كتابة قصة.... وفق تجربة كاتب

كتب: عدنان عباس سلطان

  شبكة النبأ: كيف تكتب قصة؟؟.

قولنا هذا يشابه أن نقول: كيف تقرأ قصة!؟

أو كيف تكتب قراءاتك المتعددة للآخرين؟.

نحن نعلم أن الكتابة هي أعادة أنتاج القراءة بصورة متميزة، أو بشكل خلاق.

كتابة قصة تعني فلسفة ذاتية، هي حصيلة اكتساب قرائي ممتزج مع تجارب وميول الكاتب. وعندما يتشكل في معرفتنا أن القراءة هي المنهل الأساسي، فلا بد أذن أن نعرف ماهية القراءة ؟.. أو لابد أن نعيد معلوماتنا عنها ولو كان مرورا سريعا.

الإنسان منذ نشؤه، كان يقرأ ويكتب، قبل أن يخترع الإشارات والحروف التي دون بها فيما بعد، فقد ترك لنا إرثا جليلا من إنجازاته، على شكل أوان وحراب وسراديب ورسوم، فقد كان يقرأ في كتاب الطبيعة، ومتغيراتها، قسوتها وحنوها، كان يقرأ ما تكتبه المواسم والحيوانات، والأشجار والنجوم، يقرأ كل ما يصادفه من أستسهالات أو عثرات، حتى بلغ  شأوا من الرقي واكتشف التدوين على الكهوف والجلود والبردي والورق، عندها خاطبه الله سبحانه وتعالى:

 ـ أنك أيها  الإنسان، خليفتي في الأرض.

فالمشاهدة قراءة، والتأمل قراءة، والإصغاء قراءة، الخيبات، النجاحات، قراءات مستمرة، أثمرت بأعمال بناءة، لترصين وجوده، وأسفرت عن كتابات فعالة، يخاطب فيها ألذات وأبناء جنسه، وهكذا تراسلت الأجيال بالمعرفة من جيل إلى جيل.

كيف كانت قراءة الإنسان للظروف، والمود، والزمن، وصراعا ته المستمرة؟..

عندما نقرأ: فأننا ننظر إلى أشياء مفككة، أشياء متناثرة، أشياء موجودة بنظام يبدو لنا فوضويا !،أوعلى صورة وحدات عشوائية.

المعلم يفكك العلوم المختزلة في الكتب.

الطالب يقرأ التفكيك، لإختزاله  في معلومات.

هذا في الحقيقة يعطينا معنى لكلمة ( دراسة ) أو معنى مدرسة، وهو عين ماكنة السحن، التي تجري على سنابل غلة الحبوب، أي تفكيك السنابل إلى حبوب، لاختزالها  فيما بعد إلى الصوامع أو السايلوات، بعد عملية الدرس.

العلوم أشياء مختزلة يجري تفكيكها في السلوك والعمل، لتتحول إلى شكل آخر، شكل مختزل،  والمختزل هذا يتحول إلى تفكيك، وهكذا تسري العملية وهي تتطور باطراد.

فالقراءة أذن صور مفككة، القصة تختزلها فنيا في انطباعات وأفكار، والكتابة تعيد أنتاج الصور والأفكار والسلوكيات إلى صور أخرى، وجماليات أرقى ورؤية جديدة.

يتميز الإنسان بكونه الوحيد من بين الممالك الحيوانية والنباتية والجمادية،  الذي يستطيع إنتاج قراءاته بكتابات أخرى.

فالأشجار والحيوانات قد اتخذت خصائصها منذ سحيق الزمن، فهي لا تتطور إلا بمقدار ضئيل، ذلك أنها لا تقرا ولا تكتب لبعضها البعض، إلا وفق نمطية ثابتة، تكاد أن تكون كتابتها معدومة، لو نظر لها من وجهة التجديد، هذا إذ لم تكن تلك الخصائص مسبقة الوجود من خلاقها حين الإيجاد مباشرة، شأنها شان المملكة الجمادية الخاضعة لنظام شامل، نظام جبري أعطاها الخصائص، فسارت على مساره بصرامة لا تقبل الحيود.

فالمملكة النباتية لها نمطيات ثابتة في بيئاتها، نمطيات لا تتبدل، وليس هناك من تمايز فيما بينها, إلا في مستويات القوة والحجم، وحالات أخرى، لا تشكل فاعلية مؤثرة باتجاه التجديد.

والجمادات بتنوع عناصرها: كل له نظام رياضي متميز بالثبوت، وعدم الحيود.

الإنسان هو الكائن الوحيد الذي وهبه الله الاختيار، وهو الوحيد الذي يحيا وفق نمطيات متجددة، مرتقية، فعالة، متطورة باتجاه الإبداع.

