلاء بمسلمين؟ أم الإسلام لصدام، وأيتامه، ومن ماثله من الطواغيت.

نعم في هذا الكون، وعند هؤلاء المقدسين للطواغيت... يجوز!!!

عن أي عيد يتحدثون؟ عندما يقولون أن الطاغية سقط يوم العيد، أين كانوا عندما مرت على ملايين العراقيين أعياد، وأيام مباركة؟ ولم تهتز مشاعر يتامى الطاغوت على هتك الطاغية أعراض الكرد في الشمال، والشيعة في الجنوب، والكويت ذلك البلد العربي الشقيق، أو المليون قتيل الذي تسبب الطاغية في تصفيتهم في حربه المقدسة مع الجارة إيران؟

أين كان هؤلاء المؤمنين، والمقدسين للعيد. آهٍ... يا عيد بأي حال قد عدت يا عيد.

أبكوا يا يتامى الطاغوت فلا عودة لرسولكم، ونبيكم، وملهمكم غادر الكون إلى مزبلة التاريخ، ذلك الصنم الذي صنعتموه بأيديكم، ودفن تحت تراب دفن الكثيرين تحته، ولكن هم دفنوا بكبرياء، وعزة، وكرامة، وهو وري الثرى في ذل، وخنوع، وإهانة، ولن يخرج بعد اليوم طاغوت جديد فقد، ولا زمن الطواغيت أيها العراق الجديد.

أيَّ شَيءٍ فيْ العِيدِ أَهديْ إِليك يا عراق

وَكلُّ شيءٍ لَدَيك

أشهداء أم أرامل أم يتامى؟؟؟

أم ثكالى وأنت الذي في كل بيت لديك

أهديك نهاية طاغوت سفك الدماء

وما عاد للطواغيت في العراق مكان

طوبى للشهداء والصديقين

طوبى لعراق جديد عراق الرافدين

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 16/كانون الثاني/2007 - 25 /ذي الحجة /1427