عام 2050: نزاع على اكتساب الشباب وتراكم في المسنين

 لن تبقى الدول النفطية وحدها هدف الباحثين عن العمل القادمين من الدول الفقيرة. بل ستنافسها الدول الصناعية التي ستحاول تعويض النقص في انجاب سكانها، وتقدمهم في السن وزيادة نسبة الشيخوخة بينهم، باجتذاب الشبان منهم عبر حوافز قيمة وفرص عمل جذابة.  

فقد حذر تقرير للامم المتحدة يوم الثلاثاء من أن عدد من يبلغون سن الستين وما فوقها من أعمارهم ربما يزيدون بنحو ثلاثة أمثال الى ملياري نسمة عام 2050 ويمثلون عندئذ نحو ربع تعداد سكان العالم المتوقع أن يصل الى 9.2 مليار نسمة.

ويتوقع تقرير "نظرة عامة على سكان العالم" الذي وضعه قسم السكان بادارة الامم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وجرت مراجعته عام 2006 أن يزيد تعداد سكان العالم بنحو 2.5 مليار نسمة من 6.7 مليار حاليا خلال فترة الثلاثة والاربعين عاما المقبلة.

وتكهن التقرير بأنه "بينما يتجه تعداد سكان العالم نحو تجاوز تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050 ومن ثم الاستمرار في الزيادة فان تعداد سكان المناطق الاكثر تقدما لن يطرأ عليه تغيير يذكر وسوف يشيخون بصورة ملحوظة للغاية."

وأضاف التقرير أن معظم الزيادة في عدد السكان وفي الشباب في العالم من المتوقع أن تكون في الدول الاكثر فقرا.

ومضى التقرير يقول "في واقع الامر فان النمو السكاني كله يحدث في المناطق الاقل نموا وبصفة خاصة في مجموعة الدول الخمسين الاقل نموا التي مازال الكثير منها لديه سكان في مرحلة الشباب الذين من المتوقع أن يهرموا بصورة معتدلة خلال المستقبل المنظور." وأضاف التقرير "وفي باقي الدول النامية تشير التوقعات الى تسارع وصول السكان الى سن الشيخوخة."

وسيضاعف السكان الذين يعيشون عمرا أطول وينجبون أطفالا أقل عددا تقريبا عدد من يتجاوزون الستين عاما من العمر من 245 مليون الى 406 ملايين نسمة عام 2050.

وقال التقرير ان اتجاه عدم انجاب عدد كاف من الاطفال عوضا عمن يتوفون والسائد في الدول المتقدمة سوف يستمر بينما يتجه معدل الخصوبة في الدول الاقل تقدما الى الانخفاض لكنه لا يزال أعلى مما هو عليه في باقي أنحاء العالم.

وخلص التقرير الى أنه "نظرا لانخفاض النمو السكاني وتراجعه فان من المتوقع أن يظل سكان الدول المتقدمة بصفة عامة على ما هم عليه دون تغيير فعلي في الفترة بين عامي 2007 و2050 عند مستوى 1.2 مليار نسمة."

وأضاف التقرير "وعلى العكس من ذلك فان من المرجح أن يزيد سكان الخمسين دولة الاقل نموا بأكثر من الضعف من 0.8 مليار نسمة عام 2007 الى 1.7 مليار عام 2050." وأردف التقرير قائلا "ومن المتوقع أيضا أن يكون النمو في باقي دول العالم النامي نشطا وان كان أقل سرعة بارتفاع عدد سكانه من 4.6 مليار الى 6.2 مليار نسمة."

وأضاف التقرير أنه على الرغم من الحواجز الموضوعة أمام الهجرة فان الهجرة الدولية من الدول الفقيرة الى الدول الغنية من المتوقع أن تعوض نقص الايدي العاملة في الدول المتقدمة.

وعلى الرغم من ذلك كله فان النمو السكاني في 46 دولة بما فيها ألمانيا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ومعظم دول الاتحاد السوفيتي السابق والعديد من الدول الجزر الصغيرة من المتوقع أن ينخفض عام 2050 عما هو عليه الان.