فالإنسان له ماض قرأه بصورة جيدة، وله حاضر يخوضه بوعي مقصود، وله مستقبل قد خطط له، حاشدا فيه تجربة الماضي والحاضر لغرض أنجاز أمنياته المتعلقة بالصباح القادم. وهذا عكس الحيوان الذي لا ماض له ولا مستقبل،  وليس له حاضر عدى اللحظة الراهنة المحفوفة بالجبر والقسرية.

فالإنسان أذن يعيش في فيض من المعاني، التي تتشكل في وجدانه كأشياء محسوسة، فهو ينزع على الدوام لتحويلها إلى أشياء ملموسة، مجسدة خارج الوجدان، وتسري مسرى البدن. ونقصد بهذه الأشياء التي ترتبط بموضوعنا، هي الأشياء الفنية والإبداعية، كالقصة والرسم والنحت والرواية، أو بما يعرف بفن الحكاية.

القراءة أذن هي الأساس الموضوعي في عملية الكتابة، ونستطيع أن نقسم القراءة  إلى نوعين متلازمين.هما:قراءة المتعة،  و قراءة متفحصة.

***قراءة المتعة:***

  ومتعة القراءة في الحقيقة، هي مستوى معين محتمل، يتواجد عليه نص المتلقي، وهذا المتلقي يمثل طيفا واسعا من النصوص الداخلة على النص الأصل، وفي متعة القراءة تكون نصوص القارئ المحتملة: هي نصوص منسجمة ومتفكرة، بحسب ذوق المتلقي وتنوع ميوله وتجاربه الذاتية، ورؤيته الجمالية أو الفكرية، وإنشاءاته العاطفية ودرجة النرجسية فيه، حيث أنه يدخل في كل القصة أو في بعض أجزائها، كروح مضافة، بحسب المداخل التي فتحها كاتب النص لولوج الروح المتلقية، وبما يحتويه النص من مغازلة للطبائع والخصائص البشرية، وما توفق فيه من رسم للانطباعات الجمالية، تحرض وتغري القارئ، أن يكون ضمن الإطار والتأثير، أسيرا من ذاته، وتحت ضغط ميوله ورغباته في التنفيس أو الفضول. أو غير ذلك  من الدوافع، وبذالك تتحقق للقصة نصوصا أخرى، ترتفع بالعمل القصصي في قراءة المتلقي إلى مستوى رفيع، وهنا تكمن روعة القصة الناجحة.

فكاتب النص القصصي في الحقيقة الرئيسية: خلاق انطباعات، ومن خلال الانطباعات يتحول إلى محطة تبث الأفكار والصور الجمالية، مستغلا الفضول وحب الظهور والتفرد وحب الإطلاع والتنفيس.

السلطة التي يطلبها الكاتب على المتلقي هي الوسيلة الكبرى، من اجلها يقدم إغراءاته الفنية لكي يضعه في المصيدة لإنجاز غاياته الفكرية والجمالية.

***القراءة المتفحصة:***

 هي قراءة وظيفية ممنهجة، قراءة تفكيكية بحسب مستوى القارئ المعرفية، تبحث في النص عن مواطن الجمال والإبداع والتكنيك، والتقطيع، وطريقة المعالجة، والقصدية، ومنطقية الأحداث، ومقدار العقلنة في بناءها الإنشائي، في المتون الإخبارية، والاستهلال، و الحبكة، وضربة القصة، والزمكان، وطريقة التلاعب بهذه الأجزاء المتنوعة.

وإذ يقوم القارئ بكل ذلك محصيا الجواهر الإبداعية والفنية، ويبذل فيها الوسع، لا من أجل أن يصدر حكمه على النص، وإنما ليفيد تجربته هو، ويغني خزينه المعرفي من تجارب الغير، ويثري رصيده من المفردات، التي هي أدواته في عملية الكتابة والتأليف.

وعملية القراءة المتفحصة هي عملية دائمية ومستمرة لدى الكتاب، في شتى الأجناس والتجارب الأدبية.

 القراءة وإعادة الإنتاج الخلاق، ممارسة الأديب لإنسانيته الحقيقية، باعتباره فردا باثا ومبدعا في المجتمع، وكونه مرآة فنية وجمالية فيه.

لا أدعي بأن القصة التي سأوردها الآن: تمثل النموذج المثالي للقصة القصيرة، لكنها كانت ملائمة بحسب ما رأيت، ذلك لأنها تحتوي على ترميزات مكثفة.

لها انسجام مع هذه الدراسة، والفت نظر المتلقي إلى أنه لا توجد قصة أو رواية أو أي نص أدبي، لا يصل إليه الوهن والضعف.

وهذه حالة الإنسان يكبو وينهض ثم يتعلم الصواب، لكنه لن يصل إلى الكمال لأن الكمال منسوب إلى الله سبحانه وتعالى، لكنه في أفضل الأحوال يكون قليل الخطأ، لذا فأني أرى التعثر بسبب هنات، والخشية من النقد: تنأى بكثير من المواهب عن طريق الإبداع، وتخلق لنفسها مثالات صعبة، حتى تأفل المواهب الجميلة، أو في الأقل لا تكون جريئة في أطروحتها، بما وينسجم مع حالة الأدب وخصوصيته في التجديد والحداثة.

