على غرار المشهد العراقي: الصومال تخوض حرب الآخرين على ارضها

 شبكة النبأ: تتفاقم ازمة الصومال يوما بعد يوم ويدخل هذا البلد العربي الافريقي الفقير نفقا مظلما من التجاذبات الداخلية والمصالح الاقليمية كما هو الحال في العراق.

وتتمثل الصراعات الداخلية بين حكومة مؤقتة ذات مقومات أمنية بسيطة وغير مكتملة مع معارضة مسلحة من بقايا فلول اتحاد المحاكم الاسلامية مدعوما من فصائل تنتمي لتنظيم القاعدة الارهابي.

ويضيف محللون لـ(شبكة النبأالمعلوماتية)، يأخذ طابع الصراع الداخلي بعدا اقليميا اكبر من خلال الدعم الذي تقدمه اثيوبيا للحكومة الصومالية المؤقتة متمثلا بالجيش الاثيوبي الذي وصل تعداده على ارض الصومال لأكثر من 40000 جندي اثيوبي مع اسناد بالآليات والعتاد لقوات الامن الصومالية، وبالمقابل تقوم الغريمة التقليدية للصومال وهي ارتيريا بدعم فصائل المعارضة المسلحة بدعوى مقاومة الوجود الاثيوبي واعتباره احتلالاً، اضافة الى عدم الاعتراف بشرعية الحكومة المؤقتة الحالية في الصومال كونها جاءت بدعم اثيوبي كامل.

ونقل تقرير لرويترز عن قصف واطلاق نار كثيف في العاصمة الصومالية مقديشو في الوقت الذي تسارع فيه مئات العوائل النزوح من العاصمة الصومالية بعد ثلاثة ايام من المعارك التي قالت جماعة لحقوق الانسان انها ادت الى قتل 113 شخصا على الاقل.

وقالت الامم المتحدة ان 321 الف شخص اي نحو ثلث سكان العاصمة الصومالية فرّوا منذ فبراير شباط في مشاهد لاجئين لم تشاهد في الصومال منذ سقوط الدكتاتور سياد بيري عام 1991.

وذكرت منظمة علمان للسلام وحقوق الانسان ان المعارك بين القوات الاثيوبية والصومالية من جانب والمتمردين من جانب اخر أدت الى قتل 113 مدنيا واصابة 222 آخرين.

وفي تصريحات لرويترز في مقديشو قال سودان علي احمد رئيس منظمة علمان "ندعو كلا الجانبين لانهاء الحرب على الفور بدون اي شرط مسبق."

وبدت مناطق بمقديشو كمدينة اشباح حيث خلت الشوارع واغلقت المباني . وفي اقاليم واقعة حول المدينة انتظر عشرات الالاف من اللاجئين تحت الاشجار او على جانب الطرق فيما تصفه جماعات اغاثة بأنها كارثة انسانية تلوح في الافق.

وفي مستشفيات مقديشو المكدّسة كان المرضى الذين تغطيهم الدماء يصرخون ويناضل

الاطباء من اجل علاج عشرات الجرحى بعد اربعة ايام من الاشتباكات بين القوات والمسلحين.

وأغلق الجنود الطرق المؤدية الى القواعد العسكرية بعدما فجر انتحاري نفسه في سجن سابق تستخدمه حاليا كقاعدة قوات الجيش الاثيوبي المتحالفة مع الحكومة الصومالية المؤقتة.

وقتل عشرات الاشخاص معظمهم من المدنيين في هذا التفجير واشتباكات اخرى في أنحاء مقديش .

ويقول السكان الذين عوّدهم انعدام القانون على مدى 16 عاما على المشاق إن العنف يتفاقم في مقديشو. وفشلت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في وقف العنف واصبحت هي الاخرى هدفا للمسلحين.

وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في تقرير جديد انه ربما تكون هناك حاجة الى "ائتلاف متطوعين" لفرض تطبيق السلام في الصومال حيث واجهت قوات حفظ السلام الامريكية كارثة في التسعينات.

وفي تقرير الى مجلس الامن تسنى الاطلاع، دعا بان مجلس الامن الدولي الى التفكير في يونيو حزيران ما إذا كان بوسع قوة حفظ سلام تقليدية تابعة للامم المتحدة النجاح في الصومال الذي ينعدم فيه القانون ام ان هناك حاجة الى القيام بشيء آخر.

وسيناقش مجلس الامن هذا التقرير لاحقاً.

وقال الرئيس الصومالي للصحفيين في العاصمة الاثيوبية حيث عقد محادثات مع حليفه الاساسي رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي "اقول ان مشكلة الصومالية تنتهي ببطء ولكن بشكل واثق."

وتعهد يوسف بتعقب المسلحين الموالين للحركة الاسلامية التي تتحدى محاولة حكومته اقامة حكم مركزي للمرة الاولى في البلاد منذ الاطاحة بالرئيس محمد سياد بري في عام 1991.

