
الكتاب: حلية الصالحين ـ في ظل دعاء مكارم
الاخلاق للإمام السجاد(ع)
المؤلف: سماحة المرجع اية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله)
الاعداد والنشر: مؤسسة الرسول الاكرم (ص)
الثقافية
عدد الصفحات:416 صفحة من القطع الكبير
عرض وتقديم:عدنان عباس سلطان
شبكة النبأ: كثيرا ما يطرح البعض
سؤالا او بضعة اسئلة عن فلسفة الدعاء؟.
وما جدوى الدعاء في ظل حياة محكومة بقانون كوني صارم لا يقبل
الحيود؟.
فقانون الجاذبية مثلا لا يمكن الغائه اثناء السقوط من عل، والعلل
المستحكمة لايمكن النجاة منها، مثل بعض الامراض التي لا علاج لها،
والتقصير او اهمال بعض الشروط اللازمة لتفادي الاشياء المهلكة، باي
طريقة ينجي الدعاء منها وقد استحكم قانونها بشكل اكيد.
ثم ان الناس مختلفون في امكانياتهم جسماً وعقلا فكيف يتأتى لهم ان
يبلغوا التكامل من خلال الدعاء؟.
الحقيقة ان اسئلة متنوعة سوف تترى، سؤال يحرض سؤال آخر، وقضية تثير
قضية اخرى.
وهذ ما يدخلنا في لجج بحر هائج، لكننا سنأخذ غرفة واحدة من هذا
البحرالواسع.
ان الانسان وعلى مدى حياته الموغلة بالقدم قد خبر القانون او
الناموس المحيط به، وعده المطلق الذي يجب التعامل وفق موازينه
وقياساته، سواء تلك التي خبرها بشكل بدائي او التي اكتشفها في تطوره
العلمي اللاحق.
وكل ما عرفه يدلل على ان القانون الذي هو ازاءه هو الوحيد في هذا
الكون، ولكن ثمة اشياء ظلت تؤرقه وتثير الريبة لديه، فالنار لاتتناقص
مهما اخذ منها! المقدرة العجيبة لبعض الاشخاص وتاثيرهم في الحسد،
امكانية البعض من تحريك الاشياء، مسالة التاثيرات السحرية، الاحلام،
التوقعات.
حال النجوم التي تثبت من خلال الاكتشافات ان ثمة قوانين اخرى لم
يعرفها الانسان قد بدات تندرج على قائمة الغرائب، كمثال الثقوب
السوداء، التشكلات السديمية ،مواليد الشموس، كذلك مسالة الزمن الذي
اطلق عليه بالمجال أو البعد الرابع، وتفاعله او عدم تفاعله في مجالات
اخرى.
وان كثير من الحوادث التي وقع ويقع فيها اشخاص ونجوا منها بشكل
أثارالدهشةوالاستغراب.
والامراض التي لا مفر من انها تؤدي الى الموت الاكيد واستحالت
معالجتها من قبل الاطباء تعافوا اصحابها وحيرت الاطباء، واخبر المبتلون
بها ان الدعاء قد أنجاهم وألبسهم بدلها العافية والصحة.
وقد ابتكر الطب الحديث ما يسمى بالعلاج النفسي، ومن بعده العلاج
التكويني، الذي هو الحالة الوسطى بين العلاج المادي والعلاج الروحاني،
وظلت المسالة تدور حول ما اذا كانت العلاجات عضوية نفسية او علاجات
روحانية.
والسؤال الاهم، هل ان الناموس العام هو الوحيد المطلق في هذا الكون
أم هناك قوانين عدة، يستند عليها الدعاء بحيث يحال الداعي المتضرع لله
الى قانون آخريحفظه من القانون الاول؟.
الكتاب الذي بين ايدينا الآن لا يناقش هذه المسألة من جوانبها
الفلسفية، لكنه يعطينا اسلوب التأدب في مخاطبة الذات العليا، مخاطبة
الله سبحانه وتعالى، وفق الاسلوب الامثل،اسلوب أهل بيت الرسول الاعظم
صلوات الله عليهم، اسلوب امتاز به صاحب الجامعة المحمدية، الامام زين
العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
وقد اختير مدار الكتاب حول أحد الادعية من الصحيفة السجادية التي
ينتهي سندها الى الامام زين العابدين سلام الله عليه، والتي تحتوي على
اكثر من خمسين دعاءً، منها هذا الدعاء.
وهذه الصحيفة تضمنت من الكنوز ما ابلغها عظمة حتى عبّر عنها بأخت
القرآن وانجيل أهل البيت عليهم السلام وزبور آل محمد صلى الله عليه
وآله وسلم.
وقد اشبعها الامام الشيرازي(دام ظله) شرحا وتفصيلا واتحفها من جميل
القصص وبديع الملاحظات اضافة الى الاستدلالات الموثوقة وربطها والسنة
المطهرة وتأويل أهل بيت النبوة عليهم السلام.
وهذ الكتاب يبحر في موضوع كبير ومهم حيث يضع اليقين الذي اراده الله
سبحانه وتعالى في قلوب المؤمنين وهو جلّت قدرته يلقي على ايدينا حبلا
للنجاة اضافة الى رحمته البالغة اذ هدانا بالاسلام والقرآن ونبأه
العظيم المتمثل بالعترة من آل بيت الرسول الكريم، ومن عظيم فضل الدعاء
ان الله قال: ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ).
يقع الكتاب بـ 416 صفحة من القطع الكبير.
يبدأ بدعاء مكارم الاخلاق:
ثم يجزّأ هذا الدعاء الى ثيمات متعددة، ثم الابحار الهادئ في حكمها
ومواعظها واستنباط الدروس البليغة منها، وهي عبارة عن مباحث:
- الدعاء والاستعانة
- العمل للآخرة
- سعة الرزق
- الرفعة والعزة
- الهدى الصالح
- منافيات العدالة
- الشنآن والمودة
- العدل
- الصولة بالله
ونستتبع من الكتاب ما أفاض به سماحة الامام الشيرازي(دام ظله) من
ارشادات تربوية وخلقية في ضوء دعاء مكارم الاخلاق ومرضي الافعال للامام
زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام حيث تناول سماحته بعض فقرات
هذا الدعاء الشريف بالشرح والتحليل متوخيا بذلك استلهام الدروس والعبر
البليغة.
وما اشد حاجتنا اليوم وقد نزلت بنا نوازل الزمان وفوّضت بعض امورنا
المهمة بيد غير اليد المسلمة، اقول ما اشد حاجتنا الى الدعاء والعمل
بحيث يسيران متوازيين باتجاه توحدنا ونبذ الخلافات التي يريدها الاعداء
ان تتوسع الى ان تفضي الى الاستحالة والعسر في حلها وزيادة البون الذي
يفصل المسلمين عن بعضهم البعض.
الدعاء والعمل هما الحل الامثل لبلوغ الحالة الانسانية. نسال الله
سبحانه وتعالى ان ينجي المسلمين جميعا من هذه الغمة السوداء، انه سميع
مجيب. |