المغريات الامريكية لدمشق هل تنجح بطلاق سوريا وايران

 شبكة النبأ: في المحاولات الاخيرة التي تحرص على صنعها الولايات المتحدة للتقرب من دمشق، تكون قد اكملت التفافها حول ايران من كل جانب لكسب تاييد الفرقاء الدوليين في المواجهة المحتدمة مع ايران حول العراق والبرنامج النووي وكذلك اقناع سوريا بان لا مصلحة عربية او عالمية لها باتباع سياسة ايران والتمسك بها.

واعتبرت الولايات المتحدة ان زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية المكلفة القضايا الانسانية ايلين سوربري كانت "مجدية" الى دمشق وقد تميزت الزيارة بلقاء لم يعلن عنه مسبقا مع نظيرها السوري حسب فرانس برس.

وكانت سوربري التي زارت دمشق لاجراء مباحثات حول اللاجئين العراقيين التقت نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.

وقال توم كايسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية "كان تبادل وجهات النظر بينهما مجديا".

وكانت الولايات المتحدة التي تقاطع سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 شددت على انه لن تكون هناك لقاءات ثنائية في دمشق وان سوربري ستكون برفقة ممثل للمفوضة العليا للاجئين.

واكد كايسي ان مباحثات سوربري كانت ثنائية مع مقداد مشيرا الى ان المسؤولين بحثا قضية اللاجئين العراقيين. واوضح "لقد دعت (سوربري) سوريا الى التعاون مع الحكومة العراقية ومع المفوضية العليا للاجئين لتوفير الحماية والمساعدة للاجئين العراقيين في سوريا".

واضاف ان السوريين "اعربوا عن استعدادهم لمواصلة استقبال العراقيين المرحلين مع الاشارة الى العبء الذي يشكله ذلك عليهم وعلى نظامهم".

وبحسب مسوؤل في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته فان ممثل مفوضية اللاجئين الذي كان يفترض ان يشارك في اللقاء حال "جدول مواعيده" دون المشاركة في الاجتماع. واضاف ان الاجتماع دام 45 دقيقة.

وفي دمشق قالت المفوضية العليا للاجئين ان احد مسؤوليها وهو جورج اوكوث-ابو كان في سوريا في مهمة انسانية مختلفة عن مهمة المسؤولة الاميركية وهي ارفع مسؤول اميركي يزور سوريا منذ زيارة الرجل الثاني في الخارجية حينها ريتشارد ارميتاج في بداية 2005.

ومن جانبه دعا نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بعد اللقاء مع مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية الى "حوار شامل" سوري اميركي حول كل قضايا الشرق الاوسط.

وقال مقداد "قلنا ان كل القضايا مترابطة مع بعضها في المنطقة العربية وانه من الضروري ان يكون هناك حوار شامل حول كافة هذه المشاكل". واضاف "بدون حوار لا يمكن حل اي مشكلة من المشاكل المطروحة".

وتقوم سوربري بجولة في المنطقة كانت قادتها الى مصر وتزور في اطارها بعد سوريا الاردن. وتشكل هذه الزيارة مؤشرا جديدا على مرونة الدبلوماسية الاميركية في الشرق الاوسط والتي كانت تميزت حتى الان برفض واشنطن التحدث الى خصومها.

وكشف دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع الاقليمي والدولي الذي عقد في بغداد ان الاتصالات التي اجراها الوفد الامريكي مع الوفدين السوري والايراني كانت اكثر جديةمما رشح سابقا وانها قد تفتح الباب امام اتصالات بشأن قضايا اخرى مختلف عليها بين الطرفين.

وقال الدبلوماسي ليونايتد برس انترناشيونال ان الوفد الامريكي الذي ضم كلا من ديفد ساترفيلد منسق شؤون العراق في الخارجية الامريكية وزلماي خليل زاد السفير الامريكي في العراق ومارغريت سكوبي السفيرة الامريكية السابقة في دمشق انفردوا باعضاء الوفدين الايراني والسوري لوقت طويل على هامش الاجتماع وتناقشوا في قضايا تجاوزت موضوع المؤتمر وهو الوضع في العراق.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري كشف ان مؤتمر بغداد شهد تفاعلا ايجابيابين ممثلي الوفدين الامريكي والبريطاني من جهة وممثلي ايران وسورية من جهة أخرى.

وقال زيباري الشيء الايجابي في المؤتمر هو التفاعل الايجابي الذي حدث بين الوفدين الامريكي والبريطاني مع الوفدين الايراني والسوري.

ولم يكشف زيباري عن مزيد من التفاصيل بشأن هذا التفاعل الايجابي، مؤكداان الحوار كان بخصوص المسألة العراقية فقط.

