القمة العربية كمثيلاتها لم تفلح في تشجيع التحولات الديمقراطية، مبادرة السلام مع اسرائيل، فك الحصار عن فلسطين ودفع العملية السياسية في العراق...

شبكة النبأ: رغم الهالة الغير طبيعية التي احيطت بمناسبة عقد مؤتمر القمة العربي لهذه السنة ومع المشاركة الكثيفة من ممثلي المنظمات الدولية والاسلامية لم تفلح هذه القمة كسواها، في حل واضح ومقبول يتبناه الجميع لأي فقرة من المشاكل التي يعاني منها العرب والتي انعقد المؤتمر من اجلها سوى التاكيد على دعوة المصالحة مع اسرائيل والمتبناة من السعودية منذ عدة اعوام، وهذا بدوره ياكد بوضوح تام عجز القادة العرب وضعفهم المتتابع في معالجة هموم ومعاناة العالم العربي. و يدل ايضا على الهوة الشاسعة بين الشعوب العربية وقادتها.

ونقلت (اصوات العراق) دعوة رئيس جمهورية مصر حسني مبارك جميع الأطراف في العراق إلى المشاركة في العملية السياسية وتحقيق الوفاق بين أبناء الشعب العراقي, فيما طالب أمير دولة الكويت صباح الأحمد بمشاركة جميع الأطراف للقضاء على ماأسماه بـ(الأرهاب).

وأضاف مبارك في كلمة القاها في مؤتمر القمة العربية المنعقد في الرياض "نتطلع إلى عراق يرسخ مفهوم المواطنة بعيدا عن المحاصصة الطائفية وينهي المليشيات ويستعيد الإستقرار ويمضي في طريق الإعمار."

ومن جانبه, أدان أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح وبشدة الأعمال التي وصفها بـ(الإرهابية) قائلا "إن تحقيق الإستقرار في العراق لا يكون الا بمشاركة جميع الأطراف."

وكان مؤتمر القمة العربية قد بدأ أعماله يوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض بحضور الرئيس العراقي جلال الطالباني.

وأبدى العديد من البغداديين شكوكا وتشاؤما حول ما ستسفر عنه القمة من قرارات خاصة فيما يتعلق بالشأن العراقى . حسب (أصوات العراق)،

وتساءل العديد من المواطنين "هل يمكن للقمة أن تخرج بقرارات تغير من الواقع الدموى الذى يعيشه العراق؟."

ورأى آخرون أن على العراقيين أنفسهم أن يغيروا واقعهم المرير بدلا من مطالبة الآخرين بالمساعدة .

المواطنة البغدادية مارلين يوسف (موظفة) تساءلت عن جدوى القمة، وقالت "ماذا ستفعل لنا ؟

وأضافت "لا أعرف ان كانت ستفعل لنا شيء أم لا ؟ "

واتفق ابو عبد الله (كاسب) مع هذا الرأي، وقال "ماذا ستفعل القمة ؟" وتابع قائلا "المشكلة فينا نحن، يجب علينا ان نصلح من أنفسنا قبل مطالبة الآخرين بمساعدتنا".

في حين أعرب الشرطي احمد عن يأسه من القمة، وقال"أرى انها قمة فاشلة كسابقاتها, مجرد شعارات وخطابات ووعود دون أن نرى شيئا يتحقق, لقد مللنا نحن العراقيون من ذلك".

في حين قال مواطن آخر "ماذا نتوقع منها ؟ البيان الختامي تم تحضيره منذ شهر في امريكا وتسلمه القادة العرب، فماذا نتوقع منها؟ " وتدخل رفيقه قائلا "العرب استلموا الاوامر من أمريكا، وتلقوا الدعم المالي لاقامتها, ماذا نتوقع منها ؟".

ورأى محلل سياسي واستراتيجي ان عدم تفاؤل الشارع العراقي بقمة الرياض يأتي من كونه اعتاد من الزعماء العرب اتخاذ العديد من القرارات والتوصيات دون تطبيقها على أرض الواقع.

