
شبكة النبأ: فيما يرسم الصقور في
الادارة الامريكية طريق التحدي بجميع اشكاله للطموح الايراني تشهد
تداعيات الخلاف بين ايران والغرب مشهدا دراماتيكيا جديدا يضاف الى
الاتجاه السيئ في منحى الملف النووي وتشديد العقوبات الدولية بالاجماع
على طهران، وهذا المشهد يتمثل في دخول بريطانيا قلب النزاع على خلفية
احتجاز الجمهورية الاسلامية لخمسة عشر جنديا بريطانيا تقول انهم دخلوا
المياه الاقليمية الايرانية خلسة. فيما تقول القوات البريطانية
والسلطات العراقية ان البحارة كانوا في مياه عراقية.
ويعترف أحد رموز المحافظين الجدد، سفير الولايات المتحدة السابق في
الأمم المتحدة، جون بولتون، في تقرير نقلته صحيفة الوطن ان دعم
الولايات المتحدة للعدوان الاسرائيلي على لبنان كان يهدف الى تغيير
الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة. ويعتبر صديق اسرائيل الشجاع كما تصفه
صحيفة يديعوت أحرونوت أن العدوان الاسرائيلي على لبنان لم يحقق أهدافه.
وأن الأوضاع عادت الى سابق عهدها، الى ما قبل يوليو 2006.
وشدد بولتون على ضرورة قلب النظام في ايران ومؤكدا على ضرورة العمل
على ممارسة ضغوط اقتصادية ودبلوماسية عليها. ومستبعدا بولتون أن تقوم
الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لايران ولكنه ألمح الى تشجيع
اسرائيل على توجيه ضربة من هذا النوع. وبرأي بولتون فان ليبيا تنازلت
عن برنامجها النووي لأنها رأت ما حل بصدام حسين.
وقال بولتون لـ صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على موقعها
الالكتروني، أن الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على لبنان لم تحقق
أهدافها،مضيفا: عدنا الى ما حاولنا الامتناع عن العودة اليه ـ وقف
اطلاق نار آخر في الشرق الأوسط.
وقال بولتون أنه لم يتم استبعاد تهديد حزب اللهـ وبمفاهيم كثيرة بقي
كما كان. واضاف ربما حزب الله غير منتشر في جنوب لبنان، ولكنه يشكل
تهديدا أكبر على حكومة السنيورة ويبقى يشكل تهديدا على اسرائيل. و
أعتقد أننا سنعود الى النقطة التي كنا فيها في يوليوالسنة الماضية.
وعن الجهود الأمريكية لاحباط البرنامج النووي الايراني قال بولتون:
أهدرنا كثيرا من الوقت على دبلوماسية الثلاثية الأوروبية، جاء الوقت
لزيادة الضغط على ايران بشكل دراماتيكي. وأضاف يتعين علينا زيادة الضغط
الاقتصادي أكثر مما يجري الآن في الأمم المتحدة. يجب زيادة الجهود لمنع
ايران من الوصول الى معدات تكنولوجية.
ولخص السطر الأخير هو أنه يجب اسقاط النظام في ايران. فهم يطمحون
للحصول على سلاح نووي منذ 20 عاما. لدينا أمثلة من التاريخ: حينما
يتغير النظام الذي يطمح للحصول على سلاح نووي، النظام الذي يأتي بعده
يتنازل عنه. هذا ما حصل في جنوب أفريقيا وفي أوركرانيا، وفي كزخستان
وبيلاروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. ليبيا أيضا تنازلت عن سلاحها
النووي بعد أن رأت ماذا فعلنا بصدام حسين.
وفي سياق متصل نقلت رويترز عن وكالة انباء ايرانية ان الحرس الثوري
الايراني حذر الولايات المتحدة من شن أي هجوم على الجمهورية الاسلامية
بعد يومين من تشديد الامم المتحدة العقوبات المفروضة على ايران.
وتصاعد التوتر الدولي بشأن برنامج ايران النووي في السنوات الاخيرة
مما ادى لارتفاع اسعار النفط والذهب. ويشتبه الغرب في ان ايران تسعى
لصنع قنابل ذرية وهو اتهام تنفيه ايران.
وقالت ايران انها ستحد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وتعهدت بعدم وقف خططها النووية "ولو لثانية واحدة" بعد ان وافق مجلس
الامن الدولي على فرض عقوبات مالية وعسكرية جديدة ضد ايران.
وقالت الولايات المتحدة التي تتزعم الجهود الرامية لعزل ايران بسبب
طموحاتها النووية انها تفضل الحل الدبلوماسي للأزمة لكنها لم تستبعد
الخيار العسكري.
ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية عن مرتضى سفاري قائد القوات
البحرية للحرس الثوري الايراني قوله "اذا بدأت امريكا حربا ضد ايران
فلن تكون من سينهيها."
وتابع في تصريحات بمدينة شوش بجنوب غرب البلاد "لن يسمح شعبنا بدخول
جندي امريكي واحد الى بلادنا."
والحرس الثوري الايراني هو جناح ايديولوجي للقوات المسلحة الايرانية
وله هيكل قيادة مستقل عن الجيش النظامي.
وكانت وحدات بحرية تابعة للحرس الثوري قد احتجزت يوم الجمعة الماضي
15 فردا من البحرية البريطانية مما اثار ازمة دبلوماسية.
وقالت ايران انها تفكر في توجيه اتهامات للبحارة وقوات مشاة البحرية
الذين قبض عليهم في ممر شط العرب المائي الذي يحد المضيق الجنوبي
لحدودها مع العراق بدخول المياه الايرانية. وتقول بريطانيا انه قبض
عليهم داخل منطقة عراقية.
