رغم هجمات الوهابيين على طول التاريخ: كربلاء قبلة الأحرار

شبكة النبأ: كربلاء اسم حافل بالاحداث على مر العهود ورمز من الرموز الدينية العالمية، وقد كانت عبر تأريخها منارا للحق وبالتالي فهي موطن الصراع بين أهل الظلم وبين اهل العدالة.

ويتجلى هذا الصراع في عداوة متأصلة للرسول الاعظم (ص) وآل بيته وأتباعهم من قبل الحركة الوهابية  التي نفذت الى عصب الحكم في المملكة السعودية منذ بداية القرن الماضي واخذت تنفث افكارها التكفيرية في شبه الجزيرة العربية. حتى وصل الامر بأبن الملك سعود في عشرينات القرن الماضي الى قيادة جيش من الاعراب ومهاجمة مدينة كربلاء الآمنة المقدسة واستباحة حرم سبط النبي المنتجب الامام الحسين وتدميره، فضلا عن قتل الالاف من اهالي المدينة واعمال السلب والنهب لممتلكات المسلمين.

كربلاء مدينة مشهورة قبل الاسلام بزمن بعيد، وتمتاز بقدسيتها وتأريخها الحافل بالامور العظام والحوادث الجسام حيث شهدت تربتها حادثة من أسمى ملاحم الشهادة والفداء في سبيل الانسانية والدين الا وهي واقعة الطف الخالدة.

الموقع: تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية.

يحدّها من الشمال محافظة الانبار ومن الجنوب محافظة النجف ومن الشرق محافظة الحلة ومن الغرب بادية الشام واراضي المملكة السعودية.

التوسعة والاعمار:

ـ في 12 محرم عام 61 هـ بدأ تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن بنو أسد رفات الامام الحسين ( ع ) واخيه العباس ( ع ) وصحبه الميامين ( عليهم السلام).

ـ سنة 247 هـ اعاد المنتصر العباسي بناء المشاهد في كربلاء وبنى الدور حولها بعد قتل ابيه المتوكل الذي عبث بالمدينة وهدم مافيها، ثم استوطنها أول علوي مع ولده وهو السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم ( ع).

ـ سنة 372 هـ شيد اول سور للحائر وقد قدرت مساحته 2400 م2.

ـ سنة 412 هـ اقام الوزير ( الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي ) السور الثاني للمدينة ، ونصب في جوانبه أربعة ابواب من الحديد.

ـ سنة 941 هـ زار الشاه اسماعيل الصفوي كربلاء وحفر نهراً دارساً وجدّد وعمّر المشهد الحسيني.

ـ سنة 953 هـ أصلح سليمان القانوني الضريحين فاحال الحقول التي غطتها الرمال إلى جنائن.

ـ في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار احد ملوك الهند كربلاء ( بعد حادثة الوهابيين التكفيريين سنة 1216 هـ ) وبنى فيها اسواقا جميلة وبيوتا، اسكنها بعض من نكبوا، وبنى

سورا منيعا للبلدة.

ـ سنة 1217 هـ تصدى السيد علي الطباطبائي ( صاحب الرياض ) لبناء سور المدينة الثالث بعد غارة الوهابيين وجعل له ستة ابواب عرف كل باب بإسم خاص.

ـ سنة 1860 م تم ايصال خطوط التلغراف واتصال كربلاء بالعالم الخارجي.

ـ في سنة 1285 هـ 1868 م وفي عهد المصلح ( مدحت باشا ) بنيت الدوائر الحكومية، وتم توسيع واضافة العديد من الاسواق والمباني، وهدم قسماً من سور المدينة من جهة باب النجف، واضاف طرفاً اخر الى البلدة سميت بمحلة ( العباسية).

ـ سنة 1914 م وبعد الحرب العالمية الاولى انشئت المباني العصرية والشوارع العريضة وجففت اراضيها وذلك بانشاء مبزل لسحب المياه المحيطة بها.

مراقدها ومقاماتها:

ـ الروضة الحسينية المطهرة وبجانبها العديد من القبورالتي تزار منها:

(مرقد السيد إبراهيم المجاب( ع )، مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين( ع ) والقاسم بن الحسن( ع).

ـ الروضة العباسية المطهرة.

ومن المقامات والاماكن التي يتبرك بها الزوار:

ـ نخل مريم.

