جسر الصرافية وتأسيس تاريخي لسياسة التقسيم والانفصال في العراق

شبكة النبأ: انفجار جسر الصرافية وتدميره يؤرخ لمرحلة جديدة وهو انقسام بغداد وطلاق قسميها، وهذا مايشير اليه البعض بأن التفجير يهدف الى تأسيس مرحلة جديدة من التقسيم سوف تفضي في النهاية التقسيم الكبير وهو تقسيم العراق.

قالت مصادر الشرطة العراقية يوم الخميس ان حصيلة الانفجار الذي استهدف جسر الصرافية صباح اليوم ارتفع الى (10) قتلى و (26) جريحا.

واوضح مصدر امني لوكالة أنباء (أصوات العراق) ان" فرق الانقاذ مازلت تفتش عن جثث اخرى سقطت في نهر دجلة واخلاء السيارات التي سقطت اثر الانفجار بركابها مشيرا الى ان جزء من الجسر انهار جراء الانفجار."

ولم يذكر المصدر تفاصيل اخرى عن كيفية مرور الشاحنة المفخخة من نقاط التفتيش القريبة من الجسر الذي يخضع لاجراءات امنية وتنتشر فيه نقاط التفتيش.

وكانت الشرطة العراقية قالت في وقت سابق اليوم إن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب (20) آخرون في إنفجار شاحنة ملغومة على جسر ( الصرافية) الواقع على نهر دجلة وسط بغداد .

وذكر شهود عيان من موقع الحادث إن" شدة الإنفجار تسببت في تدمير أجزاء من الهيكل المعدني للجسر ،وقذفت بعض السيارات إلى نهر دجلة .

ويعد (جسر الصرافية) أحد الجسور المهمة لحركة تنقل السيارات فوق ( نهر دجلة) بين شطري العاصمة ،وهو يربط وسط بغداد بالمناطق الشمالية من العاصمة .

وقال أحد الشهود لـ ( أصوات العراق) هاتفيا من مكان الإنفجار "طارت بعض عوارض الجسر المعدنية في الهواء وسقطت في النهر... كما أطاح الإنفجار بعدد من السيارات ،التي كانت فوق الجسر وقتها ،إلى مياه دجلة."

وأشار المصدر الأمني إلى أن فرق الإنقاذ " تمشط مياه (نهر دجلة) في موقه الجسر ، بحثا

عن ناجين أو جثث لقتلى سقطوا مع سياراتهم في المياه."

ووصف عدد من شهود العيان الانفجار الذي استهدف المدنيين على جسر الصرافية شمالي بغداد صباح يوم الخميس بالمروع بسبب شدة وقوة الانفجار التي ادت الى هدم جزاء منه وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى فضلا عن السيارات التي سقطت في نهر دجلة.

ويقول حسين الاوسي احد شهود العيان من منطقة ال" كرنتيلة" القريبة من مكان الحادث" انه وعائلته استيقظوا صباح اليوم على انفجار شديد ادى الى تهشم زجاج نوافذ منزله وروع الاطفال والنساء."

وأضاف ان "الانفجار كان شديدا للغاية وان الجسر عادة مايكون مزدحما في هذا الوقت ."

ويعتبر جسر الصرافية من الجسور المهمة في بغداد ويربط بين جانبي الكرخ والرصافة ويتألف من سبعة فضاءات بطول 80 متراً لكل فضاء باستثناء فضاءين يختلف طولهما، اما طول الجسر فوق النهر فيبلغ 450 متراً وعرضه ستة امتار اما عرض الممر الخاص بمرور السابلة فيقارب المترين.

وأقيم الجسر بمحاذاة مسار خط القطار بين محطتي شرقي بغداد وغربها، وكان عبور القطار فوق دجلة وبموازاة الجسر والى جانبه مباشرة يعد واحداً من اجمل معالم بغداد قبل ان يصار الى الغاء القطار والسكة معاً واجراء توسعة ”مرورية“ عليه، ويشتهر الجسر باسمين هما الصرافية والحديدي ,فيما كان اغلب العراقيين من خارج العاصمة يسمونه جسر القطار.

