الاستقرار الاحمر

السيد الشريف: عبيده زايد

 استغرب كثيرا ممن ينددون باعدام الرئيس الطاغية السابق صدام حسين واستغرب اكثر من المبررات الواهية التى يطلقها البعض صباح مساء ويترحمون عليه بل يقيمون العزاء وصلاة الغائب على روحه الطاهره !!!! وكأننا نرى ونسمع عن صدام آخر غير الذى كنا نسمع ونراه تحول فجأه الى بطل قومى وسيد الشهداء ومن أولياء الله الصالحين.

 قال لى أحدهم ) شوفت ياخى كان وشه منور ازاى وهمه بيعدموه وسمعته وهوه بيقول الشهاده والله دا تثبيت من عند ربنا ).

ونسينا كالعاده أمام الشعارات والعنتريات ما كان يفعله هو وغيره من الحكام بشعوبهم فبمجرد ان قال فلسطين عربية - فلسطين عربية. شقت الجيوب ولطمت الخدود وسالت الدموع حزنا وكمدا على الزعيم والرفيق ونحن نعلم أن فلسطين عربيه قبل ان يولد صدام وستبقى عربية بعدما ذهب على أية حال نشكره على تذكيرنا أنها عربية.

ومن المبررات التى تدل على أننا شعوب لاتقرأ ولا تعى الحقيقة أو لا تجتهد لتعرفها أن العراق كان اكثر استقرارا فى فترة حكم الطاغية وأذكرهم بأن فترة الحكم تلك كانت اكثرها دمويه وسفكا للدماء دام حكم الطاغية ما يقرب من ثلاثون عاما كانت جميعها حروبا طاحنه مع جيرانه العرب والمسلون فقد تولى الحكم فى 1979م وبدأ حربا مع ايران 1980-1988م وكانت بمساعدة أميركخليجية أرست وأوقدت بها فتنة طائفيه لم تنته بعد أن أثرت سلبا على الداخل العراقى فتوج صدام كزعيم سنى يحارب الخارجين والمارقين وكانت مساعدته فرض عين على المسلمين العرب و السنة.

لم تندمل جراح الشعب العراقى الجائع حتى دخل به حربا أخرى واعتداء سافرا على دولة الكويت عام1990م على أثرها تم التدخل الاميركى عام 1991م فى حرب كانت نتيجتها حصارا شاملا على شعب لم يكن له ذنب سوى أن رئيسه طاغيه طموح بجنون يسعى للزعامه العربية يسمى صدام حسين على أثر ذلك تم ضرب بغداد بالصواريخ أعوام 93, ,98 ,96.

بعد حرب الخليج تلك نفذ صبر العراق من ذلك الحكم الجائر الذى جلب على البلاد الكثير من البؤس والجوع فقام بانتفاضه جنوبيه شيعيه وانتفاضه شماليه كرديه سنيه وقد تم قمعها ووأدها بالدم والنار.

قتل صدام ونظامه مئات الالوف من الابرياء من جميع الطوائف بما فيهم السنه الذين ينتمى اليهم ويبكون عليه الان لأنه وللأسف جعله بعض السفهاء زعيما ورمزا لهم لقد اشترى الزعامه بأموال الشعب الجائع البئيس وأخذ يوزعها على صحفيين ومثقفين عرب من خارج العراق هم من يدافعون ويبكون عليه الان ويقيمون العزاء. لقد دفع لهم من أجل تجميل وجه قبيح أحيا وأرضى البعيد وأمات وأهمل القريب.

 ألا يستحق صدام أن يعدم بواحد فقط ممن قتلهم-

ألا يستحق أن يقتل بطفلة ماتت ولم تجد الدواء بينما هو ينعم فى قصوره-

ألا يستحق أن يموت بطفل رضيع مات و لم يجد القليل من الحليب

أقول لمن يبكى

لا تبكى على الذى لم تبك عيناه**وقلبه من التبلد حجر صوان

ملحوظه: لم اسمع اى تعليق او بيان من زعيم تنظيم القاعده أسامه بن لادن الذى أظنه قد فارق الحياة أو من الرجل الثانى أيمن الظواهرى على مقتل صدام مع انهم اتحفونا فى كل مناسبه بتسجيل صوتى او شريط فيديو مصور لست أفهم معنى هذا السكوت !!

خلاصة القول أن ما يقرب من ثلاثون عاما هى فترة حكمه كانت استقرار احمرا بلون الدماء ورائحة البارود.

 هذا هو الاستقرار الذى يتغنى ويبشرنا به حفنة من القوميين القدامى.

-ذهب الطاغيه الى الجحيم وذهبت اسرار وأموال دولة بأكملها شهيدة الى الله

وهنيئا لأرواح واجسادا قتلها صدام كانت فى انتظار لحظة كتلك.

وآنت اللحظه لتقر عين امهات ثكالى كان صدام قد قتل ابناؤهن فى الاعياد واخد منهن ثمن رصاصات الغدر

 شفا الله قلوبكن وأذهب غيظكن

وبعد

 ألا يستحى البعض منا من وصف مبارك بالديكتاتور والطاغيه ويدعون للخروج عليه صباحا ومساء بينما يبكون على صدام ليلا و يتظاهرون من أجله نهارا.

وأتمنى يكون نهاية الطاغيه عبرة لمن أراد أن يعتبر وأقول للفئران الذين لم يسقطوا بعد احذروا فالمصيده قادمه فلتحلقوا رؤسكم بإيديكم قبل أن تحلق لكم.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 14/كانون الثاني/2007 - 23 /ذي الحجة /1427