تقليص النفوذ الايراني في العراق يرفع مستوى التوتر بين البلدين

 شبكة النبأ: تصاعد لهجة الجفاء بين الحكومتين الايرانية والعراقية يسير في اتجاهين حسب رأي بعض المحللين، حيث يعبر ذلك عن خوف ايراني من استخدام الامريكيين للارضي العراقية في الهجوم على ايران، كما يعبر عن بدء انفكاك تحالف بعض قوى الحكومة مع ايران، كما بين ذلك منع طائرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من التحليق فوق الاجواء الايرانية، لذلك وحسب رأي هؤلاء المحللين سوف تشهد الايام القادمة مزيد من التوتر وانخفاض في مستوى العلاقات بين البلدين. بزيادة الضغوط الامريكية على البلدين، وهذا ماتشير اليه تصريحات الناطق باسم الحكومة العراقية.

فقد اعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الاربعاء الماضي في واشنطن ان على الدول العربية المجاورة للعراق ان تساعده في الاندماج بالمنطقة بهدف تقليص النفوذ الايراني.

وقال الدباغ خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الاميركية "نتقاسم مسؤولية مع العرب علينا العمل معا لتقليص التأثير الايراني في العراق" مضيفا ان "تأثير ايران خطير حاليا" بالنسبة الى العراقيين.

واعتبر ان الوقت حان للدول العربية المجاورة "ان تقيم علاقات مع العراق تتجاوز الرؤية الايديولوجية او الطائفية او الاتنية والتي تمنع الاكراد والشيعة من الاندماج في المنطقة".

ودعا الى عقد "اتفاق امني اقليمي مشترك واستبعاد التحالفات المحدودة" آملا ان يتيح المؤتمر الدولي المقرر عقده في شرم الشيخ (مصر) في الثالث والرابع من ايار/مايو تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.

واضاف "على العرب ان يحاولوا اقناع كل مكونات العراق بالتحاور توصلا الى تفاهم حول القضايا الجوهرية" لافتا خصوصا الى تقاسم عائدات النفط والفدرالية واجتثاث البعث. ودعا الدباغ "الولايات المتحدة وايران الى التوصل لاتفاق" يضع حدا لنزاعاتهما.

واوضح انه "مع نهاية عام 2007 وبداية 2008 سيحين موعد انسحاب قسم من القوات الاميركية" لكنه اكد ان "الانسحاب المبكر للقوات الاميركية سيوجد فراغا" مشيرا الى ان "ايران ليست الخطر الوحيد فالقاعدة تشكل ايضا خطرا".

ودعيت للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ ايران والاردن والكويت والمملكة السعودية وسوريا وتركيا وكلها دول مجاورة للعراق اضافة الى البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة.

كما تشارك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) فضلا عن كندا والمانيا وايطاليا واليابان والاتحاد الاوروبي.

وفي وقت لاحق قال المتحدث باسم الحكومة العراقية يوم الجمعة إن تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران سوف يساعد العراق ويقلل من ميل ايران للتدخل في شؤون جارتها.

وكان علي الدباغ يتحدث في مؤتمر صحفي بالبيت الابيض حيث ساند مساعي الرئيس جورج بوش لرفض وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق وقال ان انسحابا امريكيا سابقا لاوانه سيترك فراغا في السلطة.

واتهمت ادارة بوش ايران مرارا باشعال العنف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق بتقديم السلاح ووسائل الدعم الاخرى لميليشيات شيعية.

ويرأس نوري المالكي الشيعي حكومة العراق التي تضم اطرافا من الشيعة والسنة.

وقال الدباغ "هناك تدخل من الايرانيين في الشؤون العراقية..ونحن لاننكر ذلك."

وتابع "نشعر ان التحسن ووجود علاقات افضل بين الولايات المتحدة وايران يمكن ان يقلل ..يمكن ان يجعل التدخل اقل."

وتتزعم واشنطن التي تقف في خندق معاد للزعماء الاسلاميين في طهران منذ الاطاحة بنظام الشاه عام 1979 مسعى دوليا لكبح برنامج ايران النووي الذي تقول انه يهدف لانتاج قنبلة نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الطاقة.

وتضغط ايران للمطالبة باطلاق سراح خمسة ايرانيين احتجزتهم القوات الامريكية في العراق وتقول انه ما لم يتم الافراج عنهم فانها ربما لاتشارك في مؤتمر متعدد الاطراف يعقد بشأن العراق الشهر القادم.

وقال الدباغ مرددا المبدأ الذي يؤكد عليه بوش انه اذا انسحبت القوات الامريكية من العراق بشكل سابق لاوانه فسيمثل ذلك نصرا للمسلحين مشيرا الى هجوم بقنبلة وقع داخل مبنى البرلمان العراقي يوم الخميس للتدليل على صحة حديثه.

وقال الدباغ "نشعر بأن انسحابا قبل الأوان سيكون هدية رائعة لاولئك الذين نفذوا هجوم الخميس وسيتسبب بالتأكيد في وجود فراغ بالسلطة بالعراق وهو ما لايرغب فيه اي طرف."

