اوربا تقود حرب التغيرات المناخية في مواجهة امريكا

شبكة النبأ: تتواصل المسيرة الدولية لتبني آليات صناعة جديدة من ضمنها تشجيع استعمال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل استخدام الكاربون والحد من انبعاث الغازات السامة المؤثرة كارثياً على البيئة والانسان على السواء والتي تهدد برفع درجة حرارة الارض مما يخلق مشاكل بيئية ومرضيّة لا حصر لها ويهدد بارتفاع مستوى سطح البحر واغراق بلدان باكملها، وتستمر جهود يقودها الاتحاد الاوربي لإصدار قرارات ملزمة للدول الصناعية الكبرى بتبني اساليب عمل اكثر اماناً ونظافة للبيئة.

وتجمع قادة الاتحاد الاوروبي في قمة تهدف الى وضع أهداف طموحة لمحاربة التغير المناخي في خطوة تأمل الكتلة أن تحرك الولايات المتحدة وكبار الملوثين الاخرين لاتباع نفس الطريق. حسب تقرير لرويترز.

ومن المتوقع أن يدعم قادة دول الاتحاد الاوروبي البالغ عددهم 27 دولة الخفض المستهدف لانبعاثات الغازات التي يلقى عليها باللوم في ارتفاع درجة حرارة الارض بنسبة 20 في المئة بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات انبعاثات عام 1990 على ان ترفع النسبة الى 30 في المئة اذا انضمت الدول الصناعية والنامية الكبيرة.

وحثت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ورئاسة مجموعة دول الثماني الصناعية الكبرى زعماء أوروبا على ان يقودوا المسيرة الدولية لمكافحة التغير المناخي وهونت من مخاوف قطاع الاعمال من التكلفة.

وتعهدت ميركل بالضغط على مجموعة الثماني لان تحذو حذو الاتحاد الاوروبي وتقول ان الاتحاد سيجني مكاسب من التحول المبكر الى اقتصاد يقلل استخدام الكربون.

وقالت قبيل المحادثات التي تستمر يومين في بروكسل "أوروبا تريد ان تقود الطريق لاننا نعتقد أنه مع التكنولوجيا والابتكارات يمكننا أيضا خلق وظائف.. وظائف عصرية."

لكن الكتلة منقسمة حول الطريقة المثلى لتحقيق أهدافها واعترفت ميركل بأن أمامها معركة صعبة في سعيها الى الوصول الى اتفاق ملزم يجعل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تمثل 20 في المئة من استهلاك الطاقة بحلول عام 2020 .

وقالت للصحفيين "هذا هو ما سأحاول الحصول عليه اليوم لكننا سنواجه مفاوضات صعبة."

ويلتقي قادة مجموعة الثماني بالاضافة الى البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا في ألمانيا في يونيو حزيران القادم.

وينتج الاتحاد الاوروبي ما يقرب من 14 في المئة من مجمل الانبعاثات العالمية من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المعروفة باسم البيوت الزجاجية بينما تنتج الولايات المتحدة وحدها 25 في المئة، وتريد أوروبا أن تستغل أهدافها للمفاوضة على اتفاقية دولية لتمديد بروتوكول كيوتو لما بعد عام 2012.

وفي سياق متصل قال ال جور نائب الرئيس الامريكي سابقا ان لقيادة الاتحاد الاوروبي دورا حيوياً يجب ان تقوم به في مكافحة التغير المناخي، جاء ذلك عشية قمة اوروبية مقررة لإقرار أهداف جديدة من شانها خفض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. حسب تقرير نقلته رويترز.

وقال للصحفيين بعد أن ألقى كلمة أمام مؤتمر بشأن الوقود الحيوي "أحاول ان أجعل بلادي تغير سياساتها لكن في الوقت الراهن فان جهد الاتحاد الاوروبي في غاية الاهمية بكل تأكيد بشأن مساعدة العالم في جعل التغير حتميا."

وسوف تشكل الاهداف الجديدة للقمة أسس الموقف التفاوضي للاتحاد الاوروبي من أجل اتفاق دولي لتمديد بروتوكول كيوتو لمكافحة التغييرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري الى ما بعد عام 2012.

وحصل فيلم ال جور بشأن ارتفاع درجة حرارة العالم واسمه "حقيقة مزعجة" "An Inconvenient Truth" على جائزة أوسكار أحسن فيلم وثائقي وأعلنت الحكومة البريطانية انها ستوزع الفيلم على كل المدارس الثانوية في انجلترا.

وينتج الاتحاد الاوروبي نحو 14 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بينما تنتج الولايات المتحدة أكبر ملوث للعالم نحو 25 في المئة.

من جهة اخرى قال مسؤولون حكوميون ان بريطانيا تضغط باتجاه حمل مجلس الامن الدولي على بحث تغير المناخ في مسعى منها لإبراز ما ينطوي عليه من تهديد محتمل للاستقرار العالمي.

وتتولى بريطانيا رئاسة الامم المتحدة في شهر أبريل نيسان المقبل ويعتقد الوزراء أن الوقت قد حان والموضوع يتصدر بالفعل جدول الاعمال لقمتي الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني لطرح الموضوع في أعلى مستويات المنظمة الدولية.

ويروج كل من رئيس الوزراء توني بلير ووزيرة الخارجية مارجريت بيكيت وكلاهما يؤيد بشدة اتخاذ تدابير بشأن التغير المناخي لهذه المبادرة.

