
بعد عطلة استمرت عشرة ايام استأنفت الصحف العراقية صدورها يوم الاحد
على خبر اعدام صدام متأخرة في تغطيتها وتحليلاتها للحدث الاهم والاكبر
الذي وقع اثناء عطلتها.
الحالة العراقية على منضدة اجتماع في أغلب دول العالم ، والجسد
العراقي يستلقي على كل مشرحة في هذه الدولة او تلك ، والجميع يبحث عن
حل ، فالحالة العراقية مسجاة في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف
الناتو ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي حتى الاتحاد
الافريقي المثقل بالمشاكل والمصاعب ، ولكن دون جدوى .
بهذه المقدمة تطالعنا صحيفة (العراق) التي تصدر عن مؤسسة العراق
للصحافة والنشر والاعلام في افتتاحيتها بعنوان "صباح الخير ياحكومة "
وتضيف مرت سنوات اربع ، وظهرت للعيان عشرات التقارير والمقترحات
العلنية منها والسرية ، وعقدت تجمعات كبيرة للمصالحة الوطنية ، ولكن
دون جدوى.
اما صحيفة (الصباح) شبه الرسمية فقد تناولت اعدام الرئيس العراقي
الاسبق صدام حسين وما رافقها من ردود افعال عربية على المستوى الرسمي
والشعبي ، فقد كتب رئيس تحرير الصحيفة مقالا بعنوان "المتباكون وذاكرة
الموت العراقي" يحدوني استغراب لا يخلو من التعجب وانا اراقب مشاهد
التباكي التي ظهرت عند البعض اثر اعدام صدام، ولا ادري ان كان سلوكا
مازوشيا ام تنفسيا لعقدة ما؟.
ويتابع كاتب المقال "لا نكترث لسلوك الدكتاتور (معمر) القذافي
(الرئيس الليبي) او حاكم اليمن (على عبدالله صالح) فهم صحبة صدام
ونظراؤه في السلوك واصبح يخيفهم هذا المصير المحتوم الزاحف نحوهم ولان
الدكتاتوريين يتشابهون بالفعل ورد الفعل لهذا اتفقوا مع (فيدل) كاسترو
(الرئيس الكوبي) على لغة التباكي ومراسيم الحداد"
من جانبها اشادت صحيفة (البينة) التي تصدر عن حركة حزب الله في
العراق برئيس الوزراء نوري المالكي بعد توقيعه على اعدام الرئيس
العراقي الاسبق صدام حسين ووصفته بالشجاع.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان " تحية للمالكي الشجاع " راهن
الكثيرون على فشل تجربة المالكي في الحكومة ، ولعل بعضهم اندفع لدعم
الرجل ظنا منه انه سيكون كبش فداء لكل التناقضات التي تحكم الواقع
السياسي العراقي.
اما صحيفة (الزمان) فعلى العكس من ذلك فانها تناولت موضوع اعدام
الرئيس الاسبق صدام حسين بطريقة سينمائية واصفة اياه بالشجاع ومفتوح
الوجه امام من نفذوا فيه الاعدام وهم ملثمون. ونشرت الصحيفة التي تصدر
عن مؤسسة الزمان برئاسة الاعلامي سعد البزاز مقالا للكاتب محمد
الرطيبان في صفحتها الاخيرة بعنوان "انتاج سينمائي ايراني امريكي" جاء
فيه "يقال ان "احمد زكي (ممثل مصري راحل) بعد ان انهى فيلمه الشهير عن
"السادات" قام بعمل عرض خاص للفيلم دعا اليه الاعلاميين والصحفيين
والمثقفين .. وكتب على رقعة الدعوة "الرجاء عدم اصطحاب الاطفال
والموبايل والاراء المسبقة".
اما صحف يوم الاثنين:
فقد صبت صحيفة ( البينة الجديدة ) اليومية التي انشقت عن صحيفة (
البينة) التي تصدر عن حزب الله - تنظيم العراق الشيعي نار غضبها على
الدول العربية المجاورة بافتتاحيتها المنشورة بعنوان "حين تتدفأ
باضلاعنا" وجاء فيها "لأول مرة في التاريخ المعاصر يحدث فرز واضح بين
اناس تحن لحكم الطغاة واخرين يريدون الحرية حتى وان كانت بخبز وزاد
قليل."
