تنظيم القاعدة في المغرب العربي حاضنات ثرية ووجوه متعددة

 شبكة النبأ: يبدو ان الاستهداف المباشر لحركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان قبل عدة اعوام قد افرز سلبيات كثيرة لم يخطط لمواجهتها وعمل على تشظي الفصائل الارهابية وانتشارها في العراق والشيشان والصومال ودول المغرب العربي وكثير من انحاء العالم لتبدا محاولة اعادة تنظيم جديدة.

وقال محللون لشبكة النبأ ان التشظي الذي عانت منه طالبان وتنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية ساعد على انتشار فصائل متعددة غير معروفة بمعونة خلايا نائمة وحاضنات للارهاب في بعض الدول مثل العراق، لتبدأ باعادة هيكلة وتنظيم ومن ثم العمل على استقطاب الشباب وحقنهم بافكار تكفيرية متطرفة لجعلهم مشاريع اعتداءات انتحارية تطال المدنيين الابرياء في كل مكان مثل ما يحصل الان في العراق وافغانستان ومثل ما حصل في لندن ومدريد ونيويورك، لذا اصبح لزاما على القوى العالمية وضع تعريف موحد للارهاب وتنظيم مواجهته وتجفيف منابعه من خلال الوقوف على التفاصيل الدقيقة للقيادات الارهابية وتحركاتها ووضع القيود الصارمة على تداول الاموال للحيلولة دون وصولها لهذه المنظمات. ويعد المغرب العربي جزءا مهما في الموضوع لتواجد تنظيمات متطرفة مستعدة لاحتضان ومساعدة افراد القاعدة وقياداتها.

وفي الجزائر بثّ ما يطلق على نفسه "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" رسالة مصورة لشخص قدّم نفسه على أنّه من أعضاء التنظيم في الجزائر، ويدعى وفقا لما ورد في الرسالة "أبو الحسن رشيد البليدي."حسب تقرير نقلته الـ CNN.

ويعيد ظهور هذا الشخص، إلى سطح الأحداث ملف النشيطين المشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة داخل دول المغرب العربي.

ولم يوفّر الشريط الذي تمّ بثه أي صفة للبليدي، حيث لم يعثر المراقبون على أي سبب وراء ذلك لاسيما أنه من المعروف لديهم، وكذلك لدى أجهزة الاستخبارات أنّ زعيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي غيّرت اسمها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، هو أبومصعب عبد الودود، واسمه الأصلي حسب المصادر الأمنية هو عبد الملك دروغدال.

وحمل البيان الذي أعلن تغيير التسمية توقيع زعيم الجماعة عبد الملك دروغدال، الذي خلف نبيل صحراوي.

وقبل صحراوي كان يتزعم التنظيم حسن حطاب، الذي انسلخ عنه وقالت تقارير إنه تقدم بطلب عفو ضمن برنامج العفو الذي أعلنه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وقالت مصادر أمنية، إنّ أول من تزعم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، هو عبد المجيد ديشو، الذي قتل.

أما في المغرب، فتشير آخر المعلومات استنادا إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" نفسه وكذلك تقارير الاستخبارات، إلى أنّ أبرز "شخصية في هذا التنظيم بالمغرب هو شخص يدعى عبد العزيز ومعروف بكنية "أبوالبراء"، وينحدر من مدينة طنجة.

وكان تنظيم القاعدة قد أعلن سابقا أنه اختار أبو البراء في مجلس شورى التنظيم، الذي يضم 16 عضوا.

وحيث أنّ "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" يتشكل أساسا، وفقا للتقارير المتوفرة، من ثلاث جماعات مقاتلة في المغرب العربي هي: الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة، والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، والجماعة المغربية الاسلامية المقاتلة، فإنّ أبوالبراء وعلى الأغلب، هو زعيم الجماعة المغربية.

كما أعلنت السلطات الأمنية المغربية مؤخرا أنّها تبحث عن شخصين هما عزيز الشكاني، المعروف بيوسف، وعبد العالي الشايري المعروف بالبشير، اللذين يعتقد أنهما صلة الوصل بين تنظيم القاعدة والخلايا الموجودة بالمغرب.

وطالبت السلطات الأمنية المغربية، التي نشرت صورا لهما بتقدم كل من يعرف مكانهما، أو لديه معلومات تفيد البحث عنهما، إلى أقرب مصلحة إدارية أو أقرب مركز أمني.

ومن الشخصيات المعروفة بقربها من الأوساط المتشددة المسلحة في المغرب، الميلودي زكريا زعيم جماعة "الصراط المستقيم"، والتي ظهرت للمرة الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2002، وكذلك يوسف فكري، الذي قالت التقرير إنه في أواسط عقد العشرينات من العمر، ويتزعم جماعة تطلق على نفسها اسم "الهجرة والتكفير."

وتفيد بعض المعلومات الأمنية والصحفية أنّ هناك شخصيتين من جماعة "السلفية الجهادية" هما حسن الكناني ومحمد عبد الوهاب رفيقي المدعو 'أبو حفص'، وهو ابن أحمد رفيقي المدعو أبو حذيفة، أحد الأفغان المغاربة.

وسبق أن أعلن أبوحفص عن تأييده المطلق لتفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول2001، وأيد صراحة " بن لادن " أثناء خطبة له في المسجد، على أنه قائد للقاعدة، وبطل إسلامي وحامي حمى راية الإسلام والمسلمين.

