اربع سنوات على الاطاحة بصدام و1400 عام من الآلام والمأساة

رغم الضجة التي أثيرت حول وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق، إلا أن من أهم تلك الأسباب التي أعلنتها إدارة بوش حينما أرادت الإطاحة بنظام صدام، هوالإضطهاد والإنتهاكات والتجاوزات التي ارتكبها نظام صدام بحق المواطنين العراقيين.

هكذا افتتحت المنظمة الدولية الشيعية للثقافة وحقوق الإنسان "ISCHRO" بيانها بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط الصنم.

واضافت في بيانها: إلا أن حكومة بوش  سعت من خلال هذا الإعلان أن تبهت من المجازر والتعذيب والإعتقالات التي كانت تستهدف الشيعة بالخصوص خلال أكثر من  ثلاثين عام، وبدل ذلك عبَّرت أن تلك التجاوزات كانت تواجه المواطنين العراقيين.

القصف الكيماوي الذي تعرض له الأكراد في شمال العراق عام 1988 بغرض طرد القوى الإيرانية، تم بوحشية شديدة من قبل نظام صدام وأدى إلى قتل الآلاف من الأبرياء ويعتبر إنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، في ذلك الهجوم تعرض أيضا الكثير من الأكراد الشيعة والمواطنين الإيرانيين للإبادة. إن تخصص صدام في الاجرام بحق الشيعة ليس خافيا على أحد.

لقد قتل صدام أكثر من مليوني شيعي عراقي. وقبل فترة نشرت وسائل الإعلام خبر العثور على مقبرة جماعية تحتوي على أكثر من ثلاثمائة ألف جثة لنساء وأطفال ورجال كلهم من شيعة العراق.

واضاف بيان المنظمة الشيعية: الحكومة الأمريكية حينما بدأت الهجوم على العراق، أعلنت أن حملتها من أجل "الإعمار" تتكئ كثيرا على تجاوب الشيعة، فطلبت منهم أن لا يقفوا حائلا أمام الجيش الأمريكي. وإضافة إلى ذلك وعدت بمجتمع حر وديمقراطي وهادئ بعيدا عن الإضطهاد والتعذيب. الشيعة الذين تحمّلوا المآسي والويلات تحت ظل أشد الحكومات الإستبدادية في العالم، اتخذوا موقفا محايدا أمام المواجهة بين الولايات المتحدة وحليفها السابق صدام.

خلال العقد الأول من حكومة صدام المستبدة، حينما كان ريغن وبوش الأب يديران السياسة الأمريكية، لم يبديا أية مخالفة تجاه الانتهاكات والمجارز التي كان يقوم بها صدام ضد الشيعة. لكن تبدلت المواقف حينما قام صدام بغزوالكويت وصارت آبار الحليف الآخر لها تحت يده.

الحكومة الأمريكية في تلك الحقبة كانت تدعم نظام صدام سياسيا وعسكريا. وفي عام 1982 تم حذف إسم حكومة صدام من لائحة البلدان الداعمة للإرهاب "State Department". ودعم في بداية حربه على إيران بإيجابية على مختلف الأصعد ومنها العسكرية والحربية تحت غطاء المساعدات غير العسكرية إلى مؤسساته التي كانت تتيح له تصنيع الأسلحة غير التقليدية.

واشار البيان الى انه: من الضروري ذكره أن الإضطهاد والتعذيب ضد الشيعة لم يبق في دائرة الحدود العراقية. العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية وهي الحليفة القديمة للولايات المتحدة الأميركية، كانت تدعم الحركات المتطرفة المعادية للشيعة في المنطقة العربية وخارجها بواسطة أموال البترول، ومن إحدى هذه الحركات جماعة أسامة بن لادن التي قامت بالمجازر بحق الآلاف من الشيعة في أفغانستان. ولازالت العائلة الحاكمة تواصل الإضطهاد بحق المواطنين الشيعة في البلاد الذين يُمثِّلون 25% من مجموع السكان وتدعم حركات التطرف من جنوب شرق آسيا وصولا الى أمريكا نفسها عبر نشاطات مذهبها الرسمي.

