رغم الثراء الفاحش... دول الخليج تتراجع تكنولوجيا

 شبكة النبأ: تقدم العوائد النفطية في السنوات الاخيرة مردودات هائلة بالنسبة لاقتصاد دول الخليج العربية نظرا لارتفاع الاسعار الكبير الذي شهدته اسواق الطاقة، ويتم استثمار العائدات في اغلب الاحيان بالنواحي التجارية واسواق الاسهم والبناء والاعمار، ولكن فيما يخص إستغلال التكنولوجيا لمزيد من التنافسية تشهد هذه الدول تاخرا واضحا حتى عن بعض دول اسيا النامية او المتوسطة الثراء، ولعل ذلك يرجع الا ان دول الخليج تعودت على النمط الاستهلاكي والاستيراد ومضاربات الربح السريع دون رؤية استراتيجية لمثل هكذا مجالات هامة. حيث يعد تبنّي التكنولوجيا الحديثة بالنسبة للدول سريعة النمو امرا حيويا لا يمكن تجاهله او الحيود عنه.

ففي آخر تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول "فهرس الجاهزية للتشبيك"، نقلته الـ CNN فقدت ثلاث من الدول الخليجية مراكزها العام الماضي، رغم الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة والذي درّ على الدول النفطية ثروات هائلة.

والفهرس المذكور، والذي تم نشره في الشهر الماضي، يحدد نطاق العوامل التي أثرت على قدرة الدولة على الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في التنمية الاقتصادية والمنافسة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الخليجية التي تتبنى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وحلت بالمركز 29 بين 122 دولة في العالم، بينما حلت قطر بالمركز 36، ثم البحرين بالمركز 50، والكويت 54.

غير أنه بمقارنة هذه المعلومات بتلك الصادرة في التقرير السابق، تظهر أن الإمارات العربية تراجعت ستة مراكز خلال عامين، بينما تراجعت الكويت ثمانية مراكز خلال عام واحد، في حين تراجعت البحرين، التي ابتليت بضعف التعليم والإبداع، فقد تراجعت 17 مركزاً خلال السنتين الأخيرتين.

والدولة الوحيدة التي حققت تقدماً هي قطر، حيث تقدمت ثلاثة مراكز متتالية مقارنة بالمركز الذي احتلته العام الماضي.

ولا شك أن هذا التراجع في استغلال التكنولوجيا يبعث برسالة سلبية حول مستقبل هذه الدول ذات اقتصادات النمو المتسارعة، بما في ذلك دبي، التي تعتبر الآن أسرع مدن العالم نمواً.

ويعد تبني أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا أمراً حيوياً ومهماً بالنسبة للدول ذات النمو المتسارع، مثل دول الخليج العربية، حيث يحاول قادتها تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على تصدير النفط والغاز فقط.

والمستثمرون الخليجيون مهتمون بتحقيق الربح السريع، وهم لا يعمدون إلى إقامة وإنشاء مؤسسات تسمح بانتعاش وازدهار التكنولوجيا، وفقاً لما ذكره عيسى محمد بستكي، مدير إدارة التعليم والتدريب والبحث والتطوير في "واحة دبي للسيلكون."

وأضاف بستكي: "المشكلة مع الإبداع هي أن كل شركة تتوقع تحقيق عوائد سريعة.. لكن الابتكارات الجديدة تحتاج إلى وقت.. وهي مثل الطعام: يجب أن تطبخ على نار هادئة."

يشار أن قطاع التكنولوجيا أتاح للدول الفقيرة أن تتفوق على دول الخليج الغنية، فعلى سبيل المثال، في العام 2006، تفوقت المكسيك وجمايكا على الكويت والبحرين رغم أنهما أكثر ثراء على أساس دخل الفرد من الدولتين الواقعتين في أمريكا الوسطى.

وفي عام 2005، تفوقت ماليزيا والبرتغال وإستونيا على دولة الإمارات، رغم أن الأخيرة تعتبر الدولة العربية الأولى في استخدامات التكنولوجيا، في حين تفوقت مالطا على الإمارات العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أن تراجع الكويت وضعفه يعود إلى الخطة الحكومية بـ"تكويت الوظائف الحكومية"، وهو الأمر الذي أدى إلى نقل الدعم المالي عن قطاعي التعليم والبنية التحتية إلى قطاعات أخرى وفقاً لما ذكره الخبير الاقتصادي جاسم السعدون.

من جهة اخرى يورد تقريرلـ(الحياة) عن سعة الفجوة التكنولوجية بين العالم المتقدم والدول النامية ومنها الدول العربية حيث ستستضيف جامعة «نانسي» الفرنسية مؤتمراً تحت عنوان «الفجوة الرقمية والوثائق الرقمية» ضمن اسبوع مُخصّص للبحوث عن الوثائق الرقمية.

