أمريكا تفقد عرشها تكنولوجيا

 شبكة النبأ: أفقدت التاثيرات السلبية للمناخ السياسي المتدهور وحالات المد والجزر للاداء الامريكي الداخلي والخارجي تربع واشنطن على عرش التكنولوجيا العالمية خلال العام الماضي، بالاضافة الى انتقادات الخبراء لتهاون الحكومة الامريكية في استعمال التقنية الحديثة في مجال نقل المعلومات الحساسة ومكافحة الارهاب. 

وفقدت الولايات المتحدة موقعها على الصعيد العالمي كقاطرة في مجال التجديد التكنولوجي، حسب تقرير أعدّه منتدى الاقتصاد العالمي.

وتحتل الولايات المتحدة الآن المرتبة السابعة في جدول يقيس مدى تأثير التكنولوجيا على تنمية الأمم.

ويذكر التقرير ان السبب في ذلك يعود إلى تدهور المناخ السياسي وظروف التقنين التي تمر بها الولايات المتحدة. وعادت المرتبتان الأوليان إلى الدنمرك والسويد.

تجديد

وقيست إنجازات الدول في هذا المجال استنادا إلى مدى ما تحقق بها من اندماج التكنولوجيا في قطاع الأعمال، وإلى البنية التحتية المتوفرة، والسياسات الحكومية الهادفة إلى تنمية روح التجديد والتقدم والقيادة عبر تشجيع استعمال آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا.

وأخضع التقرير - وهو السادس من نوعه يصدر عن منتدى الاقتصاد العالمي ومدرسة إنسياد الفرنسية للأعمال- للبحث اقتاد 122 بلدا.

لكن على الرغم من التقهقر الامريكي فلا يزال للولايات المتحدة قصب السبق فيما يتعلق بالتجديد التقني، بفضل نظامها التعليمي الاحسن في العالم، و تعاونه الجيد مع الصناعة، حسب التقرير.

وتبقى دينامية وتطور الاسواق المالية الامريكية من بين الأسباب التي تجعل من الولايات المتحدة بلدا للتقدم التكنولوجي.

كما أقر التقرير باستجابة السوق الامريكي وليونته من حيث القابلية لاندماج رؤوس الأموال، و بالتطور الكبير الذي حققته الاسواق المالية الامريكية.

التتويج الاسكندنافي

تُعد الدانمرك الآن زعيمة العالم فيما يتعلق بالتقدم التكنولوجي، الى جانب جاراتها الاسكندنافية السويد في المرتبة الثانية، وفنلندا في المرتبة الرابعة والنرويج في العاشرة.

و قالت إيرينا ميا كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى منتدى الاقتصاد العالمي:" استفادت الدانمرك من قيادة حكومية في مجال الادارة الالكترونية، وتقنين ليبرالي لقطاع الاتصالات."

والعشرة الأوائل تكنولوجياً على مستوى العالم حسب تقرير 2006 بالقياس للمرتبة في عام 2005 هم:

1: الدانمارك (3)

2: السويد (8)

3: سنغفورة (2)

4: فنلندا (5)

5: سويسرا (9)

6هولندا (12)

7: الولايات المتحدة (1)

8: إسلندا (4)

9: بريطانيا (10)

10: النرويج (13)

وخارج دائرة العشرة الاوائل، احتلت ألمانيا المرتبة السادسة عشرة والنمسا السابعة عشرة وإستونيا العشرين.

وبينما واصلت بعض الدول الآسيوية تقدمها، سجل اقتصادا العملاقين الصين والهند بعض التقهقر.

فقد نزلت الهند أربع درجات لتحل في المرتبة الرابعة والأربعين بسبب ضعف البنية التحتية وقلة اقبال الافراد على استخدام الحواسيب وشبكة الإنترنت.

وتراجعت الصين تسع درجات لتصل الى المرتبة التاسعة والخمسين، بسبب فشل المُقاولات الصينية في احتضان تقنية المعلومات.

