إعادة الجنسية العراقية للأكراد الفيلية وكل العوائل العراقية المهجرة

د. عدنان جواد الطعمة

بدأ نظام البعث منذ زمن شاه إيران بتهجير مئات الآلاف من  عوائل الأكراد الفيلية والشيعة العرب بدافع عنصري طائفي بغيض بعد مصادرة ممتلكاتهم وشهادات جنسياتهم وهوياتهم وبطاقاتهم الشخصية ودفاتر نفوسهم  وكل شيء يدل على مواطنتهم العراقية وانتمائهم العرقي والتاريخي بتربة العراق عبر مئات السنين.

والدافع الأساسي كان بهدف تغيير طبيعة السكان البشرية ونسبتهم التي كانت تزيد عن 80% من الشيعة والأكراد في العراق. اشتدت عمليات التهجير والقتل الجماعي في السجون وفي الحروب بعد قيام الثورة الإيرانية في إيران وطرد السفارة الإسرائيلية من طهران والقوات الأمريكية من إيران الأمر الذي أدى إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت ماء وجهها بسبب رهائن السفارة الأمريكية الذين اختطفتهم القوات الإيرانية بعد فشل عملية الإنقلاب الأمريكي وسقوط  18 مروحية أمريكية في  صحراء إيران، دعم صدام ونظامه الدموي بشن حرب عدوانية ضد إيران وورطت الدول العربية والأوروبية بدعم صدام بالمال والسلاح وبصك مفتوح دون مقابل.

 وقد أثرت وسائل الإعلام الأمريكية على زعماء العرب وخدعتهم بأن الإمام الخميني يريد تصدير الثورة الإسلامية  فكأن الإخوة العرب غير مسلمين. وسبب إندلاع الحرب من جانب واحد كان بحجة إعادة النصف الثاني من شط العرب للعراق. ومما يلفت النظر أن صدام وقع مع شاه إيران إتفاقية عام 1975 بأن يمكن استخدام شط العرب من الجانبين بالمناصفة وطلب صدام من الشاه أن يضيق الخناق على الإخوة الأكراد وملاحقتهم من الجانبين، وصدام نفسه ألغى إتفاقية الجزائر من جانبه.

إستغلت الدول الإستعمارية والصناعية ومصر إستمرارية الحرب التي أحرقت الحرث والنسل من الجانبين وكلفت الطرفين أكثر من مليوني ونصف بين قتيل وجريح ومعوق، من خلال بيع وتصدير الأسلحة إلى العراق وأحيانا إلى إيران عندما ضعفت. كانت معامل مصر للأسلحة والذخيرة تعمل ليل نهار، وأرسلت مصر أكثر من مليون عامل مصري إلى العراق، في حين أن أبناء وشباب وآباء العراقيين أرسلوا إلى الجبهات لملاقاة مصيرهم المأساوي من هذه الحرب اللعينة، حيث كان نصيب العراق إستشهاد وتعويق أكثر من مليون ونصف عراقي.

وبعد ثماني سنوات دامية توقف القتال ووافق صدام على تطبيق إتفاقية الجزائر وعادت الأمور إلى حالتها القديمة.

قام صدام بكسب المصريين ومنحهم الجنسية العراقية وكذلك مئات الآلاف من الفلسطينيين ووفر لهم إمكانيات العمل وبناء دور والسكن في بيوت العوائل العراقية المهجرة. ولم يكتف بذلك بل أنه سمح لقوات مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية، البالغ عددها  أكثر من 35 ألف شخص، الإقامة في العراق وتوفير لهم كافة الأسلحة والدبابات وتدريبهم من قبل الحرس الجمهوري  والجيش العراقي.

وفي أثناء الإنتفاضة الشعبانية المباركة في شمال ووسط وجنوب العراق عام 1991 بعد تحرير الكويت الشقيق من الغزوالعراقي البربري، ساهمت قوات مجاهدي خلق الإيرانية  والفلسطينيين مع الحرس الجمهوري والجيش العراقي  بقتل مئات الآلاف من المواطنين العراقيين  في قبور جماعية بلغت أكثر من 365 مقبرة  وقمع الإنتفاضة.  ثم ازدادت حملات تهجير مئات الآلاف من العوائل العراقية أغلبها من الشيعة العرب والأكراد الفيلية وقليل من الإخوة التركمان وبعض القوميات العراقية الأخرى.

أعتبر البعثيون  قوات مجاهدي خلق الإيرانية بأنهم ضيوف على العراق وبكل وقاحة.

وحسب علمنا يعيش أكثر من مليون ونصف عراقي وعراقية في مخيمات اللاجئين في إيران منذ أكثر من ربع قرن أكثرهم من الأكراد الفيلية والشيعة العرب في أوضاع مزرية لا يملكون هوية عراقية ولا هوية إيرانية.

وقبل أيام حدثني أحد الإخوان من الأكراد الفيلية بأن إبن أحد أقربائه قدم من إيران وهو شاب يبلغ عمره زهاء 24 سنة لا يعرف القراءة والكتابة وليس له أية هوية أو جنسية. وأنا شخصيا أعرف عدة عوائل كردية تعاني من نفس المشكلة، كبر أبناؤها وبناتها دون هوية أو جنسية عراقية.

كان على الحكومات العراقية إبتداءا من مجلس الحكم أن  تمنح كل العوائل العراقية أولا جواز سفر ومن ثم إعادة هوياتهم وجنسياتهم لأنها تأخذ وقتا.

لذا أوجه ندائي ورجائي إلى سيادة رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني وإلى سيادة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي إصدار أمر إلى كافة السفارات العراقية في الدول العربية و إيران وتركيا وبقية الدول الأوروبية وأمريكا والعالم أجمع أن تمنح كل العوائل العراقية المهجرة وأفراد أسرتها جواز سفر عراقي وبالسرعة الممكنة، وهذا من أضعف الإيمان.

وأنا مستعد بأن اشهد وأقسم بأن هذه العوائل الكردية الفيلية التي أعرفها بأنها عراقية الأصل للنخاع، وأتحمل كل المسؤوليات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23 نيسان/2007 -6/ربيع الثاني/1428