الأمر الوحيد الذي لم يناله الشيعة في العراق بعد الإحتلال هوالتخلص من الإضطهاد والتعذيب. والأقلية السنية  المدعومة من قبل البلدان السنية المجاورة، لم تقبل حق الأكثرية الشيعية في الحكم. وبعد  1400 عاما من الإضطهاد والتعذيب ضد الشيعة، تعوّد السنة على سحق الشيعة والتسلط عليهم.

هذا النوع من المعاملة مع الشيعة  إنتقل إلى العالم الغربي أيضا، ووكالات الأنباء الغربية في كثير من الأحيان تبرر الهجمات التي يشنها المتطرفون السنة على الشيعة بداعي أن هذه الهجمات طبيعية كون السنة كانوا يحكمون لفترة طويلة العراق.  إن العمليات الإنتحارية والمفخخات والإغتيالات التي تستهدف الشيعة وتقتل منهم يوميا المئات من الأطفال والنساء والرجال، لم تحظ بتلك الأهمية في القرارات السياسية الغربية، بقدر إهتمامها على أنه يجب أن يكون للسنة نصيب أكبر في الحكومة العراقية وبناءا على هذه القاعدة يتخذ الغرب قراراته.

لقد أطلقت حكومة بوش وعودا لشيعة العراق على أن تضمن حقوقهم الإنسانية. لكنها بدل ذلك رمت بهم كورقة في اللعبة السياسية للأنظمة في المنطقة، ومن خلال ذلك تهدف إلى التسلط على المصادر البترولية في المنطقة. فقدمت الساحة العراقية إلى الأحزاب السنية المؤيدة للإرهابيين لتقوم بنشاطاتها ضد الشيعة. ويبدوأن السنة في العراق والدول المجاورة عازمون قدما على إبادة الشيعة إلى حد إسقاطهم عن كونهم أكثرية المواطنين.

واضاف البيان: المنظمة الدولية الشيعية للثقافة وحقوق الإنسان "ISCHRO"، تلقت خلال هذه الفترة رسائل من هذه الجماعات السياسية السنية أعلنت من خلالها بصراحة أنها تبيد الشيعة، وهذا ما يجري بالضبط حاليا بواسطة السنة في العراق. 

حكومة بوش قد أجبرت الشيعة على نزع أسلحتها، في حين أن السنة يقومون يوميا بقتل الأطفال والنساء والرجال الشيعة دون أية محدودية. لقد قام الإرهابيون السنة قبل حوالي عام بالهجوم على مرقد إمامين من أئمة الشيعة في سامراء ذوقدمة الـ 1200 مما أدى إلى نسفه وتخريبه بالكامل، هذا الهجوم قد ذكّر الشيعة بما قامت به الحكومات السنية في بداية التاريخ الإسلامي بقتل أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

الحكومات السنية اليوم أيضا تقوم بما في وسعها من نفوذ لتدخل في الصراع الشيعي السني. والملك عبد الله الأردني وأسرة آل سعود اللذان يعتبران حليفين قريبين للإدارة الأمريكية، أعلنا بصراحة إذا لم تنحل القضية العراقية بصالح السنة، فإنهما سيضطران بالتدخل العسكري في العراق. إن إعلان هذين الديكتاتورين يدل بوضوح على إعترافهم في الهجوم على الأكثرية الشيعية في العراق من أجل تسلط السنة عليه. مع ذلك لم تبد حكومة بوش أي رد فعل تجاه هذا الأمر. وكانت التغطية الخبرية في وسائل الإعلام الغربية أيضا ضئيلة تجاه ذلك.

لقد أصدرت حكومة بوش أوامر جديدة للقوات الأميريكية في العراق بإعتقال الإيرانيين المتواجدين في البلد، هذا الأمر يُذكِّر ما كان يقوم به نظام صدام من إعتقال الإيرانيين وكذلك العراقيين من ذوي أصول إيرانية، ونفيهم إلى خارج العراق.

واضاف البيان: يبدوأن خطة بوش تجاه الشيعة لم تقتصر داخل الحدود العراقية. لقد كشف سيمور هيرش الصحفي الأميركي الحائز على جائزة بولتزر، أن حكومة بوش تدعم الجماعات السنية المتطرفة  التي تستهدف الشيعة في جميع مناطق الشرق الأوسط. وحاليا تسعى أمريكا  أن تسن قانونا في البرلمان العراقي تضمن من خلاله إعادة البعثيين إلى المناصب الحساسة في الحكم.

