
الكتاب: نحوإدارة ناجحة
المؤلف: الإمام السيد محمد الحسيني
الشيرازي(قده)
الناشر: مؤسسة المجتبى للطباعة والنشر
عدد الصفحات:172 من القطع المتوسط
عرض وتقديم:عدنان عباس سلطان
شبكة النبأ: أوجد الله سبحانه وتعالى
الكون بكل ما فيه بصورة منظمة، بل انه يخضع الى قوانين صارمة، لا تقبل
الخطأ.
فلو اننا فرضنا بأن الشمس تخطأ بمقدار ثانية واحدة، سواء كان هذا
الخطأ سالبا او موجبا، وهذا الافتراض على سبيل ضياع ثانية واحدة من
الزمن، او اكتسابها ماذا سيحصل؟.
النتيجة التي سنحصل عليها افتراضا، خلال المائة سنة، او المليون
سنة، أيا كان عمر الشمس، ومدى تأثير ذلك على الليل والنهار، المؤكد
هناك تفاوت سيحصل، وهو تفاوت كبير، وربما مفجع، فلو زاد النهار ملياري
او اربعة مليارات ثانية، لما بقى الحال كما هو الآن، لربما يطول النهار
الى سنين عدة، وكذلك ما يحصل في الليل. وهذا يعني ان الحياة وفق
ناموسها الذي نعرفة بشكل ارضي، ستتعرض الى التدمير والتلاشي.
والانسان رغم هامشه المرسوم وفق هذا الناموس، لا بد له ان يسعى
ليتلائم مع القانون العام للحياة والارادة الربانية، أي بمعنى ان يضع
أمامه طريقا منظما، ليصل الى غايته التي هي بلوغ كماله الانساني،
متعاضدا مع المحيط ليرقى بالحياة بشكل عام الى غاية مثلى.
وبما ان الفكر هو قائد العمل، وهو الاصل في الفعاليات الحياتية، وهو
الجذوة في تطور الانسان، فان مسألة الوعي تشكل المهمة الكبرى لتدبير
الحياة.
وقد حبى الله سبحانه وتعالى الانسان بالهداية، منذ ان خلقه، فقد
حذره بالرسالات والرسل ، واعطاه نورا يهتدي به.
ولعل أول تحذير وموعظة تلقاها الانسان من ربه، كانت تحذير من الشجرة
المحرمة. كما هو وارد في قصة آدم عليه السلام.
وعلى الرغم من وجوب الاهتداء بالقيم مادية او معنوية، فان التفاعل
معها او فيها يتطلب اساليب وكيفيات معينة، لكي يكون بالامكان فعلها
والتفاعل معها بصورة حميمة.
واول الطريق هو البداية الصحيحة، التي تتحقق بالادارة الناجحة، كيف
ندير سبل الخير؟ كيف نجعل الافكار الصالحة متحققة على ميدان الحياة؟
كيف نصل بذواتنا الى كمالاتها؟ ونحقق للآخرين جسرا يعبرون به لبلوغ
انسانيتهم؟.
كل هذه الامور تحتاج الى تخطيط والتخطيط لا ينفذ ويتجسد بدون
الادارة، والادارة لابد من ان تكون ناجحة، وإلا فان كل الهرم المتكون
من التفكير ثم... التخطيط ...الامكانات المرصودة... سينهار، وبالتالي
فشل الهدف، ودفع ثمن باهض للتجربة المريرة.
في هذا الكتاب الذي نعرضه الآن للقارئ الكريم، حكمة كبيرة، تنفع
المختص بالاعمال، والباحث في امور دينه، والحقيقة انه ينفع كل مسلم اذا
اخذنا في الاعتبار ان مسؤلية الادارة تشمل اقل واصغر الخلايا
الاجتماعية.
واصغر الخلايا الاجتماعية هي العائلة، وهذه نقطة بغاية الاهمية، كون
العائلة خميرة المجتمع، وهذا الوصف أراه اقرب الى تشبيه العائلة به،
وقد قيل قديما لا تربط الجرباء قرب صحيحة..
وهذا ينسحب اذا كانت العائلة بميزتها الصحية فإنها تؤثر ايجابيا في
المحيط الاجتماعي. وعلى المفهوم الذي ذكرناه، يعتبر هذا الكتاب نفيسة
من نفائس الامام الشيرازي(قدس سره)، باسلوبه البسيط، وامثلته الرشيقة
التي يأخذها كعادته من الحياة البسيطة، امثلة واقعية، ومسلمات بديهية،
تغني عن الايضاح والاستطراد، ومن المواضيع والقضايا مايستدعي الحفر
والتنقيب وايراد الامثلة، فلا يبخل يراع الإمام من شرحها ويبذل فيها
الجهد لاستخلاص عبرها وجوهرها، حتى يبلغ بها المرام.
المفارقة التي حصلت لي وانا اتصفح هذا الكتاب المهم، اني تذكرت
مطبوع بعنوان / دع القلق وابدأ الحياة / لمؤلفه ديل كارنجي.
لكن شتان مابين الكتابين، فهذا يدعو لمراقبة حقوق الآخرين وذاك
ينادي بالذات المفردة وتقوقعها في الأنا المفرطة، تلك الذات التي لا
تتسع لغيرها من بنو الانسان، والتي تحسب الاخرين المدمرين من هذا الفرد
بانهم هم القوى الفاشلة، التي لم تستطع التفكير لنفسها على غرار
الأنا،(آخرون قتلهم حسدهم وسوء تفكيرهم، فهم بسبب هذا يستحقون ما آلو
اليه)!.كما وصفهم المفكر الالماني نيتشه بكتابه الموسوم/هكذا تكلم
زرادشت/ ثم زاد فنعتهم بالمغفلين!.
وسماهم جان بول سارتر بمسرحيته ـ الجحيم هم الآخرون. حيث جعل ابناء
المجتمع المهمشين ...ضحايا العوز والفاقة، مثلما الجحيم بما يشكلونه
امام الانانية وحب الذات.
فشتان ما بين الجوهر والرماد؟.
يقع الكتاب بـ 172 صفحة من القطع المتوسط.
ويتكون من 28 موضوعا في ذات الثيمة التي يعالجها.
1- الادارة والمدارات.
2- فن ادارة المعارضة.
3- معنى الادارة وتقسيماتها.
4- الوفود.
5- الحواجز الوهمية.
6- حكمة الله سبحانه وتعالى.
وهذه البلورة المتوهجة هي واحدة من 1300 اصدار، للثقافة الجماهيرية،
والتي كرسها الامام الشيرازي(قدس سره) للتوعية من اجل النهوض الاسلامي،
ولكي يتلمس المسلمون طريقهم بروية وهم سائرون الى غدهم الافضل. |