وتصف الصحيفة ما جرى من ردود أفعال عربية بعد تنفيذ حكم الإعدام
برئيس النظام السابق صدام حسين بأنه "انقلاب هائل في المفاهيم." بحيث
تحول الصراع بين الأفكار الى "صراع طائفي محموم مصطنع." وتضيف الصحيفة
"الصراع على أرضنا بات مكشوفا للجميع .. إنه صراع الغرباء على ارضنا
الرخوة وليس لنا في الدم المستباح لا ناقة ولا جمل."
أما صحيفة (العدالة) التي تصدر عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية
في العراق الذي يترأسه السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف
العراقي فقد نشرت مقالا في صفحتها الخامسة بعنوان "المدافعون عن طاغية
العصر وفرعونه ليس حبا لفرعون .. ولكن بغضا لموسى." في إشارة لمو اقف
الدول العربية المنددة بإعدام صدام في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وجاء في المقال "المحزن في الأمر أن الممهدين للفرعونية الحاكمة
يرفضون الاعتراف باخطاء صدام حسين ويعتبرون كل من خالف فكر صدام حسين
(عميلا ) او (صفويا) او (إسرائليا) الى اخره من النعوت، وانهم فقط
القوميون والوطنيون، ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا يعترفون بصدام حسين
ونظامه لا كقائد ولا كرئيس وانما لتنفيذ مآربهم في ان يكون [أبناء]
الشعب العراقي عبيدا."
لكن الكاتب الصحفي محمد عبد الجبار الشبوط ينظر المسألة من جانب آخر،
ففي مقال له بجريدة (الصباح) شبه الرسمية أنحى باللائمة على الإعلام
العراقي مبينا أنه فشل في كسب الرأي العام العراقي والعربي بعد تنفيذ
حكم الإعدام بصدام.
وقال الشبوط الذي كان يرأس صحيفة (الصباح) في مقال بعنوان (خسرنا
المعركة!) "لقد كشفت ردود الفعل التي حصلت بعد اعدام الرئيس العراقي
الاسبق صدام حسين عن خسارتنا الكبيرة، أو فشلنا، في معركة العلاقات
العامة، التي تستهدف كسب عقول وقلوب الرأي العام العربي، في الأقل،
لصالحنا ولصالح ما نقوم به، ولصالح ما نعتقد انه صحيح في افعالنا
واقوالنا ومواقفنا السياسية."
ويضيف الكاتب "ان الاعلام العراقي، الاهلي منه والحزبي والممول من
قبل الدولة ، فضلا عن الدوائر الاعلامية التابعة للحكومة ، سواء على
مستوى الناطقة الرسمية ام دائرة الاتصالات الحكومية ، فشلوا جميعا في
كسب الراي العام العربي، بغض النظر عن دوافعه، وفي كسب شريحة من الرأي
العراقي ... "
صحف يوم الثلاثاء:
تناولت الصحف العراقية الصادرة يوم الثلاثاء موضوع الخطة الامنية
الجديدة لمدينة بغداد وشروط نجاحها ومخاطر فشلها وتفاؤل كبير في
تطبيقها.
صحيفة (الدستور) المستقلة فقد ابدت تفاؤلا بشأن نجاح الخطة الامنية
الجديدة لاعتبارات ذكرها رئيس التحرير باسم الشيخ في افتتاحية الصحيفة
بعنوان "الخطة الامنية والامال العريضة". وقال "لعل النقطة الابرز في
الاطروحات الاخيرة في الخطة الجديدة هو عدم السماح للاحزاب السياسية ان
تكون جزءا من الخطة الامنية الجديدة لضمان حسن الاداء وعدم استغلالها
لاغراض تصفيات سياسية خاصة او تنفيذ اجندات حزبية على حساب امن
المواطن"
ونشرت صحيفة (المدى) في صفحتها الثالثة ضمن اعمدتها الثابتة تعليقا
سياسيا بعنوان "شرعنة الخطة الامنية" بقلم احمد عصام. وجاء في المقال
"انتقد رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني الحكومة لاعلانها
خطتها الامنية الجديدة قبل عرضها في السياق القانوني والدستوري
واستحصال الموافقة النيابية عليها ، وعد المشهداني الخوض في تفاصيل
الخطة انتقاصا من السلطة التشريعية في البلاد" ويضيف الكاتب "ان موقف
المشهداني فيه الكثير من التجني فمجلس النواب ومنذ اسابيع عدة لم ينجح
في عقد جلسة اعتيادية واحدة بسبب انشغال نصف الاعضاء بمناسك الحج".
