
شبكة النبأ: انتهت الازمة البريطانية
الايرانية الاخيرة، لكن بمعطيات كبيرة من اهمها ان ايران لم تتاثر
بالتهديدات التي اطلقتها لندن مصحوبة بالموقف الامريكي الصارم الذي كان
يدعو الى اطلاق البحارة دون قيد او شرط ايراني، اضف الى ذلك ظهور قدرة
المناورة والتحمل لدى طهران وادارة الازمة بالشكل الذي عاد بالنصر
السياسي والامني المزدوج الذي حصلت عليه الجمهورية الاسلامية، وما خفي
من صفقات من ضمنها اطلاق السكرتير شرفي كان اعظم بكثير مما ظهر الى
العلن.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان الولايات المتحدة اقترحت على
بريطانيا ان تقوم طائرات حربية بالتحليق فوق قواعد حرس الثورة
الاسلامية اثناء الازمة بين طهران ولندن حول البحارة لكن الحكومة
البريطانية رفضت الاقتراح.
واكدت الصحيفة نقلاً عن مصادر دبلوماسية لم تكشفها ان وزارة الدفاع
الاميركية قدمت في هذه الازمة سلسلة من الخيارات العسكرية لكن الحكومة
البريطانية طلبت منها البقاء خارج هذه القضية وتقليص نشاطات قواتها
المسلحة في الخليج.
وقالت "الغارديان" في صفحتها الاولى ان بين الخيارات التي عرضها
البنتاغون تحليق طائرات حربية فوق قواعد ايرانية للبرهنة على مدى خطورة
الحادث.
وكانت حاملة طائرات اميركية ثانية وسفن مرافقة لها وصلت في 20
آذار/مارس الى المنطقة.
وتابعت الصحيفة ان مجموعتين بحريتين جويتين تضمان اربعين سفينة الى
جانب الطائرات غيرت نوع مناوراتها لتكون اقل استفزازا.
ويبدو ان بريطانيا طلبت من الولايات المتحدة ايضا الامتناع عن
الادلاء بتصريحات شديدة اللهجة.
وقد اتفق المسؤولون البريطانيون والايرانيون والعراقيون على ان
طهران لم تخطط مسبقا للحادث. وقال مصدر بريطاني قريب من القضية "برأي
الحادث كان محليا واصبح دوليا".
من جهته قال مصدر قريب من حرس الثورة انه "لو وقع الحادث بين جنود
ايرانيين واميركيين لادى ربما الى حرب عرضية".
واضاف المصدر ان القوات البريطانية دخلت المياه الاقليمية الايرانية
ثلاث مرات خلال شهر مما ادى الى احتجاز البحارة البريطانيين بأمر من
قائد في المنطقة.
جون بولتون يرى"انتصارا مزدوجا"
لطهران
المندوب السابق لامريكا في الامم المتحدة جون بولتون الذي يعتبر من
صقور البيت الابيض يرى ان "ازمة الرهائن" بين بريطانيا وايران انتهت
"بانتصار مزدوج" لطهران.
وقال بولتون لتلفزيون "الحرة" الناطق بالعربية ان "طهران حققت بشكل
ما انتصارا مزدوجا" في قضية عناصر البحرية الـ15 الذين احتجزتهم طهران
حوالى اسبوعين.
واضاف ان الايرانيين "حققوا انتصارا عندما اسروا الرهائن وحققوا
انتصارا آخر عندما افرجوا عنهم".
وتابع بولتون ان ايران "كانت تختبر مدى تصميم بريطانيا في الرد على
هذا العمل الاستفزازي واعتقد انهم حصلوا على الرد وهو ان بريطانيا لن
ترد بقوة".
وردا على سؤال عن البرنامج النووي الايراني قال بولتون "اذا كان
الخيار هو بين ايران تمتلك اسلحة نووية من جهة وضربة عسكرية اميركية
لمنع ذلك فاعتقد ان الخيار واضح أمامي" موضحا ان "ايران بامتلاكها
اسلحة نووية ستشكل تهديدا للمنطقة وتهديدا شاملا".
وكان بولتون الذي اثار تعيينه جدلا في الولايات المتحدة غادر منصبه
في الامم المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي. وسيحل محله على رأس
البعثة الاميركية في المنظمة الدولية زلماي خليل زاد.
الإيرانيون نجحوا في »طرد« البوارج
البريطانية من شمال الخليج
من جانبها علقت البحرية البريطانية عمليات المراقبة في شمال الخليج
حتى انتهاء التحقيق في ملابسات اعتقال 15 من عناصر البحرية البريطانية
الذين افرجت ايران عنهم الخميس، على ما افادت به الجمعة هيئة الاذاعة
البريطانية (بي بي سي).
واوضح متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان »عمليات المراقبة التي
يقوم بها التحالف (مع الامريكيين) متواصلة. وسيستأنف التعاون التام من
قبل بريطانيا في هذا المجال بحسب روزنامة ولم يتم تحديده بعد«.
وقال ليام فوكس المسؤول في المعارضة (المحافظون) لاذاعة »بي بي سي
4« ان الايرانيين نجحوا على ما يبدو في طرد البوارج البريطانية من هذه
المنطقة معربا عن امله في ان تستأنف هذه البوارج عملها حال انتهاء
التحقيق واكد ان هذا الامر »اساسي«.