  ويمكننا الآن أن نقرأ القصة موضوع هذه الدراسة:

ترقية

قصة قصيرة

مات المدير !. وقد انتظمت مع المصلين، خلف جثمانه المغطى بستارة الشباك الصفراء، لم يظهر من جسده الضخم، غير وجهه الساكن بلا أدنى تعبير، سوى البلاهة المحايدة، وكأنه قد من خشب !.

لقد شعرت بغثيان من رائحة البخور المختلطة مع رائحة الموت، وحضوره الرهيب.. وجدت نفسي ميالة إلى مسامحة المدير.. ونسيان الماضي السخيف.

 رأيت إن الكشوفات والمهام الحسابية، التي حرمني منها: لا تستحق أ ن اجعلها مثل نقطة كدرة، تشوه ثوب ذاتي الأبيض.

وهبته منذ الآن براءة الذمة، وهو حتما ادرك من عالمه الآخر، إني سموت في عطائي،  وارتفعت أمام ناظريه  بهالة نورية، لامست فيها السماء الناعمة، وتمليت زجاجها الأزرق النقي، وأنا اصلي بذلك الصدق والإخلاص.

كان صوت مديرة التخمين، أم جنان يأتينا متهدجا مبحوحا بالفجيعة، وهي تقرا في ورقة الصلاة، كنت أخشى عليها: ألا تقرأ كتابة  أبي لؤي المحامي، الذي كتب لها الصلاة، وغادر قاعة الإدارة.

كانت المرأة تحث الملائكة باستعطاف، أن يتولوا الفقيد بحسن المعاملة، وإصلاح أسنانه المتراكبة، والتقليل من سوا د الوجه، وبعض الترميمات، لكي يكون ملائما للجنة، ومصاحبة حور العين، سيما وانه ممن له الوجاهة في الإقليم.

 بدأ صوتها مرتعشا، وهي تباشر بالتكبيرات، كنت اشعر بالقشعريرة وأغوص في عالم غامض ومخيف، لكني أحاول جاهدا إحصاء  التكبيرات!. فليس من اللائق عدم معرفتي لصلاة الجنازة، مثل بقية الزملاء، قد لا اجد شخصا مثل أبي لؤي ليرد عني الإحراج، ويجعلني غنيا عن إمامة امرأة، ساقها الاحتشام، لتخالف سنن الأولين والآخرين،  وهي تامنا من الخلف.

رغم إصراري إلا ا ن أصابعي قد تراخت عن الانضمام في باطن كفي، وما عدت ادري:

أهي التكبيرة الرابعة أم الخامسة؟.  كنت مشدود الذهن بالتقصفات التي اسمعها على سقف البناية، وانظر الغبار النازل بكثافة فوق رؤوس المصلين، كنت مقتنعا من إنها رحمة عاجلة  استدرها الرنين الباكي المتبتل، لفتية زهدوا في بهرج الحياة،  لقد كانت سيماهم تدعوا إلى الرشاد والشفقة، لما بها من آثار رسموها بانفعال، ينم بكونهم قد انقطعوا للعبادة منذ ألف عام، فرفع الله عنهم الحجاب، وهم قد يسمعون مثلي صخب الملائكة المتعاونون في إنزال النعم !.

حمدت ربي إني صرت واحدا منهم، رغم كوني حديث عهد بالوظيفة، وهذا لعمري لايناله إلا ذو حظ عظيم.

فجأة  وأنا سادر بحمد وضعي، صرخت دون إرادة مني..الله اكبر.. وضعت كفي الضارعة صارا على الجرح المؤلم، الذي خلفته الحصاة الساقطة على راسي، وما كاد بعضهم يلسعني بنظرة الاستهجان، بالشكل الذي يشفي الغليل، حتى عاجلنا السقف المنهار برمته.

 حدث الأمر بسرعة البرق، أخذت الكتل الإسمنتية تتدحرج بنعومة، أشبه ما تكون بقطع الإسفنج، أحسست بتقصف اظلاعي مرة واحدة، وأحالني الموت إلى ذلك الصمت الرائب دون الم أ و إزعاج، وشلت السكينة لساني وأطرافي، وظلت روحي تستشرف المكان وتنظر في عمق الأشياء.

ألهمني الفضاء المفتوح، أن ثمة ملائكة مجنحون سيحلون علينا، بهالة تغطي وجه الشمس الغاربة، ويفرشوا الدرب بالزهور، عبر الأكوان المترامية، حيث نرحل فرادى كما  خلقنا أول مرة.