وتابع " فمن يضمن للحكومة ان البرلمان سيتمكن في نهاية المطاف من
عقد جلسة اعتيادية وذلك للنقص الحاد والمزمن في النصاب القانوني للمجلس
وهو العلامة الفارقة للمجلس سواء كان العذر هو الحج او السفرات
السياحية."
ويختم الكاتب مقاله ساخرا "ان الحكومة لا تقدر في ظل الضجة الكونية
التي تحدثها الولايات المتحدة الامريكية حول استراتيجيتها الجديدة في
العراق ان تسكت عن خطتها وتظهر نفسها غير معنية لخاطر عيون البرلمان
الغائب".
اما صحيفة (الصباح الجديد ) التي يراس تحريرها اسماعيل زاير فقد
تناولت موضوع خطة امن بغداد الجديدة من خلال رسم كاريكاتيري بريشة خضير
الحميري بعنوان "خطة امنية " رسم فيه شخصا يجلس بين خمس ترسانات
كونكريتية كالتي توضع عادة في شوارع العاصمة وتمتلىء بها المنطقة
الخضراء لمنع السيارات وفي يده صحيفة وعنوان واضح يقول "منطقة خضراء
لكل مواطن".
صحف يوم الاربعاء:
تساءلت صحيفة (الاتحاد) وهي الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني
الكردستاني الذي يتراسه رئيس الجمهورية جلال الطالباني فى تعليق لها
على اعمدتها الثابتة " قلم اليوم " للكاتب عبد الهادي مهدي واختارت
لتساؤلها عنوان " ما هي العلاقة بين الخطة الامنية الجديدة
والاستراتيجية الامريكية الجديدة ؟ "
وجاء فى التعليق أن" الخطة الامنية الجديدة التي سيتم تطبيقها قريبا
في بغداد اصبحت المادة الرئيسة في وسائل الاعلام العراقية والعربية
والدولية ، ولكن الساحة العراقية تبقى الوحيدة المعنية بها لانها وحسب
تصريحات المسؤولين العراقيين ستؤدي الى بسط القانون واشاعة الامن
والاستقرار في العاصمة بغداد ." ويبدأ تساؤل الكاتب " تبقى هناك نقطة
هامة وهي ساعة التنفيذ ، هذه الساعة التي لم يكشف عنها لحد الان؟ "
من جانبها نصحت صحيفة ( البينة ) الناطقة باسم حركة حزب الله في
العراق رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بالكف عن مطالبته عرض الخطة
الامنية على مجلس النواب في مقال افتتاحي تحت عنوان " الامن اولا ..
يارئيس البرلمان " جاء فيه
" تدور هذه الايام وعلى عجل ملامح التغيير نحو الايجاب الذي طالما
انتظره العراقيون من حكومتهم ونخبهم السياسية ، ليتشكل من مجموع ما
يتسرب للاعلام على قلته من تحركات الاخرين الوجه المرتقب للالية التي
ستخرج العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص من نفق العنف والانفلات الامني
" وتضيف الصحيفة " ان الحكومة تتحرك باتجاهين الاول تسريع انجاز مبادرة
المصالحة الوطنية واعداد الخطة اللازمة للقضاء على الارهاب ."
اما صحيفة (المؤتمر) الناطقة باسم المؤتمر الوطني الذي يتراسه
الدكتور احمد الجلبي فقد نشرت في صفحة داخلية (في واحة الديمقراطية)
مقالا للكاتب جواد كاظم اسماعيل واختار له عنوان " نصائح مجانية امام
حكومة المالكي " جاء فيه "إن المتتبع للمشهد العراقي منذ التاسع من
نيسان ابريل 2004 الى اليوم تتشكل لديه صورا ومشاهد متنوعة ابرزها ان
مدن العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص عاشت بشكل امن ومستقر وعلى مدى
عام رغم ان الامور حبلى لا نعرفها تتمخض عن اي شىء ، وبعد هذا العام
تغيرت الاحوال وبشكل ملفت للنظر.