ولم تغفل التقارير اسما آخر كان يظهر في البرامج الحوارية لقناة الجزيرة القطرية وهو الشيخ محمد الفزازي.

ورغم أنّ التقارير حول ضلوع الفزازي في أي أعمال إرهابية مازالت متضاربة، إلا أنّ كونه (الفزازي) هو زعيم تيار "السلفية الجهادية" يجعل منه أحد المنظرين إن لم يكن الوحيد في المغرب.

ومحمد الفزازي، الملقب بأبي مريم (54 عاما) حاصل على شهادة الدكتوراه في شعبة الفلسفة، وسبق له أن كان خطيبا في مساجد فاس وطنجة وبرز وقتذاك كقائد للسلفية في المغرب، ومنظر السلفية الجهادية التي تنتسب إليها المجموعة "المتورطة" في تفجيرات الدار البيضاء، علما بأنه (الفزازي) ينفي عنه الإنتماء إلى "السلفية الجهادية."

أما ثالث الدول في المغرب العربي التي توفّر التقارير معلومات حول وجود فعلي لمتشددين على أراضيها فهي ليبيا التي على خلاف تونس وموريتانيا، ومثل الجزائر والمغرب، تمّ الإعلان عن وجود جماعات مسلحة متشددة فيها، وهي "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة."

ومن أبرز أعضاء هذه الجماعة الموجودين في ليبيا، زعيمها عبد الله الصادق، وكذلك نائبه "ابوحازم"، فضلا عن آخرين عادوا إلى البلاد من ضمن عدة مئات غادروا أفغانستان بعد نهاية الحرب مع الاتحاد السوفييتي السابق.

وعبدالله الصادق من مواليد طرابلس، والتحق "بالجهاد" في أفغانستان بعد استكمال دراسته في كلية الهندسة، وجرح أثناء علميات بأفغانستان.

وتقول التقارير إنّ الصادق استقر سنة 1993 في شرق ليبيا، حيث مقر الحركة السنوسية (وينحدر منها ملك ليبيا السابق ادريس الأول)، وتعرف بعدائها للزعيم الليبي معمر القذافي.

كما من أبرز تلك الشخصيات التي انضمت تاريخيا للجماعة، ضابط منشق يدعى صالح الشهيبي، الذي انتحر قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول1997 قتل، من يعدّ القائد العسكري "للجماعة الإسلامية الليبية"، وهو صلاح فتحي سليمان، المعروف باسم أبوعبد الرحمن الحطاب.

وتخوض الجماعة حاليا وفقا لتقارير إعلامية، مفاوضات مع أطراف ليبية شبه رسمية، ويمثلها فيها عبدالله الصادق نفسه، الذي اعتُقل في تايلاند عام 2004، ونائبه "أبو حازم" المعتقل السابق في سجن باغرام وسلّمه الأميركيون إلى ليبيا قبل عامين، ومنظر الجماعة "أبو المنذر" الذي اعتقل 2004 في هونغ كونغ، والشيخ مفتاح الذوّادي والشيخ عبدالوهاب قايد.

أما بالنسبة إلى كل من تونس وموريتانيا، ففي أدنى الأحوال تبدو المعلومات شحيحة ونادرة حول وجود أي شخصية تدعو إلى القتال المسلح المتشدد هناك.

وفي سياق متصل بالتهديدات الحالية لتنظيم القاعدة نقلت وكالة فرانس برس تحذير السفارة الاميركية في الجزائر في بيان نشرته على موقعها على الانترنت المواطنين الاميركيين من خطر هجوم ارهابي ضد طائرة تنقل عمالاً غربيين في الجزائر.

وقال البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "هناك معلومات تشير الى ان متطرفين قد يكونون بصدد التحضير لهجوم ضد طائرة تجارية تنقل عمالا غربيين في الجزائر".

من جانبها اوردت صحيفة "الشروق" الجزائرية هذا الخبر في صدر صفحتها الاولى.

واضاف بيان السفارة "لا تتوفر حاليا اي معلومات اضافية بشأن الشركة الناقلة (المستهدفة) او موعد تنفيذ الهجوم (المحتمل)".

واكد البيان تحذيرات سابقة للرعايا الاميركيين بشأن السفر الى الجزائر.

وشهدت الجزائر في الاسابيع الاخيرة هجمات لمجموعات مسلحة استهدفت خاصة موظفي شركة اميركية في بوشاوي قرب العاصمة الجزائرية وفي منطقة القبايل.

وتبنت هذه الاعتداءات الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر التي اعلنت انتمائها لتنظيم القاعدة.

وهي التنظيم المسلح الوحيد الذي ظل ينشط في الجزائر منذ اصدار ميثاق المصالحة الوطنية في شباط/فبراير 2006 الذي نص على العفو عن مسلحين اسلاميين يسلمون انفسهم.

وفي سياق اخر متصل بالاعتداء الارهابي الذي جرى مؤخرا في الدار البيضاء قال مسؤولون وسكان إن الشرطة المغربية ألقت القبض على تسعة أشخاص في مداهمات شملت أحياء عشوائية بالدار البيضاء بعد أن فجر شخص يشتبه أنه مهاجم انتحاري نفسه في مقهى للانترنت. حسب تقرير نقلته رويترز.

وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة داهمت الحي الذي كان يقطنه عبد الفتاح الرايدي قبل مقتله وألقت القبض على ستة يشتبه بضلوعهم في تفجيرات كان مزمعا تنفيذها.

وألقت الشرطة المغربية القبض على ثلاثة في حي آخر.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 آذار/2007 -25/صفر/1428