شبكة النبأ: يعتبر المرحوم اية الله
السيد أحمد الموسوي الفالي شخصية علمية تفانت في نقل التعاليم الدينية
والانسانية الى المسلمين منذ اكثر من خمسين عاما، وعرف عنه التقوى
والاخلاص والاخلاق الطيبة والدمثة، وكان رحمه الله كتلة من الحركة
والعمل الدؤوب من اجل التثقيف ومن اجل نشر العلم والمعرفة وعقد الندوات
والجلسات وخاصة في مدرسة باد كوبه، وفي مكتبتها الواقعة في الطابق
الاعلى حيث استمر هذا السيد الجليل على هذا الدأب والمنوال والسيرة
ونفع الله سبحانه به وبمن خلفه من المسلمين والامة الاسلامية ولمذهب
أهل البيت(عليهم افضل الصلاة والسلام).
وهو من مواليد كربلاء عاش ايام الشباب في جوار جده ابي عبد الله
الحسين(ع).
وبلغ من العمر 102 عاما، خمسة وثلاثون عاما من عمره المبارك قضاها
في التهجير والنفي من قبل زمرة نظام صدام البائد، حيث كان انساناً
ناطقا بالحق ولا تاخذه في الله لومة لائم، وقد كان جميع الذين عاصروه
يؤكدون على هذه الصفة.
وتم تشييع جثمان المرحوم آية الله السيد أحمد الفالي رحمه الله
تعالى، عصر يوم الأربعاء الموافق للثاني والعشرين من شهر ربيع الأول
1428 للهجرة من مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه بمدينة قم
المقدسة، صوب المرقد الطاهر لمولاتنا فاطمة المعصومة سلام الله عليها.
وقد شارك في مراسم التشييع المرجع الديني سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وآية الله السيد محمد رضا
الشيرازي دامت بركاته، والسادة الكرام من بيت الشيرازي، وبيت الفالي،
وبيت القزويني، ومندوبي بيوتات المراجع الأعلام، والعلماء والفضلاء
وطلاب الحوزة العلمية، وجمع من المؤمنين من مدينة قم ومشهد وطهران
واصفهان.
وأقيمت الصلاة على جثمان المرحوم بإمامة سماحة السيد المرجع
الشيرازي دام ظله في مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه، ثم أرسل
إلى العراق ليوارى الثرى في مدينة كربلاء المقدسة.
وعند وصول جنازة المرحوم آية الله السيد احمد الموسوي الفالي الى
مسقط رأسه في مدينة كربلاء المقدسة انطلق جمع غفير من اهالي كربلاء
المقدسة لاستقبال الجنازة اولا ومن ثم لتشييعها وقد اتجهت تلك المسيرة
صوب المرقدين الشريفين للامام الحسين واخيه العباس(عليهما السلام).
