ازمة اللاجئين العراقيين: الشرق الاوسط على شفير هاوية انسانية

شبكةالنبأ: تتصدر مشكلة اللاجئين داخل العراق وفي دول الجوار جدول أعمال مؤتمر دولي تنظمه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف، بهدف وضع حلول للازمة الانسانية المتفاقمة لضحايا العنف والتشرد والارهاب.

ويهدف المؤتمر الى دعم نحو 1.9 مليون نازح داخل العراق بالاضافة الى قرابة مليوني عراقي فروا الى الخارج.

وأعلنت مصادر المفوضية في تقرير نقلته صحيفة الوطن الكويتية أن نحو 450 مندوبا من 60 دولة يشاركون في المؤتمر الذي بدأ أعماله اليوم ويستمر يومين كما أن نحو 37 من المنظمات الدولية و 64 منظمة غير حكومية ممثلة أيضا في المؤتمر.

ووفقا لتقديرات المفوضية فان ما يقرب من 50 ألف شخص يهربون من العراق شهريا.

واستقبلت سورية والاردن غالبية اللاجئين العراقين حيث يعيش 1.2 مليون لاجئ عراقي في سورية وما يقرب من 700 ألف في الاردن.

وترى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الدول الغربية يجب أن تستقبل خلال العام الجاري 20 ألف لاجئ على الاقل خاصة من الاشخاص المهددين بالخطر مثل المرضى والمصابين وكبار السن والمعاقين.

وطالبت منظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومان رايتس ووتش، والمجلس البريطاني للاجئين، بريطانيا، بدعم الدول المضيفة للاجئين العراقيين والتي تؤوي أعدادا كبيرة منهم.

وحضت هذه المنظمات السلطات البريطانية على التوقف عن الترحيل القسري لطالبي اللجوء العراقيين وطلبت اعطاء بعضهم الفرصة للاستقرار في بريطانيا.

وعبرت المنظمات الثلاث في تقرير للـبي بي سي، عن دعمها لرسالة بعثها الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ثلاثة من اللاجئين العراقيين، الذين عملوا مترجمين مع الجيش البريطاني في العراق.

وقد غادر المترجمون الثلاثة العراق بسبب تلقيهم تهديدات بالقتل لعملهم مع الجيش البريطاني.

وطلبت المنظمات الثلاث من توني بلير التعامل برأفة مع هذه الحالات الثلاث وحالات مشابهة لها.

اللاجئون العراقيون مقبلون على أزمة

ويضيف تقرير لرويترز، تحذير منظمة العفو الدولية من أن منطقة الشرق الاوسط مقبلة على أزمة انسانية جديدة ما لم تتخذ القوى الغربية اجراءات عاجلة لمساعدة أربعة ملايين عراقي تشردوا بسبب الحرب.

ودعت المنظمة المعنية بحقوق الانسان ومقرها لندن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجهات أخرى لمساعدة حكومتي الاردن وسوريا اللتين تكافحان لإيواء نحو مليوني لاجيء عراقي فروا من بلادهم.

وتشرد نحو 1.9 مليون لاجيء آخر داخل العراق كثير منهم خلال العام الماضي الذي شابته تفجيرات انتحارية وأعمال عنف طائفية.

وجاءت الدعوة قبل يومين من مؤتمر دولي دعت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لعقده من أجل التعامل مع الاحتياجات الكثيرة للمنطقة. وسيبدأ المؤتمر في جنيف يوم الثلاثاء وسيستمر يومين.

وقالت منظمة العفو في بيان "الشرق الاوسط مقبل على أزمة انسانية جديدة ما لم يتخذ الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول اجراءات عاجلة وملموسة."

وذكر مالكوم سمارت مدير برنامج المنظمة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا أن سوريا والاردن تحملتا النصيب الاكبر من اللاجئين حتى الآن "لكن ينبغي أن يكون هناك حد."

وقال "من الضروري أن تتدخل حكومات أخرى الآن...لتقديم مساعدات مباشرة لضمان حصول اللاجئين على المسكن والطعام الملائمين وحصولهم على الرعاية الصحية والتعليم في سوريا والاردن وغيرها من الدول (المضيفة)."

ووفقا لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين يفر ما بين 40 ألفا و 50 ألف عراقي من منازلهم شهريا في حملة نزوح جماعي مرتبطة بالعنف المتواصل وسوء الخدمات الاساسية وعدم توفر وظائف وغموض المستقبل.

وقتل أكثر من ثلاثة الاف جندي أمريكي وعشرات الآلاف من المدنيين العراقيين منذ أن قادت واشنطن غزوا للبلاد في مارس اذار 2003 أطاح بالرئيس السابق صدام حسين.

وتفجر التوتر الطائفي بين الاغلبية الشيعية والاقلية العربية السنية التي كانت لها الهيمنة بعد تفجير مزار شيعي في سامراء في فبراير شباط 2006 الى جانب أنشطة الجماعات المسلحة الامر الذي حدا بالكثيريين للنزوح عن ديارهم.