 استرعى انتباهي وأنا أتطلع في ركام دائرتنا الحكومية المخربة، الأكياس الكثيرة. التي تتخلل  فوضى المكان، أكياس تشف عما بداخلها: من عنب، ورمان، وتفاح، وموز، وكريب فروت، وكمثري، ومشمش، وأشياء يسيل لها لعاب الوقور.

..ذلك أول الغيث وتنهمر الرحمة التي بها توعدون.. بل تزخ علينا من الأطايب بما  لا نحتسب وبما لا يخطر على بال.. أي مرتب وأي إيفاد، وأية ترقية حابيت من اجلها حد البكاء.؟.

عالم صغير تافه مثل جناح بعوضة،  يرف بارتعاش حول نار الحوافز، والترهات.

حياة موغلة بالسخف، كنت خلالها أظن ظن المجنون، الذي يتوسد الرصيف: بأنه نزيل الفندق العالي بخمسة نجوم !. لقد  أضعت عمري بلا جدوى، وانا سائر على المستقيمات، من صراط إلى صراط.

الحبيبة التي وعدتها بسلوك اقرب مستقيم إلى أهلها، اختارت لنفسها مستقيما آخر، ولم تعد إلى حدائق المواعيد.

كان مستقيمها بلا زاوية، اخترقت به الزمن، وذابت بين النجوم، قد تكون الآن في المجرة الرابعة، أو ربما الخامسة.

كانت الأفكار والذكريات تترى بانسجام، لكن هذا الانسجام قد تداعى فجأة، وانا أرى موتانا ينهضون من موتهم، يضرب الواحد منهم على ملابسه، ويلتقط كيسا من أكياس الجنة، ويغادر المكان، كان أولهم مسؤول الكشوفات، الذي كان يبكي بصوت جائر على الفقيد، لقد اختطف ستارته الصفراء، واحزمها على أكياس عدة، وفتل جسده بحركة رياضية، ثم أركز الحمل على كتفيه، وسار في الطريق الذي يسلكه كل يوم.

أنا الوحيد من بينهم لم انهض من رقدتي، كان من الممكن أن أظل إلى اليوم التالي، لولا السيد الفقيد، الذي أنساني حضوره الهائل  مثل طنطل، مسالة الترقية.

 لقد اخذ بيدي. وهو يقول:

استبشر خيرا أيها الفتى، فالموت سنة عندنا، لا ينالها إلا المخلصون!. قم ولا تتردد، وخذ لعيالك من اللذات حلالا طيبا وامض بسلام.

 لقد أشعرني عطفه النبيل بالخجل، ورغبت بالبكاء، من فرط الأيمان والفرح، ورغم هذا قلت محتجا:

لكنني لم ارق بعد ؟.

قال معاتبا. وهو يوازن الكيس على ظهري:

كيف تقول ذلك أيها الولد النبيه، وقد شربت ماءنا، وشاهدت مصائبنا، وصليت على إمامتنا

..فأنت منا لو فكرت؟

 *******  ********    *******

كنت أ سير في طريق عودتي، وانا أرى الناس يركزون أبصارهم على الكيس، وهم

يطقطقون بأصابعهم غيظا وحسدا،  لأنني صرت من أهل الدار....

  ****         انتهت       **** 

القراءة الأولى.. وفق المدلول الوظيفي للمفردة.

لمستوى بسيط من القراءة المحتملة.

أي بمعنى: قد تقرأ القصة بهذا الشكل.

                                                                   ***

بطل القصة يتحدث لنا بضمير الأنا، يروي لنا ما حدث بسجية طاهرة عفوية بسيطة، سجية وبساطة رجل عادي،  من أولئك الأشخاص الذين كثيرا ما نصادفهم، ممن ليست لديهم مطلبيات، أو أحلام عريضة، أو جاه أو سلطة قاصمة، إنسان متواضع ليست لديه حساسيات أو عقد نفسية، قال مباشرة بلا أدنى حذر أو مواربة:

 ( مات المدير ). ويصف حال المدير، وتزامن موته مع ظروف سيئة،  وكيف أنه غطي بستارة الشباك، التي لم تصل إلى تغطية وجهه، وهو بهذا يرينا مدى الشفقة التي اعتملت في داخله، ثم وصف ضخامة الجسد وحيادية التعبير، وبذلك أعطانا صورة غير حقيقية وغير مقصودة، أي أنه وصف أحساسا انطباعيا، هذه الصورة الانطباعية ليست بغريبة عن شخص له صفات بطل قصتنا، فبسطاء المجتمع تكون أغلب تصوراتهم انطباعية، وليست مبنية على وقائع حقيقية محددة.

والانطباع له قوة هائلة، بأمكانه أن يوجه الأفراد باتجاه الزلل، أو الغلبة، أو الخراب، وهذا المفهوم يوضح لنا في الحقيقة: عبادة الشخصية، وتبني بعض الأفكار الراديكالية، والأحكام المسبقة والأوهام والشعوذة.

