الدرع الصاروخي بين سعي روسي للمشاركة او تعزيز للتفوق النووي الامريكي؟

 شبكة النبأ: يتزايد قلق روسيا من الخطط الامريكية المتصاعدة الوتيرة لاحتواء اوربا الشرقية تحت مظلة الدرع الصاروخي بحجة حمايتها من تهديدات نووية آتية من اسيا، ويتمثل القلق في تقويض الامن القومي الروسي باقامة نظام دفاعي صاروخي على الحدود الروسية مع دول الجوار، والغاء معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية ABM، الموقعة بين البلدين عام 1972، والتي انسحبت منها واشنطن، حيث تعتبر موسكو هذه المباردة "حجر الزاوية" لاستتباب الأمن في العالم، واخيرا وفي تطور مثير ظهرت بوادر القبول بالامر الواقع من خلال تقارير تشير الى رغبة روسية في المشاركة بالدرع الصاروخي المزعوم.

ويطالب المسؤولون الروس بمفاوضات جديدة لاستبدال معاهدة "ستارت واحد" START1 الموقعة بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة عام 1991، والتي تنص على خفض الدولتين لترسانتيهما من الرؤوس الحربية والأسلحة.

وقال وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزينبرج انه سيستمع الى المخاوف الروسية بشأن درع صاروخي تعتزم الولايات المتحدة نشره في الاراضي التشيكية ولكنه قال ان ذلك لن يؤثر عليه بشكل كبير. حسب تقرير لرويترز.

وتريد الولايات المتحدة نشر شبكة رادار في جمهورية التشيك وعشرة صواريخ اعتراضية في بولندا بحلول عام 2011-2012.

وتقول واشنطن ان هذا الدرع الصاروخي سيتصدي لتهديدات من "دول مارقة" مثل ايران وكوريا الجنوبية.

وتعتبر روسيا هذا الدرع الصاروخي خرقا لمجال نفوذها السابق وتقول انه قد يقوض الحظر العالمي لانتشار الاسلحة ويفتح افقا لسباق تسلح نووي جديد.

وقال شوارزينبرج لرويترز"بالطبع نولي اهتماما مناسبا لكل صوت فيما يتعلق بذلك بما في ذلك صوت الاتحاد الروسي.

"ورغم ذلك فان تقرير ما نفعله وما لا نفعله لا يعود اليهم. وبالطبع انني اقرأ ردود الفعل باهتمام ولكن ذلك لا يؤثر علي كثيرا."

ووافقت براغ رسميا الاسبوع الماضي على بدء محادثات بشأن الرادار الذي تأمل واشنطن ببدء بنائه العام المقبل.

وقالت اليزابيث فوتيجا وزيرة الخارجية البولندية في نفس اجتماع الاتحاد الاوروبي ان وارسو ستكون مستعدة "في المستقبل القريب" لبدء محادثات مع واشنطن.

واضافت"اننا شبه جاهزين لبدء المفاوضات."

من جهة اخرى وفي تقرير لوكالة فرانس برس اعربت روسيا عن "استعدادها" للمشاركة في انشاء نظام جماعي للدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا ولا تستبعد نشر عناصر من هذا النظام على الاراضي الروسية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية فضل عدم الكشف عن هويته لمراسلين اجانب في موسكو "يجب اولاً تحليل التهديدات القائمة. في حال وجدنا انها حقيقية فنحن مستعدون للمشاركة في انشاء نظام دفاعي جماعي مضاد للصواريخ للقارة الاوروبية مع مشاركة الاميركيين".

واضاف "من اجل التصدي للتهديد النابع من كوريا الشمالية وايران من الاسهل القيام بذلك من خلال استعمال اراضينا" متسائلا "لماذا لا نشارك فيه؟"

واوضح ان "البعض من شركائنا لا يفهم ان فلسفتنا ورؤيتنا للعالم قد تغيرت. لا شيء مستحيل بالنسبة لروسيا في حال كان الموقف تجاهها طبيعيا".

ولكن روسيا تعترض بشدة على المشروع الاميركي الاحادي لنشر عناصر من نظامهم المضاد للصواريخ في بولندا وجمهورية تشيكيا في منطقة تعتبرها روسيا بانها حيوية لامنها.

ومن ناحيته اعلن الوفد الاميركي في الحلف الاطلسي ان الولايات المتحدة سوف تقترح على روسيا التعاون بشكل وثيق في قطاع الدفاع المضاد للصواريخ.

وجاء في بيان لسفيرة الولايات المتحدة لدى الحلف الاطلسي فيكتوريا نولاند ان هذا التعاون "الثنائي" الذي سيكون موضع بحث خلال الاجتماع المقبل بين الحلف الاطلسي وروسيا في 19 نيسان/ابريل في بروكسل "قد يتضمن تقاسم التكنولوجيا وانشاء انظمة مضادة للصواريخ (روسية اميركية) ملائمة".

وفي سياق متصل نقل تقرير لـ CNN، عن ابلاغ  الرئيس الامريكي جورج بوش، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأنه يتطلع للقائه ليناقش معه الخطط الخاصة ببناء الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ، والذي قد يشمل عدداً من الدول في وسط وشرق أوروبا، حسبما أكد مسؤول أمريكي رفيع.

وقال غوردون جوندرو، المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي: "إنهما (بوش وبوتين) ناقشا اهمية مواصلة الحوار فيما بينهما، بخصوص التهديدات الصاروخية الايرانية، والوضع في كوسوفو، وبعض القضايا الاخرى، التي تحظى باهتمام البلدين."

وأكد المتحدث الامريكي للصحفيين عن فحوى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي والروسي، ان بوش شدد على ان "الدفاعات الصاروخية في أوروبا، تهدف الى الحماية من التهديد بالصواريخ، الناشئ من الشرق الأوسط، وهو تهديد يخصنا كما يخص أوروبا وروسيا."

من جانبه، أكد الكرملين ان الرئيس بوتين عرض على نظيره الامريكي "اسباب قلق روسيا، بخصوص الخطط الامريكية، لإنشاء قواعد دفاعية مضادة للصواريخ في وسط أوروبا."

وأضاف قوله في بيان: "لقد أبدى الرئيس الامريكي استعداده لاجراء مناقشة تفصيلية في هذا الموضوع، مع الجانب الروسي، والتعاون من أجل الامن المشترك، وهو ما قوبل بارتياح" من جانب موسكو.

وكان الرئيس الروسي قد اعتبر، في وقت سابق، ان "حجج واشنطن لنشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا باطلة، وغير مقنعة"، مشدداً على ان الامر كله يتعلق بروسيا مباشرة، وأنه سيثير رد الفعل المطلوب.

وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي بالكرملين: "ان اختصاصيينا لا يجدون ان منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، التي يجري نشرها في بلدان أوروبا الشرقية، تستهدف التصدي للخطر الذي يأتي من ايران او ارهابيين معينين."

كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده ان نشر الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في إطار المنظومة الصاروخية في أوروبا، مؤشراً على سعيها  للتفوق نووياً على روسيا.

وقلل لافروف من شأن المزاعم الامريكية بأن نشر عشرة صواريخ اعتراضية، في كل من بولندا وجمهورية التشيك، يأتي في معرض التصدي لأي تهديدات صاروخية من إيران.

وأشار قائلاً في هذا السياق: "اذا كانوا يتحدثون عن تهديدات محتملة من قبل ايران او كوريا الشمالية، فكان يجب نصب الصواريخ الدفاعية في مواقع مختلفة."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 2 نيسان/2007 -11/ربيع الاول/1428