وتحدث الى (شبكة النبأ المعلوماتية) أية الله السيد مرتضى القزويني
عن اهم المحطات المهمة في حياة آية الله السيد الفالي قائلا:
عهدي بالمرحوم اية الله العظمى المجاهد الكبير والكاتب القدير
والمؤلف الشهير السيد احمد الفالي الموسوي (رضوان الله عليه)عهدته منذ
اكثر من خمسين عاما عندما كنا طلاب نطلب العلوم الدينية في المدرسة
الهندية بل وربما قبل ذلك، كنت ارى هذا العلامة يأتي الى المدرسة ليشغل
وقته بالتأليف والتصنيف وإلقاء المحاضرات وكان (رضوان الله عليه) حريصا
على اداء الخدمة للدين والمذهب وكان شديد العلقة بولاية امير المؤمنين
علي(ع) وقد كتب كتابات عدة وكان (رضوان الله عليه) متحمسا وهذا الحماس
ادى به الى ان يسجن عدة مرات، مرة في عهد عبد السلام عارف وفي عهد
الشيوعيين وقد لاقى اذى كبير من قبل البعثيين ايضا، حيث كان هناك متصرف
في كربلاء يدعى (جابر حسن حداد) وهذا الرجل يكره السيد كثيرا هذا مما
شكاه الى السلطات في بغداد أي الى المركز، وعلى اثرها نفي السيد الفالي
الى ايران، كما اود ان ابين بان هذا الرجل الذي يدعى جابر هو ايضا قد
تم تصفيته جسديا من قبل البعثيين انفسهم سبحان الله، علما بان تسفير
السيد احمد الفالي الى ايران لم يؤثر على نشاطه وحماسه، ومن المؤسف ان
اقول بان السيد (رحمه الله) قد تعرض الى الاذى ثانية من قبل السلطات
الاسلامية الايرانية ايضا، وقد ربى السيد الفالي اولاده على البر
والتقوى والايمان ومن انشط اولاده السيد علي الفالي (رحمة الله عليه)
وهو قد وافاه الاجل في جمهورية ايران الاسلامية اثر حادث سيارة، وكان
كثير العون للفقراء والايتام والارامل، علما بان السيد احمد الفالي كان
يناهز عمره 102 عام، ورغم ضعفه ورغم المرض ولكنه كان كتلة من النشاط
والحماس فتغمده الله برحمته واسكنه الله فسيح جناته.
السيد(حسن الطويل) كان من ضمن المشيعين وقد كانت لنا هذه الوقفة معه
لاستحضار بعض الذكريات لفقيدنا المفغور له، حيث قال لـ شبكة النبأ:
لقد عرفت تلك الشخصية العلمية للمرحوم اية الله السيد احمد الفالي
منذ اكثر من اربعين عاما وعرفت عنه التقوى والاخلاص والاخلاق الطيبة
والدمثة، ولقد كان رحمه الله منذ تلك الايام كتلة من الحركة والعمل
الدؤوب من اجل التثقيف ومن اجل نشر العلم والمعرفة وعقد الندوات
والجلسات وخاصة في مدرسة باد كوبه وفي مكتبتها الواقعة في الطابق
الاعلى حيث استمر هذا السيد الجليل على هذا الدأب وعلى هذا المنوال
وعلى هذه السيرة ونفع الله به وبمن خلفه من المسلمين والامة الاسلامية
ولمذهب اهل البيت(عليهم افضل الصلاة والسلام) اجمعين، اننا اليوم نأسف
لرحيل الفقيد ونسأل الله(سبح) ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح
جناته ويحشره مع جده المصطفى(ص).
وتحدث الدكتور السيد (محسن القزويني) مؤسس جامعة أهل البيت في مدينة
كربلاء المقدسة، لـ شبكة النبأ قائلا:
المرحوم المغفور له اية الله السيد احمد الفالي شخصية علمائيه
وشعبية لها تاريخ مشرق ومشرّف في مدينة كربلاء المقدسة، فبالاضافة الى
مهامه الاجتماعية في خدمة الفقراء والمستضعفين وتقديم العون لذوي
الحاجة كان رجلا عالما مفكرا وكان يشع بالحماس الديني وكان له دور كبير
في مواجهة الوهابية والفكر المتطرف التكفيري، والذي هو قد ساد في
العراق سابقا لفترة من الزمن، ومن جملة ما قدمه المرحوم المغفور له هو
ترجمته لكتاب مذكرات (دان كولدي) وهو الجاسوس الروسي الذي تستر بزي
علماء الدين ودخل في الحوزة الدينية منتصف القرن التاسع عشر ميلادي
وهذا الجاسوس كان يلقب بشيخ (عيسى دكراني) وحاول بكل ما اوتي من قوة
ليفرق هذه الامة وان يوجد تيارا منحرفا في وسط الامة الاسلامية، وقد
اتصل هذا الجاسوس بشخص يدعى علي محمد بات وهذا الشخص أسس المذهب البابي
ومن ثم انطلق ليؤسس مذهب البهائية، وخلال تلك الظروف المضطربة كان
للمرحوم موقف مشرف وذلك من خلال تحسسه بأهمية هذا الموضوع.
