نفحات من ذكر محمد

شعر:فريد عبد الله النمر

 حركت اسمك في ذاتي وفي نغمي *** فشب زهوا مداد الروح بين دمي

 

وافتر حرفك بالأنوار ينعشني*** فجرا يضيء كشلال ببوحي فمي

 

وجددتني خلاياه هوا انفجرت ***لتسكب النجم في كاسي وفي قلمي

 

كم شاغلتني مع الأنوار قبلته ***فأسكرتني فشع الصبح من نسمي

 

وشاطرتني شعاع الشمس أنسجه ***خمرا إلى الروح في فعلي وفي كلمي

 

تخللتني نسيج الشوق يسبح في ***كل الشرايين مهووسا إلى قممي

 

وصيرتني بطين الله معبدها   ***  شوقا تصلي صلاة الحب في حرمي

 

كم رغبتني خلاياها التي وسعت ***كل المجرات في عقلي وفي حكم

 

كم ناغمتني بلحن الإنس تغمرني*** وراقصتني كموج البحر للديم

 

ها قد توضأت بالآلا فما شعرت*** إلا بقلبي غسيل الحب و الحلم

 

فقدمتني أحاسيسا لضفتها*** لاستشف سموّا تاق للشمم

 

طوفت للحلم أعماقي لتغمرها  *** منافذ الطهر عشق الروح للقيم

 

شددت اسمك في روحي فطمأنها ***كالرائعات بنشوى الراح والنغم

 

فـُلملمَ البعضُ والأضلاع تحرسه ***كالنيرات  بداجي  الليل و الظلم

 

يا أيها الطهر حسبي إن تطارحني ***بعضي الرطيبَ لأنسى شقوة الألم

 

بعثت دنياي من ظلماء غفلتها ***فعاد صحوي كصحو الصبح في العتم

 

لا يكتم الحب في مسرا الغرام وان *** لمثله يستعد البأس بالشيم

 

يا سورة العشق في أصلاب ذرتنا ***مذ عالم الذر غرس الله في حلمي

 

دنيا الصحاة توشى النور في فمها ***بكل جزء يشع النور بالهمم

 

تسامر الفكر في أحياء يقظته ***اظفيته الوحي كي تنجيه من غمم

 

وظل اسمك للتاريخ يعبرنا ***ذكرا ُيميت ُبنى التدليس  والسأم

 

يا منطق الوحي يا اسما تمكننا ***بأحرف الحق من قرب ومن قدم

 

مازلت نجوى تثير الحس أضرعها ***بالذكريات تزيد الحس بالأمم

 

مازلت عمقا من الأركان يحملنا ***عن نقمة الجهل عن غيٍّ وعن صنم

 

فكل عصماءِ جادت منك تطلقنا ***وعيَ انتماءٍ بوعي النون والقلم

 

يا مولد النور يا كونا نقدسه ***وحيا يعانقنا مذ لحظة الرحم

 

عادت للحظتنا الآمال فابتسمت*** شمس وكم شكرت للمنعم النعم

 

يا اسم احمد ما زالت جوارحنا ***نبض باسمك رغم المستنقع الوخم

 

تتلوك فرقانها الممزوج أوردة ***فمر فيها على باك ومبتسم

 

فأنت مشعرنا الفتان نحمله ***في كل جارحة تهوى لملتئم

 

يا أحمد الطهر خذ هذي سلافتنا *** سكرى وهذا نمير الحب فاستلم

 

ما مرّ اسمك في ذكري على طرف*** إلا استفاق رحيم الود في كلمي

 

وما حملت هموما بين أجنحتي ***إلا وشافى عسير الهم والنهم

 

يا سيد الكون خذني لحن عازفة ***تصيخ قلبا بلحن الوحي للفهم

 

فليس سيان كل اللحن يطربني ***ما لم يكن لحنه من خير معتصم

 

لينبت القلب حبا في مشاعره ***بين الضياء فهذا القلب لم ينم

 

كم أطربتني لحون الله واترة ***فكنت من مشهدي أنشودة النغم

 

لأستريح إلى قدس بحضرته ***من السمو رحيم سامق الكرم

 

أراه لي حاضرا يحلو أعيش به *** يا حاضر الكون في نبع وفي رحم

 

طرزتني  الشوق نحو الله انسجه*** فكيف يذبل من يروى من القيم

 

ودوحتي وهي بالقرآن قدغرست ***لا تخشى محدثة أو جرح منتقم

 

مذ قادني السبر توحيدا إلى شفق*** يسمو بأبعاده عن شاهق القمم

 

طوفت للحب كفا والإخاء يدا ***فوق التعاليل تنئي فتنة التهم

 

فلم أجد غيره نبضا يمازجنا  ***رغم الشحوب بخال الحقد و السقم

 

 كف عن الغضب المنصب أنهرها ***وما يضير لبطش الكف بالأمم

 

إذا التسامح غنت منه فارعة  ***جادت بوعي على الآفات واللمم

 

مودة وهي بالآمال أتقنها ***وأمنيات تنير النجم في العتم

 

يا سيد الخلق حررت مسودتي*** عتقا إليك لتحلو  رنة الاسم

 

فوقعتني عظيم الخلق بصمتها *** مذ أذن الله وحيا جاء بالعظم

 

وأشعلتني ضمير الحب جذوته *** وان أكن غارقا في غمرة الألم

 

فالحق من باعث الآيات يشعرني*** أني على نغم لا ينتهي بفمي

 

فعدت أعشق ماض فيك يبعثني*** خلقا يصلي عليك غير منكتم

 

فللمثول قبولات يهيم بها ***حرف اليراع بما يوليه من نظم

 

وللإخاء  أظاليل تظلله ***من رحمة بهم قلبا بلا رحم

 

والرائعات بطولات وتفدية ***بكل ما ملكت من زهوة الشيم

 

فذي التعاليم وجه الله تخلقنا*** بكل آن من الأيام لو تدم

 

فجد علينا بعود منك يولدنا ***وحيا نديا بشمل غير منقسم

 

فكل عصماء ما دامت تجددنا  ***تجدك من بعد ربي خير معتصم

 

يا من تفوح صلاة منه زاكية*** بكل ذكر يضوع الحب بالكلم

 

إني سأحمل من ذكراك نافلتي ***يا خير من ضمّت الدنيا من النسم

 

اني ساشعل من ذكراك ذاكرتي  *** أني بغيرك والأنوار لم أهم


ربيع الأول 1428هـ

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 6 نيسان/2007 -15/ربيع الاول/1428