انتشار انفلونزا الطيور في اسيا يهدد بقتل ملايين البشر وانقراض الدواجن

 شبكة النبأ: من الضروري جدا تكثيف الأبحاث بالتوازي لفهم تحولات فيروس انفلونزا الطيور الفتاك حيث أنّ العدوى تقتصر الآن على أن تكون بين الطيور والبشر، غير أنّ الخبراء يخشون أنّ يتحول الفيروس بشكل يسهّل انتقاله بين البشر أنفسهم مما سيؤدي إلى وباء دولي.

وقال ديفيد هيمان أكبر مسؤول عن مكافحة انفلونزا الطيور بمنظمة الصحة العالمية لرويترز، ان المنظمة تبحث إنشاء مخزون يصل الي 60 مليون جرعة لقاح لاستخدامها في الدول النامية لمكافحة أي وباء للانفلونزا.

وأضاف ان المخزون سيوجه لتلبية طلبات دول في مقدمتها اندونيسيا وتايلاند اللتان تريدان الاستفادة من مشاركة الخبراء في عينات لفيروس من سلالة "اتش5ان1" القاتلة لانفلونزا الطيور والتي تستخدم لتطوير لقاحات تجارية.

ومضى قائلا ان الدول النامية اقترحت ضرورة ان تغطي مخزونات منظمة الصحة العالمية واحدا في المئة تقريبا من سكانها لاسيما "العمال الأساسيين" مثل أطقم العاملين في المستشفيات والشرطة.

وقال هيمان وهو مساعد مدير منظمة الصحة العالمية للامراض المعدية لرويترز على هامش اجتماع للمنظمة بشأن زيادة توفير لقاحات وباء الانفلونزا قائلا "الرقم التقريبي للمخزون العالمي الذي ستدبره منظمة الصحة هو 40 مليون الي 60 مليون جرعة. انه معقول جدا."

ومع ان انفلونزا الطيور مرض يصيب الطيور بالأساس إلا أن الخبراء يخشون ان يتمكن الفيروس المسبب للمرض من التحور الي شكل يمكنه من الانتقال بسهولة بين البشر مسببا وباء محتملا قد يقتل ملايين الاشخاص. وقتل الفيروس 180 شخصا منذ عام 2003.

وقالت مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية ان القدرة العالمية على تصنيع لقاح لوباء ثلاثي لتغطية ثلاثة سلالات فيروسية تقدر بنحو 500 مليون جرعة سنويا. وبالنسبة للقاح لسلالة واحدة ترتفع تلك القدرة الي 1.5 مليار جرعة.

وأضافت امام اجتماع على مستوى عال في جنيف قولها "هذا ما زال غير كاف لعالم يزيد عدد سكانه كثيرا عن ستة مليارات نسمة."

وباء H5N1 قد يقضي على سبعة ملايين شخص

المنظمة تعتبر أنّ القضاء على ثروة الدواجن لدى الدول التي يظهر فيها الفيروس ربما تمثل

خسائر فادحة ولكنها يمكن ان تعتبر أملاً في مقاومته، حيث أظهرت دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية نقلتها الـ CNN ، ان اتخاذ مرض فيروس أنفلونزا الطيور شكلا وبائيا على الصعيد العالمي، سيخلّف ما بين مليونين وسبعة ملايين قتيل ومليار شخص يعانون من العدوى فضلا عن خسائر اقتصادية تقدر بنحو 200 مليار دولار.

وقالت أسوشيتد برس إنّ تلك الأرقام تمّ الكشف عنها خلال منتدى حول المرض الفتاك عقد في العاصمة الفلبينية مانيلا.

وقال ممثل المنظمة في الفلبين جان مارك أوليف إنّ احتمال اتخاذ الفيروس شكلا وبائيا كبير ومستمر ونتائجه ستكون كارثية على جميع المستويات.

وشدّد الخبير الدولي على أنّه وفي غياب حلول علاجية فعالة جدا حاليا، فإنّ الحلّ الذي تنبهت إليه السلطات الصحية في هونغ كونغ هو المثالي حيث أعدمت جميع الطيور لديها عام 1997 بعد أن لقي سبعة أشخاص مصرعهم تأثرا بفيروس H5N1.

