
شبكة النبأ: أول سطور كان قصيدة
(عواء) لألن جنسبرج..
في باب الآن وهنا نقرأ (بغداد.. أين المفر؟) لباتريك كوكبيرن يقدم
فيها نظرة وصفية تحليلية لبغداد قائلا:
عملياً، بغداد الآن هي دستة مدن مختلفة؛ وجميعها متحاربة. يوجد على
الجدران شعارات مكتوبة بالأسود مثل (الموت للجواسيس) إذا تم الإمساك
بشخص شيعي في منطقة سنية يُقتل، والعكس صحيح. بكل منطقة نقاط تفتيش
خاصة بها. يطلب مسلحون في أزياء مدنية بطاقات الهوية من السائقين.
ويحتجزون من يشكون في أنهم ينتمون إلى المذهب الآخر ليستجوبوهم،
يعذبونهم، ثم يقتلونهم. من الصعب تجنب نقاط التفتيش: تظهر تلك النقاط
دونما إنذار مسبق. تعثر الشرطة كل يوم على عدد من الجثث، المشوهة في
غالبيتها، يتراوح بين ثلاثين وخمسين.
يستخدم السنّة والشيعة أساليب مختلفة. يقف السنة خلف السيارات
المفخخة والتفجيرات الانتحارية في مناطق الشيعة، يستهدفون الأسواق
والمواكب الدينية كي يوقعوا بأكبر عدد من الضحايا. في 3 فبراير، قاد
رجل شاحنة في سوق للخضار في منطقة الصدرية الشيعية: أبلغ رجال
الميليشيات المحليين أنه كان في سبيله إلى تسليم شحنة من زيت الطعام،
والأطعمة المعلبة، وجوالات الدقيق، وبمجرد دخوله إلى السوق فجر طنا من
المتفجرات كانت مخبأة في الجزء الخلفي من الشاحنة، مما نجم عنه قتل 135
شخص وإصابة 305. ووفقاً للأمم المتحدة، يُقتل 3000 شخص شهرياً،
غالبيتهم لأسباب طائفية ومذهبية.
ونقرأ حواراً مع الدكتور علي الغتيت أستاذ القانون الدولي حول مجزرة
الأسرى المصريين..
ملف العدد حمل تسمية امريكاني!! WOW
كتب فيه كريم عبد السلام (كوكا كولا) قائلا:
زجاجة الكولا هذه لا يمنعني عنها إلا رغبتي في إنقاص وزني، هي في
يدي وأنا أتظاهر ضد بوش الأب والابن، في يدي وأنا أشاهد فظائع اليانكي
في جوانتانامو وابو غريب، وأنا أتعاطف مع مقاومي سايجون وبعقوبة
وقندهار، في يدي وأنا أقرأ نصوص الهنود الحمر عن فظائع الغزاة أو أقرأ
عمل الصحفي الأورجواريي إدواردو جاليانو عن فظائع أمريكا وشركاتها
والحكومات العميلة لها في أمريكا الجنوبية. لا.. لا... زجاجة الكوكا،
أو علبة
الكولا شيء وفظائع الإدارات الأمريكية ديمقراطية أو جمهورية شيء
آخر.
يحدثني صديق عن الكاتب الأمريكي ديفيد بورسكوف ومقالته (الثقافة
الإمبريالية) التي يقول فيها: بالنسبة للولايات المتحدة فإن الهدف
المركزي لسياستها الخارجية في عصر الإعلام يجب أن يكون ربح معركة تدفق
المعلومات العالمية وذلك بالسيطرة على الأمواج تماماً كما كانت
بريطانيا العظمى تسيطر من قبل على البحار.
أما بالنسبة للثقافة فيؤكد أنه: (من مصلحة الولايات المتحدة في مجال
الاقتصاد والسياسة أن تسهر على الأمور التالية:
- إنه إذا كان للعالم أن يتخذ له لغة مشتركة فلتكن هذه اللغة هي
الإنجليزية.
- وإذا كان للعالم أن يتبنى معايير مشتركة في مجال الاتصالات
والأمن... فلتكن هذه المعايير هي المعايير الأمريكية.
- وإذا كان لأجزاء العالم أن يرتبط بعضها مع بعض بواسطة التلفزيون
والإذاعة والموسيقى فإن البرامج يجب أن تكون أمريكية.
