صراع النفوذ الدامي مع القاعدة يجذب السنّة الى الصف الوطني

 شبكة النبأ: بعد ان توضحت نوايا تنظيم القاعدة التسلطية على السنّة في العراق وبيان حقيقة وجودهم التي لا تعترف بأي مكون عراقي سوى طموح السيطرة المطلقة واقامة حكم طالباني جديد تحولت الرؤية المتزمتة للسنّة وخاصة الفصائل المسلحة نحو تطلعات تفاهم ووفاق مع الحكومة والعملية السياسية والصف الوطني.

وقال رجل دين بارز ان التيار العام لرجال الدين السنّة في العراق شكلوا هيئة لإصدار الفتاوى بهدف الحد من نفوذ مسلحي القاعدة الذين تؤدي أنشطتهم الى قتل المدنيين وليس الجنود الاجانب وحسب.

وأبلغ الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائى رويترز أن الدافع الذي حدا بلجنة تأسيسية مؤلفة من 40 من علماء الدين البارزين في عمان لتأسيس "مجلس علماء العراق" الاسبوع الماضي هو حاجة الطائفة السنّية الى فتاوى متوازنة في الوقت الذي يشهد فيه العراق تصاعدا في أعمال العنف.

وفي اشارة الى الاسلاميين المتشددين المرتبطين أيديولوجيا بتنظيم القاعدة قال السامرائي "آن الاوان لمشايخنا ليجمعوا الصف ويوحدوا الكلمة، على العلماء الكبار أن يعلّموا المسلمين أن يحترموا الرأي الاخر."

ويتمتع تنظيم القاعدة في العراق بنفوذ في عدد من المحافظات الواقعة في غرب البلاد ووسطها. ويحشد مسلحوه الدعم من خلال خطابهم الوعظي في بلد يعاني من وجود قوات أجنبية تقودها الولايات المتحدة واقتتال طائفي مع ميليشيات شيعية.

غير أن قتلهم المدنيين دون تمييز وفهمهم المتشدد للمذهب السنّي نفّر منهم زعماء العشائر التقليديين وأشعل مواجهة مسلحة بين الجانبين في الاوساط السنّية.

ولم تقتصر التفجيرات الانتحارية التي ينفذها مسلحون سنّة على قتل الشيعة دون تمييز وانما استهدفت كذلك بعض السنّة ممن يعتبرونهم متعاونين مع الحكومة العراقية أو القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

وكان السامرائي يتولى ادارة هيئة حكومية تشرف على المواقع الدينية السنّية في العراق لكنه فصل في فبراير شباط الماضي لإنتقاده رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وقال السامرائي انه يجب قتال الجماعات المتطرفة التي تقتل إعتمادا على أدلّة واهية.

وأضاف "انهم يقتلون بالظن و يذبحون بالشك ويسفكون الدماء بالشبهات ويتفاخرون (بذلك) ... ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم.."

ويضم التجمع الجديد عددا من أشهر علماء السنة في أول هيئة من هذا النوع يتم تشكيلها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وسيرأس الشيخ عبد الملك السعدي وهو عالم سنّي عراقي بارز يعتبره البعض المفتي الفعلي للسنّة في العراق مجموعة داخل المجلس ستخول اصدار الفتاوى استنادا الى عقائد الاسلام ومبادئ الشريعة.

وأعرب السامرائي عن اعتقاده بأن الغالبية العظمى من الجماعات الوطنية المتمردة في العراق والتي تركز جهودها على قتال القوات الامريكية وليس العراقيين ستعتبر فتاوى العلماء مرجعيتها الدينية الوحيدة.

وقال لرويترز "سيجتمع علماؤنا ويصدرون الفتاوى وكلّي أمل أن المقاومة الصحيحة التى لا تقتل العراقيين بالظن ستستمع الى هؤلاء العلماء."

وأضاف "أحرص الناس على دماء العراقيين هي المقاومة الصحيحة والذى يدعي المقاومة ويسترخص أرواح العراقيين ويستهين بأرواح المؤمنين والبشر فهي ليست مقاومة ولكن هذا إرهاب..."