وقال التقرير ان تعداد سكان دول أفغانستان وبوروندي وجمهورية الكونجو الديمقراطية وغينيا بيساو وليبيريا والنيجر وتيمور الشرقية وأوغندا من المتوقع أن يزيد بمقدار ثلاث مرات خلال العقود الاربعة المقبلة.

وخلص التقرير الى أن دول الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونجو الديمقراطية واثيوبيا والولايات المتحدة وبنجلادش والصين من المتوقع أن يمثل سكانها نصف الزيادة السكانية في العالم التي من المتوقع أن تبلغ 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050.

ويقدر ان يتراجع معدل الانجاب في 44 دولة متقدمة، تضم 19 في المئة من سكان العالم، من مستواه الحالي البالغ 1.5 طفل لكل امرأة الى اقل من 1.3 طفل لكل امرأة، في مقابل معدل خمسة اطفال لكل امرأة في 35 دولة من الدول النامية (148 دولة).

وتعني هذه الاحصاءات ان العالم يشيخ بسرعة ليرتفع عدد من يتجاوزون الستين عاما من 672 مليون شخص العام 2005 الى نحو بليونين في 2050 (ربع سكان العالم). وبينما يعيش 6 من كل 10 مسنين حالياً في الدول المتقدمة سترتفع النسبة فيها الى 8 من كل عشرة او اكثر مقابل ارتفاع نسبة الهرم من 20 في المئة في الدول النامية حالياً الى 32 في المئة في منتصف القرن.

ويفيد التقرير «ان الزيادة السكانية كلها تحدث في المناطق الاقل نمواً خصوصاً في مجموعة الدول الخمسين الاقل نمواً حيث لا يزال كثر من السكان في مرحلة الشباب، ومن المتوقع أن يهرموا بصورة معتدلة خلال المستقبل المنظور». ويشير «في باقي الدول النامية تؤكد التوقعات الى تسارع وصول السكان الى سن الشيخوخة».

ويخلص التقرير الى أنه «نظراً الى انخفاض النمو السكاني وتراجعه من المتوقع أن يظل سكان الدول المتقدمة عموماً على ما هم عليه من دون تغيير فعلي في الفترة بين 2007 و2050 عند مستوى 1.2 بليون نسمة».

وعلى العكس من ذلك من المرجح أن يزيد سكان الخمسين دولة الاقل نمواً أكثر من الضعف من 0.8 بليون نسمة العام 2007 الى 1.7 بليون نسمة سنة 2050. وسيكون النمو في باقي دول العالم النامي نشطاً وان كان أقل سرعة بارتفاع عدد سكانه من 4.6 بليون الى 6.2 بليون نسمة.

وعلى رغم الحواجز الموضوعة أمام الهجرة فإن الهجرة الدولية من الدول الفقيرة الى الدول الغنية ستُعوض نقص الايدي العاملة في الدول المتقدمة. ومع ذلك فان النمو السكاني في 46 دولة، بما فيها ألمانيا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ومعظم دول الاتحاد السوفياتي السابق والعديد من الدول الصغيرة، سينخفض العام 2050 عما هو عليه الآن.

وتعتقد الهيئة الدولية بأن الولايات المتحدة ستستقبل ما يصل الى 1.1 مليون شخص من المهاجرين سنوياً مقابل 200 وألفين الى المانيا و200 الف الى كندا و130 الفاً الى بريطانيا و120 الفاً الى ايطاليا و100 الف الى استراليا. وستكون الصين اكثر الدول تصديراً للمهاجرين وبمعدل 327 الفاً سنوياً تليها المكسيك بنحو 293 الفاً والهند بمعدل 240 الفاً والفيليبين بمعدل 180 الفاً وباكستان بمعدل 154 الفاً واوكرانيا بـ100 الف.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 آذار/2007 -25/صفر/1428