حليب الإبل غذاء ودواء فعّال للامراض

شبكة النبأ: رغم ما يشاع عنه من عدم الاستساغة للرائحة والطعم الغريب الذي يتصف به إلا ان حليب الإبل يعتبر دواءاً للعديد من الامراض الطارئة والمزمنة ويعيد الصحة ويقوي العظام ويحمي اللثّة ويقوي الأسنان والبصر لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين (ج).

وقالت دراسة طبيّة نقلتها(كونا)، ان حليب الإبل يساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوع البروتين فيه يساعد على تنشيط الخلايا المختلفة بصورة عامة ويعالج بعض امراض السكري ويقوي عضلة القلب ويحافظ على الصحة العامة للانسان بشكل عام.

واكدت تلك الدراسة مدى قوة وفعالية حليب الإبل في علاج امراض السرطانات المختلفة ومنع حدوثها بسبب فعاليته في منع تكوين مركبات النتروسامينات في الجسم المسؤولة عن احداث السرطانات كما انه يشكل مادة ضد الاكسدة الامر الذي يساعد في حماية انسجة الجسم المختلفة من التلف مما يقلل اصابة الانسان بالسرطانات.

وتشير الدراسة الى انه تم اكتشاف بروتين خاص في حليب الإبل بفعالية مشابهة لعمل هرمون الانسولين بتركيز 40 وحدة لكل لتر حليب كما لوحظ قابلية حليب الابل في التقليل من نسبة الكوليسترول في الجسم الامر الذي يمنع حدوث حالة تصلب الشرايين وبالتالي اصابة الانسان بامراض القلب.

ويتميز حليب الإبل باحتوائه على نسبة بروتين عالية ويحتوي على الاملاح المعدنية خاصة الفوسفور والحديد والبوتاسيوم والمنجنيز وفيتامين (ب 1 وب 2) ويحتوي ايضا على مستوى منخفض من الكوليسترول اضافة الى انه يماثل حليب الماعز ويقارب كثيرا حليب الام وهو ما يؤكد اهميته لتغذية الانسان.

ومن فوائده الاخرى انه يعالج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو والانيميا والبواسير كما يدخل في تحسين وظائف الكبد وله خصائص تؤدي الى تخفيض الوزن وذلك لانخفاض محتواه من الطاقة والدهن والمواد الصلبة الكلية.

ويؤكد اصحاب الابل ان مذاق حليب الابل ولونه وكثافته ومكوناته تختلف باختلاف فصول السنة والمرعى ووضع الناقة الحلوب ويتميز في اختلاف طعمه وقوته عن طريق ما تتغذى عليه الناقة من الاعشاب الطبية والشجيرات.

واكد الكثير من الاطباء ان حليب الابل اذا تغذت على الاعشاب الطبيعية الطيبة فانها تزود

الانسان بالقيمة الغذائية الصحيحة من خلال الاعشاب الطبية التي تساعد الانسان في علاج الكثير من الامراض.

واشارت الدراسات الى ان حليب الابل يفقد خاصيته عندما يكون الاعتماد على الاعلاف المصنعة لذلك يعتبر حليب الابل الغذاء الرئيسي للبدو في الصحراء ويعتبرونه افضل الالبان قاطبة ويفضلونه طازجا في معظم الحالات.

بشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلا للحمرة، وهوعادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحا كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق الماء، وفي بعض البلدان لا يقبل على لبن الناقة بل يرفضونه بسبب مذاقه الكريه على حد قولهم، وترجع التغييرات في مذاق اللبن هذا إلى نوع الأعلاف التي تأكلها الناقة أو النباتات الرعوية التي ترعاها و مياه الشرب التي تتناولها.

و عندما يترك لبن الناقة لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة(وهي النسبة المئوية لحمض اللاكتيك lactic acid) بسرعة، و يتزايد محتوى اللبن من هذا الحمض المذكور من0.3% بعد تركه بساعتين إلى14% بعد 6 ساعات، وعموما بمتلك اللبن الطازج حموضة منخفضة و تزداد ببطء عند الحفظ، كما أن خثرة لبن الناقة أكثر طراوة من لبن البقرة، ويكون لبأ  colostrums الناقة أبيض اللون ويخفف على نحو طفيف بعض الشيء بالمقارنة مع لبأ البقرة.

و يضيف تقرير لموقع الخليج، في الصومال يستخدم البعض اللبأ(دومبار (dumber كغذاء، إلا أنه لا يستعمل عموما إلا كمسهل، غير أنه في معظم البلاد التي تربي فيها الإبل يعتبر اللبأ غير ملائم للشرب، بل إنه يعتبر غير ملائم حتى لصغار الإبل ويسكب على الأرض، ومع ذلك فالنظر إلى أن اللبأ مفيد في عملية الهضم عند صغار الإبل فإنه ينصح بإعطائها هذا اللبأ إذا لم يكن صالحا للإستهلاك البشري.

لقد اتضح للدارسين أن الكثافة النوعية للبن الناقة هي أقل من الكثافة النوعية لألبان الأبقار والأغنام والجاموس، كذلك يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين84%،90% و هذا ماله أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الإبل و السكان الذين يقطنون المناطق القاحلة(مناطق الجفاف)، فصغار الإبل وأولئك الناس يحتاجون في تلك المناطق إلى السوائل للمحافظة على الإتزان البدني homeostasis  التعادل الحراري thermo neutrality في أجسامهم، ويختلف محتوى الماء في لبن الناقة،و يـتأثر تبعا لمدى توافر مياه الشرب و توافر الأعلاف و النباتات الرعوية(الغنية بالماء)طيلة فترة العام،و البيئة التي يعيش فيها الحيوان و مدى احتواء الأعلاف أو النباتات الرعوية من ماء.

