ثورة التكنولوجيا لاحدود لها

 شبكة النبأ: لا شك بأن العلوم الالكترونية خطت خطوات عملاقة ومهمة عند اكتشافها البث الرقمي، بعد ان راوحت لزمن طويل نسبيا في نظام الموجات المتفاعلة مع الاينو سفير والارتداد الموجي، في نطاق الموجات الارضية والسمائية، ولعل تصنيع الترانسستور هو الفاعل نحو هذا التقدم الهائل والذي كان سببا في ايجاد الدارة المتكاملة المسمات بالأنتي غريت، ومن بعده الدارات الجاهزة للتعبئة المعلوماتية، وقد اعتلت كبرى الشركات العالمية هذا المجال شركة مايكرو سوفت التي تصدرت الريادة في الحاسوب والبرامجيات، وهي تطرح افكارا جديدة وحيوية في نطاق التجديد.

فقد نقلت رويترز عن رئيس شركة مايكروسوفت عملاق صناعة البرمجيات في العالم بيل جيتس قوله: ان التكنلوجيا لن تعرف الاستقرار وستواصل التقدم الى ما لا نهاية.

أضاف أمام اجتماع في بكين قائلا "عادة ما أتساءل هل ثورة التكنولوجيا ستصل الى محطة نهائية؟ هل التقدم في الرقائق والبرمجيات سيبدأ في التباطؤ مع وصولنا الى بعض الحدود؟

"الاجابة هي .. بالتأكيد في العقود المقبلة.. لن نرى أي حدود، نرى في الحقيقة ان الآلة ستتحسن أكثر وأكثر."

وتكهن جيتس أغنى رجل في العالم، فثروته تقدر بنحو 56 مليار دولار، بأن تحل أقراص الكترونية فردية رخيصة ومتعددة الوسائط ومتصلة بالانترنت محل الكتب الدراسية للطلاب في المستقبل.

وقال "لا نرى في الحقيقة حدودا فيما يتعلق بعرض النطاق الترددي الذي يربط هذه الأنظمة معا. الابتكارات اللاسلكية الجديدة ستجعلنا نصل الى المناطق الريفية وستجعل لدينا عرضا للنطاق الترددي جيدا جدا وعاليا دون شبكات أسلاك." وسيصبح التلفزيون مرتبطا بأسلاك بشكل كامل.

"نرى ايضا ان التلفزيون يتغير لاستخدام الانترنت لأن لدينا الان عرض نطاق ترددي كافيا لبث ليس الفيديو فقط ... لكن الافلام أو اجتماعات العمل أيضا..الفيديو بأي نظام، وهذا بالتأكيد جديد بالنسبة للانترنت."

وأردف جيتس قائلا "منذ خمس سنوات كنا نتحدث عن الموسيقى على الانترنت وعن الصور على الانترنت لكن الفيديو لم يكن ضمن الاتجاه السائد، واليوم هو ضمن هذا الاتجاه، وبالنسبة

لكل هذه الأشياء لانزال في بداية ما تستطيع ان تفعله التكنولوجيا."

وفي سياق متصل، أعلنت شركة مايكروسوفت، بحسب ما نقلته الـ CNN، أنها تخطط لردم هوّة المعرفة الرقمية في العالم من خلال جملة إجراءات منها طرح حزمة برمجيات بأسعار مخفضة لا تتجاوز ثلاثة دولارات للحكومات الراغبة بنشر تقنيات الكمبيوتر لدى طلاب مدارسها الذين قد يتحولون مستقبلاً إلى زبائن لديها.

وتشمل الحزمة برامج "ويندوز أكس بي" و"مايكروسوفت أوفيس" المنزلي و"ستيودنت 2007" Student 2007، وسيتم تقديمها اعتباراً من منتصف العام الجاري للدول التي تمول جزئياً أو كلياً جهود نشر الكمبيوتر لدى طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة سواء في المنازل أو الفصول الدراسية.

كما ستلجأ الشركة إلى افتتاح 90 فرعاً جديداً حول العالم لمراكز التطوير التابعة لها تضاف إلى 110 مراكز مماثلة بهدف تقديم تقنيات المعلوماتية إلى الطلاب وشركات الإلكترونيات الصغيرة وفقاً للأسوشيتد برس.