الا أن الدبلوماسي قال ان خليل زاد تولى الاتصال مع رئيس الوفد الايراني عباس عرقشي نائب وزير الخارجية الايراني بينما تولت سكوبي الاتصالات مع نائب وزير الخارجية السوري احمد عرنوس.

واكد احد الدبلوماسين ان الوفدين الايراني والسوري طرحا فكرة ان يقوم المؤتمر القادم للمجموعة المتوقع عقده في تركيا الشهر القادم على مستوى وزراء الخارجية ببحث باقي ملفات المنطقة مشيرا الى ان الوفد الامريكي ألمح الى امكانية ذلك.

واضاف الدبلوماسيكانت الحوارات بينهم تبدو جدية ومعمقة وانفرد بعضهم مع بعض وقتا لا بأس به.

وقال دبلوماسي اخراذا كان الهدف من المؤتمر هو اذابة الجليد بين واشنطن وطهران ودمشق فان من المؤكد ان ذلك كان بداية جيدة.

وكان المؤتمر قد تمخض عن تشكيل ثلاث لجان متابعة استجابة لاقتراح العراق هي لجنة التعاون والتنسيق الامني لمتابعة وتفعيل الاتفاقات الامنية السابقة في مواجهة الارهاب وضبط الحدود ومنع التسلل ولجنة تختص بمتابعة مسألة المهجرين العراقيين بينما تختص اللجنة الثالثة بتسهيل توريد الوقود والطاقة.

ومن المقرر ان تعقد دول المجموعة التي تضم اضافة الى دول الجوار العراقي كلا من مصر والبحرين والدول الخمس دائمة العضوية اجتماعا في اسطنبول في الشهر القادم لمتابعة نتائج اجتماع بغداد.

من جهة اخرى وفي سياق انفتاح الاتحاد الاوربي على سوريا طالب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا  دمشق ببذل "جهود كبيرة" من اجل تطبيق القرار الدولي 1701 الذي وضع حدا للعمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. حسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وقال سولانا في مؤتمر صحافي عقده في مطار دمشق قبيل مغادرته العاصمة السورية "اخبرت الرئيس الاسد خلال اجتماع ساده مناخ ايجابي باننا نرغب بان تبذل سوريا جهودا كبيرة لتطبيق القرار 1701" الصادر عن مجلس الامن الدولي.

واضاف في المؤتمر الذي شارك فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم " هذا امر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في لبنان" معربا عن امله "ان يتم تطبيق القرار بشكل تام".

واوضح سولانا انه قال للرئيس الاسد " هناك فرصة لتكون سوريا جزء من المبادرات (في المنطقة). ومن الضروري ان تتخذ القرارات الجيدة وان نشارك معا في عملية السلام لتامين الاستقرار في كل المنطقة".

واكد المبعوث الاوروبي انه قال للرئيس السوري "يجب ترجمة العبارات بافعال". كما اكد دعم الاتحاد الاوروبى لحق سوريا فى "استعادة اراضيها" التي احتلتها اسرائيل عام 1967.

من ناحيته اعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن "الحرص على تطبيق القرار 1701 وعلى ان تقوم قوات الطوارىء الدولية (يونفيل) باداء مهامها على احسن وجه" في جنوب لبنان.

يذكر ان سوريا تعتبر بأن نظام المحكمة يجب ان لا يبت الا بعد انتهاء التحقيق الدولي. بالمقابل اكد رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس مرارا بانه لن يصدر قراره النهائي (الاتهامي) قبل اقرار نظام المحكمة لتكون هناك جهة صالحة لاستلامه.

من ناحية اخرى اعتبر المعلم بان مؤتمر بغداد الذي انعقد في 10 اذار/مارس وشارك فيه دبلوماسيون اميركيون وسوريون يشكل "بداية" للحوار مع واشنطن.

وقال "نامل ان يرى الاميركيون ان الحل في العراق ليس عسكريا بل سياسيا".

كما تناول سولانا مع الرئيس السوري "امكانية مشاركة سوريا بتسوية النزاع حول الملف النووي الايراني وفق قرارات الامم المتحدة".

ووصل سولانا الى دمشق في اطار جولة شملت بيروت ثم الرياض.

وهي اول زيارة لسولانا الى دمشق منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في بيروت في تفجير اشارت لجنة تحقيق دولية الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين فيه.

وفي صعيد متصل اعلن الاتحاد الاوروبي تأييده الجهود التي تبذلها المملكة السعودية لمعالجة الازمة في لبنان فيما تحدث مصدر دبلوماسي عربي عن امكان عقد مؤتمر مصالحة الاسبوع المقبل في الرياض بين الغالبية النيابية والمعارضة. حسب وكالة فرانس برس.

وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام محادثات بينهما استمرت ساعتين "ندعم كل الجهود التي تبذلها السعودية في هذا المجال" اي في لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 آذار/2007 -26/صفر/1428