وإذ يشارك باحثون من العالم العربي في تلك التظاهرة الفكرية، فإن أول ما يرد في البال هو التدني الهائل في استخدام التقنية الرقمية في المنطقة، إذ تنضوي الدول العربية، وبطرق متفاوتة، ضمن جغرافيا «الفجوة الرقمية» Digital Divide التي تفصل بين المركز الغربي (حيث تُصنع المعلوماتية وتُستعمل بكثافة) وبين بلدان العالم الثالث، حيث يضرب التدني استهلاك المعلوماتية وإنتاجها أيضاً.

وثمّة سؤال أساسي: هل يرجع هذا القصور إلى معضلة اقتصادية (مثل عدم قدرة الجمهور على الحصول على تلك التقنية وأدواتها ووسائطها وبرامجها وكابلاتها وشبكاتها وغيرها) أم أن المسألة تتعلق أساساً بمجموعة (أو نسق) من تصرفات حياتيه ويومية، وكذلك بثقافة المجتمعات العربية وأوضاعها السياسية؟

الطبقات الوسطى كممر معلوماتي

في البداية، يجدر التنبّه إلى ان التقنيات الحديثة للتواصل والمعلومات ليست خارج طبقات المجتمع ولا خارج صراعاتها. والارجح أنها مسألة تمس شرائح اجتماعية مهمة ومفيدة اقتصادياً، بفعل قدرتها على التعامل مع المعلوماتية من حيث هي حزمة من سلع وخدمات. بل ان هذه الفئات الاجتماعية تشكّل الجزء الأكبر ممن لديهم القدرة الشرائية.

وتشير تقارير الاحصاء إلى أن الطبقة الوسطى هي المستعمل الأول للانترنت والتقنيات الحديثة، وكذلك هي من اهم المستفيدين من هذه التقنيات الالكترونية. فمن ناحية، لا يملك الفقير الامكانات المادية لهذه التقنيات ولا تبرز لديه الحاجة للتعاطي معها.

وكذلك فإن الأغنياء لا يتعاطون مباشرة، ولا في صورة شخصية، مع تلك التقنيات، بل عبر الطبقة الوسطى. ففي الشركات مثلاً، يتولى الكادر المتوسط إدارة الكمية الأساسية من العمل المعلوماتي، وليس الادارة العليا. وراهناً، لا تتوافر احصاءات لهذا الامر في العالم العربي. أما في اسبانيا، على سبيل المثال، فإن هذه الطبقة الوسطى تشكل اثنين واربعين في المئة من مستعملي الانترنت، بحسب مجلة «صحيفة النت». وفي فرنسا، تفيد الاحصاءات ان 56 في المئة من مستعملي الانترنت هم من تلك الطبقة عينها أيضاً.

هناك أسئلة أيضاً تتعلق بتأثير التقنيات الحديثة على العقل وعلى تمثيله للمعرفة؛ ذلك أن كل تطور يلزمه تطور موازٍ في كيفية تمثّل المعرفة، كما في كيفية صنع أدوات مناسبة لتمثل هذه المعرفة.

الارجح أن ثمة أسباباً عدّة لعدم الإقدام الكثيف عربياً على استعمال التقنيات الحديثة. ومن الممكن ان يعتبر بعضهم ان هذه الأسباب بسيطة وليس لها تأثير فعلي. وفي المقابل، فإن التكيف مع التقنيات الحديثة له مستلزمات حياتية مهمة اذ ان التقنيات هذه تغير في طبيعة التعامل مع المحيط والبيئة.

ومن ضمن هذه الأسباب، يبرز أولاً حقيقة ان نقل المعلومات والمعرفة في مجتمعاتنا العربية - وكذلك عملية تدوينها وتوثيقها - لا يشكل حتى الآن ظاهرة كبيرة ومؤثرة. إذ يظهر وكأنما ثمة تفضيل للشفوية في الحياة اليومية. فعلى رغم اهتمام العرب بالكتابة، تبقى الشفهية عنصراً مهماً من عناصر التبادل المعرفي والثقافي، اذ تعمل كأداة لنقل المعلومات.

كما أن جزءاً كبيراً من ثقافتنا دُوّن بعد فترة طويلة من التناقل الشفوي.

إن هذه الظاهرة تؤثر على استعمالنا للحاسوب، الذي لا يتقبل الشفوي بل المكتوب. وكذلك يتطلب استخدامه الجلوس والمواظبة والالتزام والتركيز. وفي مجتمعاتنا العربية، لا يشكل الجلوس خلف الطاولة للمثابرة على العمل، ظاهرة عامة حتى الآن.

