الانسجام الزوجي يعالج امراض خطيرة ويواجه ضغوط العمل

 

شبكة النبأ: تشير الدراسات والبحوث الطبية والنفسية الى ترابط وثيق بين التلاحم الاسري ومنه قوة الروابط الزوجية، وبين مختلف الامراض الجسدية والنفسية التي يصاب بها الازواج حيث تجد ان العائلة كلما تكون اكثر استقرارا وطمانينة كلما ابتعد عنها شبح الامراض المزمنة والاكتئاب والمعاناة النفسية الاخرى.

وقال خبراء لـ شبكة النبأ، في المجتمعات المعاصرة نجد التحديات وضغوط العمل والالتزامات المرهقة تساعد على تزايد امراض خطيرة كضغط الدم والسكري ونوبات الاكتئاب الحادة التي تؤدي في كثير من الاحيان الى الانتحار، لذلك فان مراكز البحوث العالمية تجهد في كشف وتحديد مواطن الخلل بالنسبة للعلاقات الاسرية والاجتماعية لتلافيها والتحذير من تداعياتها.  

واظهرت دراسة جديدة ارتفاع متوسط ضغط الدم لدى الاشخاص الذين يعملون في وظائف مليئة بالتوتر خلال عام اذا كانت علاقاتهم مع شركاء حياتهم سيئة وانه على العكس فإن الاشخاص الذين يواجهون توترا في وظائفهم وعلاقاتهم الزوجية طيبة فان ضغط دمهم يهبط بنفس القدر. حسب رويترز.

وقال الطبيب شيلدون دبليو.توبي وزملاؤه من جامعة تورنتو بكندا في دورية ارتفاع ضغط الدم الامريكية ان "الاشخاص الذين يواجهون توترا كبيرا في وظائفهم ومستوى منخفض من التلاحم الزوجي قد يستفيدون من قياس ضغط دمهم بصورة منتظمة."

واجرى توبي وفريقه هذه الدراسة لبحث ما اذا كان عامل الوظيفة ونوعية الزواج- وقد ثبت ان كلاهما يؤثر بشكل منفصل على الصحة- قد يتفاعلان للتأثير على ضغط الدم.

وتابع الفريق 229 رجلا وامرأة لمدة عام وكانوا جميعا يعيشون مع قرين او شريك وغير مصابين بارتفاع في ضغط الدم مع بداية الدراسة.

وركز توبي وفريقه على "التلاحم الزوجي" للزوجين او مدى دعم كل زوج للاخر. وارتدى المشاركون في الدراسة اجهزة لقياس ضغط دمهم طوال فترة يوم عمل نمطي في بداية الدراسة ومرة اخرى بعد ذلك بعام.

وزاد ضغط الدم الانقباضي او الرقم الاعلى في قراءة ضغط الدم ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين تحدثوا عن ارتفاع مستوى التوتر في عملهم وانخفاض مستوى التلاحم الزوجي.

وعلى الجانب الاخر انخفض ضغط الدم الانقباضي ثلاث نقاط لدى الاشخاص الذين يتمتعون بمستوى عال من التلاحم الزوجي ويواجهون توترا في عملهم.

وعندما راجع الباحثون الرجال والنساء بشكل منفصل وجدوا ان العلاقة بين التوتر وضغط الدم والتلاحم الزوجي ظلت قوية بالنسبة للنساء ولكنها اختفت بالنسبة للرجال.

ويشير الباحثون الى ان تعرض الشخص للتوتر في العمل في الوقت الذي لا يكون له تأثير يذكر على مطالب العمل يمكن ان يزيد الالتهاب ومستويات هرمونات التوتر. وقالوا "ان الاثر الملطف لزيادة مستوى التلاحم الزوجي قد يخفض ضغط الدم لدى شخص مصاب وذلك من خلال وقف التأثير" المتعلق بزيادة التوتر في العمل.

وفي سياق متصل، أثبتت دراسة علمية اخرى، صدرت في الولايات المتحدة أن الزواج يفيد في علاج الاكتئاب، ويساعد في رفع الروح المعنوية، ويفيد أيضاً الصحة العقلية.

وكشفت الدراسة أن الزواج له مزايا كبيرة، للذين يعانون من الاكتئاب بصورة مزمنة، وهو الاكتشاف الذي ادهش الفريق العلمي الذي قام بإجراء هذه الدراسة، بجامعة أوهايو.

وقالت أدريان فريتش طالبة الدكتوراة، بقسم علم الاجتماع في جامعة أوهايو، التي قامت بالدراسة بالاشتراك مع كريستي ويليامز الأستاذ المساعد المتخصصة في علم الاجتماع "اكتشفنا عكس ما توقعنا."

وقالت فريتش إنهما كانتا تتوقعان اكتشاف ان اكتئاب احد الزوجين، يثقل كاهل الاخر بعبء كبير، لكن "مسألة أن تكون لك أهمية لدى شخص آخر، يمكن أن تخفف كثيرا من أعراض الاكتئاب."

واستعانت الباحثتان بعينة شملت نحو 3066 شخصاً، حيث قامتا بقياس أعراض الاكتئاب، مثل عدم القدرة على النوم او الحزن المستمر عند نفس الاشخاص، قبل وبعد زيجاتهم الأولى.

واكتشفت الباحثتان ان الاشخاص المكتئبين شعروا بانخفاض في وتيرة حدوث هذه الأعراض.

وقالت وليامز:"ربما يكون الاشخاص المكتئبون، في حاجة خاصة إلى الحميمية والتقارب العاطفي والدعم الاجتماعي، الذي يستطيع الزواج توفيره، وإذا بدأت بالشعور بالسعادة فلن يكون أمامك شوط طويل لتقطعه."

وأضافت قولها إنه "على الجانب الآخر، فإنك إذا لم تكن مكتئباً، فقد يكون للزواج تأثير عكسي"، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين كانوا سعداء قبل الزواج، وينتهي بهم الأمر في زواج تشوبه مشاعر غير ودية وصراعات، وهي الصفات المرتبطة بشريك الحياة المكتئب، قد يكونون أفضل حالاً وهم عزاب.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 19 آذار/2007 -29/صفر/1428