وبدأت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية في العاصمة قبل شهرين تمكنت من خفض عمليات القتل التي تقوم بها فرق الموت الطائفية لكن السيارات الملغومة ما زالت مشكلة.

وقالت الشرطة ان أربع أو خمس سيارات سقطت في النهر.

وقال بعض مسؤولي الامن في موقع الحادث إن الشاحنة توقفت في منتصف الجسر قبل أن تنفجر. وذكر ضابط بالشرطة إن قوات الأمن انتابتها الشكوك بشأن الشاحنة وحاولت سد الطرق المؤدية الى الجسر قبل وقوع الانفجار. وجسر الصرافية هو من أقدم جسور بغداد وبناه البريطانيون في العقد الاول من القرن الماضي.

وقال سعد الغزالي من سكان المنطقة الذي هرع الى موقع الانفجار "كنا نياما عندما سمعنا فجأة انفجارا ضخما. وخرجنا ورأينا ان الجسر تهاوى."

وبعد ساعات من وقوع الانفجار تفقد مسؤولون الاضرار.

ويقسم نهر دجلة بغداد الي شطرين وجسر الصرافية شريان رئيسي في الجزء الشمالي من المدينة. وغالبا ما تستخدمه حافلات الركاب الصغيرة والمركبات التجارية المتجهة من وسط بغداد الى الاسواق في المناطق الشمالية بالمدينة.

وقال ضابط شرطة "لقد دمره الارهابيون. الان سنعاني المزيد" من الاختناقات المرورية.

وتوجد نقاط تفتيش عند مداخل معظم الجسور الكثيرة فوق نهر دجلة في بغداد.

وأغلقت السلطات العراقية جسرين من بين أكثر من عشرة جسور تمر فوق نهر دجلة لاسباب أمنية وتعطل جسر الصرافية أيضا سيزيد من تفاقم المشكلة المرورية التي زادت حدتها مع إقامة العشرات من نقاط التفتيش بموجب الخطة الامنية.

وتباينت الروايات حول ما اذا كان انتحاري يقود الشاحنة ام تم تفجيرها عن بعد. واسفر الانفجار عن انهيار جزء كبير من الجسر وسقوط عدد من السيارات المدنية في نهر دجلة.

وسمع دوي الانفجار في انحاء بغداد. وقد غطت سحابة من الدخان الابيض منطقة واسعة بحيث انعدمت الرؤية بشكل كامل حسبما افاد صحافيون من وكالة فرانس برس.

وقال شهود عيان ان الشرطة النهرية هرعت الى مكان التفجير. واكد مصور لفرانس برس ان الانفجار ادى الى انهيار جزء كبير يقدر بربع الجسر.

من جهته قال شاهد عيان اسمه جواد صاحب ويعمل بائعا لقوارير غاز ان "احد اطارت العربة التي اقودها اصيب بثقب بينما كنت وسط الجسر. وعندما كنت اهم باصلاحه توقفت شاحنة على الجانب الايسر فطلبت من سائقها الابتعاد قليلا لانني بانتظار شاحنة لسحبي من المكان".

واضاف "ابتعد عني مسافة عشرين مترا وفي تلك الاثناء شاهدته يترجل هاربا من الشاحنة باتجاه الوزيرية ما اثار شكوكي فابلغت مفرزة للجيش بالامر فهرع الجنود الى مكان الشاحنة فوجدوا اسلاكا مخفية واخرى ظاهرة تؤكد انها مفخخة".

وقال ان "الجيش قطع الجسر من جانبي الكرخ والرصافة لكن الشاحنة انفجرت قبل ان يتم اخلاء الجسر بصورة كاملة".

يشار الى ان الجسر يشهد ازدحاما شديدا خصوصا في اوقات الصباح والظهر بسبب اغلاق جسر الاعظمية الذي يقع شمالا.

