بعد جيلين ستوجد طبقة لا تنتمي لمصر

 حذر محمود حافظ رئيس مجمع الغة العربية بالقاهرة من استمرار ما اعتبره عدوانا على اللغة العربية مشيرا الى أنه بعد جيل أو جيلين ستنشأ في مصر طبقة اجتماعية لا تنتمي الى مصر ولا الى اللغة العربية بل تنتمي الى لغات أجنبية والى بلدان تلك اللغات. حسب رويترز.

وقال حافظ مساء يوم السبت في افتتاح ندوة (العربية في عصر العولمة) ان في مصر "250 مدرسة أجنبية تعلم علومها في غيبة اللغة العربية تماما" اضافة الى جامعات أجنبية قائمة وأخرى يجري تأسيسها مشيرا الى أنه ليس ضد تعلم اللغات الاجنبية بل يرى أنها ضرورة للتقدم.

وأضاف في المؤتمر الذي يعقد بالمجلس الاعلى للثقافة أن التعليم باللغات الاجنبية في مصر منذ مرحلة رياض الاطفال مرورا بالمرحلة الابتدائية "ناهيك عن مدارس اللغات" سيؤدي بعد جيل أو جيلين الى وجود "طبقة مختلفة تمام الاختلاف في انتمائها الى هذه اللغات وانتمائها الى بلاد هذه اللغات."

ويشارك في الندوة التي اختتمت جلساتها مساء يوم الاحد لغويون عرب وأجانب منهم الروماني نيقولا دوبرشان والمغربي محمد بن شريفة والمصريون كمال بشر ومحمد يونس الحملاوي والشاعر فاروق شوشة الامين العام لمجمع اللغة العربية.

وتعقد الندوة بعد أيام من ندوة أخرى أقيمت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بمناسبة احتفال مجمع اللغة العربية في مصر بمرور 75 عاما على انشائه.

ونفى حافظ أن تكون اللغة العربية عاجزة عن استيعاب العلوم الحديثة مشددا على أن العيب لا يكمن في اللغة التي "كانت لغة العلم الاولى في العالم أجمع لعدة قرون من القرن التاسع الميلادي حتى القرن الثالث عشر وسبقت في عالميتها كل اللغات الاوروبية."

وقال ان "مؤامرات" تحاك منذ سنوات للنيل من اللغة العربية "وكان من نتائجها ما نشهده يوم على الساحة من اعتداءات صارخة ومن هجمة شرسة للنيل منها من أعدائها المتربصين ومن قوى العولمة الغاشمة... لا بد من وقفة أمام هذا العدوان."

وطالب بعقد مؤتمر "عربي عالمي عن اللغة" تشارك فيه هيئات ومؤسسات تهدف الى تصحيح مسار اللغة العربية.

وفي افتتاح الندوة قال أحمد درويش مقرر لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة إن مستقبل اللغة العربية لا يختص به علماء النحو والبلاغة وحدهم بل وزراء الاقتصاد ومسؤولو الجمارك وكافة المسؤولين العرب لإعادة الحيوية إلى اللغة باعتبارها "منهج حياة".

لكن درويش لم يقترح برامج لتحويل هذه الآمال إلى واقع ومنها على سبيل المثال قضية تعليم العلوم الطبيعية بالعربية في الجامعات.

وقال إن هموم اللغة العربية "جرح غائر" مشددا على أن إنقاذ اللغة هو إنقاذ للتاريخ والحاضر والمستقبل وأن الذين "يحاولون الانتقاص من اللغة العربية يحققون هدفا بعيدا يتجاوز اللغة إلى الأفراد ويتجاوز مجرد لعبة الكلمات إلى المصائر."

ودعا إلى استعادة الروح التي جعلت المصريين في بدايات القرن العشرين يقاومون سلطات الاحتلال البريطاني التي أدت إلى "إحلال التعليم الأجنبي محل العربي" بوسائل وجهود عملية منها إنشاء الجامعة الأهلية عام 1908.

وقال "مهمتنا المحافظة على صلابة الأمة من خلال صلابة لغتها."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 27 آذار/2007 -7/ربيع الاول/1428