ـ مقام الحر بن يزيد الرياحي ( ع ).

ـ المخيم الحسيني.

ـ مقام المهدي ( عج ).

ـ مقام تل الزينبية.

ـ مقام الكف الايمن للعباس ( ع ).

ـ مقام الكف الايسر للعباس ( ع ).

ـ مقام الامام جعفر الصادق ( ع ).

ـ مقام عون بن عبدالله.

ـ مقام بن حمزة.

ـ مقام الحسين وابن سعد.

ـ مقام ابن فهد الحلي .

ـ مقام فضة.

ـ مقام الامام علي( ع ).

ـ مقام موسى بن جعفر( ع ).

ـ مقام علي الاكبر( ع ).

ـ مقام رأس الحسين( ع ).

ـ مقام أم البنين( ع ).

ـ مقام الاخرس بن الكاظم( ع).

مدارسها الدينية:

1 ـ المدرسة المحسينية 1327 هـ

2 ـ المدرسة الجعفرية 1333 هـ

3 ـ المدرسة الاحمدية 1921 م

4 ـ المدرسة الفيصلية 1921 م

5 ـ المدرسة الرضوية 1345 هـ

6 ـ مدرسة الامام الباقر ( ع ) 1381 هـ

7 ـ مدرسة المجاهد 1270 هـ

8 ـ مدرسة البادكوبة 1270 هـ

9 ـ مدرسة الصدر الاعظم 1276 هـ ( مندثرة)

10 ـ مدرسة الحاج عبد الكريم 1287 هـ

11 ـ مدرسة البقعة 1250 هـ

12 ـ مدرسة السليمية 1250 هـ

13 ـ مدرسة الهندية الكبرى 1920 هـ

14 ـ مدرسة الهندية الصغرى 1300 هـ

15 ـ مدرسة ابن فهد الحلي 1358 هـ جُدد بناؤها

16 ـ مدرسة الزينبية 1276 هـ ( مندثرة)

17 ـ مدرسة المهدية 1287 هـ

18 ـ مدرسة البروجردي 1381 هـ

19 ـ مدرسة شريف العلماء المازندراني1384 هـ

20 ـ مدرسة الخطيب 1355 هـ

21 ـ مدرسة الامام الصادق ( ع ) 1376 هـ

22 ـ مدرسة الحسينية 1388 هـ

23ـ مدرسة السردار حسن خان 1180 هـ ( كانت تحتوي على 70 غرفة لم يبقَ منها اليوم سوى 16 غرفة).

من ذاكرة التاريخ:

ـ نزل فيها الامام امير المؤمنين علي ( ع ) اثناء مروره إلى حرب صفين وشوهد فيها متأملا لما لها من أطلال واثار، فسئل عن ذلك فقال(عليه السلام):

ان لهذه الارض شأنا عظيما" فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم، فسئل عن ذلك فقال( عليه السلام): ثفل لآل محمد ( ص ) ينزلون هاهنا.

ـ سنة 61 هـ لما انتهى الامام الحسين ( ع ) الى كربلاء واحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: ما اسم تلك القرية؟ وأشار الى العقر، فقيل له: اسمها العقر فقال( ع): نعوذ بالله من العقر فما أسم هذه الارض التي نحن فيها؟ فقالوا: كربلاء، قال: ارض كرب وبلاء.

ـ في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الامام الحسين ( ع ) وأصحابه الميامين فيها ودفن في الحائر المقدس.

ـ في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء، على ضفة الفرات ودارت هنالك معركة رهيبة اسفرت عن هزيمة الثوار امام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد.

ـ سنة 369 هـ حدثت غارة ضبّة بن محمد الاسدي على كربلاء عندما كان اميرا لعين التمر.

ـ سنة 1216 هـ أغار الوهابيون على مدينة كربلاء بقيادة سعود بن عبد العزيز وقتلوا اغلب اهلها في الاسواق والبيوت ، وهدموا قبة مرقد الامام الحسين ( ع ) ونهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من اموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة ( الطف الثانية).

ـ سنة 1534 م احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي ( النهر السليماني ) وهو نهر الحسينية الحالي.

ـ سنة 1241 هـ / 1825 م وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة امير خيالته ( سليمان ميراخور ) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 اشهر.