وقال دبلوماسي بريطاني في طهران ان بريطانيا طلبت عقد اجتماع اخر
بين سفيرها جيفري ادامز ومسؤولي وزراة الخارجية للمطالبة بإطلاق سراح
المجموعة اضافة الى اتاحة الالتقاء بهم.
وقال الدبلوماسي "نأمل في مزيد من الاتصالات معهم (المسؤولين
الايرانيين).
وبعد يوم من احتجاز البحارة البريطانيين وافق مجلس الامن الدولي على
تشديد العقوبات ضد طهران لرفضها تعليق برنامجها النووي لكن القوى
الكبرى عرضت اجراء محادثات جديدة وجددت عرضا يتضمن حزمة من الحوافز
الاقتصادية والتكنولوجية.
ويتجاوز القرار المجال النووي بحظر صادرات الاسلحة الايرانية وتجميد
اصول مالية في الخارج تخص 28 فردا وكيانا بينها بنك سبه المملوك للدولة
وقادة من الحرس الثوري.
وتظل العقوبات سارية لحين وقف ايران تخصيب اليورانيوم واعادة معالجة
الوقود النووي المستنفد الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة او توليد
الطاقة.
وامام ايران 60 يوما للانصياع للقرار والا واجهت عقوبات جديدة
محتملة.
وفي سياق متصل ذكر تقرير صحافي روسي ان الادارة الأمريكية ستشن
عملية عسكرية أطلق عليها اسم "اللسعة" على ايران في الساعة الرابعة من
فجر السادس من إبريل/نيسان المقبل، تقوم فيها بضرب نحو 20 منشأة نووية،
ما قد يؤدي إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني مدة لا تقل عن 5 أو 7
سنوات.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن التقرير الذي نشرته
صحيفة"ارغومينتي نيديلي" ان هناك معلومات "تفيد أن الولايات المتحدة
الأمريكية ستشن عملية عسكرية أطلق عليها اسم "اللسعة" على إيران في
الساعة الرابعة من فجر السادس من إبريل وتستمر حتى الساعة الرابعة بعد
الظهر"، وقالت إن تلك العملية تتضمن "ضرب حوالى 20 منشأة خاصة بالشطر
الخفي من البرنامج النووي الإيراني بالصواريخ التي ستطلقها الطائرات
والغواصات (ولن تتعرض محطة بوشهر النووية التي تشيدها روسيا للهجوم)".
وذكر التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يفترضون أن تعطل هذه العملية
البرنامج النووي الإيراني لمدة لا تقل عن خمس أو سبع سنوات.
أما بالنسبة للرد الإيراني المحتمل فإن "الإيرانيين يلمحون في
الأحاديث الخاصة إلى أنهم استعدوا للقيام برد ثأري يستهدف الولايات
المتحدة كتفجير الجسور في جزيرة مانهاتن في نيويورك".
من جانبها أفادت صحيفة سكوتلند أون صندي الصادرة امس الأحد بأن رئيس
الوزراء البريطاني طوني بلير يخطط لرفع الرهان حول محنة البحارة
البريطانيين من خلال تنشيط فريق ادارة الأزمات في حكومته للتعامل مع
هذا الخلاف المتصاعد.
وقالت ان بلير أمر كبار المسؤولين في ادارته بالاستعداد لعقد اجتماع
عاجل للجنة الطوارئ المعروفة باسم (كوبرا).
واعتبرت الصحيفة هذا التحرك مؤشراً على القلق المتزايد لدى الحكومة
البريطانية بشأن سلامة جنود سلاح بحريتها الملكية الخمسة عشر الذين
احتجزتهم ايران في مياه شط العرب يوم الجمعة الماضي.
واضافت ان الاوامر صدرت الى وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت ووزير
الدفاع دز براون ومسؤولين بارزين آخرين لعقد جلسة طارئة حول البحارة
البريطانيين في غرفة العمليات.
من جهتها أفادت صحيفة صندي تايمز بأن ايران يمكن أن توجه تهم التجسس
ضد الجنود البريطانيين.
وقال بلير خلال مؤتمر صحافي على هامش الاحتفال بالذكرى الخمسين
لمعاهدة روما "كلما لقيت المسألة تسوية سريعة كلما كان الامر اسهل
للجميع لكن ما حصل غير مبرر وغير جائز اطلاقا".
واضاف "آمل ان تدرك الحكومة الايرانية الى اي مدى هذه القضية اساسية
بالنسبة الينا". واكد بلير ان عناصر البحرية الثمانية وعناصر قوات
المارينز الملكية السبعة "كانوا في المياه العراقية ولم يدخلوا المياه
الاقليمية الايرانية".
ولم تخف لندن قلقها بعد 48 ساعة على اعتقال ايران عناصر بحريتها و24
ساعة على تبني مجلس الامن قرارا يشدد العقوبات المفروضة على الجمهورية
الاسلامية.
ورفض سكرتير الدولة البريطاني للخارجية وشؤون الكومنولث اللورد
ديفيد تريسمان الربط بين اعتقال عناصر البحرية البريطانية وصدور قرار
مجلس الامن حيث لبريطانيا مقعد دائم. وقال انه تلقى "تاكيدا" بان
العناصر لم يعتقلوا لاسباب سياسية. واضاف "اننا نعتبر ان هذين الامرين
غير مترابطين".
واعتقل الجنود الجمعة مع سفينتيهم في المياه الاقليمية العراقية
بحسب لندن بعد ان انهوا مهمة تفتيش روتينية لسفينة تجارية يشتبه بانها
كانت تقوم بعمليات تهريب. |