لذا حاول مواجهة هذا التيار المنحرف وقد ترجم كتابه من اللغة
الفارسية الى اللغة العربية وكان لهذا الكتاب صدى كبير طيب في الاوساط
العلمية والثقافية حيث كشف امام الملأ مؤامرة الاستعمار وكيف يخطط لهدم
الدين من خلال التلبس برداء الدين وهذه الظاهرة قائمة الى يومنا هذا،
وبالمناسبة اني اناشد كل الاخوة الكرام والشباب على مطالعة هذا الكتاب
القيم حيث تتجلى اهميته في انه يحاول ان يؤشر بخطورة بعض العناصر
الجاسوسية التي تدخل في الوسط الديني وتحاول ان تعبث من خلال ذلك
بمقدرات ديننا الحنيف فرحم الله فقيدنا المرحوم وتغمده بواسع رحمته.
ومن ثم اتجهنا صوب حسينية الامام الحسن(ع) والتي تقام بها الفاتحة
ليكون لنا هذا اللقاء مع الرادود محمد حسن من اهالي كربلاء وحدثنا
قائلا: لا يسعني في هذه المناسبة الاليمة وهي رحيل المرحوم المغفور له
سماحة السيد اية الله احمد الموسوي الفالي الا ان اقدم احر التعازي
للامة الاسلامية جمعاء بهذه المناسبة الاليمة، ان المغفور له كان من
رجالات الدين ومن رجالات كربلاء وهو من مواليد 1905 ميلادية وقد هاجر
كربلاء منذ اكثر من 35 عاما، حيث كان له دور مهم في الساحة الكربلائية
والدينية والعلمية على حد سواء، وهو من الرجال المجاهدين حيث اعتقل
أيام عبد السلام عارف وفي زمن عبد الرحمن عارف واعتقل ايضا في بداية
مجيء النظام البعثي البائد بسنة 1968 ميلادية في سجن الفضيلية وذلك
لمواقفه الدينية والحسينية والوطنية المعروفة، كافح وجاهد من اجل
العراق ومن اجل ابناء العراق ومن اجل وحدة العراق ومن اجل الكلمة
والدين فكان مجاهدا رحمه الله، ومن اجل ذلك ابعدته سلطات النظام البائد
في بداية سنة 70 و71 ميلادية الى ايران نفياً هو واسرته، ولم يستقر به
الحال في ايران بل على العكس فهو استمر في ديدنه من خلال تاليف الكتب
والقاء المحاضرات الدينية وتثقيف الشباب من اجل ان يوضح لهم مفاهيم
الدين الاسلامي الصحيح.
وهذا الرجل كانت له مؤلفات عدة قد اغنت المكتبات الاسلامية، وهو من
اسرة عريقة وابناءه جميعهم حفظهم الله قد اقتفوا اثر والدهم ولهم افضال
كثيرة على اهالي كربلاء وعلى المواكب الحسينية وبيتهم مفتوح لكل
العراقيين في مدينة قم المقدسة في ايران.
واخيرا تحدث حجة الاسلام والمسلمين السيد حسين الفالي وهو ابن
الراحل السيد احمد الفالي، الذي تحدث عن اهم الاضاءات المباركة في حياة
هذا النبع الزاخر بالعلم والعطاء، حيث قال لـ شبكة النبأ:
ان السيد الوالد المرحوم اية الله العظمى السيد احمد الموسوي
الفالي هو من مواليد كربلاء عاش في جوار جده ابي عبد الله
الحسين(ع)عمره كان يناهز 102 سنة، خمسة وثلاثون عاما من هذا العمر
المبارك قضاها الوالد في التهجير والتبعيد من قبل زمرة صدام الظالم حيث
كان انسان ناطق بالحق ولا تاخذه في لله لومة لائم، وقد كان جميع الذين
عاصروه يؤكدون على هذه الصفة.