ـ سنة 1258 هـ / 1842 م وقعت حادثة محمد نجيب باشا اذ اجبر سكان مدينة كربلاء

بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين.

ـ سنة 1638 م حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء.

ـ سنة 1293 هـ / 1876 م حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية.

ـ سنة 1923 م هاجم الوهابيون مدينة كربلاء مرة ثانية.

ـ سنة 1920 م اندلعت الثورة العراقية المسماة " ثورة العشرين العظيمة"، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار وعلى راسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي واصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق.

ـ في 29 / حزيران 1920 م القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الامام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والاعلام المجاهدين وتم تسفيرهم الى هنكام.

الشخصيات المهمة: امتازت مدينة كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية ، فهي رمز الشموخ والاباء والمجد في دنيا العلم والادب والجهاد منذ اقدم العصور والازمنة ، ونشير هنا إلى اهم شخصياتها الدينية من العلماء الفطاحل الذين اقاموا فيها وتخرجوا من معاهدها ونبغوا فيها.

1 ـ حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء ( المتوفى سنة 310 هـ).

2 ـ الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ).

3 ـ الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) ( المتوفى سنة 490 هـ).

4 ـ السيد فخار بن معد الحائري الموسوي ( المتوفى سنة 630 هـ).

5 ـ الشيخ احمد بن فهد الحلي الاسدي ( المتوفى سنة 841 هـ).

6 ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي ( المتوفى سنة 900 هـ).

7 ـ السيد نصر الله الحائري المدرس في الروضة الحسينية ( المتوفى سنة 1168 هـ).

8ـ الشيخ يوسف البحراني ( المتوفى في كربلاء سنة 1186 هـ ) " المدفون في الحضرة الحسينية ".

9ـ السيد محمد حسين المرعشي ( المتوفى سنة 1315 هـ).

10ـ الشيخ محمد تقي الشيرازي ( المتوفى سنة 1338 هـ).

11ـ السيد مرزا مهدي الشيرازي ( المتوفى سنة 1380 هـ).

التاريخ يعيد نفسه:

مجزرة الوهابية التكفيريين في كربلاء عام 1802م/1216هـ وما أشبه اليوم بالبارحة!

أسند الملك عبدالعزيز الى ابنه سعود قيادة الحملات العسكرية والفتوحات القبلية، وبدوره اثار

استياء العالم اجمع حين اقدم فجأة عام 1802م على مهاجمة كربلاء المدينة المقدسة عند الشيعة حيث مسجد الحسين(ع) وقبره الحاوي لكنوز العرب والاتراك والفرس، ولم يكن التبجيل لهذا المقام من قبل الشيعة إلا مبالغات غير جائزة عند الوهابيين.

وبعد حصار لم يستمر طويلا فتحت المدينة وتساقط القتلى من جميع الاعمار في الشوارع والبيوت، وهدم قبر الحسين وسلبت الجواهر التي كانت تزينه واقتسمها المحاربون كما اقتسموا كل شيء في المدينة.

و قد أثار هذا العمل سخط العالم اجمع من عرب واتراك وفرس وغيرهم. بعد ذلك حين اتم سعود مهمته عاد الى عاصمة الدرعية محملا بالغنائم الثمينة ليحظى بتأييد والده وشعبه!.

الا ان ذلك النصر قد جرّ فيما بعد لعواقب وخيمة وقتل والده الملك عبدالعزيز، فقتل في الثامن عشر من رجب عام 1288هـ، وكان "القاتل" يقصد سعود بالذات انتقاما لما فعله في كربلاء فقد كان من سكانها وشهد بأم عينيه ذبح الابرياء ومنهم زوجته واطفاله فأقسم على الانتقام.

يقول كتاب "تاريخ السعودية" عن حادثة تدمير ونهب كربلاء مايلي:

اختمرت لدى امراء الدرعية خطة الاستيلاء على كربلاء وفيها العتبات المقدسة الشيعية التي يكرهونها، وخصوصا ضريح الامام الحسين حفيد النبي محمد (ص)، وحقق الوهابيون نواياهم في آذار 1802م.

اما المراجع التاريخية العربية، ومعها من الاوربيين فيلبي، فينقل التاريخ الى العام التالي: آذار- نيسان 1802. والاساس المعتمد في ذلك هو مصنف ابن بشر. وأيد هذا التاريخ ابن سند. ومجلة المنوعات الادبية. وجميع هذه المصادر قريبة زمنيا من الاحداث.