وذكرت وكالة الانباء الاثيوبية الرسمية ان يوسف وملس أكدا خلال محادثاتهما "ضرورة تكثيف عمليات سحق الارهابيين في مقديشو".

وقال شيخ شريف احمد زعيم مجلس المحاكم الاسلامية يوم الجمعة إن عشرات الجنود الاثيوبيين فروا الى اليمن من القتال الدائر في العاصمة مقديشو ولكن المسؤولين الصوماليين نفوا ذلك.

ورفضت اثيوبيا تصريحات لمنسق الاغاثة التابع للامم المتحدة الخاص بالصومال قال فيها ان قواتها وقوات الحكومة الصومالية المؤقتة لا تساعد في ايصال المساعدات.

وقال سليمان ابيبي المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية "تظهر تصريحات (ايريك) لاروش ضعفا مذهلا في فهم الموقف داخل وحول مقديشو والصعوبات التي تواجه عمليات الاغاثة الناجمة عن السيارات الملغومة والالغام الارضية وهجمات الصواريخ العشوائية من جانب المتشددين والارهابيين."

وحثت منظمة اوكسفام للاغاثة كينيا على اعادة فتح حدودها للسماح بعبور المساعدات وفحص طالبي اللجوء من الصوماليين.

المليشيات الصومالية تعيد تنظيم صفوفها

يضيف تقرير للـ CNNمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون بوقف فوري للقتال في الصومال وبدء الحوار بين الفصائل الصومالية المتناحرة لإنهاء 16 عاماً من العنف والفوضى التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991.

وفي الغضون، قالت منظمة حقوقية صومالية إن المواجهات المسلحة، بين القوات الأثيوبية والمليشيات المتشددة، خلال الأيام الثلاث الأخيرة، حصدت 113 مدنياً على الأقل,

وأشار كي- مون في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي إلى الحاجة الماسة لوضع حد للاقتتال، عبر إعلان هدنة أو التزام الأطراف المتناحرة لتحقيق السلام عبر حكومة فيدرالية انتقالية.

وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب الأمين العام للأمم المتحدة المساعدة مساعدة الحكومة الإنتقالية الصومالية في الدعوة لعقد مؤتمر مصالحة قومي والترويج للعملية السلمية بمشاركة جميع الأطراف، كما طلب من كي-مون إرسال فريق تقصي  لتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية وإمكانية نشر قوات دولية تابعة للمنظمة الأممية عوضاً عن قوة الاتحاد الأفريقي.

وخلص تقرير الفريق الأممي، الذي زار الصومال خلال الفترة من 15 إلى 26 مارس/آذار الفائت، إلى وجود "دعم محوري" لمؤتمر المصالحة، فضلاً أن المليشيات المسلحة تعيد تنظيم صفوفها وقد تزيد من عملياتها ضد الحكومة الإنتقالية والقوات الأثيوبية.

وجاء في التقرير أن العناصر المناوئة للحكومة، المرابضة في مقديشو، يقدر عددها بنحو 3 آلاف فرد، بالإضافة إلى مقاتلين أجانب، فضلاً عن وفرة غزيرة للأسلحة فيما يواصل المزيد منها التدفق على البلاد.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن فريق التقصي وجد "إجماع عريض على أن انسحاب تدريجي للقوات الأثيوبية ونشر سريع لقوات الاتحاد الأفريقي، سيساعد في اكتساب الثقة بين الأطراف الصومالية وتخفيف التوتر لبدء عملية المصالحة.

وشهدت مقديشو في أواخر مارس/آذار الفائت أسوأ مواجهات عسكرية إثر بدء قوات الحكومة الفيدرالية الصومالية، المدعومة من أثيوبيا وقوات أمريكية، حملة عسكرية لدحر المليشيات الإسلامية، التي نفذت سلسلة من الهجمات في مقديشو.

واستخدمت القوات المهاجمة المدرعات والمروحيات الهجومية لسحق المسلحين، المرتبطين

بـ"اتحاد المحاكم الإسلامية" التي تتهمها الولايات المتحدة بعلاقات مع تنظيم القاعدة.

هذا وتتواصل المواجهات العسكرية في الصومال، الذي يفتقد حكومة قوية منذ إسقاط نظام الرئيس سياد بري عام 1991، منذ 16 عاماً.

وقدّرت لجنة من قبيلة "الهوية" النافذة في الصومال، أن قتلى المواجهات بلغ أكثر من ألف قتيل بجانب 4300 جريح، في تناقض للمحصلة التي قدرتها جماعة صومالية لحقوق الإنسان بأكثر من ألف قتيل وجريح.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 124 ألف شخص فروا من مقديشو منذ مطلع فبراير/شباط.

وتشكلت حكومة وطنية عام 2004 إلا أن أنها فشلت في بسط سيطرتها الكاملة على البلاد.

وترفض المليشيات المتشددة تنصيب أي حكومة علمانية وتعهدت بمواصلة القتال حتى إقامة إمارة إسلامية في الصومال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 نيسان/2007 -5/ربيع الثاني/1428