وانا شخصيا عاصرته لفترة خمسون عاما واني أعي احداث حكم عبد الكريم
قاسم وانا من مواليد عام 1952 ميلادية، واذكر ايضا ايام المد الشيوعي
فان والدي هدد من قبل الشيوعيين هو وبعض العلماء الاخرين في كربلاء
ولكنه لم يسجن وبعض الاخوة يذكرون ما كانت من احداث، حيث تعرضت بعض
المحال التجارية والمكتبات الى السلب والنهب باسم الشيوعيين فهم يهجمون
على المحال وعلى المكتبات وفي مرة تم الهجوم على الحزب الديمقراطي
التابع لكامل الجادرجي في باب العلوة في كربلاء، واذكر هذه الحادثة
للاشارة الى الوضع القائم في تلك الفترة، ومن خلال ذلك نستدل بان
العلماء شكلوا ظاهرة تهدد النظام آنذاك، مثل المرحوم عبد الزهرة
الكعبي والمرحوم السيد كاظم القزويني والسيد مرتضى القزويني والمرحوم
اية الله العظمى السيد الشيرازي حيث كان الشيوعيين يهددون هؤلاء
العلماء وربما كانت هناك مجموعة صغيرة مرتبطة بالمركز الشيوعي في بغداد
وقد كانت هناك موجة تطفو الى السطح وتسمى بالمد الاحمر، فكربلاء
والحمد لله صمدت على ذلك البلاء.
واتذكر حادثة مرت بالسيد محسن الحكيم(رض)، فقد تعرض السيد الى
الاهانة من قبل مجلة انذاك، وهذا مما اضطر سماحة السيد الحكيم للمجىء
الى مدينة كربلاء المقدسة وفعلا احتضنه اهالي كربلاء ودافعوا عنه واصبح
يصلي في صحن العباس(ع) جماعة، حيث كان خدمة الروضة العباسية المطهرة
يأتون به من بيته الى الصحن الشريف ومن ثم في العودة يذهبون معه من
الصحن الشريف الى بيته في هيبة ووقار، فكربلاء كانت في واقع الحال تمثل
قلعة ومعقل قوي للمؤمنين وهذا نتاج اكيد لتربية العلماء الاجلاء لاهالي
هذه المدينة المقدسة، وربما لا تجد ذلك الشىء في مناطق مختلفة من
العراق.
علما بان الوقت كان عصيب على الشباب وهناك بذرة قوية للمد الاحمر
ولكن بقيت كربلاء عصية، وتحمل اثر وتربية العلماء السابقين والذي هم
ربّوا اهالي كربلاء على احترام العلم والعلماء، فالوالد رحمه الله كان
له اسهام كبير مع مجموعة طيبة من العلماء الاجلاء في الساحة
الكربلائية وفي هذا المجال استطيع ان اذكر بعض الاسهامات الثقافية
والعلمية، فكانت هناك مجلة شهرية تسمى "الاخلاق والاداب"، كما ان هناك
مجلة تسمى "صوت المبلغين" وهي تصدر من قبل الخطباء كالمرحوم حمزة
الزبيدي والشيخ المرحوم عبد الزهرة الكعبي ومن القزاونة ايضا الكثير،
كما ان هناك مجلة اخرى تصدر تحت اسم صدى القران والتي هي لمدارس
القران.
ومجلة ثالثة تدعى "من ذكريات المعصومين: وهي تصدر في الوفيات وفي
مواليد ألائمة المعصومين فقط، وتتضمن مواضيع مختلفة ومجلة اخرى تتصدى
للمسائل الدينية والتي هي ترد للعلماء من اجل الاجابة عليها، وهي ترتبط
بمواطن الشبهات والمسائل الاخرى وهي ترد من كافة ارجاء العالم العربي
والاسلامي وخصوصا من بلاد الخليج العربي وايران والعراق، فكانت هذه
اللجنة معدّة للاجابة على تلك التساؤلات وهي مؤلفة من المرحوم الشهيد
السيد حسن الشيرازي والميرزا هادي معرفت ومؤسس هذه المجلة هو السيد عبد
الرضا الشيرازي فوالدي كان من ضمن هذه اللجنة التي تجيب على تلك
التساؤلات.
