هل الاشجار تبكي؟

شجرة تبكي دماً على مصاب  الامام أبي عبد الله الحسين(ع)

 تحقيق وصور: علياء الكناني

 كثيرة هي القصص التي يتداولها الناس فيما بينهم بعضها حقيقية والبعض الاخر يدخل فيها الخيال والمغزى من جميع ذلك هي العبرة لاولي الالباب والاتعاظ مما حل بالاسلاف .

فالله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم الكثير من القصص التي كانت تتكلم عن حياة من سبقنا من العصور الماضية والمندثرة والتي لايعلم بما حدث بهم الا هو جل وعلا.

فتارة يكون الانسان هو محور القصة وتارة الحيوان وتارة النبات ولعله يشير الى حقيقة خلقية أشرك كل من الانسان والحيوان والنبات وهي أنهم جميعاً كائنات حية تأكل وتتنفس وتنمو وتتكاثر وتمرض وتتعافى وتحس وتشعر وجعل لكل ٍتسبيحه الذي لايفقهه الا هو سبحانه وتعالى.

ولكن فضل بني البشر بالعقل وجعلهم يعبرون عما يجول بداخلهم بالنطق والتكلم . لكن يا ترى يمكن كيف يكون  تعبير الحيوان والنبات عند أحساسهم بشئ ما؟!

قصتنا هي قصة حقيقية واقعية تدل على نطق شجرة أبت أن تصمت أمام الظلم والجور والعدوان. شجرة باكية دماً على ما حدث بسيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (ع) في يوم عاشوراء! إنها تنزف دماً يسيل على جذعها ويقطر منها وكأنهاأمراة باكية على عزيز فقدته أو مظلوم تريد أن تنتصرله او تحكي عن مظلوميته.

القصة بدأت من محلة قديمة في وسط مدينة كربلاء المقدسة حيث كان في أحد البيوت القديمة شجرة سدر تنزف دماً في يوم عاشوراه الحسين(ع) . وأصل هذه الشجرة كما قيل أنها شجرة سدر كانت مزروعة بجانب قبر سيد الشهداء(ع) وبعد أن هٌدم القبر من الظالمين أٌقتلعت الشجرة من جذورها . ولكن من الذي زرعها؟! الله اعلم فبعضهم يقول أن قدرة الخالق شاءت أن تنبت هذه الشجرة للدلالة على قبر الحسين(ع) بعد أن حاول الظالمون طمس آثاره ومحوه من الوجود نهائيا.

وعندما هدم الظالمون قبره(ع) اقتلعوا الشجرة لكن لم ينقطع نسلها ففي أحد البيوت القديمة المجاورة للضريح الشريف نبتت شجرة اخرى وتحمل نفس الصفة الوراثية وتنزف دماً كما كانت أمها!

وعلى الاشهر أن الشجرة البنت ايضا اقتلعت فالذي شاهدناه هي الشجرة الحفيدة التي بدأنا بالتحري والسؤال عن من قام بزراعتها؟

ذهبنا الى البيت الذي الذي تتواجد فيه شجرة السدر وعندما وصلنا الى الدار وكانت ابصارنا تحيط بالبيت من كل جانب وحوط فلم يتبين لنا أي شجرة ولايدل على وجود شجرة بداخله! فبدأنا نتسائل اين الشجرة؟ يمكن قد نكون في المكان الخطأ؟ وما ان طرقنا الباب حتى فتحت لنا صاحبة المنزل الباب وبعد السلام سألناها: هل انتم اصحاب شجرة السدر الباكية؟

اجابت بأبتسامة وكأنها معتادة على هذا السؤال: نعم، وبعد الترحيب دخلنا البيت وما ان وصلنا الى وسطه واذا بالشجرة شامخة عالية على احد جوانب البيت. فبادرنا بسؤال صاحبة المنزل:

ممكن أن تعرفينا على تاريخ هذه الشجرة؟

هي شجرة سدر عمرها تقريباً 130 ـ 150 سنة، قام بزراعتها جدهم بعد أن اخذ نواها من شجرة كانت مزروعة في احد البيوت لمحلة قريبة منا . اما الام فكانت مزروعة بجانب قبر الحسين(ع) وما ان كبرت حتى بدأت تسيل دماً في ايام معينة من السنة كيوم وفاة الرسول(ص) او اهل بيته(ع) او عندما تمر ايام عصيبة على الشيعة من قبل الظلمة والطواغيت.

مانوع هذا السائل هل هو دم حقيقي؟

هو دم ولكنه ليس لانسان او لحيوان! طعمه مر المذاق ولونه بني غامق كلون القهوة وذا رائحة زكية عطرة فواحة.