على هؤلاء أستطاع العتاة أن يبلغوا مطالبهم، وعلى هؤلاء أنجزت مآس تاريخية، وكوارث إنسانية مروعة.

فبطل القصة سجل لنا انطباعه كما هو، انطباع صغار الموظفين تجاه مرؤوسيهم.

الموظف المذيل في العمل الإداري، لا يرى في السلطة الفوقية ألا الضخامة، فهذه صفة مسبقة في انطباعه الداخلي، كذلك لا يرى لرمز السلطة التي كان يحملها المدير، أية تعابير، أنما هي وجه غير مميز القسمات، ربما كان يراه قبيحا لولا عاطفة الإشفاق التي ارتبطت فجائيا مع حادث الموت.

يحدثنا أيضا عن إقامة الطقس ألعبادي، في مثل موت مدير، له مكانة مرموقة، وجاه رسمي عريض، يدلل وصفه على روحه المباشرة، التي تربت في محيط اجتماعي عادي، وتشربت بالميول الشفافة.. والنزوع إلى الخير.   

  فقد سامح المدير بكل بساطة، وهو يتقبل فكرة أن يسامح كل سلطة فوقية، ثم أرتقي عفويا بالأنا، وحول مظلوميته إلى شئ من المعاتبة الرقيقة، من نفس ليست شائكة بالعقد.

   كان يخشى على أم جنان ألا تقرأ كتابة أي لؤي، وخطوطه السريعة في الكتابة، كون المحامي يختزل الأمور، على طريقته الوظيفية، كان يخشى من مزيد من العثرات التي تشوه مأتم الفقيد المحترم، أخلاصا  ونبلا صافيين.

مكانة المرأة لدى بطلنا، ظلت مليئة بالأم الحزينة، وصوتها المفجوع، لقد أعاره إلى أم جنان مؤقتا، فليست أم جنان بذات ارتباط عاطفي أو قربى بالفقيد، ليصفها لنا بذلك الارتعاش المبحوح بالألم ؟. لم يعلق بذاكرته سوى صوت الأم الملتاعة، المضغوطة بظنك العيش وظروفه القاسية  المعقدة، وهذا يدلنا إلى إن البطل لم يتصد لكثير من التجارب النسائية. عدى تجربته الوحيدة الفاشلة، وهي كانت تجربة عادية، لم يبذل فيها الوسع من أجل إنجاحها. بل تركها للظروف الوظيفية، وما يتأمله من مكتسبات مادية في قابل الزمن، والزمن أيضا مفتوح بلا نهاية محددة !.

بطل القصة يمتلك حس ديني غير متزمت، في  أنه لم يرض بالخطأ، ولكن ليس بذلك الحزم والعناد، ونما أنتقده من موقع  مخالفته للأصول التي أعتادها، وهو بنفس الوقت: يظن بأن ما حدث محتمل الحدوث !.في هكذا ظروف استثنائية، وعلى هذا سلم بالأمر الواقع، وأصطف مع المصطفين، محترزا بصورة سرية، ألا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وأيضا بلا إصرار. حيث تخلى عن هذه الفكرة، وتراخت أصابعه لمجرد سماعه لأصوات الملائكة، وهم ينزلون الرحمة الآتية من السماء، فوق سطح البناية، حتى عندما سقطت عليه الحصاة، فقد صرها دون أن يخبر أحدا !، متغاضيا عن عيونهم، وألا  لكان قد حذر الآخرين من مغبة المكوث تحت سقف سينهار بين لحظة وأخرى، هذا إذ لم يكن هو أول الهاربين من الخطر.

فكرة الموت بما فيها من آلام وغموض، تراوده كفكرة ثابتة متوقعة، ظهر ذلك جليا من خلال فرحته بعد اكتشاف إن الموت لا يحمل تلك الآلام الفظيعة، ولا ذلك الهول والغموض.

 كان الموت الذي أكتشفه: مجرد خروج  من غرفة والدخول في أخرى!، فكان متواجدا إزاء العالم الآخر.

 لم يأسف لمفارقته الحياة،  وهو محتفل ببشارة الموت، بشارة  أعفته من ألآلام والأهوال. أندمج مباشرة بالواقع الجديد، وهو متيقن من توقعاته بما يجد  من خير وفير، ومكتسبات لا تعد  ولا تحصى،( وما  به توعدون ).

أخذ يصف بغبطة أكياس الجنة، التي أنزلتها الملائكة، ويعد  مابها من ثمار، يسيل لها لعاب الوقور، واصفا الحياة الدنيا، بالتفاهة،  وخداع النفس، وصغرها وحقارتها ( مثل جناح بعوضة).