كما اود ان اشير بان والدي قد تتلمذ على يده الكثير من العلماء
الاجلاء مثل الشيخ جعفر الهادي وهو الان صاحب مدرسة مهمة في قم وله كتب
كثيرة جدا ويدرس الامامة، بالاضافة الى الشيخ نديم الطائي واية الله
السيد علي الصدر وهو الان من مدرسي الدرس الخارجي في قم المقدسة، وهناك
العديد من العلماء الذين هم تتلمذوا على يد والدي رحمه الله، وقد كان
الوالد صادقا وصريحا حيث كان يعارض عبد السلام عارف ومن ثم تم القاء
القبض عليه والسجن، ثم خرج من السجن وفي زمن عبد الرحمن عارف كان هناك
متصرف (محافظ) في كربلاء يدعى (جابر حسن حداد) وهذا الرجل قام باشياء
كثيرة ومنها انه كان يعارض قراءة زيارة وارث، لأن فيها فقرة تقول لعن
الله امة قتلتك وهو يفسر هذه العبارة إساءة الى الامة العربية آنذاك
ومن جملة اعماله الاخرى انه يرفض ان يتحدث الزوار الايرانين باللغة
الفارسية وامور كثيرة، الى ان عارضه علماء عدة في كربلاء ومن ضمنهم
والدي، فاخذوا الوالد وسجنوه وآذوه كثيرا ونحن ايضا تأذينا الى ان جاء
شبيب المالكي في زمن النظام البعثي وهو متصرف لواء كربلاء، وفي تلك
الفترة قد تم القاء القبض على والدي واخي سيد علي في يوم 13 محرم في
موكب بني اسد سنة 1969 واخذوهم الى "مكافحة النشاط الرجعي" لعدة اشهر
ومن ثم نقل الى سجن الفضيلية ببغداد وهذا السجن قد تم انشاءه من قبل
طاهر يحيى وكان آنذاك رئيسا للوزراء، والغريب في الامر بان طاهر نفسه
شاء الله ان يسجن في نفس السجن الذي بناه.
وقد كانت مواجهة السجناء كل شهر مرة واحدة حيث كنا نذهب انا
ووالدتي والعائلة جميعا ونتناول الغداء مع الوالد في السجن وكنا ننطلق
صباحا من باب العلوة في كربلاء بسيارة 18 راكب والى سنة 1970 ميلادية،
حين ذاك تم تسفير الوالد عن طريق بعقوبة الى ايران وسقّطوا الجنسية
العراقية عنه تحت شعار طائفي شعوبي غير مرغوب فيه، واني لأعجب كثيرا من
هذه العبارة الممجوجة التي دائما يطلقها البعثيين على معارضيهم وبعد
اكثر من خمسة عشر يوم فقط، ابلغونا ان نلتحق بالوالد الى دولة ايران
علما بانهم قد اسقطوا عنّا الجنسية العراقية ايضا، ونحن لا نعلم بهذا
الامر ابدا وكان يحدو بنا الامل للعودة الى العراق ثانية، ولم يعطونا
الا ورقة عبور فقط وذهبنا الى دولة ايران وعلى الحدود اوقفنا الحرس
الايراني في منطقة قصر شيرين، مما اضطرنا ان نسأل عن العالم في تلك
المنطقة وهو الشيخ باقر الغروي من علماء كربلاء ايضا، فطلبنا منه ان
يتكفلنا عند الايرانين علما بانه كان يدرس مع الوالد في المدرسة
الهندية، ومن ثم ارسلونا الى كرمان شاه وفيها ايضا اوقفونا الى ان
يتكفلنا شخص اخر، وهو الشيخ الجليلي، الذي يعلم بحال والدي ونفس الذي
جرى على الوالد جرى علينا من جهة التكفيل، حتى وصلنا الى طهران ليعطونا
الجنسية الايرانية كون والدي في السابق كان يمتلك الجنسية الايرانية
ومن ثم ذهبنا الى قم المقدسة، حيث اصبحنا فيما بعد ملاذا آمن لكل
العراقيين الذين ياتون الى ايران، ونحاول ان نتكفل كل القادمين الى
ايران من العراقيين.