وفي خطوة غير مسبوقة اقتحمت الشركة قطاع التوظيف في الهند حيث خصصت موقعاً إلكترونياً لمساعدة المهندسين المتخرجين حديثاً على إيجاد وظائف طارحة إمكانية تعميم تلك التجربة في دول أخرى قريباً.

وشرح أورلاندو أيالا كبير مساعدي مدير مايكروسوفت دوافع شركته قائلاً:

"لقد احتجنا إلى 35 عاماً لبلوغ مليار شخص حول العالم ببرامجنا وبلوغ ملياراً آخر لن يكون مشروعاً خيرياً جانبياً لنا."

وأضاف "نؤمن أن العديد من هؤلاء الأشخاص سيتحولون إلى زبائن لنا ... نحن لا نرغب بالظهور في مظهر من يقدم مشاريع مساعدة فقط ... مشروعنا هو تحويل الاتجاه العام للسوق لمصلحة مايكروسوفت."

ويأتي هذا الإعلان من مايكروسوفت بعد تهديد الاتحاد الأوروبي للشركة أوائل مارس/آذار الماضي، بفرض غرامة قد تصل إلى أربعة ملايين دولار يومياً، بزعم الاحتكار.

وذلك جراء فشل الشركة الأمريكية في توفير معلومات مفيدة للشركات المنافسة لتطوير برمجيات للأجهزة الخادمة بحيث تكون متوافقة مع نظام التشغيل ويندوز.

وتطمح الشركة إلى أن يرتفع عدد مستعملي الحواسيب إلى مليار نسمة قبل حلول سنة 2015.

وسيكون بمقدور حكومات الدول النامية أن تحصل على البرامج الحاسوبية رخيصة الثمن هذه، إذا ما وفرت حواسيب مجانية للمدارس. وتسعى شركات ومنظمات أخرى إلى التشجيع على استخدام الحواسيب في البلدان النامية، عبر مشاريع من قبيل برنامج "حاسوب محمول لكل طفل."

وقد بلغ هذا البرنامج مراحله الأخيرة، في تطوير حاسوب محمول متين الصنع، يستخدم

خصيصا لأغراض تربوية.

ويُتوقع أن تنطلق في هذا الصيف حملة لتوزيع ملايين الحواسيب المحمولة في البلدان السائرة في طريق النمو.

الهدف من هذا البرنامج، هو بيع حواسيب في تلك البلدان، نظير مائة دولار علما بأن السعر الحقيقي هو 150 دولارا.

ومن بين الدول التي ستقتني هذا الصنف من الحواسيب، نجد ليبيا والبرازيل والأرجنتين والأورغواي ورواندا ونيجيريا.

وقال غيتس رئيس مايكروسوفت:" إن تمكين خمسة مليارات من بني البشر من فوائد التقنية، سيتطلب منتجات جديدة لتلبية حاجات المحرومين."

ويتوقع أن تكون أول برامج الحواسيب رخيصة الثمن التي ستوزع على الملايين، في النصف الثاني من سنة 2007، سيكون برنامج "جناح التجديد" لمايكروسوفت.

وكان بيل جيتس قد قال ان العقود المقبلة ستشهد ثورة تكنولوجية غير محدودة. وتوقع جيتس في منتدى بالعاصمة الصينية بكين أن تحل أقراص إليكترونية محل كتب الطلاب في المستقبل وستتسم هذه الأقراص بأنها رخيصة وتفاعلية ومتصلة بالانترنت، وأشار رئيس مايكروسوفت إلى تحول التليفزيون لاستخدام الانترنت، وقال: لدينا الآن نطاق بث يتجاوز مجرد بث لقطات الفيديو إلى الأفلام ومؤتمرات الأعمال وهو أمر جديد بالنسبة للانترنت.

وأوضح قائلا "منذ 5 سنوات كنا نتحدث عن الموسيقى على الانترنت والصور على الانترنت ولكن القليلين هم الذين تحدثوا في ذلك الوقت عن الفيديو على الانترنت ولكن الوضع الآن مختلف تماما". وقال جيتس إننا فقط في أول طريق الثورة التكنولوجية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24 نيسان/2007 -7/ربيع الثاني/1428