وقال المتحدث باسم المفوضية رون ريدموند للصحفيين قبل اجتماع جنيف " نأمل أن نسمع التزامات في جميع هذه الجوانب هذا الاسبوع لان المجتمع الدولي يحتاج للتركيز بشكل جماعي على الاحتياجات الانسانية المختلفة."

وسيكون وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ومنسق شؤون الاغاثة الطارئة للامم المتحدة جون هولمز ووكيلة وزارة الخارجية الامريكية بولا دوبريانسكي ومسؤولون أوروبيون كبار من بين 450 مسؤولا سيشاركون في المؤتمر.

ورغم أنه ليس مؤتمرا للمانحين يأمل مسؤولون في الامم المتحدة في أن يسهم المؤتمر في الضغط على الدول الغربية لتقديم المزيد من المساعدات المالية وايواء المزيد من طالبي حق اللجوء العراقيين.

ودعت منظمة العفو الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لوضع "برامج توطين سخية" لايواء أكثر اللاجئين العراقيين ضعفا الذين كثيرا ما يكونون في حاجة لرعاية طبية مكلفة.

وأضافت "مثل هذه البرامج لاعادة التوطين ينبغي ألا تقتصر على أعداد ضئيلة ولابد أن تشكل جزءا كبيرا من الحل للازمة الراهنة."

ووفقا لمفوضية الامم المتحدة قبلت ما تسمى بدول العالم الثالث العام الماضي عدة الاف من اللاجئين العراق. وتأمل المفوضية أن تكون هناك أماكن لاستيعاب 20 ألف لاجئ هذا العام.

المفوضية العليا للاجئين تدعو العراقيين الى التسجيل في سوريا

ويضيف تقرير آخر لرويترز، دعوة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة العراقيين المقيمين في سوريا الى تسجيل أسمائهم لديها ولكنها حذرت من ان الخدمات التي يمكنها تقديمها لهم محدودة.

وقال اردوغان قارقان احد مسؤولي المفوضية للصحفيين خلال جولة في مركز جديد لخدمة اللاجئين العراقيين في ضاحية دوما قرب دمشق "هناك غياب كبير للتوعية وبضرورة التسجيل في المفوضية ما يحرم الكثيرين من خدمات نستطيع تقديمها بالرغم من ان الامكانيات لدينا ضغيفة بالمقارنة بالاعداد الهائلة للعراقيين هنا."

وأضاف ان التسجيل لدى المفوضية يمكن ان يساعد على حماية اللاجئين العراقيين في سوريا والذين تقول السلطات ان عددهم وصل الى 1.2 مليون لاجئ. وينتظر من يريد التسجيل لدى المفوضية عدة اشهر قبل أن يتمكن من الحصول على مقابلة.

واعترف قارقان بأن الطلب الكبير للتسجيل يسبب ضغطا كبيرا ولكنه قال ان مؤتمرا دوليا حول ازمة اللاجئين العراقيين سيعقد هذا الاسبوع في جنيف من المتوقع ان يساعد على توسيع وتحسين الخدمات التي تقدمها المفوضية في دول المنطقة.

ويصطف مئات العراقيين يوميا منذ الثالثة صباحا امام المركز الذي كان مستودعا تابعا للمفوضية قبل ان يعاد تأهيله وتجهيزه بوحدة طبية وأمانة للتسجيل. وتنوي المفوضية بناء مستشفى وروضة للاطفال ومركز للرعاية النفسية في المنطقة.

وقال احمد ابو رياض من الموصل الذي وصل منذ شهر الى دمشق مع عائلته، "نطرق كل

باب قد يساعدنا حتى نتمكن من البقاء احياء. وعدونا هنا بأن يقدموا لنا خدمات صحية والتعليم لأولادي وبعض المساعدات لهذا أتينا."

وقال ادهم مارديني المسؤول الاعلامي في المفوضية ان المفوضية تحاول تعويض نقص امكانياتها بالتعاون مع جمعيات كالهلال الاحمر السوري لتقديم رعاية صحية وخدمات اجتماعية للاجئين العراقيين.

وأضاف ان عدد العراقيين الذين يتقدمون بطلبات التسجيل يتزايد بشكل كبير ووصل عدد الذين سجلوا أسماءهم حتى الان الى 96 الفا ولكن من المتوقع ان يرتفع العدد بنحو 30 الفا شهريا.

وتخصص المفوضية 60 مليون دولار لقضية اللاجئين العراقيين في المنطقة منها 16 مليونا لسوريا التي تستقبل اكبر عدد منهم في المنطقة.

وقال مارديني "نعول على المؤتمر الدولي لكي ينظروا الى هذه الكارثة الانسانية ولتوعية المجتمع الدولي الذي لم يتحرك حتى الان لتقديم المساعدات الكافية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 18 نيسان/2007 -27/ربيع الاول/1428