من أين يسيل الدم؟

يسيل من شق بداخلها وكأنه جرح ومن مكانين او من جرحين ويسيل على جذعها وينزل ويقطر الى الارض.

هل هي شجرة من نبات عجيب ام شجرة سدر عادية؟

هي شجرة سدر عادية وثمرها واوراقها ايضا لكن بعض الزوار في زمن جد الاولاد كانوا يأخذون من اوراقها وعند وضعها في اشعة الشمس يلاحظون كتابة عليها كأن يكون اسم الجلالة او اسم الرسول محمد(ص) او ظهور خطوط عليها بشكل لايشبه الخطوط العادية للاوراق. اما الان فلم يحدث ان شاهد احد كتابة من هذا القبيل على الاوراق.

في زمن النظام البائد هل حصل وان تعرضتم الى مضايقات وخاصة ان ازلامه يندسون في اي تجمع للزوار ويحاولون معرفة ما يحصل؟

كانوا يراقبون البيت ويسألون عن سبب تجمع الناس في بيتنا واحدهم رفع تقرير عنا للامن العامة ولكن عندما سألوا الجيران نفوا ذلك وكذّبوا ما تناقلوه الناس.

هل حاول احدهم قطعها؟

لا لم يأت أحد ويدخل للبيت لان البيت من الخارج لايدل على وجود شجرة بداخله لانها مزروعة في وسط البيت والبناء يحيطها من كل جانب.

هل اخذ منكم احد شئ من نوى هذه الشجرة وقام بزراعتها؟

 لا اعرف ولكن لم يسبق وإن ذكر أحدهم أنه زرع من نواها ونبتت له شجرة مماثلة ما عدا تلك التي ظهرت بجانب منزلنا في قطعة فارغة حيث كان الناس يرمون بالنوى فيها بعد أن يأكلوا النبق(ثمر هذه الشجرة) وعندما نبتت وكبرت بدأت بأخراج الدم من جذعها ايضا من شق فيه.

هل لها كرامات اومثلما نقول تعطي مراد السائلين؟ وهل زوارها من اهالي كربلاء فقط؟

نعم، الذي له عقيدة بأهل البيت (ع) فالكثير من النساء يأتين لاخذ بعض القطرات من هذا الدم للمرضى وأخذ  الشفاء منها بمسحه على الجسم او الجزء المصاب. أو يأخذون الورق وييبسوه ويطحنوه ويغسلوا به الجسم ايضا لشفاء الامراض. وكذلك ينذرون لها وتعطيهم بقدرة الله تعالى.

اما زائريها ليس فقط من الكربلائيين ، لا من جميع المحافظات ومن كافة الدول من ايران وبعض دول الخليج وحتى من اوروبا.

ماذا تعرفين ايضا عن هذه الشجرة؟

الحقيقة هي واحدة من عائلتنا وهي تتأثر كثيرا ًبنفسية المقابل كأنها انسان ذا مشاعر واحاسيس فأذا كان المقابل يأخذ هذا المنظر من باب الاستهزاء والضحك والتعليق الساخر على ذلك ينقطع نزفهاولمدة شهر او شهرين او اكثر.

ونحن نعتز بها كثيراً ونعتبرها مصدر بركة في البيت ونحاول المحافظة عليها ومداراتها قدر الامكان وحتى عندما قمنا بترميم البيت لم نقتلعهاعلى العكس وضعناها في احد جوانب البيت وفي ساحته.

وصفة النزيف فيها صفة وراثية عن امها عن جدتها التي كانت بجانب قبر الحسين(ع) .

شجرة تبكي على تلك الفاجعة الكبيرة والمصاب الجلل الذي حدث بالحسين(ع) واهل بيته واصحابه(ع) لانها شربت من ذلك الدم الطاهر الذي اُريق على أرض كربلاء ظلما وبهتانا وعدوانا. وظلت دليلا على قبره الشريف وتأبى أن تنسى أو تنسينا ما فعلوه بالحسين(ع) . لتكون شاهدا للتاريخ ما مر على اسلافنا من أحداث بعضها غير مجرى التاريخ وبعضها كان سر الخلود.

فمهما حاول الطواغيت من محاولة لتشويه وطمس واندثار لثورة الحسين(ع) والتشكيك بها بكل الاساليب اذا تأثر بها البشر فلا يمكن للشجر ان يتأثر.

المصدر: موقع بشرى

http://bshra.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 29 آذار/2007 -9/ربيع الاول/1428