اصدارات جديدة: الفهم السياسي

 

الكتاب: الفهم السياسي

المؤلف: الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)

الناشر: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

عددالصفحات: 67 صفحة من القطع المتوسط

عرض وتحقيق: عدنان عباس سلطان 

 

شبكة النبأ: كانت خطوة رائعة قد اتخذتها مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، من خلال مباشرتها باصدار سلسلة من روائع الامام الحاضر.

نتمنى لهذه المؤسسة النجاح المطرد في خدمة الثقافة ومسارها في التوعية الجماهيرية. وان ترفدنا بفكر الامام المبدع، صاحب اكبر موسوعة فقهية في العالم والتي بلغت اكثر من 160 مجلدا، بلغ فيها المسعى وبذل الجهد العسير، في زمن هو قمة المحبطات والركود.

زمن اختلطت فيه المفاهيم والاوهام تحت سلطات لا ترحم، لكنه ومن تحت السيوف المسلطة قد كان رفضه قاطعا، واضعا نبراس الهدى في دمه ونسغ روحه الشفافة.

والكتاب الذي بين ايدينا الآن هو من الكتب المهمة التي تعالج قضية كبيرة اختلف فيها ايما اختلاف منذ اكثر من نصف قرن، واتى هذا الاختلاف منذ اولى الخطوات التي زرعت بمهارة لتكون بديلا للاستعمار، أي بمعنى الاستعمار الفكري او الذاتي .

فبالاضافة الى كون الافكار والفلسفات والمدارس الفنية على مستوى الابداع الثقافي كانت هي المعول عليها، الا ان الغرس قد استند الى  جملة من التدابير العملية في الاوسساط السياسية والمنظمات الاسلامية المصطنعة، كذلك اتكأت على الاعلام النشيط في هذا المجال.

كذلك الحال في البدائل السياسية التي طرأت في القناعات بشكل واسع بين المفكرين ممن كان لهم الصوت العالي في الساحة السياسية عبر التنظيرات الاشتراكية والراسمالية وصراعهما الذي القى بظلاله على الوضع في العراق ابان الاربعينات ومحصلة الحرب العالمية واستقطاب القوى لكلا المعسكرين.

كل هذا الاحتدام كوّن مايشبه الغبار الداكن او العواصف الترابية على اصالة النظرية الدينية، حتى كادت ان تغيب عن الشارع العراقي بشكل عام.

ولكي تطلق رصاصة الرحمة لاخفاء المشهد، ترحمت تلك النظريات على الدين، تحت مسوغ ان الدين شئ شخصي حدوده الذات المفردة، وهو لايتنافى مع الحرية، او كما يقول سارتر تنتهي الحرية حين تبدا حرية الآخرين، وحرية الآخرين هذه، لم تكن ذات حدود معرفّة او محددة.

فيمكن اخذها وتطويعها في المعسكر الراسمالي بكونها ليست بذات حدود ،وهي حرية شكلية بالمعيار العملي، وفي ظل النظام الاشتراكي حصتها الاستلاب التام، مثل ماكنة خرساء قد تتحطم وتنفجر باي وقت تشاء!.

وقد لعبت السلطات الحاكمة على كل الحبال الموجودة في الوسط السياسي، وادعت لنفسها كل النظريات، ومن الزوايا التي تخدم ديمومتها، واحكام قبضتها، وامساكها بالخيوط المهمة لتحريك الوضع برمته، لصالح خطابها الغاشم.

ثم تتفاقم الاوضاع بهذا الاتجاه حتى الوضع الراهن، وبزوغ تيارات خدمت هذه القضية بصورة حاسمة، وذلك من خلال ظهور عناصر جديدة، وهي في المسمى عناصر اسلامية لها ثقلها وتفاعلاتها القوية، ومقدرتها في احراز تقدم نوعي لصالح الخطاب المعارض للاصالة الدينية، وهي تثبت كل يوم للراي العام بصحة الخطاب الاستعماري والقوى المناوئة.

تمثل ذلك في ظهور التيارات المتطرفة مثل القاعدة وفلول البعثيين والجهات المتعاونة معهم طمعا بمكاسب سياسية في اطار الطائفية والمذهبية.

كذلك الحال عند ظهور مصطلح الاسلام السياسي، في المفاهيم الثقافية، والفكرية، والسياسية.

ويمكن الاستزادة: في ان الحكومة العراقية وهي تباشر مهمتها في وسط خرب في جانبه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ناهيك عن المعوقات والعراقيل التي وضعها التخريب والقوى المعادية للعملية السياسية، وما فعله الفساد الاداري، والشخصيات الوصولية، وبعض ممن لبسوا العمامة زيفا، قد ساهم ذلك في عدم تأصيل الانطباع الاجتماعي عن الدين وغياب اصالته.

وبعد هذا كله لايمكن ابدا ان يخنع الانسان بما هو انسان خلقه الله مبدعا ومخلقا للحياة، وهو الخليفة على الارض ان يرضخ للواقع، مهما كان مريضا هذا الواقع، وهو فضلا عن هذا يمتلك النور والسراج المنير، ويمتد عمقه في العمل، وصلته سماوية في النور الاعلى، فلا تغنيه النظريات عن اليقين الذي انزله خالق الافق الاعلى، على من نزل نزلة اخرى، وصار منه قاب قوسين او ادنى.

والمطبوع الذي بين ايدينا الآن يقول لنا قوله الفصل، في ان السياسة هي الاصل والمسار الذي حدده الشارع سبحانه وتعالى وشرحه لنا خير البرية، وفق الشعاع الذي انزله جبريل.

وأوله اهل العلم، وتضامنت به قلوب اهل الورع، ورضعوه اجيالا بعد اجيال.

فيكون لزاما الا يبتعد المسلمون عن نهجهم الذي علمه لهم الرسول الاعظم، وميراث حملته من فتية زهدوا ببهرج الحياة، الا ان يعطوا للانسان انسانيته عبر نضالهم المرير على طرق قلّ سالكيها وكثر قطاعها من سفاحين وزاهقي الارواح.

يتناول الكتاب المباحث التالية:

*السياسة وقانون الاسباب والمسببات.

*مفهوم السياسة

*التوعية والتثقيف

*مواجهة الاعداء

*السياسة من صميم الاسلام

وقد احتوى ابواب كثيرة بلغة بسيطة تشوق النخبة وتتحف المتطلعون وتروي شغفهم لتسقيهم من زلال النبع المحمدي الرقراق.

نتمنى لكاتبه الرحمة على هذه الصدقة التي تصدق بها على اهل الاسلام والانسانية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 5 نيسان/2007 -14/ربيع الاول/1428