لكنه وبعد أن توائم مع الحياة الأخرى، وتقبلها بكثير من الأمل والتفاؤل، شعر بصدمة عنيفة، وخيبة مرة، عندما رأى بأنه يعود ثانية إلى الحياة.. وكان لزاما عليه أن يعيد فكرة الآلام والأهوال إلى مكانها الأول،  وتوقعها بنفس القوة من جديد، ومع هذه الخيبة والإحباط، فأنه أيضا تقبل الواقع بحكم طبيعته البسيطة، الخانعة، التي تتقبل الأقدار، قال بطريقة مستحيية وهو يرى مساواته مع زملائه بالعطاء:

  ـ لكنني لم أرقى بعد؟!!.

كان يريد أن يتوثق من انه نال المرام، قال ذلك بصورة غير مباشرة، ففي رأيه: قد يستفز رئيس الموظفين من الأساليب الوقحة لنيل الحقوق، وقد كان ذلك تحت أيحاءآت قالها المدير، تشير إلى إمساكه بالاستحقاق الذي كان يتمناه، مما أخرجه من طبيعته المباشرة، لينزاح قليلا عنها، ولو بهذه اللحظة النادرة.

عندما أعطي الضوء الأخضر، عبر لنا عن سروره بالترقية،  وأن كانت ترقية اعتبارية أو فخرية، لكنها في رأيه تؤدي إلى أن يكون موظفا فعالا في الشراكة الجماعية، ثم صور لنا الحاسدين الذين ينظرون إلى مكاسب الرجال الأفذاذ !،.. وكانت تلك ترقيته التي نالها بعد معانات وصراع.

*********

القراءة الثانية

لمستوى آخر من القراءة المحتملة

في القراءة الثانية يدخل القارئ المتمرس، كطرف فعال في المعادلة القصصية، وهو ليس بالذي يأخذ المفردة بمعناها الوظيفي المجرد، دون فهم الإيماءات وما بين السطور، فلا تنطلي عليه الحيل والتلاعبات الكلامية، وهو في هذه القراءة ينظر من خلال نظارة بلونه الخاص. وهذه النظارة تغير لون النص بما يراه هو، وعلى هذا فهو يرى بطل القصة يروي ويصف ويثير انطباعات بخبث وكراهية، بكلمات وجمل مبطنة لكثير من المواقف، يتهكم، ويسخر. ويهزأ.

  ـ مات المدير !!.  توحي بمدلول شامت.. شماتة مرة... كأنه كان ينتظر أن يأتي هذا الموت مبكرا، لينقم له من المدير، قالها بتشف وضغينة، ولم يكتف بذلك وإنما زاد في تحقير المدير وتسفيه الميت، وهو يصف كيف لف بستارة  شباك  صفراء !.

لم تستر وجهه، وكيف يمكن تصور ستارة صفراء في دائرة حكومية، تبدو عليها الأوساخ بكل وضوح، ثم وصف جسد الميت بالضخامة، ووجه بلا تعابير، بحيث أعطانا انطباع مقرف، لمجرد جسد كبير لا ينتمي لآدميته.. قد يكون لمجرد فطيسة.!

يتحدث إلينا عن أقامة الطقس ألعبادي، بظروف غير طبيعية، أبتكرها بشكل خبيث، ليوحي لنا بان تلك الظروف المقلوبة، ربما بتسليط رباني  !.. وان المدير لا يستحق غير ما حدث له فعلا، واختار أن يقوم طقس الصلاة عليه في دائرة حكومية، بدلا من أن يجري ذلك في مسجد،  وهذا ليس بالأمر العسير، بل تكون أقامة مثل هذا الطقس في دائرة حكومية هو العسير عمليا.

ثم يضع نفسه في مقارنة. وكيف سمى صعودا إلى السماء. ولامس زجاجها الأزرق. فيما هبط المدير إلى الدرك الأسفل من الدناءة والأنانية.  كقوله: ارتفعت أمام ناظريه بهالة نورية...ثوب ذاتي الأبيض....وهبته براءة الذمة....وأنا أصلي بذلك الصدق والإخلاص..

كان يسخر طوال الحديث.. إصلاح أسنانه المتراكبة.. التقليل من سواد الوجه.. الترميمات.. مصاحبة حور العين...

ثم يهزأ ببقية الموظفين الذين يعتبرهم بطانة المدير، وهم لا يعرفون أقامة صلاة الجنازة.. لفتية زهدوا ببهرج الحياة...انقطعوا للعبادة منذ ألف عام...فرفع الله عنهم الحجاب.

وقد أفتعل الموت الجماعي بحقد أسود، نكاية بهم، وليلوث جثة المدير ويدفنه بين الأنقاض تحت الكتل الأسمنتية، وقام بوقاية نفسه من ألآلام، وخصها بوضع متميز، كقوله:

 أخذت الكتل الأسمنتية تتدحرج بنعومة أشبه ما تكون بقطع الإسفنج...أحالني الموت إلى ذلك الصمت الرائب... دون ألم أو إزعاج.

