سلام الأمريكان في بلد السلام ..

بالوثائق والأرقام ..قصة حقيقية

علي الحسناوي

لم يكن ذلك الجمع الطيّب من الاشقاء (ح.ج.م) يعي عاقبة ان تتأوه بحضرة الأمريكان أو ان تقول كلمة حتى وان كنت قد تعلمتها منهم فمابالك بمن يتعدى على قوانين الحرب ويتحدى سلطة الغرب في هذا الطريق أو في ذلك الدرب.

وهذا ما فعله تماما هؤلاء الأشقاء حينما اشفقوا على جريحٍ سقط تماما على عتبة البيت دون ان يتعرّفوا حتى على هويته أو انتماءه إلا ان تلك الطرقات الحادة (على طريقة التحضّر الأمريكي في الإستئذان) على باب البيت قد تكون هي التي دفعت بهم الى محاولة معالجة الموقف بأقصى سرعة حتى لا تُكسر الابواب كما كان يحصل كل مرة ليكونوا وجها لوجه امام تلك الضحية البشرية والوجه الباكي طالبا المساعدة حتى انهم لم يعطوه اكثر مما يستحق ولم يدخلوه الى حصنهم المهدد بالانفجار في أية لحظة.

هذا هو كل ماحصل في ذلك اليوم النيساني لينتهي الفصل الأول من الواقعة الأنسانية التي دارت مشاهدها في المحلة 813 من مدينة العمال الحقة (حي العامل) وتحديدا في الزقاق 16..

ويبتدأ الفصل الثاني اللاإنساني من الواقعة ولكن بعد ان تزحف عشرات العربات العسكرية من نوع هامر المحشوة بالعشرات من أولاد وبنات العم سام وتحديدا من اولاد الطبقة العاشرة من الذين تلقوا تدريباتهم في معسكرات جورجيا يرافقهم البعض من المترجمين ليداهموا (الوكر الأرهابي) الذي آوى جريحا في اليوم السابق.

ويلتقط شهود العيان من شباب ذلك الزقاق بعض من صور رجالات العم سام وجنوده وهو يجرّون الأشقاء واحدا تلو الآخر وكأن هؤلاء الاشقاء جراء للتوّ ولدتهم امهم وليسو بشر عراقيون فقراء سحقهم صناع السلام عشرات المرات ولم يستغفر لهم احد حتى ولو مرة واحدة.

حتى ان الشقيق الذي كان ممدا خائر القوى على فراش المرض بعد ان اجرى للتو عملية جراحية معقدة لم يسلم هو الآخر من (السحل) الحضاري ليجد نفسه مكوّما هو الآخر فوق كومة الاجساد البشرية التي سبقته والتي كانت وقبل هذه اللحظة تسمى (اخوته).

لا تلتقط انفاسك عزيزي المشاهد وانت تحاول ان تستنتج ما جرى بعد ذلك إعتمادا على ماكنت قد قرأته أو سمعته أو شاهدته من قبل بل ومن غير المسموح لك ان تتصور أيضا لأن الفصل الثالث يحمل في طياته الكثير من الألم والقليل من الأمل.

ويمتد الفصل الثالث على المساحة الزمنية بين يوم الخميس وهو موعد عرض الفصل الأول ومساء الخميس وهو موعد عرض الفصل الثاني لننتقل الآن الى صباح يوم السبت ليجد الاهل والاحبة في ذلك الزقاق انفسهم وجها لوجه مع الاشقاء وهم في اتم الصحة والعافية بإستثناء الرعب الذي كانت تنتفض بسببه اجسادهم والرهبة من حتى محاولة إعادة إستذكار الموقف.

وبعد الآلاف من كلمات الحمد لله على السلامة والتي اصبحت أغلى من نفط العراق وأحلى من تمره لم يتردد الأشقاء لحظة في الهروب الى داخل البيت وإيصاد كافة الابواب التي منها اشفقوا على جريحٍ مسكين ومنها ايضا سُحلوا الى قدرٍ لم يتوقعه أي من المشاهدين وظلت كلماتهم الخائفة تتطاير فوق الجمع البشري الصاخب والتي مفادها:

ـ لم يحققوا معنا...لم يعتدوا علينا...ولكنهم اطلقوا سراحنا في منطقة سنية تماما وتحديدا في منطقة أبو غريب فجر اليوم. والله وحده يعرف كيف وصلنا سالمين.

لا تتسرعوا في حكمكم عليّ أحبتي كوني سألت محدثي نفس السؤال الذي يدور في اذهانكم الآن:

ـ ولكن هل حصل وان ألقى الامريكان بالعراقيين من السنة في منطقة حي العامل أو غيرها من المناطق الشيعية.

الجواب .. نعم سمعنا عن ذلك الكثير

الى هنا ... (تبتدأ) مرحلة جديدة من التفكير واعادة ترتيب الأوراق

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء 2 آيار/2007 -13/ربيع الثاني/1428