ويعارض بوش مسعى يقوم به الكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بربط الموافقة على قانون توفير تمويل اضافي بقيمة مئة مليار دولار للحرب بتحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية.

وهدد الرئيس باستخدام حق النقض ضد اي قانون يصدره الكونجرس يحتوي على مثل هذا الجول الزمني للانسحاب.

وقال الدباغ انه يأمل بأن يسمح التدريب الجاري لقوات عراقية بتسليم مزيد من السلطات الامنية لتلك القوات بحلول نهاية العام.

وقال "عندئذ سوف يفتح ذلك الباب للتفاوض بشأن انسحاب الامريكيين."

وفي محاولة للتوصل لحل وسط اقترح السناتور الديمقراطي كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة التشديد على "معايير" تدفع العراقيين لانجاز تسوية سياسية.

واشارالسناتور الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الاقلية بمجلس الشيوخ الى انه ربما يكون منفتحا لبحث هذا الامر.

وقال مكونيل "لن استبعد بالكلية امكانية" وضع معايير.

وتابع قائلا "سيتوقف الامر على الكيفية التي ستصاغ بها."

ووسط حديث عن ان نوابا ديمقراطيين يدرسون القيام بزيارة لايران بعد ان قامت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بزيارة الى سوريا اوائل هذا الشهر حث ديك تشيني نائب الرئيس اعضاء الكونجرس على الامتناع عن القيام بمثل هذه الزيارات.

وقال تشيني احد مهندسي غزو العراق عام 2003 في تصريح لمحطة اذاعية خلال زيارة لشيكاجو "اعتقد انه سيكون من الافضل لنا جميعا ان يبقوا في الوطن ويتابعوا اداء اعمالهم."

اتهامات جديدة لإيران

من جهته عرض الجيش الامريكي في العراق يوم الاربعاء المزيد من الاسلحة التي قال انها ايرانية الصنع وزعم ان متشددين يتلقون تدريبات في ايران على استخدام قنابل تزرع على جوانب الطرق أسفرت عن مقتل عشرات الجنود الامريكيين. بحسب رويترز.

وعرض المتحدث باسم الجيش الامريكي الميجر جنرال وليام كولدويل الاسلحة على الصحفيين في بغداد وتشمل قذائف مورتر وقذائف صاروخية قال انه تم العثور عليها في منزل وفي سيارة في بغداد هذا الاسبوع.

وقال كولدويل "تنشط أجهزة مخابرات ايرانية في العراق فيما يتعلق بتوفير تمويل وأسلحة وذخيرة" في اشارة فيما يبدو الى تقديم مساعدات لميليشيات شيعية.

واضاف أن بعض المساعدات من المخابرات الايرانية تقدم ايضا للمسلحين السنة.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين ايرانيين غير أنهم نفوا في السابق اتهامات مشابهة وجهتها واشنطن. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قال ان واشنطن تحاول إخفاء فشلها في العراق من خلال القاء اللوم على الاخرين.

وقال كولدويل ان عدد القتلى والجرحى من المدنيين في بغداد تراجع للشهر الثالث على التوالي غير أن العدد ارتفع خلال نفس الفترة في أنحاء العراق.

وقال كولدويل "الموت والعنف في العراق وصلا الى درجة من السوء لا تحتاج الى مثل هذا التدخل الخارجي. ايران وكل جيران العراق يحتاجون فعلا الى احترام سيادة العراق."

وقال كولدويل ان التدريب يتم في ايران حول استخدام القنابل الخارقة للدروع وهي قنابل تزرع على جوانب الطرق وذات فعالية مميتة على نحو خاص وتسببت في مقتل أكثر من 170 جنديا أمريكيا واستخدمت ضد جنود أمريكيين في بغداد الاسبوع الماضي.

وغالبا ما تجد حكومة العراق التي يقودها الشيعة نفسها مضطرة للسير على خط دقيق في محاولتها الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع ايران والولايات المتحدة. وتقول انها تعمل بجد من أجل تأمين إطلاق سراح الايرانيين الخمسة.

وقالت ايران التي رفضت السماح لطائرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المرور عبر مجالها الجوي في طريقه الى اليابان مطلع الاسبوع الجاري انها غير راضية وحذرت بغداد من أن العلاقات الثنائية قد تتضرر.

ومن المقرر أن تشارك القوى الكبرى وجيران العراق في المؤتمر المتعلق بالعراق في القاهرة خلال الاسبوع الاول من مايو ايار.

وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الايراني لصحيفة كيهان الايرانية المتشددة اليومية "ذكرنا المسؤولين العراقيين بأنه ما دام لم يتم الافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين فان مشاركة ايران في أي مؤتمر بخصوص العراق تحضره أمريكا ستواجه مشكلة كبيرة وعقبات."