وأضاف المحلل الذي رفض الكشف عن هويته "هذه الحالة ممكن قياسها من خلال تعامل الزعماء العرب مع القضية الفلسطينية, أذ منذ أكثر من 60 عاما وهم يتخذون العديد من القرارات والتوصيات دون حل القضية، بل انها تتفاقم أكثر".

وأوضح المحلل السياسي ان القناعة لدى الشارع العراقي توصلت اليه من خلال الإعتراف الذي صدر عن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي قال خلال افتتاح للقمة "أن الخلل فينا نحن العرب".

وذكر تقرير لرويترز، عن نية الزعماء العرب حث اسرائيل على قبول مبادرة سلام اطلقوها منذ خمس سنوات لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي الذي يمثل قلب مشاكل المنطقة.

واجتذبت القمة العربية التي تستمر يومين والتي تختتم يوم الخميس اهتمام زعماء عالميين ومسلمين يؤيدون الخطة العربية التي تعرض على اسرائيل اقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية مقابل انسحابها من اراض احتلتها في حرب عام 1967.

وتدعو الخطة ايضا لقيام دولة فلسطينية و"حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وتحث مشروعات قرارات القمة التي أقرها الملوك والرؤساء العرب "حكومة اسرائيل والاسرائيليين جميعا الى قبول مبادرة السلام العربية واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة والجدية على كافة المستويات."

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان القرارات ستشمل دعوة لحل جميع الميليشيات في العراق وتعديل الدستور وبحث مظالم السنة الذين ابعدوا عن السلطة بعد سقوط صدام حسين والاطاحة بالبعثيين الموالين له في عام 2003.

وسيقدم الرئيس العراقي جلال الطالباني تعهدا باعطاء مزيد من السلطة الى السنة العراقيين لكنه سيدعو ايضا الدول العربية لمساعدته في القضاء علىالتمرد السني في العراق.

ووفقا لنص الكلمة التي وزعت على الصحفيين والتي تعترف بالحاجة لانهاء حالة الطائفية في اشارة فيما يبدو الى الشيعة قال الطالباني انه يرى ضرورة توسيع العملية السياسية.

وقال ان لجنة اجتثاث البعث يمكن استبدالها بعملية عادلة وخاضعة للمساءلة وهو مطلب رئيسي للسنة.

لكنه في المقابل قال ان هناك حاجة لجميع اشكال التأييد من الدول العربية سواء في مجالات الامن أو السياسة أو الاقتصاد من خلال انهاء الديون التي تراكمت في عهد النظام السابق.

ويتهم العراق سوريا والسعودية بالسماح لمتشددين سنة بالتسلل عبر الحدود للانضمام الى تنظيم القاعدة في العراق الذي يشن حملة منذ اربع سنوات ضد الشيعة والقوات الامريكية.

وعبرت الدول العربية السنية عن شكوكها ازاء الحكومة التي يتزعمها الشيعة في العراق واتهموها باثارة العنف من خلال التمييز ضد السنة ومساعدة ايران الشيعية في تأكيد نفوذها المتنامي.

ودعت الرياض الدول السنية الى التغلب على الانقسامات قائلة ان اقامة جبهة موحدة سيساعد في اقناع اسرائيل ببحث المظالم الفلسطينية.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في كلمته للقادة العرب "ان مبادرة السلام العربية واحدة من دعائم عملية السلام.. هذه المبادرة توجه اشارة الى ان العرب جادون بشأن تحقيق السلام."

واعترضت اسرائيل على عناصر رئيسية في الخطة العربية بما في ذلك اقتراح العودة الى حدود 1967 وضم القدس الشرقية الى دولة فلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي تقع في اسرائيل الان.

كما دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترأس الحكومة الفلسطينية الزعماء العرب الى عدم تقديم تنازلات بشأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي فقدوها في الاضطرابات التي اقترنت بقيام اسرائيل قبل 60 عاما.

