سيرة وعلماء: الاشعري، كاشف الغطاء والنوري

آدم بن اسحق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي

(الأشعري) منسوب إلى الأشعر أبو قبيلة باليمن واسمه نبت والأشعر لقبه لأنه ولد وعليه شعر وهو نبت بن ادد بن زيد بن يجشب بن يعرب بن قحطان منهم أبو موسى الأشعري أحد الحكمين بصفين. ومن ذرية أبي موسى أبو الحسن الأشعري الذي ينسب إليه مذهب الاشاعرة. والمترجم منسوب إلى هذه القبيلة التي سكنت قسماً من إيران بعد الفتوحات الإسلامية وسبب سكناهم بها إنهم خرجوا في جيش أيام الحجاج وبقوا هناك وتغلبوا على تلك النواحي وسكنوها وكثر فيهم الرواة والعلماء وكانوا شيعة ثقات أجلاء ويقال الاشعرون بحذف ياء النسبة تخفيفاً والاشعريون بإثباتها مخففة والمترجم من رواة الحديث من أواخر أهل القرن الثالث يروي عنه محمد بن خالد البرقي المتوفى سنة 274 ومحمد بن عبد الجبار الذي هو من أصحاب الإمام علي الهادي (ع) وجده آدم بن عبد الله من أصحاب الصادق (ع).

 قال العلامة في الخلاصة: قمي ثقة وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست أسماء المصنفين من الإمامية: آدم بن اسحق بن آدم له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني عن أبي جعفر محمد بن بطة القمي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (وهو أحمد بن محمد بن خالد) عد آدم بن اسحق بن آدم وقال النجاشي في فهرست أسماء المصنفين من الشيعة: ثقة له كتاب يرويه عنه محمد بن عبد الجبار وأحمد بن محمد بن خالد أخبرنا محمد بن علي القناني قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أحمد بن أدريس عن محمد بن عبدا الجبار قال حدثنا آدم بن اسحق. قال ابن داود في رجاله أنه لم يرو عنهم عليهم السلام قال الميرزا وهو غير بعيد إلا أني لم أجد تصريحاً بذلك من غيره (قال المؤلف) المراد بالكتاب غالباً في هذا وأمثاله ما إشتمل على روايات مسندة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في الأحكام الشرعية من التواريخ والحروب والمغازي وغيرها كما تعلمه وأعلم أن الكتب المذكورة للمصنفين في فهرست الشيخ الطوسي ورجال النجاشي كلها قد ذكروا أسانيدهم إليها متصلة بهم إلى أصحابها بل لهم أسانيد متعددة إلى أصحابها واقتصروا على إسناد واحد منها روماً للاختصار ونحن نذكر تلك الأسانيد التي ذكروها لتلك الكتب بتمامها كما ذكروها ولا نختصر منها شيئاً ليعلم به مقدار تثبت الشيعة علمائهم ورواتهم في أخذ الأحاديث وروايتها وأنهم أشد الناس تثبتاً في ذلك وفي لسان الميزان روى يونس بن يعقوب وعبيد الله بن محمد الجعفي وغيرهما. روى عنه محمد بن عبد الجبار وكان زاهداً خاشعاً. ولم ينقل أصحابنا هذه الزيادة عن البرقي.

