روسيا تكشّر عن انيابها بوجه الدرع الصاروخي الامريكي

 شبكة النبأ: من الواضح بأن هندسة الامن الاوربي قد شابها القلق حيال القرار الروسي بتعليق اتفاقية القوات التقليدية في اوربا حيث تعتبر تلك الاتفاقية الركيزة المعتمد عليها في تحديد الامكانيات البشرية العسكرية لدول حلف الناتو، ويعتبر محللون ان ذلك رد فعل متوقع لإصرار الولايات المتحدة على اقامة الدرع الصاروخي بمحاذاة الحدود الروسية حيث تعتبره موسكو انتهاكا لحدودها القومية وأمنها الاقليمي.

وقال المتحدث باسم الحلف الاطلسي جيمس اباثوراي ان المنظمة الاطلسية ترغب في الحصول على توضيحات من موسكو بشأن بدء تنفيذ قرارها تعليق المعاهدة الخاصة بالقوات التقليدية في اوروبا والذي اعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومدة هذا التعليق.

واضاف المتحدث ان على روسيا ايضا ان تقدم توضيحات عما كان يقصد الرئيس بوتين بقوله في اعقاب اجتماع استمر يومين لوزراء خارجية الحلف الاطلسي في اوسلو.

وقد وقعت المعاهدة حول القوات التقليدية في اوروبا في 1990 ودخلت حيز التنفيذ في 1992 لكنها عدلت في 1999 للاخذ بالاعتبار اختفاء الاتحاد السوفياتي وبالتالي زوال حلف وارسو.

وفضلا عن تخفيضات في العديد والعتاد العسكري تنص هذه المعاهدة على عمليات تفتيش متبادلة في اطار تدابير لارساء الثقة.

وقال اباثوراي ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد نقلا عن الرئيس بوتين اثناء اجتماع على مستوى وزاري لمجلس الحلف الاطلسي وروسيا الخميس في اوسلو بالحاح الى انه سيعمد الى تعليق المعاهدة. واعتبر ان توضيحات لافروف كانت مفيدة لكن دول الحلف تود توضيحا حول عدد من المواضيع.

واكد اباثوراي ان الحلف الاطلسي حريص على علاقاته مع روسيا التي تشكل رابطا استراتيجيا جوهريا لكل اوروبا.

واضاف بارتياح ان بوتين ولافروف قالا في المجالس العامة والخاصة انهما يرغبان بمناقشة المواضيع الخلافية داخل مجلس الحلف وروسيا.

لكنه استطرد قائلا سيكون من السخف عدم القلق من ارتفاع مستوى اللهجة بين روسيا والحلف الاطلسي.

وفي موسكو اعلن قائد هيئة اركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي انه سيبلغ الحلف

الاطلسي موقف روسيا من المعاهدة المتعلقة بالقوات التقليدية في اوروبا.

وقال الجنرال بالويفسكي في تصريح اوردته وكالة الانباء انترفاكس: سابلغ (الحلفاء) موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء اجتماع مجلس الحلف وروسيا في العاشر من ايار/مايو في بروكسل.

واضاف ان ذلك الاجتماع سيسمح ببدء مفاوضات جديدة حول معاهدة القوات التقليدية في اوروبا.

وكان بوتين ندد في خطابه السنوي الى الامة بما اعتبره النزعة التوسعية للحلف الاطلسي وتحدث عن تجميد بلاده للمعاهدة بدون ان يقول بوضوح ما اذا كان القرار سينفذ على الفور.

وتعليقا على الاعلان الروسي صرح متحدث رسمي الماني ان الحكومة الالمانية تعول على الحوار مع روسيا لافتا في الوقت نفسه الى ان التهديدات لا تساعد على احراز تقدم.

واضاف مساعد المتحدث باسم الحكومة توماس ستيغ في مؤتمر صحافي ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تعتبر دوما ان لالمانيا واوروبا مصلحة في اقامة شراكة استراتيجية مع روسيا فنحن بحاجة لبعضنا البعض وعلى هذا الاساس ينبغي التحدث معا في مناخ من الثقة وفي اطار ثقافة حوار.

واكد ان معاهدة القوات التقليدية في اوروبا تشكل بالنسبة للحكومة الالمانية ركنا مهما ومن مصلحة (المانيا) انجاز تقدم جديد وخطوات ملموسة في مجال نزع الاسلحة وضبط التسلح.

وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عبرعن اسفه في وقت سابق للخطوة الروسية معتبرا ان اي انسحاب من معاهدة يشكل خطوة في الاتجاه الخاطىء.

من جهتها عبرت فرنسا عن رغبتها في عودة موسكو عن قرارها تعليق المعاهدة ذات الصلة بالقوات التقليدية واصفة هذه الوثيقة بحجر الزاوية في الامن الاوروبي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي"سنواصل بالطبع داخل مجلس الحلف الاطلسي وروسيا مناقشة المسائل المتعلقة بمعاهدة القوات التقليدية في اوروبا".

وقد بحث وزراء خارجية الدول الـ26 الاعضاء في الاطلسي الجمعة مواضيع اخرى خلافية بالنسبة لموسكو مثل كوسوفو والشراكة مع دول البلقان واوكرانيا.