ويضيف الكاتب " ان الذي حصل في البلد من انهيار كامل لمؤسسات الدولة
ومن ابرزها المؤسسات الامنية شكل نوعا من الفراغ الامني ، برزت خلاله
الطفيليات التي تحاول اثبات وجودها طالما المناخات متاحة. "
وبعد ان يستعرض الكاتب ظهور بعض القوى المسلحة في المناطق الغربية
وما اسماهم بالمنتفعين من نظام صدام وبعض الجماعات المسلحة التي دخلت
الى العراق من خارج الحدود يبدأ نصائحه للحكومة " تحديد المناطق
الساخنة في بغداد ، ثم تكثيف التواجد الامني في تلك المناطق ، اعطاء
المسؤولية لقائد هذه المناطق وتحميله اي خرق امني ، تعزيز الجانب
الاستخباراتي ، اصدار قرار من الحكومة لتسليم السلاح الموجود لدى
المواطنين ، حل قضية الجيش المنحل ، اصدار قرار حل الميليشيات المسلحة
، منح محفزات مالية ومكافآت معنوية ومالية للمسؤولين الذين يقومون
بواجبهم بشكل متميز ."
صحف يوم الخميس:
الخطة الامنية فى شارع حيفا نموذجا .. لماذا لم تشترك قوات
البيشمركة في خطة أمن بغداد..الشيعة تحمي السنة والسنة تحمي الشيعة في
المحافظات.. طائفية الدمار الشامل.. هذه ابرز المحاور التي تناولتها
الصحف العراقية الصادرة اليوم الخميس..
ونشرت صحيفة (المدى) المستقلة تحليلا سياسيا في صفحتها الاولى في
عمودها الثابت " فارزة " تحت عنوان (نموذج حيفا) للكاتب محمود محمد
احمد.
جاء في التحليل " يمكن اختصار ما جرى في شارع حيفا ببغداد امس الاول
بعبارة تقليدية جدا (عملية عسكرية نوعية) ، وهذا ليس فيه ما يشد الحواس
، فمنذ ان خلق العنف في العراق ، ونحن نردد هذه العبارة ، ولكن اذا
دققنا في الوصف فسنكتشف انها المرة الاولى التي تنطبق فيها العبارة على
حقيقة الواقعة ، بمعنى ان ما جرى كان بحق عملية عسكرية نوعية ناجحة."
ويضيف الكاتب قائلا " عملية شارع حيفا كانت مختلفة عن العمليات
السابقة، فتدخل القوات العراقية جاء معززا بغطاء جوي وباسناد عال
المستوى وبقيادة عراقية ، وهو امر كانت له نتائجه الملموسة ، ما يعطي
الاشارة الى ان الخطة الامنية القادمة لو قدر لها ان تطبق بهذا المستوى
من التنسيق فانها ستنجح باسرع واوسع مما نتخيل."
ويخلص الكاتب فى تحليله إلى أن " نموذج حيفا هو نقطة خلاف استمرت
طويلا بين نظرية كانت الحكومة العراقية متمسكة بها وبين قناعة كانت
القوات الامريكية لا تريد المجازفة باهمالها."
اما صحيفة (التاخي) الناطقة بلسان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي
يتزعمه مسعود البرزاني فقد سلطت الضوء على الاسباب التي ادت الى عدم
مشاركة البيشمركة في خطة امن بغداد ..
ونقلت الصحيفة عن الدكتور نوزاد صالح عضو مجلس النواب عن التحالف
الكردستاني قوله " هناك عدة اسباب منعت مشاركة قوات البيشمركة في الخطة
الامنية الجديدة منها اعتبار ما يجري في بغداد ليس قتالا او حربا بين
جهتين، وانما عبارة عن اعمال ارهابية وطائفية تستهدف المواطنين العزل
بصورة عامة وتستهدف قوات الجيش والشرطة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة،
وستكون تعرض البيشمركة لمثل هذه الحوادث أمرا واردا ، اضافة الى احتمال
تعرض البيشمركة الى الانتقامات المختلفة من قبل مختلف الميليشيات
المتصارعة في بغداد. " وتضيف الصحيفة " ان عدم اتقان اللغة العربية
لقوات البيشمركة سببا اخر لامتناعها في المشاركة ، فضلا عن عدم معرفة
مناطق بغداد الواسعة وعدم وجود ظهير امن للبيشمركة، ووصول قوات
البشمركة الى بغداد سيعزلهاعن مناطق كردستان حيث لا توجد استمرارية
امنية من الاقليم الى بغداد. " |