وقد تبين أيضا أن الناقة التي تكون في فترة الإدرار(الناقة الحلوب)تخسر أو تفقد ماءها في

اللبن الذي يُحلب في أوقات الجفاف و القحط و قلة الماء drought و هذا الأمر يمكن أن يكون تكيفا طبيعيا، و ذلك كي توفر هذه النوق و تمد صغارها-في الأوقات التي لا تجد فيها المياه-ليس فقط بالمواد الغذائية، و لكن بالسوائل الضرورية لمعيشتهم و بقائهم على قيد الحياة، و هذا لطف و تدبير من الله سبحانه و تعالى. و هناك تفسير آخر لهذه الظاهرة يمكن استبيانه من خلال فحص آلية التعرق في الإنسان عندما يتعرض للحرارة.فعملية التكيف مع الحرارة تسبب إفراز عرق مائي عزير.و يرجع ذلك إلى إفراز الهرمون المضاد الإبالة الداخلي المنشأ(الهرمون المانع أو المضاد لإدرار البول) endogenous antidiuretic hormone neurohypophysis، لأن الإنسان ينتج أو يفرز العرق المائي ذاته أو نفس كمية العرق عندما يحقن بالهرمون المضاد للإبالة.و هكذا يخسر أو يفرز الإنسان الماء من غدده العرقية مما يسمح له بالمحافظة على التعادل الحراري لجسمه. و نظرا لأن ضرع الناقة(الغدد الثديية) لها نفس المنشأ الجنيني الذي لغدد العرق، و نظرا لأن إفراز الهرمون المضاد للإبالة يرتفع و يزيد في الناقة العطشى، فربما يعود نزول الماء في اللبن إلى عمل و تأثير هذا الهرمون.

و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار و الجاموس و النعاج، وجد أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل، إلا أنه يمكن الحصول على حموض دهنية طويلة التسلسل، ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة volatile acid و بخاصة حمض linoleic acid و الحموض المتعددة غير المشبعة، و التي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان، و خصوصا في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب و هذا في الواقع نعمة من الله،  وعلى الرغم من أن اللبن الناتج من الناقة العطشى تنخفض فيه نسبة الدهون و البروتين، فإن محتوى الصوديوم و الكلوريد يزداد فيه وهذا هو السبب في مذاق اللبن المائل للملوحة.و تنخفض تراكيز منسفات الكالسيوم و الماغنسيوم في لبن الناقة العطشى أيضا،غير أن هذه التراكيز تبقى كافية لاحتياجات تغذية الإنسان،و بخاصة البدو الذين يقطنون الصحاري،و كذلك صغار الإبل،و هذه عناية إلهية عظيمة لمثل هذه المخلوقات. و يُعد لبن الناقة أيضا مصدرا غنيا بفيتامين(ج) أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك،و هذا الأمر مهم جدا من الناحية الغذائية للإنسان في المناطق التي تندر فيها الفواكه و الخضر التي تحتوي على هذا الفيتامين،و لهذا ينصح بإعطاء هذا اللبن للنساء الحوامل و المرضعات و للمصابين بالزكام و بعض الأمراض التنفسية الأخرى،و كذلك لمرضى داء الحفر(البشع أو مرض الأسقربوط) scurvy الذي تتجلى أعراضه بتورم اللثة و نزف الدم منها.و قد وجد أن فيتامين(ج)في لبن الناقة يتراوح بين5.7%و9.8% ملليجرام.و مع تقدم فترة الإدرار يزداد محتوى فيتامين(ج)في لبن الناقة ثلاثة أمثالها في لبن الأبقار و مرة و نصف معدلها في لبن النساء.و يوجد في لبن الناقة معدلات لا بأس بها من فيتامينات(ب1،ب2،ب12)و فيتامين(أ) و نسبة من الكاروتين. و في فرنسا بينت الأبحاث أن ما يتراوح بين 4إلى5كجم من لبن الناقة و منتجاته يكفي لتلبية جميع احتياجات الإنسان من السعرات الحرارية و الدهون و البروتين و الكالسيوم، و لو أن المعايير الفرنسية الغذائية تعتبر القيمة الغذائية للبن الناقة أقل قيمة من لبن النعاج و الماعز و الأبقار.

يعتقد الناس في إثيوبيا أن لبن الناقة يعتبر مفيدا في تقوية الناحية الجنسية، وفي الصومال تعتقد القبائل الرعوية أن اللبن الذي تشرب فيها الإبل الماء لأول مرة بعد فترة عطش طويلة له قوى سحرية، ومن يشرب اللبن في هذه الليلة من ناقة أطفأت عطشها سوف يتخلص من الأشواك التي تغلغلت في قدميه حتى لو كانت تعود إلى فترة الصبا.

وفي الصحراء الكبرى هناك اعتقاد سائد بأنه عندما يقدم لبن الإبل لضيف من الضيوف لا يقدم له إلا لبن ناقة واحدة، وذلك لأنه إذا حسد الضيف القطيع، فإن الناقة التي شرب من لبنها فقط هي التي ستتوقف عن إعطاء اللبن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 نيسان/2007 -5/ربيع الثاني/1428