
شبكة النبأ: لا يزال الجدل محتدما في
التحضير لأطر الاهداف التي ستتم مناقشتها في مؤتمر البيئة العالمي
المقرر عقده الصيف القادم لغرض اقرار قوانين ملزمة يتم فيها تحديد نسب
انبعاث الكاربون من الدول الصناعية الكبرى وبعض الدول النامية، وتعتبر
الولايات المتحدة المعارض الرئيس لطريقة توزيع نسب الانبعاثات السامة
كون نشاطها الصناعي يصل الى مايقارب 25% من الاجمالي العالمي.
وقال وزير البيئة الألماني سيجمار جابرييل إن الولايات المتحدة عطلت
التقدم على صعيد نقطتين رئيسيتين تتعلقان بحماية البيئة في العالم.
وجاءت تصريحات الوزير الألماني بعد اجتماع لوزراء البيئة استغرق
يومين في مدينة بوتسدام الألمانية.حسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وقال الوزير إن النقطتين هما موضوع توزيع حصص انبعاث الكربون،
ومكافأة الدول النامية على بذل الجهود لحماية مواردها الطبيعية.
وأوضح جابرييل أن معارضة الولايات المتحدة "لم تكن مفاجأة".
وقد حضر اجتماعات مؤتمر بوتسدام وزراء من مجموعة دول الثماني
الصناعية التي تضم الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا
واليابان وايطاليا وروسيا بالاضافة إلى البرازيل والهند والشين
والمكسيك وجنوب افريقيا من دول العالم النامي.
وأكد الوزراء على أن الاجتماع قد أظهر أن هناك قدرا كبيرا من
الاتفاق بين الدول المشاركة بشأن حجم وطبيعة مشكلة التغير المناخي،
لكنه كشف أيضا وجود خلافات على الوسائل اللازمة لمواجهة ذلك.
ويقول مات ماكجاريث مراسل البي بي سي في بوتسدام إنه كان هناك اتفاق
كبير على أن التنمية الاقتصادية المتنامية يجب أن تتم في نفس الوقت مع
الجهود التي تبذل لخفض انبعاث ثاني أكسد الكربون.
إلا أن خلافات طفت على السطح بشأن قضايا محددة مثل تأجيل تحديد حصص
انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الأركان الأساسية لأي محاولة لمنع
انبعاث الغازات.
وحسب أحد الوفود التي شاركت في المؤتمر فإن الولايات المتحدة "لا
تتكتم" بالنسبة لمعارضتها لموضوع تنظيم حصص الكربون ولمقترح آخر سيدفع
الدول النامية للمحافظة على غابات المطر.
وقال جابرييل للصحفيين "إننا نجد أن هذا الأمر يبعث على الأسف".
إلا أنه أضاف قائلا "كنت سأشعر بالاستياء إذا ما كنت قد توقعت شيئا
آخر".
وقالت الحكومة الالمانية ان هناك اتفاقا يتشكل بين الدول الغنية
والنامية بشأن الحاجة لحماية البيئة العالمية إلا أن الولايات المتحدة
لا تزال على طرفي النقيض مع الدول الأخرى بشأن النقاط الرئيسية. حسب
تقرير لرويترز.
واجتمع وزراء البيئة من دول مجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية
الكبرى مع مسؤولين من دول نامية بارزة للإعداد لقمة لمجموعة الثماني في
يونيو حزيران القادم من المنتظر أن تبحث أهدافا محددة لحماية البيئة.
وقال وزير البيئة الالماني زيجمار جابريل للصحفيين في ختام الاجتماع
الذي استغرق يومين وترأسه ممثلا لالمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية
لمجموعة الثماني "كانت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تتحدث ضد
الاجماع بشأن قضيتين."
وأوضح جابريل أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض برنامجا عالميا
لتبادل حصص انبعاثات الكربون مثل البرنامج المستخدم في الاتحاد
الاوروبي وترفض فكرة أنه يتعين على الدول الصناعية أن تساعد في تحقيق
"توازن في المصالح" بين حاجة الدول النامية للنمو الاقتصادي وحماية
البيئة.