آدم بن المتوكل أبو الحسين بياع اللؤلؤ

قال النجاشي: كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله (ع) ذكره أصحاب الرجال أن له أصلاً رواه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن حبشي حدثنا حميد عن أحمد بن زيد حدثنا عبيس عنه وقال الشيخ في الفهرست: آدم بن المتوكل له كتاب رويناه بالإسناد الأول (يعني أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري) عن حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عن أبي محمد عنه وإستظهر جماعة اتحاد الثاني مع ابن المتوكل وذكروا أن مثله قد وقع من الشيخ في كتاب الرجال والفهرست كثيراً (أقول) يبعده اختلاف السند في الجملة وفي رجال ابن داود عن النجاشي ورجال الشيخ أنه مهمل وليس في الخلاصة وهو يؤيد الإهمال. مع أنه موثق في الكتابين وهذا من اغلاط كتاب ابن داود فقد قالوا أن فيه أغلاطاً كثيرة ثم أن الموجود في نسخة الفهرست المطبوعة عن القاسم بن سهل القرشي وفي نسخة مخطوطة مقروءة على الشهيد الثاني القاسم بن إسماعيل القرشي وكذا في رجال الميرزا وغيره فالظاهر أن سهل تصحيف وفي التعليقة: قال المحقق الشيخ سليمان البحراني الذي أراه أن كلمة عن في قوله عن أبي محمد زائدة قال ونظره إلى القاسم بن إسماعيل يكنى بأبي محمد والموجود في رجال الميرزا عن أبي محمد يعني عبيس عنه ولكن ذلك ليس في نسخة الفهرست فالظاهر أنه تفسير الحق بالعبارة ولعله من الميرزا وفي التعليقة: الظاهر أنه العباس بن عيسى العامري وهو يكنى بأبي محمد يروي عنه حميد بواسطة ابنه وأحمد بن ميثم وعلى أي تقدير كونه عبسياً محتمل بل هو الظاهر كما يشير إليه رواية النجاشي عن حميد عن أحمد بن زيد عن عبيس عنه قال وهذا يشير أيضاً إلى اتحاد بياع اللؤلؤ مع ابن المتوكل وان كان ظاهر الفهرست التعدد ولعله غير مضر لكثرة وقوع أمثاله من الشيخ قال بعض المحققين أن الشيخ كان متى ما يرى رجلاً بعنوان ذكره فأوهم ذلك التعدد قلت وقع ذلك منه في الفهرست مكرراً لكن وقوعه في رجال الشيخ أكثر بل هو فيه في غاية الكثرة والظاهر أن ذكره كذلك لأجل التثبت كما صدر عن النجاشي أيضاً وليس هذا غفلة منهم كما توهم البعض وربما وقع منهم التوثيق في موضع وعدمه في آخر ..يروي عنه عبيس واحمد بن زيد الخزاعي.

وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية وأثنى على حقه وعلمه (انتهى) وليس في الفهرست ولا غيره ثناء منه على حفظه وعلمه.

الشيخ محمد بن علي بن جعفر كاشف الغطاء

 المتوفى في 1268

ولد في مدينة النجف الأشرف، ونشأ بها، ودرس أوليات المعرفة بها. وتلمّذ في بحوث الخارج على عمه الفقيه المعروف الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة . ثم اكتسب درجة الفقاهة، فمارس عملية التدريس، وحضر بحثه حشد من كبار العلماء الذين اكتسبوا فيما بعد مرجعية وشهرة كبيرة أمثال: الشيخ راضي النجفي، والشيخ مهدي والشيخ جعفر الصغير: وهما أخواه، والشيخ لطف الزنجاني إلخ...

وأما مرجعياً، فيقول مؤرخو سيرته إن الناس قد رجعت إليه في التقليد بعد وفاة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، إلا أن أيام مرجعيته لم تطل.

وأما علمياً، فقد ترك جملة نتاجات منها: رسائله في: أحكام الجنائز، الدماء، الحج، الاعتكاف، الصيد.. الخ، مضافاً إلى رسالته العملية لمقلديه.

محمد تقي النوري

 المتوفى في 1263

ولد في إيران عام 1201، وهاجر إلى أصفهان فبقي فيها زماناً طويلاً أكمل مقدماته بها، ثم سافر إلى العراق، فحضر في كل من مدن كربلاء فالنجف، ورجع إلى بلاده: حاضرة مازندران، فنشط فيها علمياً ومرجعياً حيث اضطلع بممارسة القضاء بين الناس، وتعليمهم مبادئ الشرع الحنيف، فضلاً عن تنظيم معائشهم، وإرسال الوكلاء إلى القرى المجاورة لحاضرته لتعليمهم أحكام الدين، وبقي مستمراً على نشاطه المذكور حتى آخر حياته حيث نُقِل إلى النجف الأشرف ودفن بوادي السلام..

وأما نشاطه العلمي فيتمثل – مضافاً إلى ممارسته التدريس طوال حياته – في جملة مؤلفات ومقالات وشروح باللغة العربية والفارسية، مثل: كتابه الفقهي الكبير (دلائل العباد) في شرح ارشال العلامة الحلي حيث يقع في مجلدات كثيرة، ومنها: كتابه الأصولي (المدارج) ويقع في مجلدين، ومنها: أبحاثه في مفردات فقهية مثل: الرضاع، الصيد والذباحة، الأطعمة والأشربة، إرث الزوجة، الحبوة، الصوم، .. مضافاً إلى مفردات في البحث الأصولي، والمنطق، والجدير بالذكر أن الشخصية المذكورة هو والد المحدث المعروف (النوري)، وأستاذ عدد من الشخصيات العلمية، ومنهم: (التنكابني) حيث أمر مقلديه بالرجوع إليه بعد وفاته.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 آذار/2007 -25/صفر/1428