التكنولوجيا والارهاب

وفي سياق متصل يشير تقرير لخبراء تكنولوجيا المعلومات الى ان جهود أمريكا التقنية بطيئة في مواجهة الإرهاب وان واشنطن لا تستغل خبرتها التكنولوجية في مجابهة الإرهاب ذلك ان مؤسسات الحكومة الامريكية لازالت مترددة فيما يختص بمشاطرة المعلومات الخاصة بالإرهاب بين بعضها البعض، وفقا لما أورده تقرير خبراء تكنولوجيا المعلومات وخبراء الأمن القومي.

وينصح تقرير مؤسسة ماركل (Markle Foundation) والمعنون (خلق شبكة معلومات موثوق بها للأمن القومي) ان يعمل الرئيس بوش على إنشاء شبكة لامركزية لتحليل الإرهاب تحث المؤسسات الحكومية على مشاركة المعلومات مع بعضها البعض من ناحية ومع المؤسسات المحلية لتطبيق القانون.

وتعمل شبكة مؤسسة ماركل لأنظمة التحليل القومي وتبادل الموارد (SHARE) الموصى بها على محاربة الإرهاب بفعالية في الوقت الذي تحافظ فيه على عامل السرية وغيره من الحريات المدنية، على حد قول أعضاء فريق عمل المؤسسة للأمن القومي في عصر المعلومات وذلك خلال مؤتمر صحفي في واشنطن العاصمة.

ويعلق مايكل فاتيس المدير المسئول عن فريق العمل بقوله (يجب أن يجعل الرئيس بوش مشاركة المعلومات فيما بين المؤسسات ضمن أولوياته وشبكة SHARE من شأنها أن تمثل الخطوة الأولى صوب ضمان القضاء على عقلية (الحرب الباردة) التي تتسم بها العلاقة بين هذه المؤسسات).

وتضيف زاو بيرد رئيسة مؤسسة ماركل بقولها: (إن الولايات المتحدة في حاجة إلى مناقشة كيفية تجميع الحكومة الأمريكية للمعلومات ومشروعات التنقيب عن البيانات، مثل مشروع معلومات التوعية ضد الإرهاب التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (TIA)، ذلك أنه ما من معيار تعمل به كافة المؤسسات الحكومية، وفقا للمعطيات العامة، فيما يختص بماهية المعلومات التي يجب جمعها حول المقيمين وكيفية مشاركتها).

وأضافت بيرد بقولها: (لم يحدث أن أحدا أولى عملية تجميع المعلومات الضرورية وكيفية ربط بعضها ببعض أي اهتمام.

وإن لم نشرع في إجراء مثل هذا الحوار، فقد يؤدي ذلك إلى الحيلولة دون تسخير التكنولوجيا في محاربة الإرهاب).

الأهداف المرتقبة

ويدعو هذا التقرير الحكومة الأمريكية أن تولي مشاركة المعلومات وتحليلها أهمية أكبر.

وفيما أوضح التقرير السابق أن القدرة على مشاركة المعلومات هي أكثر المهام إلحاحا في مواجهة عمليات الأمن القومي الحكومي، نجد ان التقرير الجديد يؤكد على تفعيل ما وضحه التقرير السابق.

وينص على انه(يجب على حكومتنا استغلال المعلومات المفيدة التي تستأثر بها جهات خاصة بصورة فعالة، شريطة أن يتم ذلك في ظل نظام من القواعد والإرشادات مصممة لحماية حرياتنا المدنية.

ويضيف، ان شعبنا لا يسعه ان يأمل في التنبؤ بالاهداف المرتقبة للهجمات الإرهابية، ولذا يجب علينا أن نعول على المعلومات كي نحاول ان نحول دون هذه الهجمات وإن لم يكن كي نحاول أن نستجيب لها).

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 6 نيسان/2007 -15/ربيع الاول/1428