- وإذا كان لمجموعة من القيم أن تصبح قيماً مشتركة للعالم فلتكن هي
القيم التي يتعرف فيها الأمريكيون على أنفسهم.
- وأخيراً: (إن على الأمريكيين ألا يتجاهلوا الأمر الواقع التالي،
وهو أنه من بين جميع الأمم التي عرفها تاريخ العالم فإن أمتهم وحدها هي
أكثر الأمم عدالة، وأكثرها تسامحاً، وأشدها رغبة في مراجعة أوضاعها وفي
التطلع دوماً إلى ما هو أحسن، و أنها أفضل نموذج للمستقبل.
وكتب إريك شلوسر (ثقافة الوجبات السريعة) ذكر فيها: على مدى العقود
الثلاثة الأخيرة، تسربت الوجبات السريعة إلى كل ركن وزاوية في المجتمع
الأمريكي. بدأت تلك الصناعة بحفنة متواضعة من عربات النقانق والهامبرجر
في جنوب كاليفورنيا لتنتشر بعد ذلك إلى كل ركن في البلد وتبيع تنويعة
عريضة من الأطعمة حيثما يوجد عملاء يشترونها. تُقدم الوجبات السريعة
الآن بالمطاعم، بالأماكن التي تبيع لركاب السيارات، بالاستادات
والملاعب، بالمطارات، بحدائق الحيوان، بالمدارس الثانوية والابتدائية
والجامعات، على سفن النزهات، القطارات، الطائرات، بالمولات، محطات
البنزين وحتى كافتريات المستشفيات.
عام 1970، أنفق الأمريكيون 6 بليون دولار على الوجبات السريعة، وفي
عام 2000 أنفقوا ما يربو على 110 بليون دولار. والآن ينفق الأمريكيون
على الوجبات السريعة أكثر مما ينفقونه على التعليم العالي،
الكومبيوترات، البرمجيات، أو السيارات الجديدة، ينفقون على الوجبات
السريعة أكثر مما ينفقونه على الأفلام، الكتب، المجلات، الجرائد،
الفيديوهات، والموسيقى المسجلة مجتمعة.
دفع تنامي صناعة الوجبات السريعة غير العادي بتغيرات جذرية في
المجتمع الأمريكي، فبعد أن عُدلت أجور العاملين عن الساعة لتناسب
التضخم، بلغت تلك الأجور ذروتها عام 1973، ثم أخذت في التراجع المطرد
على مدى العشرين عاماً التالية، أثناء تلك الفترة دخلت النساء قوة
العمالة بأعداد قياسية، بدافع الحاجة إلى تسديد الفواتير، أكثر منه
بتأثير من التوجهات النسوية، وفي عام 1975، كانت ثلث الأمهات الأمريكية
ممن لديهن أطفال صغار، يعملن خارج بيوتهن: واليوم فإن حوالي ثلثي
الأمهات نساء عاملات.
وكما بينت عالمتا الاجتماع كارمن سيرياني وكامرون لين ماكدونالد،
فإن التحاق تلك الأعداد الكبيرة من النساء بقوة العمالة زاد إلى حد
هائل من الطلب على نوع الخدمات التي كانت تقوم بها، تقليدياً، ربات
البيوت، الطبخ، التنظيف، ورعاية الأطفال. منذ جيل مضى، كانت ثلاثة
أرباع النقود المستخدمة لشراء الطعام في الولايات المتحدة تنفق على
إعداد الوجبات في المنزل. أما اليوم، فنصف الأموال المستخدمة لشراء
الطعام تنفق في المطاعم. وبشكل رئيسي، مطاعم الوجبات السريعة.
أصبحت شركة ماكدونالدز العملاقة رمزاً قوياً لاقتصاد الخدمات
بأمريكا، وهي الآن مسئولة عن 90% من الوظائف الجديدة بالبلاد. عام 1968
كانت ماكدونالدز تشغل حوالي ألف مطعم، واليوم فلديها ما يقرب من ثمانية
وعشرين ألف مطعم في أنحاء العالم وتفتح ما يقرب من ألفي مطعم جديد كل
عام. يقدر أن واحداً من كل ثمانية عمال في الولايات المتحدة قد عملوا
بماكدونالدز في وقت أو أخر. تستأجر الشركة حوالي مليون فرد سنوياً،
أكثر من أية منظمة أمريكية أخرى، عامة أو خاصة، كما أن ماكدونالدز هي
أكبر مشتر للحم البقر، لحم الخنزير والبطاطس، وأكبر ثاني مشتر للدجاج.
