
شبكة النبأ:عبرت الولايات المتحدة عن
قلقها بشأن مبيعات الاسلحة الروسية لايران وسوريا وفنزويلا بوصفها دول
مارقة لا يمكن الوثوق بنياتها، واتهمت موسكو بممارسة ضغوط على جيرانها،
ومن جهتها تتهم موسكو امريكا بتهديد امنها القومي وتقويض قوتها النووية
من خلال اقامة الدرع الصاروخي الامريكي المزمع على الحدود الاقليمية
لروسيا في جمهوريات كانت يوما معاقل الاتحاد السوفيتي وعمقه
الاستراتيجي، بالاضافة الى اتهام امريكا بالسعي لفرض اوامرها على
العالم وانتهاج اساليب خطرة بممارسة سياسة القطب الواحد المتحكم
بالاوضاع الدولية. الامر الذي ينذر ببدء عصر جديد من سباق التسلح الذي
شهدته الثمانينات بين الدولتين العظميين.
وفي بروكسل قبيل محادثاته مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي رحب مساعد
وزيرة الخارجية الامريكية ديفيد كريمر بالتعاون الروسي في مجالات مثل
مكافحة الارهاب والازمة النووية مع ايران وكوريا الشمالية والتوترات في
الشرق الاوسط. حسب تقرير لرويترز.
لكنه ابرز ايضا ما اعتبرته واشنطن جوانب سلبية للسياسة الروسية
تعقّد علاقات ما بعد الحرب الباردة بينهما.
وقال في مؤتمر صحفي "هناك مجالات نختلف فيها وتشمل تلك الامور الوضع
الداخلي في روسيا وبعض سياسات الضغوط العدوانية ضد دول الجوار."
وتابع "لدينا قلق بالغ بشأن مبيعات الاسلحة الروسية الى دول نشعر
بأن البلدان لا يجب ان تتعامل معها مثل ايران ومثل سوريا وايضا فنزويلا."
لكنه اوضح ان العلاقات الامريكية الروسية لم يطرأ عليها تغيير ملموس
منذ ان اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن الشهر الماضي بالسعي
لفرض ارادتها على العالم من خلال سياسات خطرة.
واضاف "لا أحد منا يريد ان يشهد عودة الى الحرب الباردة لقد اجتزنا
واحدة وهذا يكفي...أملنا هو ان نمضي قدما مع روسيا على نحو يجعلنا نحقق
مصالحنا المشتركة."
كما قال كريمر إن واشنطن تأمل في تطورات ايجابية في العلاقات
المتوترة بين روسيا والدول حديثة العضوية بالاتحاد الاوروبي مثل بولندا
التي كانت خاضعة لهيمنة الاتحاد السوفيتي السابق في الماضي.
واوضح "التحدي الذي يواجه الاتحاد الاوروبي بأكمله هو محاولة تبين
طريق واتجاه لتحسين العلاقات من اجل تقدم مصالح الجميع."
وقال كريمر انه لا يمكنه استبعاد امكانية استخدام روسيا لحق النقض
(الفيتو) على قرار لمجلس الامن يتعلق باقليم كوسوفو الانفصالي في صربيا
الذي يرغب الغرب في رؤيته يتحرك قدما ليصبح دولة.
وتراوح القلق بشأن السياسات الداخلية لروسيا ما بين تركز السلطة
والضغط على وسائل الاعلام والمعارضة السياسية والمنظمات غير الحكومية.
وقال كريمر "ان التوجهات لا تمضي مع الاسف في الاتجاه الصحيح."
وتابع "لدينا مخاوف وقلق بشأن تلك التوجهات."
وقال كريمر ان حدة التوترات بين جورجيا وروسيا خفت منذ أزمة حدثت
العام الماضي لكنه حذر من ان المنطقة تبقى "غير مستقرة للغاية ولايزال
يكمن بها احتمال الانفجار."
واضاف "أملنا وهدفنا هو ان تعمل روسيا وجورجيا معا على نحو بناء
لخفض التوتر." مضيفا ان الصراعات في المناطق الانفصالية في جورجيا
لديها قابلية للامتداد في الاقليم الشمالي بالقوقاز بما في ذلك الشيشان.
وقال كريمر ان الولايات المتحدة لا تسعى الى فرض قيمها على روسيا
لكنها تسعى الى تشجيع التطور الديمقراطي.
واوضح "روسيا ليست هي الاتحاد السوفيتي...كان هناك تطورا ملموسا على
مدى سنوات. لكننا نشعر ان هناك مساحة لمزيد من التقدم."
وأكدت معطيات رسمية ان روسيا حققت رقما قياسيا في صادرات الاسلحة
والمعدات العسكرية وبلغت 6.5 مليار دولار أمريكي في عام 2006 حينما
كانت روسيا تصدر منتجاتها العسكرية إلى 64 بلدا.
وكانت الاسلحة الروسية قد غزت اسواقا في امريكا اللاتينية وجنوب شرق
اسيا كانت حكرا على الشركات الغربية، وتتطلع للعودة بقوة للشرق الاوسط
بما في ذلك لبلدان خليجية عربية.
