مئة يوم على مدينة الخيام في بيروت يجعلها وجودا طبيعيا

اكتسب الوضع في وسط بيروت اجواء طبيعية في ظل ظروف غريبة.

واصبحت مئات الخيام التي أقامها ناشطو المعارضة لا تمثل الان اكثر من مصدر ازعاج للموظفين الذين يضطرون لايقاف سياراتهم على مسافة أبعد قليلا عن اماكن عملهم حسب رويترز.

والغريب ان مقهى جديدا افتتح الا انه نادرا ما يستقبل اي زبائن.

ويعيش المئات من نشطاء المعارضة في خيام بوسط بيروت منذ ديسمبر كانون الاول. ولم تظهر منهم اي دلالة في الواقع على انهاء اعتصامهم المستمر على مدار الساعة والذي اصاب مركز المال والتجارة ببيروت بحالة من الشلل الفعلي.

ويمر يوم السبت مئة يوم على بدء الاعتصام الذي نظمته المعارضة التي تتضمن جماعتي حزب الله وامل الشيعيتين وحزب مسيحي. واحتلت المعارضة ساحتين في وسط المدينة للضغط من اجل تنفيذ مطالبها بالحصول على مزيد من السلطات في الحكومة.

وارغم الاحتجاج العديد من محلات الملابس والمطاعم في وسط المدينة على اغلاق ابوابها لان الخيام نصبت على مسافة لا تبعد عنها سوى امتار قليلة لتشكل بالفعل قرية من الخيام.

ويقول النشطاء الذين حول اغلبهم الخيام الى منزل ثان لهم انهم يريدون الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وفي عشية اليوم المئة لم يذعن السنيورة المدعوم من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لمطالب المعارضة. غير ان المتظاهرين يقولون انهم لن يبرحوا المكان.

واصبح القول الشائع بين المحتجين هو "مستعدون للبقاء هنا للاخر" و"ونحن لن نغادر حتى لو بقينا مئة سنة لكي نحقق اهدافنا".

ودخلت المعارضة في صراع على السلطة مع تحالف الاغلبية الذي يقوده السنة والذي يدعم حكومة السنيورة.

وتتهم المعارضة الحكومة برفض اعطائها سلطة الاعتراض في الحكومة. لكن الحكومة تنفي ان يكون هذا هو السبب وراء مقاطعة المعارضة وتقول ان لها دوافع سياسية.

وانعشت المحادثات التي طال انتظارها بين زعيمين متنافسين يومي الخميس والجمعة الامال في امكانية التوصل قريبا الى اتفاق ينهي الاعتصام ويفكك مدينة الخيام ويعيد لمنطقة وسط بيروت نشاطها.

وقال محمد علي حسين (20 سنة) من سهل البقاع "الدراسة لا فائدة لها طالما بقي السنيورة في الحكومة. الدراسة ستميتنا من الجوع لانه حتى اذا انهينا دراستنا فلن نجد عملا."

وعبر مدينة الخيام لا توجد دلائل كبيرة على وجود حياة. واصبحت المطاعم الفاخرة التي كانت تعج بالسياح القادمين من الخليج خاوية في اغلب الاحيان او مغلقة. كما اصبحت الكآبة تخيم على متاجر الملابس.

ولكن بعض اللبنانيين يصرون على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي قدر المستطاع.

وقالت نور اسماعيل (23 عاما) التي كانت بين المجموعة الوحيدة التي كانت تتناول الغداء في مقهى طالما كان يعج بالزبائن "اللبنانيون والقدرة على البقاء. نحن هنا لنثبت لهم ان الحياة تستمر."

وافتتح مقهى جديد في الاونة الاخيرة.

وقال علي حجيج "فتحنا لنعطي املا للغير ان البلد سيبقى يسير قدما."

ورغم انه يستقبل نحو 20 زبونا يوميا بالمقارنة بنحو 4000 في اليوم في فرع اخر للمقهى ببيروت الا ان عزمه لم يفتر.

واضاف "طبعا نتكبد خسارة لكنها استثمار. نحن نؤمن بأن كل شيء سيعود كما كان."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 آذار/2007 -23/صفر/1428