وجسر الصرافية من اجمل جسور العاصمة. وقد شيدته شركة بريطانية العام 1946 ويبلغ طوله 450 مترا وعرضه ستة امتار مع ممر خاص للمشاة بعرض مترين. وهو اعلى جسر عن مستوى النهر في بغداد.

وقد بني بمحاذاة مسار خط السكك الحديد بين محطتي شرق بغداد وغربها. وكان عبور القطار فوق دجلة بموازاة الجسر مباشرة احد اجمل معالم بغداد قبل الغاء السكك الحديد والقيام بتوسيعه.

ويطلق العديد من التسميات عليه اشهرها الصرافية والجسر الحديدي فيما كانت غالبية العراقيين من خارج العاصمة يسمونه جسر القطار.

وحاول مسلحون العام الماضي تفجير هذا الجسر بواسطة عبوات ناسفة لكن العملية احبطت بعد ان اشتبكت قوة من الجيش تابعة للواء الثاني من الفرقة السادسة مع المسلحين ما اسفر عن مقتل احد المسلحين وتفكيك العبوات الناسفة.

وشكك رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني في رواية تفجير (جسر الصرافية) بشاحنة ملغومة يوم الخميس ،مشيرا إلى معلومات تحدثت عن "مؤامرة" لعزل جانب الكرخ عن الرصافة في العاصمة... وطالب الأجهزة الأمنية بتقديم تفسير لما حدث .

وقال المشهداني ،خلال جلسة مجلس النواب ،إن جانبي الجسر سقطا "مما يشكك في رواية تفجيره بسيارة مفخخة."

وكشف رئيس مجلس النواب أن أجهزة الأمن " أغلقت الجسر لمدة ساعة قبل الإنفجار" ، مطالبا تلك الأجهزة بـ " تقديم إيضاح" حول كيفية وقوع الحادث .

ويعد (جسر الصرافية) أحد الجسور المهمة لحركة تنقل السيارات فوق ( نهر دجلة) بين شطري العاصمة ،وهو يربط وسط بغداد بالمناطق الشمالية من العاصمة .

وكشف المشهداني أيضا عن ما قال إنه معلومات تحدثت عن "خطة إرهابية ،معدة منذ شهر ،لفصل الكرخ عن الرصافة (في بغداد)... بهدف تقسيم كل جانب منهما إلى مناطق" يسهل السيطرة عليها .

ولم يوضح رئيس البرلمان الأطراف التي تقف وراء الخطة ،أو المصدر الذي إستقى منه تلك المعلومات .

وينظر الى الحملة الامنية في العاصمة على أنها محاولة أخيرة للحيلولة دون انزلاق العراق الي حرب أهلية طائفية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت مهيمنة خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين.

ويقوم الرئيس الامريكي جورج بوش بارسال 30 الف جندي إضافي الى العراق لتقديم المساعدة بالاساس في عملية بغداد. ومن المقرر ان تصل كل التعزيزات بنهاية مايو آيار أو مطلع يونيو تموز.

وقال الجيش الامريكي يوم الاربعاء إنه للشهر الثالث على التولي انخفض عدد الخسائر بين المدنيين في بغداد لكن الفترة نفسها شهدت زيادة في الخسائر البشرية في ارجاء العراق.

واتهم الجيش الامريكي أيضا المخابرات الايرانية بتزويد المقاتلين في العراق بالاسلحة وقال إن المسلحين يدربون في إيران على استخدام القنابل المهلكة التي تزرع على جانب الطريق.

وتتهم الولايات المتحدة ايران بمحاولة زعزعة استقرار العراق. وتنفي إيران تلك الاتهامات.

وشددت واشنطن من لهجتها بشأن الدور المزعوم للشيعة في إيران في حرب العراق وتفاقمت التوترات بين الخصمين اللدودين بشأن طموحات ايران النووية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 13 نيسان/2007 -22/ربيع الاول/1428