 ثم صور الموظفين وهم لم يسألوا عن مديرهم، ولا عن بعضهم البعض، حيث انشغلوا بالأكياس التي يختطفونها، بنفوس متوحدة بأنانيتها، واستحواذها، مثلما تفعل الحيوانات، بل جعلهم يختطفون الستارة الصفراء من المدير، التي كان مدثرا بها، ليحزموها على أكياس مطامعهم، رغم كونهم كانوا يجأرون بالبكاء عليه في بادئ المر.

وأخيرا هيأ الأجواء المناسبة ليستفرد بالمدير، مجبرا إياه على الاعتراف بأهميته، وهو يرفع له الكيس ويوازنه معتذرا، بتلك الكلمات الرقيقة الآسفة، مكنيا إياه بأبوة صافية !... أيها الفتى... أيها الولد النبيه...

وقد أستطاع بطل القصة أن ينال ما أراد أمام الشهود، ممن كانوا يطقطقون بأصابعهم، وصار هو الصورة الواضحة أمام الجماهير الحاسدة لانتصاره الساحق، الذي كان يمثل لديه أعظم ترقية حصل عليها، وهو يرفع الوسام، لكنه ورغم كل ما فعله، فقد أرجع جميع الموظفين إلى أهلهم، ألا  أنه أستبقى المدير، مغفلا جانبه الاجتماعي، وأبقاه في النهاية، صورة مهملة، مجهولة المصير، بين الركام رغم كونه طنطلا، لا يمكن إخفاءه، وقد أجمل المتحدث في القصة، علاقته بالمرأة، مجردا إياها من صفة الوفاء، وما عادت سوى كائن له رنين لوعة فارغة لا مجدية، مجرد ببغاء تردد الأقوال، ليس لها كيان يعتد به، شئ يطرح بعيدا عن الانظار، وهذا ما وصفه عن أم جنان، أما المرأة التي سماها بالحبيبة، فقد سيرها على مستقيم مادي ليس فيه خط رجعة إلى معاني المودة أو الجمال أو الصلاة الإنسانية الأخرى، وكان بتعبيره...أنها ذابت في قلب الزمن... في المجرة الرابعة أو الخامسة... كان في الحقيقة يقذفها ذهنيا إلى بعيد بكل ما يستطيع، لأنه لا يرى أي معنى لعلاقة الحب، فهي مجرد كونها مستقيما من المستقيمات التي سلكها مضطرا، مثل أنهر عليه عبورها، انسجاما مع إيقاع الظروف.

                                                      ****************

القراءة الثالثة

ضوء على التكنيك

تلاعب الكاتب في قصته بعواطف وفضول المتلقي، حيث أستهلها برسم صورة: تعني للمتلقي طرح سؤال كبير وغامض، ومستفز... مات المدير !!. لم يظهر من جسده الضخم, غير وجهه الساكن... كأنه قد من خشب.

صورة وصفية خبرية، لا تنم ولا تؤشرعلى أي طريق يمكن النفاذ من خلاله إلى الحقيقة، أو احتمالاتها، وهذه أولى المصائد التي يضعها الكاتب للإمساك بالمتلقي، من خلال إثارة الفضول، لأحكام سلطته عليه، وقد رفد الاستهلال، وأدخل القارئ في صلاة جماعية، اظهر فيها بطل القصة غير متحمس، أنما أعطانا صورة ضبابية، وكأنه شخص ثانوي، قد لا يكون الدائر الفعال في الحدث القصصي، بحيث أبقى القارئ منتظرا، وهو يواصل القراءة على أمل وضوح الصورة، وظل الكاتب يرسل متونه الإخبارية المبطنة، في داخل القص، ليتمكن من رصف إنشاءاته، وتهيئة الأرضية المناسبة لما يريد أن يصل إليه، دونما أن يفرط بالقارئ، فارضا هيمنة على نحو ما، لأن القارئ بالنسبة إليه هو الجندي الصائل نحو الهدف، مستخدما ألانا المتحدثة، كأسلوب فيه هامش واسع للمناورة، يتحدث عن أفعال خارجية، دون الدخول في عمق الشخصيات، وهو يترك فراغات كبيرة ليملأها القارئ، ويجعله شريكا فاعلا في التحليل وكتابة القصة بلونه الخاص، وفق تصورات وانطباعات محتملة. 

أسترسل في إدارة الأحداث، بزمن متصاعد، ومكان ثابت، واخذ يقترب رويدا رويدا من الفنتازيا، حتى حانت مرحلة التخليق القصصي،  تخليق فنتازي ساخر ومتهكم بدرجات كبيرة،  بلغت ذروة الحدث أو الحبكة القصصية، وقد أغنى القصة عن المتن الإخباري، حيث أذاب المتن الإخباري ضمن عملية القص من خلال بعض الجمل.

.. رغم إني حديث عهد بالوظيفة... ألا تقرا خطوط المحامي أبي لؤي...إمامة امرأة... لا يعرفون صلاة الجنازة... حرمني من الكشوفات...أحصي التكبيرات...