وأضاف مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية "نود أن يصبح الامن المناخي أحد الموضوعات الاساسية للسياسة الخارجية. ونعتقد أن التغير المناخي قادر على مفاقمة الكثير من اوجه انعدام الامن في العالم التي تنشا عنها التوترات والصراعات العالمية."

ورفض المسؤول التعليق على التقارير الصحفية التي قالت ان بريطانيا التي تقوم حاليا باستطلاع اراء دول أعضاء أخرى بشأن الاقتراح قد اصطدمت بمعارضة من جانب الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.

من جهته قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان أي هدف ملزم للاتحاد الاوروبي بشأن مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يأخذ في الاعتبار دور الطاقة النووية والفحم النظيف في مجموع مصادر الطاقة بكل بلد.

وفي تصريحات في قمة للاتحاد الاوروبي عن التغير المناخي وسياسات الطاقة قال شيراك انه سيكون "أكثر اتساقا" تحديد هدف من أجل طاقة منخفضة الكربون بدلا من الهدف الملزم من أجل مصادر الطاقة المتجددة التي تسعى اليها المفوضية الاوروبية مثل الرياح والشمس والطاقة المولدة بالقوى المائية.

وأضاف شيراك "أوافق على تحديد هدف أوروبي ملزم بشأن مصادر الطاقة المتجددة" مشيرا الى ان فرنسا أكبر منتج لمثل هذه الطاقة اليوم من حيث الحجم.

ولكنه اضاف ان تقاسم هذا الهدف بين الدول السبع والعشرين الاعضاء بالاتحاد يجب أن يأخذ في الحسبان الطاقة النووية التي تولد منها فرنسا نحو 70 في المئة من الطاقة الكهربائية.

واضاف "على أقل تقدير تقاسم الاعباء بشأن مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يأخذ في الاعتبار وضع الطاقة منخفضة الكربون (مثل) الطاقة النووية والفحم النظيف في خياراتنا الوطنية في مجال الطاقة."

وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل التي ترأس القمة قالت في وقت سابق ان مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية يجب أن تبقى منفصلة لان الطاقة المتجددة تتضمن استخدام تكنولوجيا جديدة تحتاح الى مساعدة خاصة حتى تصبح ذات جدوى اقتصادية.

وفي سياق متصل ذو اهمية بالغة، قال عالم بحار بارز ان البيانات التي ترد من الاقمار الصناعية تشير الى أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحار وذوبان الثلوج القطبية ربما يكون أسوأ مما كان يعتقد في السابق.

ويرتفع مستوى سطح البحار حاليا بمعدل ثلاثة مليمترات في العام بينما كان يرتفع بمعدل مليمتر واحد قبل الثورة الصناعية ويعود ذلك الى كل من ارتفاع درجة حرارة سطح الارض و ذوبان الجليد القطبي والدورات الطبيعية الطويلة لتغير مستوى سطح البحار.

وقال اريك ليندستروم رئيس علوم البحار في ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لرويترز على هامش مؤتمر بشأن المحيطات في العالم بمدينة هوبرت الاسترالية "كل الدلائل تشير الى أن الامر يتطور بصورة أسرع."

وأشار الى حدوث تشققات ضخمة في طبقات الجليد في القطب الجنوبي في عام 2002 والتي نظر اليها انذاك كواحدة من ظواهر تحدث مرة كل مئة عام وتكون جبالاً عائمة من الثلج اكبر من بعض البلدان الصغيرة.

وكان الاعتقاد السائد في البداية أن جبال الجليد الضخمة هذه لن تؤثر على مستوى سطح البحار في العالم لانها تنفصل عن طبقات جليدية تطفو بالفعل على سطح المحيط.

لكن تفتت طبقات الجليد التي كانت تعوق تدفق الثلوج من القارة القطبية الجنوبية قد يسمح بتدفق مفاجئ للأنهار الجليدية في المحيط، الامر الذي سيؤدي الى ارتفاع متزايد بمستوى سطح البحر.

وقال ليندستروم "ما نعرفه هو أن الجليد لا يتحرك ببطء وأن الامور قد تتطور بسرعة."

وقال "اذا ما شمل الامر طبقات الجليد (القطبية) بالفعل فاننا نتحدث عن ارتفاع مستوى سطح البحر عشرات الامتار وهو ما يمكن أن يتسبب في الواقع في اغراق البلدان المنخفضة."

وأشار تقرير أصدرته لجنة معنية بالمناخ تابعة للامم المتحدة الشهر الماضي الى أن هناك ستة نماذج لتصورات رئيسية عن ارتفاع مستوى سطح البحار تتراوح ما بين 28 و43 سنتيمترا بحلول عام 2100.

وقالت اللجنة الحكومية الخاصة بتغير المناخ ايضا ان درجات الحرارة من المحتمل أن ترتفع ما بين درجتين و4.5 درجة مئوية عن المعدلات التي سبقت الثورة الصناعية اذا بلغ معدل تركيز ثاني أكسيد الكربون 550 جزءا لكل مليون في الغلاف الجوي مقارنة بمعدل 380 جزءا حاليا. وكان "أفضل تقدير" أورده التقرير لارتفاع درجات الحرارة هو ثلاث درجات مئوية.

وقال التقرير الذي شارك فيه 2500 باحث من أكثر من 130 دولة ان من المحتمل أن تحتفظ القارة القطبية الجنوبية بدرجة حرارتها المنخفضة للغاية وهو الامر الذي لن يؤدي الى حدوث ذوبان واسع للجليد ومن المتوقع ان تزيد كتلتها بسبب المزيد من الثلوج.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 15 آذار/2007 -25/صفر/1428