وقال رجل الدين البارز ان إشتمال عضوية المجلس على مستشارين دينيين كبار يتمتعون بالمؤهلات الصحيحة سيضمن تطابق فتاواهم مع الشريعة الاسلامية.

وأشار الى أن الخطباء والعلماء لن يصمتوا رغم حملة الترويع التي يشنها رجال دين متشددون ملتزمون باراء أصولية متزمتة.

وقال السامرائي "نحن العلماء يجب أن نعلن كلمتنا ولا نخشى الا الله .. وان الدماء عند الله غالية والانسان الذى يستخف بدماء البشر ويسترخص دماء وأرواح العباد سنقف ضده ونقول كلمتنا."

عشائر عراقية تطالب "بانتفاضة" ضد القاعدة في شمال بغداد

دعا زعماء عشائر من العرب السّنة ووجهاء مناطق في محافظة كركوك الى "انتفاضة" ضد القاعدة وعقد مؤتمرات "صحوة العشائر" على غرار محافظة الانبار للتصدي "للعناصر الارهابية" وخصوصا "الدولة الاسلامية والقاعدة".

وطالب مجلس قضاء الحويجة حسب تقرير لوكالة فرانس برس، خلال جلسة طارئة عقدها في مبنى محافظة التأميم وكبرى مدنها كركوك "جميع المجالس المحلية وزعماء العشائر والاعيان الوقوف بحزم امام ما يسمى بدولة العراق الاسلامية التي تدعو اليها جماعات ارهابية متطرفة في المنطقة".

وقال الشيخ عبدالله سامي العاصي عضو مجلس المحافظة واحد ابرز شيوخ عشيره العبيد المنتشرة في المنطقة ان الجلسة بحثت "امورا مهمة وفي مقدمتها الوضع الامني والحوادث المؤسفة التي شهدتها الناحية خلال الاسبوع المنصرم وراح ضحيتها عدد من المواطنين الابرياء من مثقفين ومدنيين".

ودعا العاصي "الجهات المعنية الى اعادة النظر في اعداد وتسليح الاجهزة الامنية بما يتناسب والمساحة الشاسعة لمنطقة الحويجة (240 كم شمال بغداد)".

يذكر ان تحالفا يضم عددا من عشائر العرب السنة يطلق على نفسه "مجلس انقاذ الانبار" يحارب بدعم من الحكومة العراقية تنظيم القاعدة في المحافظة التي تعتبر احد معاقل التنظيم الرئيسية.

وكان المجلس اعلن عن نفسه منتصف ايلول/سبتمبر 2006 بعد ان كشفت مصادر عشائرية بروز خلافات الى العلن قبل حوالي تسعة اشهر بين تنظيم القاعدة وعشائر الانبار احد معاقل التمرد في العراق.

وحضرالجلسة في مقر المحافظة ضابط كبير من القوات المتعددة الجنسيات وقادة الاجهزة الامنية في الحويجة غرب كركوك.

وسلط ضابط رفيع المستوى من اللواء الثاني في الجيش الضوء على "الاسباب الحقيقية لتدهور الوضع الامني في الحويجة" قائلا ان "الوضع في المنطقة خطير جدا والخطر يزحف نحو الجميع وخصوصا من الجماعات التي تدعو الى اعلان الدولة الاسلامية".

واتهم الضابط الجماعات الاسلامية المتشددة "بالقاء منشورات تسعى الى ترهيب المواطنين بعد ان عجزت جميع الفصائل المسلحة عن مواجهة الاجهزة الامنية".

من جهته دان رئيس مجلس قضاء الحويجة حسين الجبوري "الاعمال الارهابية البشعة التي نفذتها العصابات الاجرامية" مشيرا الى "الحادثة المؤسفة التي تعرض لها عدد من خيرة ابناء الحويجة العاملين في الكهرباء والمقاولات مؤخرا من اصحاب الكفاءات".

وكان مسلحون اطلقوا النار على حافلة ركاب تقل تسعة من ابناء الحويجة عند ناحية الرياض فقتلوهم جميعا الاسبوع الماضي.