هذه الإخباريات وغيرها، جاءت بجمل قصصية على السياق المترابط، بين القص والمتن الإخباري، بحيث ذاب الأخبار في متن القص، وهو بذلك يحافظ على مسافة معقولة بين التصاعد العقلاني لعملية القص.. وحاجته المنطقية للمتن الإخباري، والبناء عليه، وعدم السقوط في هوة التقريرية، متجنبا الأسلوب الإنشائي، وهذا ما ظهر في اقتصاده الشديد في المفردات، مما أعطى للنص كثافة كبيرة، باختزال فني لا يشكل أي مثلبة على ارتواء القصة المنجزة.

سجل الكاتب في الجمل الأخيرة، أشارة كبيرة: هي بمثابة إيماءة إلى شئ ما، وتعد هذه الإيماءة:  إلى أشياء عدة، تكون محتملة الوجود، لدى طيف واسع من مستويات القراءة. وتعد أيضا ضربة القصة.

*****

القراءة الرابعة

قصدية العمل

  ترتبط هذه القراءة بقصدية العمل القصصي، وهي محتملة أيضا، في مستوى معين من الطيف المتلقي، إذ لا يكون بالمستطاع الحكم على العمل القصصي، ونحته في مفهوم واحد.. فهذا الحكم في الحقيقة قتل للنص، أو في  أفضل الأحوال الحكم عليه بالسجن المؤبد!. في زنزانة تأويل أحادي.

 فالعمل الذي أستغرق كل هذه الإنشاءات البنائية، والمعالجة، والتكنيك، والتقطيع، وعقلنة اللبنية، والمتون، والحبكة، والزمكان، والتلاعبات الكثيرة، سار بها الكاتب، باتجاه هدف القصة،  وأنجز عليها شغلا فنيا، ليصل بالنهاية إلى إيماءة كبيرة، تؤشر على الهدف الذي كان ببغيه.

الكاتب لم يؤشر خلال القصة إلى الفكرة، التي يزمع الوصول إليها، كان كمن يطرز شئ ما لا يمكن فهمه ألا عندما يكتمل.. وكانت إيماءة  كبيرة لكف مفتوح السبابة.

السبابة وحدها تشير، وقد طرزها في آخر مراحل القصة، وعلى هذا فأنه يأمل من القارئ أن يعود ثانية ليقرأ القصة من جديد، ليتطلع إلى الإشارات المنثورة بين ثنايا السرد، كومضات. وجمل متهكمة وساخرة، وفنتازيات، أو ترميزات، أو عبارات اعتبرت زائدة، مر عليها القارئ مرا سريعا، او أنها إيقاعات كلامية أو إنشائية.

عندما نجد في  أنفسنا القسوة الكافية: للحكم على قصدية هذا العمل، فنقول افتراضا بأننا واجدون في هذه القصة: مجموعة من الموظفين الفاسدين !!! مات مديرهم بالمعنى وليس بالجسد وهو أول المرتشين، باعتباره قدوة، يحتذي بفعله الآخرون، وكانت عملية الصلاة الزائفة هي ممارسة للدجل،  والكذب، والفساد، تهافتوا فيه جميعهم... وماتوا معنويا... متخلين عن إنسانيتهم، وعن الأمانة المقدسة التي في أعناقهم.

بطل القصة يبرر لنا سقوطه معهم. كقوله:

  ــ أضعت عمري بلا جدوى... سائر على المستقيمات... من صراط إلى صراط...حياة موغلة بالسخف... حرمني من الكشوفات....المهام الحسابية... حديث عهد بالوظيفة. 

وهكذا يرفع علامة السقوط. رآه ألقاصي والداني، دون أن  يشعر بالخجل.

وتنتهي القصة، وظل أهل الحاجات من مساكين الشعب: يطقطقون بأصابعهم آلاما وحسرات.

**********

وفي نهاية الكلام نتساءل: هل توقفت القصة عند هذا الحد من التأويل ؟؟.

الحقيقة أن الكاتب قارئا بالدرجة الأساس، ميزته أنه يتمكن من أنتاج قراءاته المتعددة، فهل يستطيع أن يستذكر كل القراءات التي مر بها من مدونات، ومرئيات، ومسموعات، أو متأملات ؟. إضافة لتجاربه الشعورية واللا شعورية، وما يختزنه من طبائع سيكولوجية تتكئ على ميثلوجيا اجتماعية، وكذلك الميول والأفكار وتجربته العريضة بالحياة  ؟؟.

 قطعا لن يكون بالإيجاب، لكننا أفترضنا ذلك من أجل إيضاح فكرة كتابة القصة، وكيفية تعلقها بمسألة القراءة، لذا فقد أنسقنا في هذا الافتراض إلى النهاية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15 نيسان/2007 -24/ربيع الاول/1428