كما اود ان ابين باننا في طهران قد تم تكفلنا من قبل الحاج محمد
نيروماند واخذنا الى بيته في طهران، علما باننا نرتبط بالحاج محمد
بعلاقة عائلية قديمة، ومن ثم اصبح بيتنا في قم المقدسة مقر لكل
العراقيين القادمين الى ايران كون البيت كبير وله مساحة تقدر بـ600 متر
وفيه عشرة غرف للنوم، الى ان سقط النظام البعثي فكان الوالد كثير الشوق
الى زيارة العراق واخص بالذكر مدينتي كربلاء المقدسة وهي مسقط رأسه
والنجف الاشرف، فكان ينتظر بفارغ الصبر ان يفتح مطار النجف كون الوالد
كبير في السن ولا يستطيع ان يسافر في السيارة، وقد ألمت به وعكة صحية
قبل عشرين يوما بالتحديد وكان قبل ذلك بصحة جيدة، وتصور في اخر رمضان
من هذه السنة كان الوالد صائم، وقبل ثلاثة ايام من وفاته نقلنا الوالد
الى المستشفى وعندما كنا نهم بنقله الى المستشفى قلنا يالله فقال هو،
الحمد لله واخذ يردد هذه العبارة الى ان وافته المنية.
كان (رحمه الله) شديد التعلق بكربلاء مسقط رأسه وشاء الله ان يدفن
بجوار مرقد جده الامام الحسين(ع) وفي نهاية حديثي اود ان اشكر كل اهالي
كربلاء على هذا التشييع وهذه الخدمة واخص بالذكر عائلة الفائزي على هذا
الجهد وادعوا من الله ان يوفق الجميع لما فيه خير الدنيا والاخرة وآخر
دعونا، ان الحمد لله على فضله ومنّه وانه خير سميع مجيب.
وفيما يخص بعض كتب السيد المرحوم التي طبعت، فله اصدار من مؤسسة
"منابع الثقافة الاسلامية" والكتاب تحت اسم "بين الانسان وسائر
الموجودات".
وله كتاب اخر بعنوان، "البهائية حزب لا مبدأ" وهو رد على كتاب تبديد
الظلام وتنبيه النيام.
وكتاب قاطع البرهان في الرد على الجبهان.
وموسوعة خلفاء الحبيب المصطفى(ص) وهي بـ12 مجلد
وحول فدك له كتاب مطبوع ايضا
وعنده رحمه الله مؤلفات كثيرة باللغة الفارسية، وكذلك لديه كتاب
بإسم "الاسلام والكتلتين الشيوعية والراسمالية".
وكتاب "براهين الشيعة الجلية في دحض أباطيل الندوي وابن تيمية".
وعندما ودعنا السيد حسين الفالي كانت هناك ارهاصات عديدة تجول في
النفس تشرع الى هذا البحر المتلاطم الامواج في العلم والمعرفة وتستذكر
من خلال ذلك العمر المديد تلك المواقف النابضة بالحياة من اجل تهذيب
النفوس وايقاد مكامن الولاء لأهل البيت عليهم السلام، فرحم الله السيد
الفالي وسدد خطى ذويه على مواصلة الدرب لما فيه خير الدنيا والاخرة.
|