ودعا الجبوري "جميع المجالس التابعة لقضاء الحويجة الى عدم مبايعة ما يسمى الامارة الاسلامية التي طالبت مبايعتها في موعد اقصاه اواخر الشهر الجاري والتنسيق مع الاجهزة الامنية لتطهير المنطقة من كافة الخارجين على القانون".

فصائل مسلحة طلبت مساعدة الحكومة العراقية في مطاردة القاعدة 

وذكرت انباء صحفية ان فصائل مسلحة هامة طلبت من الحكومة العراقية مساعدتها في محاربة القاعدة في العراق.

ونقلت صحيفة (الصباح) عن مصدر في الحكومة العراقية قوله ان مفاوضات بين الحكومة وتنظيمات مسلحة جرت في اطار المصالحة أوشكت على الوصول الى اعلان نتائج ايجابية.

وذكرت الصحيفة الحكومية "ان المفاوضات جرت مع الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وكتائب الفاتح والقيادة العامة للقوات المسلحة وجيش الراشدين فضلا عن فصائل اعربت عن رغبتها بالانضمام للجهات المتفاوضة " دون التوضيح ما اذا انخرطت فيها ام لا.

وطبقا للصحيفة "فانه وفي تطور مهم بادر تنظيم الجيش الاسلامي بمفاتحة الحكومة لمساعدته في القضاء على فلول القاعدة التي يقودها الارهابي ابو غزوان في منطقتي الطارمية والتاجي وعدد من المناطق الاخرى كذلك تقوم كتائب ثورة العشرين بملاحقة الارهابي ابو سفيان الافغاني في مناطق ابو غريب والدورة والفلوجة".

ونسبت الصحيفة الى المصدر قوله ان الجماعات المسلحة تقدم بمثل هذه المبادرات انطباعا عن حسن نوايا لتلبية دعوة الحكومة في الانخراط لبرنامج المصالحة والاسهام اخيرا ببناء العراق.

وسبق للرئيس العراقي جلال الطالباني ان اعلن عن رغبة خمسة فصائل مسلحة رمي السلاح والانخراط في العملية السياسية فيما افاد مصدر من أحد مكاتب رئيس الجمهورية بان وفيق السامرائي المستشار الامني للرئيس الطالباني يلعب دورا كبيرا في هذه المفاوضات.

من جهة اخرى حذر زعيم ائتلاف مجموعات سنّية متطرفة منطوية تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الجهاديين من الانشقاق وذلك في شريط صوتي بث على شبكة الانترنت.

وياتي التحذير اثر بيان بثته مطلع نيسان/ابريل مجموعة جهادية لا تنتمي الى هذا الائتلاف ودعت فيه زعيم القاعدة اسامة بن لادن الى نبذ ممارسات تنظيم القاعدة في العراق.

ودعا ابو عمر البغدادي في الشريط المجموعات الجهادية بما فيها جيش انصار السنّة وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين الى عدم الانجرار الى "نزغ الشيطان بيننا وبينكم" والى تدارك "الموقف وجالسوا اخوانهم في دولة الإسلام لنزع فتيل الفتنة".

كما دان البغدادي الذي اطلق على تحالفه اسم "دولة العراق الاسلامية" سفك الدماء وقال "فوالله انا لندين الله بحرمة دمائكم وكل مسلم ما لم يرتكب كفرا بوّاحا أو دما حراما فاتقوا الله". واضاف "واعلموا أننا لا نسفك دما حراما قصدا".

وفي السادس من نيسان/ابريل دعا الجيش الاسلامي في العراق اسامة بن لادن الى التدخل لوقف ممارسات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المتهم باغتيال "اكثر من ثلاثين" جهاديا اعلنوا رفضهم لممارسات القاعدة في العراق.

واثار هذا النداء ردوداً عنيفة في المواقع الاسلامية وانصار القاعدة في العراق واتهم بعضها الجيش الاسلامي بأنه "ممول من السعودية" وانه "يندرج في لعبة الاميركيين".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 18 نيسان/2007 -27/ربيع الاول/1428