وسوف تعقد قمة الثماني في يونيو حزيران في منتجع هيليجندام المطل
على بحر البلطيق. وتضم المجموعة المانيا والولايات المتحدة وبريطانيا
وفرنسا وايطاليا وكندا واليابان وروسيا.
ووضعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تغير المناخ على رأس برنامج
أعمال قمة هذا العام التي ستحضرها أيضا الدول النامية التي كانت حاضرة
في بوتسدام وهي الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والمكسيك.
وفي سياق متصل نقلت CNN تقريرا مثيرا عن ابرز الافكار للحد من تصاعد
درجة حرارة الارض وتداعيات ذلك على الانسان والبيئة.
فقد بدأ العلماء بالبحث عن وسائل جديدة لتجنب الآثار المدمرة
لارتفاع حرارة الأرض، الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، معتبرين أن
ضخامة الظاهرة وعمق تأثيرها يفرضان إيجاد حلول توازيها لناحية قوة
التأثير.
وتتراوح حزمة الأفكار المطروحة بين وضع درع فضائي يقي الأرض حرارة
الشمس، وبين صنع أشجار اصطناعية عملاقة، أو خلق ظروف مناخية مشابهة لما
تحدثه الغيوم البركانية في طبقات الفضاء.
وبرغم الصدمة التي تحدثها تلك الأفكار للوهلة الأولى، فإن عدداً
كبيراً من العلماء بات يرى أن لا بديل عنها لوقف التدهور الحاصل في
الظروف المناخية المخيمة على كوكب الأرض، والتي تهدد استمرار الحياة
نفسها.
وفي هذا السياق، قال توم وايلي، وهو أحد علماء المعهد الوطني للمناخ
في الولايات المتحدة وصاحب نظرية "تأثيرات الغيوم البركانية" هناك
"نتائج سلبية لكل شيء لكن علينا أن نوازن بين السلبيات."
وأضاف تأكيداً على صحة نظريته: "من الثابت علمياً أن حرارة كوكب
الأرض كانت أبرد قبل 16 عاماً إبّان ثورة بركان الفليبين، وقد أخضعنا
هذا الأمر للنقاش العلمي الصيف الماضي مع لوريت بول كروتزن، الحائزة
على جائزة نوبل."
بالمقابل حض علماء الهندسة البيئية، وهو فرع من العلوم الطبيعية نشأ
عام 1965، على تبني خيارات ثورية من هذا القبيل، معتبرين أن الوقت بدأ
يداهم صناع القرار في العالم، وأن الامتناع عن اتخاذ خطوات سريعة لوقف
ظاهرة الاحتباس الحراري قد يدفع باتجاه تلك السيناريوهات.
ولفت الدكتور دايفيد كيث في هذا الإطار، إلى أن مواجهة العالم بهذه
الأفكار العلمية قد يشكل دافعاً أكيداً للحض على خفض انبعاث الغازات
الضارة وفقاً للأسوشيتد برس.
إلا أن هذه الأفكار والمواقف لم تجد صداها في الإدارة الأمريكية،
حيث قلل المستشار العلمي في البيت الأبيض، جاك ماربورغر من أهمية
نظريات علوم الهندسة البيئية، مشيراً بالمقابل إلى الجهد الذي تبذله
الإدارة في إطار تحسين ظروف الأرض المناخية.
وأكد ماربورغر أن الولايات المتحدة خصصت ملياري دولار هذا العام
لجهود البحث العلمي المناخي، سيذهب معظمها لتمويل أبحاث تأمين موارد
الطاقة البديلة التي لا تخلّف أي انبعاثات ضارة.
وقد وافق عدد من العلماء على تصريحات ماربورغر، مشيرين إلى المخاطر
التي قد تنتج عن أفكار راديكالية، مثل وضع درع يقي الأرض حرارة الشمس،
معتبرين أن آثار هذه الخطوة قد تكون مدمّرة على مناطق واسعة من العالم،
مثل الشرق الأوسط. |