وشركة ماكدونالدز هي أكبر مالك للأملاك التي تؤجر لتجار التجزئة في
العالم.
ونقرأ لياسر شعبان (صورة العدو في الإعلام
الأمريكي)
هي صورة مشتركة بين أعضاء جماعة معينة تجاه جماعة أخرى، وتتسم هذه
الصورة بنزع الطابع الإنساني عن هذا الآخر، بالإضافة إلى الاختزال
والتضخيم والتحيز والتعميم. ويضيف المتخصصون في مجالات علم النفس
السياسي والإعلامي، أن هذه الصورة لا تعتمد فقط على مشاعر الكراهية بل
تتجاوزها إلى الشعور بالتهديد أو احتمال التعرض لاعتداء أو عنف
وتاريخياً كان لصناعة صورة العدو دور بارز وخاصة في الحروب، مثل الصورة
التي صنعتها قوات دول الحلفاء للنازية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وهناك صورة العدو الشيوعي مقابل صورة العدو الرأسمالي، كذلك هناك
صورة إسرائيل لدى العرب، وصورة العرب في المجتمع الإسرائيلي. وبعد
هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، قدم الإعلام الأمريكي صورة لمنفذي
الهجمات كـ(عدو) إسلامي له ملامح شرقية،يجمع بين التعصب والتخلف
والدموية.
وتعتمد صناعة صورة العدو على محورين رئيسيين، هما: تضخيم صورة العدو
وربطه بالتهديد الدائم، ونزع الطابع الإنساني عن صورة العدو لإنتاج
العدو المتشابه – العدو الشيطاني – العدو كحيوان – العدو كمجرم – العدو
كجماد.
وكتب حسام إبراهيم (بين الأمركة والعجرمة) وكتب عبد المنعم الباز
(استهلك استهلاكاً) أن نمتلك. وأن نكون أيضاً.
للوهلة الأولى يبدو الحديث عن الثقافة الاستهلاكية نوعاً من الترف
الثقافي في مجتمع يعاني عدم الحصول على أساسيات الحياة الإنسانية. لكن
المدهش أنه في نفس هذا المجتمع الفقير، بالمعنى الحرفي للكلمة ستجد
(المحمول) في يد الجميع وشروط الزواج الاقتصادية تتطلب سنوات إضافية من
العمل والإدخار كي تكون الغسالة أتوماتيك وليس نصف أتوماتيك أو عادية،
والثلاجة 16 قدم وليس 12 والتلفزيون 24 بوصة وليس 16 والأمثلة لا
تنتهي.
باختصار يرتفع تدريجياً الحد الأدنى المطلوب كي تشعر بنوع من الرضا
الذاتي وعدم الخجل الاجتماعي (من عيون الضيوف) والكارثة هي حجم البرمجة
الاجتماعية الشاملة عبر الجرعات الإعلانية المتتالية والمكثفة (أطلبوه
الآن) والتسويق الدرامي الغزير (مش هتقدر تغمض عينيك) وفيضان القنوات
الفضائية (هنوريك اللي عمرك ما شفته) بينما يتراجع دور البرمجة
الاجتماعية التقليدية (الأهل، القصص الشعبية، الأمثال، الأغاني
الموروثة، نتوءات الجغرافيا وأحداث التاريخ وطبعاً الدين). تخيلوا أننا
أساساً لا نكاد نعرف (أسماء هؤلاء الذين يصبون) قوالب الوعي العالمي
الجديد ناهيك عن أهدافهم وثرواتهم.
وكتب محمد يحيى الرخاوي (استراحة خارج التاريخ) وكتب أحمد بهاء
الدين شعبان (عالم جديد ممكن) ونقرأ لأيمن يوسف (مولد 11 سبتمبر) ونقرأ
لناهد صلاح (الفخ الأمريكي) تتحدث فيه عن فضائياتنا التي تروج للصورة
المزيفة التي صنعتها هوليود وأخيراً شارك نيكولاس كوزلوف بمقالته
المعنونة (من يقود العرب؟).
في باب إبداع ونقد نقرأ قصة (من كان يجلس في سيارتي) للقاصة أنطونيا
فريسر.
آخر سطور كان بتوقيع الكاتبة غادة السمان ضد رقم (1). |