ووفقا لتلك المعطيات فقد استحوذت بلدان الشرقين الأوسط والأدنى
وإفريقيا الشمالية على نسبة تزيد عن %21 من الصادرات العسكرية الروسية
في العام الماضي. وتجري روسيا الآن مع دولة الإمارات العربية المتحدة
المباحثات المتعلقة بتصدير نظام الدفاع الجوي «س ـ 400» إلى الإمارات
العربية المتحدة. وبدأ الجيش الروسي يتسلم الأنظمة الصاروخية المضادة
للطائرات هذه في عام 2006.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اشار على القائمين على
التعاون العسكري الفني مع البلدان الأجنبية بالتحول للتركيز على
التعاون المشترك في إنتاج الأسلحة المطلوبة للجيش الروسي وللتصدير إلى
الخارج.
وأبلغ الرئيس الأمريكي جورج بوش، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأنه
يتطلع للقائه ليناقش معه الخطط الخاصة ببناء الدرع الأمريكي المضاد
للصواريخ، والذي قد يشمل عدداً من الدول في وسط وشرق أوروبا، حسبما أكد
مسؤول أمريكي رفيع. حسب الـ(CNN).
وقال غوردون جوندرو، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي:
"إنهما(بوش وبوتين) ناقشا أهمية مواصلة الحوار فيما بينهما، بخصوص
التهديدات الصاروخية الإيرانية، والوضع في كوسوفو، وبعض القضايا
الأخرى، التي تحظى باهتمام البلدين."
وأكد المتحدث الأمريكي، الذي كان يتحدث للصحفيين عن فحوى الاتصال
الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي والروسي صباح الأربعاء، أن بوش شدد على
أن "الدفاعات الصاروخية في أوروبا، تهدف إلى الحماية من التهديد
بالصواريخ، الناشئ من الشرق الأوسط، وهو تهديد يخصنا كما يخص أوروبا
وروسيا."
من جانبه، قال الكرملين ان الرئيس بوتين عرض على نظيره الأمريكي
"أسباب قلق روسيا، بخصوص الخطط الأمريكية، لإنشاء قواعد دفاعية مضادة
للصواريخ في وسط أوروبا."
وأضاف قوله في بيان: "لقد أبدى الرئيس الأمريكي استعداده لإجراء
مناقشة تفصيلية في هذا الموضوع، مع الجانب الروسي، والتعاون من أجل
الأمن المشترك، وهو ما قوبل بارتياح" من جانب موسكو.
وكان الرئيس الروسي قد اعتبر، في وقت سابق، ان "حجج واشنطن لنشر
منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا باطلة، وغير مقنعة"، مشدداً
على ان الامر كله يتعلق بروسيا مباشرة، وأنه سيثير رد الفعل المطلوب.
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي بالكرملين: "إن اختصاصيينا لا
يجدون أن منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، التي يجري نشرها في بلدان
أوروبا الشرقية، تستهدف التصدي للخطر الذي يأتي من إيران أو إرهابيين
معينين."
كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده أن نشر
الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في إطار المنظومة الصاروخية في
أوروبا، مؤشراً على سعيها للتفوق نووياً على روسيا.
وقلل لافروف من شأن المزاعم الامريكية بان نشر عشرة صواريخ
اعتراضية، في كل من بولندا وجمهورية التشيك، يأتي في معرض التصدي لأي
تهديدات صاروخية من ايران.
وأشار قائلاً في هذا السياق: "اذا كانوا يتحدثون عن تهديدات محتملة
من قبل ايران أو كوريا الشمالية، فكان يجب نصب الصواريخ الدفاعية في
مواقع مختلفة."
وتعارض روسيا الخطط الامريكية لإقامة نظام دفاعي صاروخي، والغاء
معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية ABM، الموقعة بين البلدين عام
1972، والتي انسحبت منها واشنطن، حيث تعتبر موسكو هذه المباردة "حجر
الزاوية" لاستتباب الأمن في العالم.
ويطالب المسؤولون الروس بمفاوضات جديدة لاستبدال معاهدة "ستارت
واحد" START1 الموقعة بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة
عام 1991، والتي تنص على خفض الدولتين لترسانتيهما من الرؤوس الحربية
والأسلحة.
وفي سياق متصل، يعلق "سايمون وايزيمان" خبير تجارة الأسلحة العالمي
في "معهد بحوث السلام الدولي في استكهولم - السويد" على ذلك بقوله: "ان
الزيادة في سباق التسلح قد جاءت بشكل تدريجي". وتعني زيادة وتيرة سرعة
سباق التسلح أن "عائد السلام"، الذي نتج عن انتهاء الحرب الباردة أخذ
في التلاشي.
ففي عام 1990، أي قبل عام من سقوط الاتحاد السوفييتي، وانتهاء تلك
الحرب، كانت النفقات العسكرية العالمية لا تتجاوز حدود المليار دولار
سوى بمقدار ضئيل، وذلك قبل أن يتصاعد هذا الرقم تدريجياً عبر السنوات
ليصل إلى تريليون دولار عام 2005 وفقا للمعهد نفسه.
ويقول خبراء معهد بحوث السلام الدولي انهم لن ينتهي من تقدير أرقام
الانفاق الدفاعي في العالم للعام المنصرم قبل شهر يونيو القادم، بيد
أنه مع تصاعد نفقات حربي العراق وأفغانستان وزيادة الانفاق الدفاعي
لبعض الدول مثل الصين والهند ودول الشرق الأوسط وغيرها من المناطق، فان
الأمر المرجح هو أن يتجاوز الانفاق العالمي على الأسلحة حاجز تريليون
دولار مرة ثانية. |