ويتوقع ان تتيح شهادات عناصر البحرية الـ 15، التعرف بدقة على
ملابسات اعتقالهم في 23 مارس بلا مقاومة من قبل حرس الثورة الايراني
بعد اتهامهم من قبل ايران بدخول مياهها الاقليمية الامر الذي نفته لندن
مشيرة الى انهم كانوا في المياه الاقليمية العراقية.
من جانب آخر أمر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بمراجعة إجراءات
البحرية في الخليج للحؤول دون تكرار ما حدث للبحارة البريطانيين.
وقال غيتس للصحافيين في وزارة الدفاع (البنتاغون) انه طلب من خلال
قائد القيادة المركزية وآخرين» فحص إجراءاتنا والتأكد من اننا نتصرف
وفقا للخطوط الأساسية، كما فعل البحارة البريطانيون، وان يكون بحارتنا
محميين من أي نشاط مماثل من هذا النوع«.
من جهة أخرى قال غيتس ان زيادة عدد القوات في العراق وتعزيز الأمن
في بغداد تسير بشكل جيد.
وأضاف ان المخططين يتوقعون ارتفاعا في عمليات التفجير التي ينفذها
المتمردون. وألقى باللائمة في عمليات العنف الطائفي على عدد »صغير
نسبيا«من الأشخاص.
على صعيد آخر ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ان الجيش البريطاني يصر
على أنه أحدث تقدما في مدينة البصرة العراقية رغم مقتل ستة من جنوده
منذ بداية الشهر الحالي.
وأبلغ المقدم كيفين ستراتفورد رايت المتحدث باسم القوات البريطانية
في البصرة بي بي سي »المنطقة صعبة جداً«، نافياً أن تكون الأمور تسير
على نحو بالغ الخطورة في المدينة الغنية بالنفط الواقعة جنوب العراق.
وقال »استطيع ان افهم لماذا يعتقد الناس من مسافات بعيدة بأن الامور
تسير على نحو خاطئ لكن هذه ليست القضية لأننا نحدث تقدماً (في البصرة)
غير أن نسبة صغيرة من الناس في هذه المنطقة قادرة على شن هجمات مهلكة
ضد قواتنا«.
وفيما اعترف المقدم رايت بأن عدد الهجمات التي يشنها المسلحون ضد
القوات البريطانية في المنطقة تزايد بشكل كبير في الاشهر الاخيرة، اشار
إلى »ان نسبة ضئيلة لا تتجاوز %1 من سكان البصرة يناصبون العداء للقوات
البريطانية«.
غالبية الأوروبيين يدعمون ضربة
للمواقع النووية الإيرانية
اعرب غالبية سكان اوروبا دعمهم للقيام بعملية حربية ضد ايران في حال
ان تكون الامكانية الوحيدة لمنع طهران من تصنيع اسلحة نووية.
واظهرت استطلاع للرأي العام الاوربي اجرتها شركة تي ان اس/سوفريس ان
%52 من بين اكثر من 17 الفا من الذي شاركوا في الاستطلاع ايدوا صيغة
»علينا ان نمنع وقوع الاسلحة النووية بيد الدول المشابهة لايران وحتى
لو اقتضى ذلك القيام باعمال عسكرية«. وعارض هذا الطرح %40 منهم.
واعربت الغالبية التي جرى عليها الاستطلاع في 18 دولة من بين 27 من
اعضاء الاتحاد الاوروبي، من ضمنها فرنسا وبريطانيا ، دعمها لانزال ضربة
صاروخية.
واكدت الغالبية في 9 دول من بينها المانيا واسبانيا معارضتها
للعملية الحربية. واظهرت نتائج الاستطلاعات ان سكان الدنمارك كانوا من
اكثر المتحمسين لانزال ضربة بايران، حيث ان الخيار الحربي لمنع طهران
من انتاج اسلحة نووية حصل على دعم %68 منهم ، بينما كان سكان سلوفاكيا
الاقل تحمسا لمثل هذا التطور وقدم التأييد له %37 وحسب.
تأجيل ساعة الصفر
في غضون ذلك وعلى الرغم من كافة التوقعات فان عملية انزال الولايات
المتحدة الامريكية ضربة صاروخية بالمنشآت النووية والمواقع الحيوية
بأيران لم تتحقق في الموعد الذي كانت الكثير من الدلائل الملموسة تشير
اليه.
وكانت عدد من وسائل الاعلام قد اكدت ان امريكا حددت الساعة 4 من فجر
الجمعة الماضي لانطلاق عملية »اللسعة« التي من المفترض ان تستمر لمدة
12 ساعة متواصلة.
وقضت الخطة وفقا لوسائل الاعلام، بانزال ضربات صاروخية بالمنشآت
النووية في ايران، التي يجري فيها حسب المعطيات الامريكية العمل على
تطوير برامج نووية للاغراض الحربية. لكن يبدو ان ذلك تم تأجيله لأسباب
مختلفة من بينها اعطاء فرصة اكبر للدبلوماسية وافساح المجال امام
الموقف الدولي لكي يكون اكثر رصانة وتراصف فيما اذا دخلت العملية
العسكرية الامريكية ضد ايران حيز التنفيذ. |