النبعُ السمَاويْ

شعر:فريد النمر

 منذ تأسيس الحوزة العلمية وعلى مرّ العصور كانت ولا تزال الحوزة العلمية منبعا للثقافة الإسلامية الحقة والعلم والأخلاق ورافدا من روافد العزة والكرامة ,مستوحية ذلك من لغة السماء و شجرة النبوة ومعدن الرسالة, المتمثلة بمحمد وآله الغر الميامين صلوات الله عليهم أجمعين وعلى مرّ العصور لا تزال الحصن لحصين لحفظ بيضة الإسلام عن التبعية والانحراف والضلال. 

 

غذيّ جنانك روعة  تتألق*** يا مجد حاضرة بها نتعلق

 

وأفضي إلى علياء تخلق أفقنا *** بهدى الرسالة بالكرامة تعبق

 

فالعلم من قطر السماء وحبره*** أروته دفقة مقدس تترفق

 

والفهم من نهر المودة افقه*** مازال ُملهمُ حرفهِ يتدفق

 

والنور من قدس الرسالة منهج*** ُيزجى بمجدٍ أسّهُ المتفوق

 

فتخالها الأقلام ترسم نونها*** سحرا على شفق الحقيقة تنطق

 

وعلى يديها للسيادة منبع*** ملئت بأكؤسِها منى تتعملق

 

فبنتْ مداها فجر صبح فارع ***  غذته صَحواً رائعا يتألق

 

لتخالجَ الأنفاسَ منها رسالة ٌُ*** سمحا وبالنبع السماوي رونق

 

فنميرها القرآن وهو تراثها **** غرس يمانع للضلال ويزهق

 

وولاية للآل منبع فكرها **** يزهو على برد الزمان ويخفق

 

لتشعَ بالذكرى كنجم هداية ***  تجلو غشاوة غائم  يتزوّق

 

أنى نظرت  تجدها نورا مشرقا *** شمس ُيغذى بها فؤاد مورق

 

حتى إذا فَصِحَ البيانُ بأفقها *** واشتدّ عود يافع ومطبّق

 

شدّت أواصرها المجدّة منبرا *** عبر النجوم إلى المجرة  تبرق

 

لتميت بالأنوار ليلَ جهالة ***  كادت لأهدافِ الرسالة تحرق

 

لتمُدّ للدنيا حصافة فكرة *** بسلاسل ٍ ذهبيةٍ  تتخلق

 

هي للريادة مصدر تسمو به *** أبداً وان غدر الزمان المحنِق

 

فعليُّها نبع يجدّدُ مجدها *** في كل ِ أفق ساحر يتفوق

 

وثبتْ على الدنيا صلاة موحدٍ *** أثمارها النور الذي نتذوق

 

أغنت جوارحنا برشد عامر*** يسخو بكل دراية إن ينطق

 

*******

 

أهلا ببستان الفصاحة والنهى ***  وبريشة الفنان فيما تخلق

 

يا نبت من أهدى النجوم لومضة ٍ*** شعت على كل الدنا تترقرق

 

غذي جنانك شعلة تهب السنا *** يا فجر من أسرى مداك محلق

 

فعلاك نهضة أمة في عمقها *** وهج الأصالة في سماها يشرق

 

غذيه بالفكر الأصيل فانه *** مازال عند ذوي النهى ُيتذوق

 

يا نبتة الافهام حين بناتِها **** تصغي إلى النبع الرويّ وتشْبِق

 

يزهو بك وعي ويشمخ طالع***  للواثبين تميزا يتخلق
 

ليميزوا صحو الحياة بغيره*** فالصحو عند علي ِ صحوٌ شيّق

 

لتعيدي للحقل الجذيب نظارة *** تزهو بكل كريمة  تتحلق

 

وتنير في حلَكِ الظلام بعزمها *** نورا به ألق الدنا يتشوق

 

روّي قلوب النشءِ من عين الهدى *** كي يعرفوا معنى الهدى ويدققوا

 

ليميّزوا المسرى فان قديمه **** وحديثه ما عاد شيئا يرفق

 

فالمحنة الكبرى اختلاط رائج *** بين المفاهيم التي بها نشفق

 

ما عاد بالجوّ الوضوح فمهدوا *** ُسبُلَ الوضوح بما يفيد لينتقوا

 

فالمسرح الأذهان غذي جوعها **** هدفا وان عسر الطريق الضيق

 

وتخيري شهْد النبوة معبرا*** وهدى الرسالة مسلكا يتحقق

 

واغني موائدهم طهارة مقصَد **** وابني لعملاق الضمير يحلق

 

يا حوزة العلم التي في جوها *** نجم يشع بطبعه إذ يشرق

 

ما العزم  في لغة النهوض سوى مدى **** يجتاح كل ُمعوِّق ٍ يتحذق

 

لا ترهبي مطر الضجيج فان من **** جاد السباحة لا يهابُ ويغرق

 

لا تأبهي بالناعقين مخذل *** يلوي جناحك رجعة ويُعوق

 

إن الهدى للواضحين رسالة*** تمتدّ عبر الدهر لا تتمزق

 

فتسابقي شدوا يحلق بالعلا *** مجدا يضوع بعطره لا يسرق

 

وخذوا من الآل الكرام عزائما *** تهدي وان غضب الظلام المطبق

 

فتحية للواثبين جوانحا *** ترقى الشموخ بما يثيب ويصدق

 

وتحية للعاملين بجوها *** لغدٍٍ يقاوم للسُبات فيسمق

 

إن العطاء الصدق يبقى خالدا *** مهما تقادم عزمه المتدفق

 

فدعاؤنا عند الختام بحفظها *** حتى الظهور لقائم يتصدق
..................................................................................................

 القصيدة ألقيت في مهرجان ذكرى مرور ست سنوات لتأسيس حوزة الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف بمسجد الإمام الحسين عليه السلام بالعوامية حي الزارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 نيسان/2007 -28/ربيع الاول/1428