واعتبر أنّه من الضروري تكثيف الأبحاث بالتوازي مع ذلك لفهم تحولات الفيروس حيث أنّ العدوى تقتصر الآن على أن تكون بين الطيور والبشر، غير أنّ الخبراء يخشون أنّ يتحول الفيروس بشكل يسهّل انتقاله بين البشر أنفسهم مما سيؤدي إلى وباء دولي.

ووفقا لدراسات سابقة متعلقة خاصة بوباء الأنفلونزا الإسبانية الذي قتل 50 مليون شخص عبر العالم بين 1918 و1919، تقدر المنظمة أن يصل عدد الوفيات إلى ما بين مليونين وسبعة ملايين زيادة إلى مليار ستشملهم العدوى.

كما أشارت إلى أنّ أي وباء سيؤدي إلى تدهور نسبة النمو في القارة الآسيوية، وهي كبرى قرارات العالم، بنحو 3 بالمائة.

ويقول تقرير لـ(كونا) عن ظهور حالات عديدة للمرض في الكويت، تشكل عملية نقل الطيور من مكان لاخر عاملا مساعدا لانتقال الاصابات وظهور بؤر جديدة ما قد يعيق الجهود المبذولة للسيطرة على مرض انفلونزا الطيور.

فقد دفعت عملية اعدامات الطيور التي قامت بها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في منطقة الوفرة لنحو 7ر1 مليون طير البعض الى نقل طيورهم من منطقة الوفرة التي اعلن انذاك انها منطقة موبوءة الى مناطق اخرى مثل منطقة كبد خوفا من ان تشملها عملية الاعدامات ما اسفر عن ظهور بؤر جديدة تمثلت بنفوق ثلاثة ديوك رومية.

ومنذ ظهور انفلونزا الطيور في الكويت قبل شهرين تقريبا واللجنة المشتركة تعمل على مدار الـ24 ساعة لمكافحة المرض والحد من انتشاره الا ان عدم استجابة البعض لتعليمات اللجنة ساهم بشكل او باخر بظهور بؤر جديدة في مناطق مختلفة.

وفي الكويت تنتشر عند البعض هواية تربية الحمام في المنازل او طيور الزينة مع غياب

الفحوصات البيطرية غير ان هذه الهواية تعد خطرا على مزاوليها في ظل انتشار المرض ما يجعلهم عرضة لانتقال العدوى في حال تفشي الفيروس او نفوق طيورهم.

ولا يتوانى هواة تربية الحمام عن دفع مبالغ كبيرة طائلة لتجهيز ابراج لطيورهم واقتناء انواع غالية الثمن من الحمام او طائر الطاووس.

وتحدث عدد من هواة تربية الطيور في منطقة كبد لـ(كونا) عن جدوى اعدام طيورهم السليمة فقط لان حظائرهم تقع في محيط البؤرة الموبوءة.

وقالوا لو «اللجنة اصدرت قرارا بمنع تربية الطيور منذ بداية ظهور الاصابات لساهم بالحد من ظهور الكثير من الحالات المصابة التي اكتشفت وكانت التعويضات اقل بكثير من تلك المزمع دفعها لاصحاب الطيور التي اعدمت في منطقة الوفرة ».

وكان المتحدث الرسمي للجنة مرض انفلونزا الطيور الدكتور احمد الشطي اشار الى وجود فكرة لاصدار قرار يمنع تربية الطيور في الحظائر المنزلية الا ان ما سيترتب عليه من تعويضات مالية لاصحاب الحظائر قد يؤخر في ظهوره.

وكانت دول آسيوية اكتشفت فيها حالات اصابة بمرض انفلونزا الطيور كسنغافورة وهونغ كونغ اصدرت قانونا يحظر تربية كافة انواع الطيور في الحظائر المنزلية ويلزم حكومات تلك الدول بدفع تعويضات لاصحاب الطيور كما شكلت لجانا خاصة لمعاقبة كل من لا يلتزم بهذا القانون.

وبعد مرور اكثر من شهرين على ظهور اول حالة اصابة بين الطيور في الكويت والاجراءات التي اتخذت حيال هذا المرض اصبحت الحاجة ملحة لمثل هذا القرار واتخاذ الاجراءات الصارمة لتطبيقه بهدف المحافظة على حياة الانسان وهذا الهدف اهم بكثير لدى الدول المتقدمة من طيور الزينة او اقتناء طاووس او حتى طائر النعام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30 نيسان/2007 -11/ربيع الثاني/1428