فموضوع كوسوفو قد يتسبب بصدام بين الحلف وروسيا، حيث دعا الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر الى تسوية سريعة لهذا الملف. والخيار بالنسبة له يتراوح بين "عملية تحت السيطرة مع حل واضح من مجلس الامن الدولي باسرع وقت او عملية خارجة عن السيطرة بما تنطوي عليه من مخاطر لا يمكن تصورها.

وفي الواقع يخشى الحلف الاطلسي من تدهور الوضع، علما بانه ينشر قوة قوامها 16 الف جندي (كفور) في الاقليم الصربي المأهول بغالبية البانيّة تطالب بالانفصال منذ ان طردت

القوات الصربية في 1999.

وسيتعين على القوة الاطلسية (كفور) ان تشرف على تنفيذ القرار الذي سيتخذه مجلس الامن الدولي حول الوضع النهائي للاقليم.

واكد الوزراء مجددا اليوم "دعمهم الكامل" لتوصيات مبعوث الامم المتحدة مارتي اهتيساري بمنح كوسوفو استقلالا تحت اشراف دولي كما قال اباثوراي.

لكن لافروف لوح من جديد امام زملائه في الحلف الاطلسي الخميس بالتهديد باستخدام موسكو حقها في النقض (الفيتو) لفكرة استقلال كوسوفو التي ترفضها ايضا حكومة بلغراد كما قال مسؤول اطلسي.

ووصف لافروف بـ"الامبريالية" و"الخاطئة تماما" فكرة ان القرار بشأن وضع كوسوفو يعود الى الغربيين وروسيا معتبرا انه يجب ان يتخذ من قبل الطرفين المعنيين مباشرة اي بريشتينا وبلغراد.

بوتين: روسيا ستواجه الدرع الصاروخي الامريكي

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاده للخطط الامريكية لنشر درع صاروخي في اوروبا الشرقية، ونقلت رويترز قوله "إن روسيا ستتخذ اجراءات ملائمة لمواجهة هذا النظام".

وأبلغ بوتين الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس خلال لقاء في الكرملين أن الدرع الصاروخي المقترح سيستخدم لرصد الانشطة العسكرية الروسية.

وقال هذه الانظمة ستراقب الاراضي الروسية حتى مسافة بعيدة تصل الى جبال الاورال اذا لم نجد رداً.. وسنفعل ذلك وأي شخص كان سيفعل ذلك.

وقال لن نتصرف بشكل انفعالي مطلق ولكننا سنتخذ اجراءات ملائمة دون الخوض في تفاصيل بشأن هذه الاجراءات.

وتعتبر روسيا خطة الولايات المتحدة بوضع عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا وشبكة رادار في جمهورية التشيك اعتبارا من عام 2012 تهديدا رئيسيا لأمنها القومي.

وتقول واشنطن إن هذا النظام ضروري للدفاع عن اوروبا والقوات الامريكية هناك ضد ما تصفه "بدول مارقة" مثل ايران وكوريا الشمالية.

ولكن كبار الساسة الروس يقولون إن الخطة الامريكية قد تؤثر على الاستقرار الاوروبي وتشعل سباق تسلح جديدا على غرار الحرب الباردة.

ويقول كبار قادة القوات المسلحة الروسية إن الدرع الصاروخي لا يشكل اي تهديد عسكري فوري لروسيا ولكنهم يحذرون من انه سيتعين على روسيا تطوير تكنولوجيا جديدة مضادة .

وعلى صعيد متصل نقلت الـ بي بي سي تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين :مغبة السير قدما في خطة لاقامة هذا المشروع الذي  يمكن ان يؤدي الى التدمير المتبادل.

وكانت كل من بولندا وجمهورية التشيك اعلنت عن موافقتها على السماح للولايات المتحدة باقامة قواعد صواريخ الدرع الصاروخي ومحطات الرادار الخاصة به.

وتعتزم الولايات المتحدة نشر 10 من الصواريخ الاعتراضية في بولندا ومحطات رادار في جمهورية التشيك.

وجاء حديث الرئيس بوتين بعد يوم من تهديده بالانسحاب من معاهدة حظر سباق التسلح التقليدي في اوروبا.

وقال بوتين لوسائل الاعلام الروسية ان هذا المشروع " يضاعف من مخاطر الضرر او حتى التدمير المتبادل بين روسيا والولايات المتحدة".

وصرح بوتين بان هذا المشروع ليس درعا صارخيا فقط بل هو جزء من التسلح النووي الامريكي.

وكانت دول حلف الناتو قد اعربت عن قلقها ازاء التهديد الروسي بالانسحاب من معاهدة حظر سباق التسلح التقليدي في اوروبا.

وقال السكرتير العام للناتو ياب دي هوب شيفر إن الاتفاق أحد الأركان الأساسية للأمن الأوروبي.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شيفر في أوسلو في مستهل مؤتمر لوزراء خارجية دول الحلف تستغرق يومين.

ويذكر ان اتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية قد تم تبنيها عام 1999 في اعقاب انهيار حلف وارسو ولكن دول حلف شمال الاطلسي الناتو لم تصدق عليها بعد وربطت هذه الخطوة بانسحاب القوات الروسية من مولدوفا وجورجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29 نيسان/2007 -10/ربيع الثاني/1428