وقال كولدويل خلال عرضه لتفاصيل جديدة ان 14 مسلحا وأربعة جنود عراقيين قتلوا كما جرح 16 جنديا أمريكيا وأصيبت أربع طائرات هليكوبتر أمريكية واضطرت للعودة الى قواعدها.

وقال كالدويل " تم العثور على مخبأ للاسلحة ( ايرانية الصنع ) في منطقة حي الجهاد غرب بغداد، وان العثور على هذه الاسلحة اكد لنا صحة الادلة الموجودة لدينا حول قيام المخابرات الايرانية بدعم المتطرفين السنة."

وتابع ان" قوات القدس الايرانية تقوم بتدريب المتطرفين الشيعة والمجموعات السنية التي تتلقى الدعم من المخابرات الايرانية لاجل اهداف مشتركة وهي ضرب قواتنا باسلحة خارقة للدبابات والتي احدثت خسائر كبيرة بين صفوف قواتنا وكان حجم الخسائر من االجنود 60 % ".

واضاف ان" التدخل الايراني والسوري في العراق يهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في البلد مبينا ان حوالي 40_60 متمرد يدخل العراق عن طريق سوريا شهريا فيما تواصل المخابرات الايرانية تهريب الاسلحة الى العراق عن طريق عناصر تعمل لصالحها فيما تقوم بتدريب العناصر المتطرفة داخل اراضيها حول الكثير من العمليات العسكرية ومنها كيفية تجميع العبوات الخارقة للدروع والتدريب على التكتيكات عن كيفية القيام بالهجوم والانسحاب."

وقال ان" مواطنا عراقيا ابلغ مركز العمليات المشتركة في حي الجهاد بوجود مخبأ للاسلحة في المنطقة حيث قامت القوات العراقية تساندها القوات متعددة الجنسيات بتطويق المنزل وعثرت على مخبأ كبير للاسلحة يحتوي على عدد من قنابر الهاون عيار 60 و81 ملم صنعت في ايران وكتب عليها تاريخ الصنع عام 2006 وصاروخ 107 صيني الصنع كان مستورد الى ايران وصواريخ قاذفة ار بي جي 7 ورمانة يدوية واحدة وبنادق كلاشنكوف وعتاد خفيف ومتوسط و قذيفة مدفع عيار 155ملم."

ايران لاتشارك في مؤتمر حول العراق

هذا واعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن "اسفها" ازاء تحفظ ايران المشاركة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في مؤتمر حول العراق سيعقد في مصر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك عقب اعراب وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عن تحفظ ايران على المشاركة في المؤتمر في حال شاركت فيه الولايات المتحدة وباقي الدول الكبرى "لست متأكدا مما هم متخوفون". واضاف "اذا كان هذا هو بالفعل موقفهم النهائي فإنه لأمر مؤسف". بحسب فرانس برس.

وقال "انه مؤتمر حول العراق وحتما مشاركتهم فيه كانت لترسل اشارة الى ان لديهم حقا مصلحة في رؤية عراق اكثر ازدهارا واستقرارا وديموقراطية".

وينعقد المؤتمر الوزاري حول العراق في الثالث والرابع من ايار/مايو في منتجع شرم الشيخ المصري. وهو يعقب مؤتمرا انعقد على مستوى ادنى الشهر الماضي في بغداد حول تعزيز الامن في العراق.

واشارت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى امكانية خرقها السياسة الاميركية المتبعة مع ايران عبر اجرائها محادثات ثنائية مباشرة مع نظيرها الايراني منوشهر متكي على هامش هذا المؤتمر الوزاري حول العراق.

الا ان متكي اعرب الثلاثاء عن تحفظ ايران على مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في المؤتمر. وقال ان المؤتمر يجب ان يضم حصرا الدول المجاورة للعراق بالاضافة الى مصر والبحرين.

كما استبعد وزير الخارجية الايراني عقد اي لقاء مع نظيرته الاميركية. وقال "في ظل هذه الشروط الامر مستبعد".

واعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان العراق وجه دعوة الى جيرانه والى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) بالاضافة الى كندا والمانيا واليابان.

ورأى ماكورماك ان مقاطعة ايران للمؤتمر قد تخفف من دعم طهران المعلن للجهود الهادفة الى ارساء الاستقرار في العراق. وقال "نشجع كل الدول المجاورة للعراق على ان تقرن كلامها بالافعال".

واعلن نائب وزير الخارجية الايرانية عباس ارغشي الاربعاء ان ايران لن تشارك في المؤتمر الدولي حول العراق ما لم تطلق القوات الاميركية "دبلوماسييها" الخمسة الذين تعتقلهم في العراق.

وقال ارغشي لصحيفة كيهان المحافظة "لقد ابلغنا المسؤولين العراقيين انه طالما لم يتم اطلاق سراح الدبلوماسيين الايرانيين فان حضور ايران في اي مؤتمر حول العراق الى جانب الولايات المتحدة سيواجه مشاكل جدية وعقبات".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15 نيسان/2007 -24/ربيع الاول/1428