وحث رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الزعماء العرب على عدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم.

وقال للصحفيين في وقت لاحق ان ما سمعه من القادة العرب بشأن هذه المسألة مطمئن. واضاف "انها قضية مقدسة".

ويدعو مشروع قرار الى "حل عادل" لقضية اللاجئين لكنه يتجنب أي ذكر لعبارة "حق العودة".

وقال العاهل السعودي الملك عبد الله في افتتاح القمة "أصبح من الضروري انهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة لكي تتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والاكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."

من جهة اخرى نفى البيت الأبيض أن تكون الولايات المتحدة تحتل العراق وذلك ردا على خطاب للعاهل السعودي أمام الزعماء العرب في الرياض.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الولايات المتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين وبتكليف من الأمم المتحدة ومن الخطأ افتراض العكس".

بدوره كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كايسي، أن الولايات المتحدة ستغادر العراق ما أن "يصبح العراقيون قادرين على ضمان أمنهم بأنفسهم".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي أنه "ليس ثمة شك في أذهاننا بأن قواتنا هناك موجودة بشكل قانوني وشرعي بكل ما تعنيانه هاتان الكلمتان".

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد وجه خلال القمة العربية في الرياض انتقادات شديدة إلى الولايات المتحدة واصفا وجودها العسكري في العراق بأنه "احتلال أجنبي غير مشروع".

وقال في كلمة أمام القادة العرب: "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الأخوة في ظل احتلال أجنبي غير مشروع".

وأكد كايسي أن هذه التصريحات لن تؤثر في العلاقات الأمريكية السعودية.

وقال المسؤول الأمريكي إنه "واثق بان الفرصة ستسنح لمناقشة الموضوع مع المسؤولين السعوديين ولكني لا أرى ان ما نشر سيبدل في شكل أساسي علاقاتنا الجيدة والمستقرة مع المملكة السعودية".

ويقول مراقبون ان الملك عبد الله يسعى الى إظهار مقدار الاستقلالية التي تتمتع بها الرياض عن حليفتها واشنطن.

من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوكالة رويترز إن قرارات القمة العربية ستتضمن دعوة من حكومة العراق لحل جميع الميليشيات ولإعادة النظر في الدستور.

وعبر زعماء دوليون ومسلمون في كلمات ألقوها أمام القمة العربية التي تعقد في الرياض على مدى يومين عن تأييدهم لمبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 كما أيدوا دعوة العاهل السعودي للعرب الى توحيد صفوفهم لإنهاء العنف الطائفي الذي يدفع بالعراق نحو حرب أهلية.

وقال العاهل السعودي في افتتاح القمة إنه "أصبح من الضروري إنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة لكي تتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والإكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."

وتوسطت السعودية الشهر الماضي في التوصل إلى اتفاق حكومة الوحدة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أمل أن ينهي المجتمع الدولي الحصار الاقتصادي الخانق للفلسطينيين الذي فرض بعد أن تولت حماس السلطة قبل أكثر من عام.

ودعت إسرائيل والولايات المتحدة الدول لقطع الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية بسبب رفض حماس التي تقود الحكومة الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام القائمة.

وتأمل الدول العربية ان تؤدي زيادة الدعم الدولي للمبادرة العربية السلام التي طرحها الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002، عندما كان وليا للعهد، هذه المرة إلى إحياء عملية السلام المجمدة بين العرب وإسرائيل.

ورفضت اسرائيل عناصر رئيسية في الخطة بما في ذلك العودة المقترحة لحدود عام 1967 وضم القدس الشرقية للدولة الفلسطينية المقترحة وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وتتفادى مسودة البيان الختامي القمة العربية أية إشارة لتعبير "حق العودة" للاجئين.

لكن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حث الزعماء العرب على عدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم.

وقال للصحفيين في وقت لاحق ان ما سمعه من القادة العرب بشأن هذه المسألة مطمئن، مضيفا "انها قضية مقدسة".

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 30 آذار/2007 -10/ربيع الاول/1428