وفي السياق نفسه، فإن الأمية الكبيرة في البلدان العربية (أكثر من سبعين مليون نسمة) سبب

مهم في التدني المعلوماتي. كما تورد دراسة لـ «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»

(«أليكسو»)، ان نسبة مستعملي الانترنت لا تزيد على 2 في المئة من مستخدميها عالمياً. ويدل ذلك أيضاً على فشل البرامج التعليمية فى البلاد العربية، وعدم ارتقائها الى المستوى العالمي.

يُضاف إلى ذلك ان النتاج العربي الفكري والتقني متدن. إن المعلوماتية والانترنت ليسا فقط آلة لاستقبال المعلومات وإعادة انتاجها، بل آلة لنشر المعلومات الُمنتجة. ويكتفي العرب حالياً باستهلاك المعلومات وبالتلقي السلبي، ولم يدخلوا بعد مرحلة انتاج المعرفة.

ان الانترنت تتطلب من مستعمل الشبكة تفاعلاً Interactivity دائماً مع الجهاز، وعدم الاكتفاء بالتلقي، كالحال مع التلفزيون والراديو.

ولربما بدا الحاسوب كآلة معقدة، كما تظن شريحة كبيرة عربياً، والحق أن استعماله يصبح سهلاً بعد الحصول على كمية صغيرة من المعرفة. كما أن اكتساب هذه المعرفة ليس صعباً.

إن ظاهرة «التردد»، بمعنى عدم القدرة على حسم الاجابة والقرار، في الثقافة والعادات العربية تعيق التواصل. الارجح أن الحاسوب يضيق بهذا «التــردد» فهو يتعامل مع النفي «لا» (يقابل ذلك الصفر) والقبـول «نعم» (يقابل ذلك الواحد).

السياسة قبل المال!

على رغم تدني ثمن الحاسوب نسبياً (أقل من 500 دولار)، فإن جزءاً لا يستهان به من الشعوب العربية ليس لديه القدرة الشرائية؛ كما أن بدل الاشتراك بشبكة الانترنت يرهقه.

وعلى رغم أن الخطاب السياسي الرسمي في معظم الدول العربية، يُروّج للمعلوماتية، فإن تـــلك الدول لا تــساهم فعليـــاً فــي دفع عجلة عملية التطور المعلوماتي لأسباب سياسية، مثل غياب الديموقراطيــــة وهي التي تبدو من شروط النمو المعلومـــاتي فعلياً.

ليس عبثاً أن شهدت تلك الدول أخيراً مجموعة من أحكام السجن، وهي أولى من نوعها عربياً، على المُدوّنين الالكترونيين (بلوغرز).

إن استعمال التقنيات الحديثة للتواصل والمعلومات يجعلها وسيلة للمراقبة، وتعطي المواطن القدرة على مراقبة الدولة، كما تحضه على طلب الوصول الى كل المعلومات المخزنة في بنوك المعلومات العامة (التابعة للنظام) وأن يكون على تواصل دائم مع ممثليه السياسيين. كما تعمل تلك التقنيات عينها كوسيلة لتبيان التفاوتات في الهرم الاجتماعي وهيكلته.

اما عن اللغة في الانترنت، فعلى رغم تسيّد اللغة الانكليزية واللغات الأجنبية الأخرى، ارتفعت نسبة المعلومات المدونة باللغة العربية أخيراً. وظهرت محركات بحث تعمل باللغة العربية، لكن أسماء المواقع والعناوين لا تُكتب.

هناك اسباب أخرى لتدني التعامل مع التقنية الالكترونية عربياً مثل درجة الاحتياج للمعلومات

الرقمية. تتطلب الانترنت اهتماماً من نوع خاص، باعتبارها شبكة تربط العالم على مدار الساعة. وعربياً، يحاول بعضهم خلق الحاجات التي تتلاءم مع مصالح مجموعة من الشرائح الاجتماعية.

لقد وُجدت شبكة الانترنت أساساً كوسيط لتبادل المعلومات، وكوسيلة للتواصل، ولنشر كل ما هو قابل للتحوّل إلى ملفات رقمية. إن التواصل هو عملية اجتماعية دائمة تتضمن طرقاً متعددة للتعامل، وتستند إلى وسائط كثيرة كالكلام والاشارات والنظرات والزمان والمكان. هناك دور مهم لثقافة المجتمع في استعمال وتطوير هذه العملية، إذ لا فصل بين عملية التواصل الحديثة والثقافة، بل ان بينهما شبكة من التجاذب.

إن هذه الحال الفكرية والثقافية تدفعنا للسؤال عن علاقتنا الاجتماعية (بما فيها الدينية) وتأثيرها على تطور التقنيات الحديثة للمعلومات والتواصل.