والقول الفصل بهذا الخصوص، هو لصالح عام 1802، وارد في تقرير وصل من العراق الى سفارة روسيا في الاستانة وكتب قبل صيف 1803. فالشخص الذي عاش آنذاك في العراق وتحدث شخصيا مع شهود عيان عن تدمير كربلاء من المستبعد ان يخطيء لعام كامل بخصوص تاريخ هذا الحادث الهام.

ويقول كاتب التقرير:"رأينا مؤخرا في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الامام الحسين مثالا مرعبا على قساوة تعصب الوهابيين. فمن المعروف انه تجمعت في هذه المدينة ثروات لاتعد ولا تحصى وربما لايوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي.

لانه كانت تتوارد على ضريح الحسين (ع) طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والاحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة...وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة ولم ينهبها. وكان الجميع يعرفون ان نادر شاه قد نقل الى ضريح الامام الحسين وضريح الامام علي عليهما السلام، قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح تثير شهية الوهابيين التكفيريين وجشعهم منذ أمد طويل.

فقد كانوا دوما يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة ان دائنيهم حددوا تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه احلامهم.

وها قد حل هذا اليوم في الاخير وهو 20 نسيان 1802م. فقد هجم 12 الف وهابي فجأة على ضريح الامام الحسين. وبعد ان استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها اكبر الانتصارات تركوا كل ما تبقى للنار والسيف...

وهلك العجزة والاطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة. وكانت قساوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء انهارا... وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك اكثر من 4000 شخص... ونقل الوهابيون مانهبوه على أكثر من 4000 جمل .

وبعد النهب والقتل دمروا ايضا ضريح الامام الحسين(ع) وحولوه الى كومة من الانقاض والدماء. وحطموا خصيصا المنائر والقباب لانهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من الذهب.

وكتب المؤرخ الوهابي ابن بشر عن هذا الحادث يقول: "سار سعود بالجيش المنصور والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز ونهامة وغير ذلك وقصد ارض كربلاء...فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب اهلها في الاسواق والبيوت. وهدموا القبة الموضوعة على قبر الحسين. واخذوا مافي القبة وما حولها واخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر واخذوا جميع ما وجدوا في البلد من انواع الاموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها الا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الاموال وقتل من اهلها قريب الفي رجل.

هذا تاريخ الامس مع المد التكفيري الوهابي، ولا زال اليوم هذا الوباء يواصل حملته الظلامية ليس على كربلاء وانما على كل اهل العراق من خلال السيارات المفخخة وثقافة الذبح على الهوية وتدمير الحياة والاساءة الى الدين وكل مبدأ إنساني.

فقد قام بعض علماء الوهابية التكفيريين ممن وقعوا على بيان تكفير الشيعة في تشرين الثاني من العام الماضي بتبادل التهاني والتبريكات بعد العملية الإرهابية
التي وقعت في كربلاء المقدسة مؤخرا، وأشادوا بها في محاضراتهم.

وتناقل مواطنون من الدمام خلال الأيام الماضية إنباء عن استمرار شيوخ الوهابية بالتحريض على قتل الشيعة في العراق، والخطير في هذه الانباء ان مقربين من اثنين من علماء الوهابية هما عبد الله بن جبرين وسفر الحوالي  أشاروا إلى  إن الدعوة لهدم رموز الشرك!!  في العراق، ويقصدون بذلك قبور أئمة أهل البيت عليهم السلام، ستثمر قريبا بعمليات جديدة ينفذها الإرهابيون الذين وصفوهم بـ"الموحدون   في عقر دار"الروافض" في كربلاء.

وكان عبد الله بن جبرين قد دعا في الذكرى السنوية لهدم المرقدين المطهرين للإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، الى هدم ما تبقى من المرقدين وهدم كافة المراقد المقدسة الاخرى في العراق وسيخسأ ان شاء الله هو ومن تبعه.
ولعل هذه الدعوات لهذين الشخصين المقربين من السلطات السعودية ذات الصبغة الوهابية، تؤكد  ما ورود في تقارير استخباراتية يعتقد بصدقيتها للأجهزة الأمنية مؤخرا في بغداد، تشير الى  وجود معلومات عن خطة واسعة سينفذها الوهابيون التكفيريون قريبا في واحدة من المدن المقدسة او أكثر، وكربلاء الأكثر ترشيحا، تستهدف تنفيذ عمليات تفجير ضخمة وتنفيذ اغتيالات فيها بأحزمة ناسفة.