 أياد علاوي رئيس الوزراء المؤقت الأسبق المرشح الشيعي من قبل حكومة بوش، إدعى مؤخرا أن الحكومة الشيعية العراقية ليست لها الكفاءة المطلوبة ولذلك يجب إدخال المزيد من السنة في الحكم.

الشيعة في الحال الحاضر يملكون 130 مقعد من مجموعة 270 من مقاعد البرلمان، وهذا أقل من 50 % من الأصوات لطائفة تُمثِّل أكثر من 70% من نفوس العراق. هذا التقسيم جاء نتيجة تغيير في قانون الإنتخابات حصل في الدقائق الأخيرة بواسطة النواب، وكان الهدف منه إعطاء المزيد من الحصة للأقلية السنية. إن إعادة البعثيين إلى الحكم في العراق يشبه إعادة النازيين إلى الحكم في ألمانيا. والقبول بمقترح علاوي هوبمعنى أن الذين يقتلون الشيعة سيحصلون على جائزة افضل، ومن خلال إمتلاكهم لسلطة إتخاذ القرار، يقررون طريقة  إن الإعلام الغربي من دون الإلتفات إلى الحملات الوحشية التي تستهدف الشيعة والإبادة اليومية التي يتعرضون لها، يطرح هذه القضية بإعتباره صراع طائفي بين حزبين مخالفين. وفي كثير من الأحيان يزوِّر أخبار كاذبة عن هجوم شيعي ضد السنة في عناوين الصفحات الأولى من صحافته، ولكن بعد أن يتبين أن الخبر كاذبا، يتم تجاهل التكذيب بصورة تامة.

واضاف البيان: لقد نشرت وسائل الإعلام في فبراير 2007 خبر الإعتداء على إمرأة سنية بواسطة رجال شيعة من أفراد الشرطة، وبعد نشر الخبر قام متمردون سنة بخطف وقتل عدد من الشرطة الشيعة بصورة عشوائية. وفي مارس 2007 نشرت وكالة أسيوشيتدبريس "Associated Press" تقريرا عن أن تلك المرأة كانت شيعية ولم تكن سنية ولكنها سميت نفسها بإسم سني وذلك حسب قول ممثل عن (الحزب الإسلامي العراقي) من أكبر الأحزاب السنية في العراق.

هذه المرأة الشيعية كانت تسكن في منطقة سنية وقام رجال من السنة يلبسون زي الشرطة بالإعتداء عليها، وحينما ذهبت إلى مركز الشرطة لتقديم الشكوى، أخفت إسمها وهويتها الشيعية خوفا من ملاحقة السنة.

التقارير الخبرية المزوّة من هذا النوع، وكذلك طريقة نشر الأخبار عن الإعتداءات ضد الشيعة بواسطة وسائل الإعلام الغربية، بمفردها تعتبر إنتهاكا لحقوق الإنسان.

يجب إيقاف الإضطهاد والتعذيب ضد الشيعة في كل مناطق الشرق الأوسط. ويجب على الغرب أن يعيد النظر في مواقفه تجاه الشيعة. والطريقة الوحيدة للوصول إلى هذا الهدف هووحدة كلمة الشيعة.

وختم البيان بالقول: من هنا تدعوالمنظمة الدولية الشيعية للثقافة وحقوق الإنسان "ISCHRO"، جميع الشيعة وكذلك جميع أصدقاء الشيعة ومؤيديهم في مختلف أنحاء العالم، إلى كتابة رسائل إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية، وسفارات أمريكا وبريطانيا في العالم، والحكومت المحلية ومنظمات حقوق الإنسان، تطالب من خلالها إيقاف الإضطهاد والجرائم التي تستهدف الشيعة بواسطة الجماعات السنية المتطرفة والحكومات السنية. 

المنظمة الدولية الشيعية للثقافة وحقوق الإنسان

"ISCHRO"

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 11 نيسان/2007 -20/ربيع الاول/1428