وفلسفة التواصل ليست أحادية الجانب، بل هي متعددة الجوانب، وتشمل النواحي العلمية والنظرية والتخصصية. وتتآزر علوم الإناسة (الانثروبولوجيا) واللغة والاجتماع والاقتصاد، لترقى بعملية التواصل الى المستوى المطلوب.

ويصعب اختزال التقنيات إلى أشياء ميكانيكية، بل إنها تتطلب بنية تحتية لتربية المجتمع ومساعدته على تقبلها واستعمالها وجعلها جزءاً من الحياة اليومية. ويذكِّر ذلك بقول الروائي الشهير أمبرتو ايكو: «يجب أن تدرس الثقافة كظاهرة تواصل مرتكزة على نظام للمعاني».

وبقول آخر، يتضمن التواصل أنظمة يتداخل فيها التبادل العائلي والاداري والجماعي والثقافي. تعمل هذه الأنظمة بحسب منطق مُكوّن من قواعد تشبه قواعد اللغة.

والمعلوم أن علماء التواصل أبرزوا أهمية التفكير في مفاهيم مثل «حساب التصرف» و «النظم» و «القواعد». إن عملية التواصل لا تخرج من نطاق السياقات الاجتماعية والفكرية والثقافية للمجتمع. وليس من الممكن الفصل بين استعمال آلة معينة والنظر إلى علاقتها مع الثقافة في ماضيها وحاضرها.

المعلوماتية غريبة الوجه واليد واللسان؟

على رغم ضلوع المفكرين العرب القدامى في وضع أسس مهمة لها، فإن التقنيات الحديثة وصلت العرب من الخارج، ما حتّم صعوبة دمجها البُنى القائمة فعلياً في المجتمع العربي. وأحياناً، يغدو الدمج أصعب من الابتكار. فاذا كانت التقنيات الحديثة من صنع ثقافة معينة ولثقافة ومجتمع معينين، يُصبح استعمالها وايجاد حسناتها وتطويرها أسهل. إن كل ما يتعلق بالتقنيات الحديثة مستورد، والحال نفسه في ما يتعلق بالانتاج الفكري والعلمي المعاصر. ويمثّل الأمر صعوبة كبرى في التعامل معها عربياً.

ويمكن القول ان هذه التقنيات ظهرت استجابة لغايات وحاجات اجتماعية في غرب له سياقاته

ثقافياً واقتصادياً وحضارياً. والأرجح أن المنبع الطبيعي يكون دائماً أغزر وأصح من المنبع الاصطناعي.

إن عملية التواصل لا تقتصر على تقنيات الارسال والتلقي، ولا على الأجهزة المستخدمة في ذلك. ويتميّز التواصل المعلوماتي باعطائه أهمية كبيرة لجمهور المتواصلين.

وبعد التكلم عن «مجتمع التواصل»، ظهر الكلام عن «مجتمع المعلومات»، وحالياً يرتقي الكلام ليتحدث عن «مجتمع المعرفة». المهم ما تحمله المعلومة وليس كيف تصل هذه المعلومة. والارجح أن المجتمعات العربية بحاجة الى أنظمة معلومات خاصة بها مبنية على التجاذبات في الثقافة العربية وخصائصها. فمن الصعب مثلاً، تطبيق الاحصاءات نفسها بالنسبة لمستعملي الانترنت المتقاعدين في أميركا والمتقاعدين في الدول العربية. فالحاجات والمتطلبات ليست نفسها عند الجميع.

ان المظاهر التقنية في عالمنا العربي موجودة ولكن استعمالها غير مبني على اسس فعلية. من الصعوبة أن نقنع أنفسنا بأننا في حاجة الى جهاز مهم في الوقت الذي لا نعرف ما هي هذه الحاجة الفعلية. يمكن الاقتناع بالحاجة الى التواصل في مجالات العمل، ولكن يجب أن نحدد كيف ولماذا. يرى بعضهم أن العرب يعيشون حالاً من «الانفصام» في تعاطيهم مع المعلوماتية، لانهم لا ينسجون رابطاً بين ما يتبنونه من تقنيات، وبين المنفعة الناجمة عنه، ما يجعلهم يبدون كمن يهتم بالاستعمال لمجرد الاستعمال!.

ان نسبة انتشار آلات التواصل، مثل الكومبيوتر والانترنت والخليوي، في العالم العربي كبيرة، ولكن فائدتها ضئيلة. فمثلاً ان وجود مكتبة في البيت لا يعني أن المقيم فيه استفاد منها فعلياً، كذلك الأمر بالنسبة للحاسوب الذي وجوده لا يعني بالضرورة أننا نستفيد فعلياً منه!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428