ويعتقد علماء الوهابية في السعودية الذين أفتوا ضد الشيعة وحرضوا على قتلهم، ان الرسول أمرهم بهدم كل قبر يبنى، لانه رمز من رموز الشرك !وخاصة القبور التي يتم التوسل بأصحابها الى الله.!!! والذي يزيد الأمر خطورة، أن تنظيم القاعدة التكفيري والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه تمكنت من تحشيد  مجموعاتها بما يشبه التنظيم العسكري الذي يضم اكثر من خمسة ألاف إرهابي موزعون بالقرب من حدود محافظة كربلاء المجاورة لمحافظة الانبار، وكانت العملية الإرهابية باختطاف 20 راعيا من أبناء منطقة الوند الذين كانوا يرعون أغنامهم بالقرب من الانبار في  مطلع هذا الشهر، علامة قوية على تنامي قوة هؤلاء الإرهابيين في تلك المنطقة وتوجههم لتنفيذ عمليات ارهابية. الامر الذي يستدعي توجيه عناية خاصة لبناء القدرات العسكرية والامنية لكربلاء المقدسة ويجب ان يرافق ذلك دعما حكوميا غير محدود بالعدة والعتاد والاليات بما يمكن اهل كربلاء من التصدي لزمر الارهاب والتكفير وهزيمتهم بعدما قصم ظهر القاعدة ومن معها في بغداد والانبار والموصل ولم يبقى لهم سوى محاولات ستنتهي عاجلا ام آجلا.  

........................................................................

المصادر:

1ـ كربلاء في الذاكرة / تاليف / سلمان هادي الطعمة / ط1/سنة 1988 م بغداد.

2ـ موسوعة العتبات المقدسة / ج8/ط2 / سنة 1987 م.

3ـ العراق قديماً وحديثاً / السيد عبد الرزاق الحسني.

4ـ عن كربلاء يرد في التقارير البريطانية:"هاجم الوهابيون كربلاء عام 1802، ودمروها بالكامل، ماعدا محلة العباس، وعاثوا في قبر الحسين وقتلوا 5000 من اهلها وعلمائها، وترك

هذا العمل اثره في ذاكرة الفرس والعرب والاتراك ووجهت الاتهامات الى الاتراك لعدم حمايتهم هذه القباب المقدسة".راجع سجلات مكتبة حكومة بومبي، رقم XXIV، ص43. اما في كتب التراث الشيعي فيذكر لنا الدكتور عبدالله الكليدار في كتابه "تاريخ كربلاء" ص223، ما نصه:"ان اعظم فاجعة مرت على كربلاء في التاريخ هي غزو الوهابيين لها في 18 ذي الحجة، عام 1216هـ ويستشهد باقوال المستشرقين و منهم الانكليزي المستر ستيفن هيمسلي لونكريك الذي خاطب الرأي العام بصراحة وحرية في كتابه (اربعة قرون من تاريخ العراق) طبع بغداد سنة 1941م، لمزيد من التفاصيل راجع الصفحات 223-226 من الكتاب المذكور.

5ـ تاريخ نجد، فيلبي ص143

6ـ تاريخ نجد، فيلبي، ص148

7ـ تاريخ كربلاء، د.عبدالجواد الكليدار، ص329

8ـ ابن بشر. عنوان المجد، ج1، ص121-122

J Philipy H. Saudi Arabia, p.93

9ـ تاريخ بغداد. عثمان بن سند البصري، ص28

Raymond J.Les Wahabys.p16

10ـ مجلة المنوعات الادبية، 1805، مجلد2، ص25

Rousseau J. Description.p72-75

11ـ يورد روسو في كتابه رقما اقرب الى الحقيقة، وهو 2000 رأس من الابل. ص74

12ـ ارشيف السياسة الخارجية لروسيا، "الديون"، 1803، الاضبارة 2235، ص38-40

13ـ عنوان المجد ابن بشر، ج1، ص121-122 [/ALIGN]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 آيار/2007 -12/ربيع الثاني/1428