"الزهايمر" و"الشلل الرعاش" يفتك بملايين الامريكيين

 شبكة النبأ: تشير تقارير واحصاءات طبية الى ان عدد المصابين بمرض الزهايمر بامريكا في تصاعد مستمر حتى وصل الى اكثر من خمسة ملايين اصابة وسط توقعات بعدم اكتشاف علاج ناجع للمرض في الوقت الحاضر.

وكشف تقرير حديث أن نسبة الإصابة بمرض ألزهايمر، او"خرف الشيخوخة"، ارتفع بواقع 10 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية ليصل عدد الأمريكيين المصابين به إلى أكثر من 5 ملايين شخص. حسب الـ CNN.

ويوضح التقرير أن واحدا من بين ثمانية أشخاص، في سن الـ65 وما فوق، يعاني من ألزهايمر وترتفع الإصابة إلى واحد من كل أثنين بين الذين تجاوزوا سن الخامسة والثمانين.

وما لم يجد العلماء علاجاً شاف للمرض الذي يهاجم مخ المصاب، فمن المتوقع أن يصل عدد ضحاياه إلى نحو 7.7 ملايين شخص بحلول 2030، وترتفع إلى 16 مليون عام 2050، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وبرر نائب رئيس جمعية مرض ألزهايمر، ستيف ماكونيل، التصاعد قائلاً "لأننا نحارب أمراض القلب والسرطان والأمراض الأخرى، مع الأسف نحافظ على حياة أولئك طويلاً ليباغتهم مرض ألزهايمر."

ويحوي التقرير كشفاً مدهشاً وهو إصابة ما بين 200 ألف إلى نصف مليون شخص، تحت سن الخامسة والستين، بأعراض مبكرة لألزهايمر أو أحدى أشكال مرض العته (الخبل).

ويشار ان التقرير، الذي استند على احصائية فيدرالية وليس بحث علمي جديد حول المرض، هو أول احصائية عن عدد المصابين بالمرض منذ عام 2002 حيث قُدر إجمالي المصابين، حينئذ، بـ4.5 ملايين أمريكي.

ويأتي إصدار التقرير في الوقت الذي يدرس فيه الكونغرس الأمريكي تمويل الأبحاث العلمية عن ألزهايمر وعدداً من الأمراض الأخرى.

ويشار ان ألزهايمر هو مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية او قد يصاب بالهلوسة او بحالات من الجنون المؤقت.

ويعتبر مرض خرف الشيخوخة، والذي قضى على الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، من اكثر الأمراض شيوعاً.

ولا يوجد حتى اللحظة علاج ناجع، فيما تدخل الاختبارات الإكلينيكية "السريرية" مراحلها الأخيرة لتسعة عقاقير طبية، يعمل بعضها على إبطاء استفحال المرض.

وفي سياق متصل قال المركز القومي لإحصاءات الصحة الأميركي إن مرض الزهايمر "خرف الشيخوخة" هو الأعلى من بين عشرة عوامل أكثر تسببا للوفاة بالولايات المتحدة.

وأوضح المركز أن مرض الزهايمر تقدم إلى المركز السابع من الثامن بين الأسباب الرئيسة للوفيات في العام 2004 متجاوزا الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.

وأشار إلى أن متوسط أعمار الأميركيين في العام 2004 بلغ 77.9 سنة هو الأعلى في تاريخ البلاد على الإطلاق، ويشير متوسط أعمار النساء إلى 80.4 سنة بينما متوسط أعمار الرجال هو 75.2 سنة.

ويلاحظ ضيق الفجوة الخاصة بمتوسط العمر المتوقع بين الجنسين، حيث تعتبر الفجوة التي قدرها 5.2 سنوات عام 2004 هي الأقل منذ العام 1946. ويرجع ذلك إلى حدوث تراجع بنسبة 7.3% في معدل الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا والالتهاب الرئوي وزيادة قدرها 1.4% في معدل الوفيات الناجمة عن مرض الزهايمر.

وقال المركز القومي لإحصاءات الصحة وهو جزء من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية إن 2.39 مليون أميركي توفوا عام 2004 حيث هبط معدل الوفيات إلى مستوى قياسي منخفض، وهو 801 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، من 833 حالة لكل 100 ألف عام 2003 وبذلك قل إجمالي عدد المتوفين الأميركيين بـ50 ألفا بين العامين 2003 و2004.

اما بالنسبة لمرض "الشلل الرعاش"، أفاد تقرير نقلته رويترز عن دراسة نشرت في عدد  دورية نيو إنجلاند الطبية بأن استخدام النبضات الكهربائية لتحفيز منطقتين في المخ تتحكمان في الحركة يخفف من أعراض مرض "الشلل الرعاش" بشكل أكثر فعالية من العلاج بالعقاقير وحدها.

ويعاني حوالي مليون شخص في أمريكا من هذا المرض وهو خلل في الحركة يجعل أطراف الإنسان متصلبة وقد يسبب ارتعاشات للجسد. وتسهم العقاقير في منع ظهور أعراض المرض لكن ليس بشكل كامل ولا على المدى البعيد دائما.

وكتب فريق الدراسة الذي قاده جونتر دوشل من جامعة كريستيان البرشت في كيل بألمانيا  "في مرضى اختيروا بعناية كان تحفيز عصب نواة تحت السرير البصري (تحت المهاد) علاجا فعالا في تخفيف حدة مرض الشلل الرعاش في المراحل المتقدمة."

وأظهرت دراسات سابقة ان استخدام أقطاب كهربائية مزروعة لإحداث تحفيز كهربائي عالي التردد للمخ قد يحسن الأعراض. لكن أسئلة أثيرت حول ما إذا كانت هذه التقنية تعمل أفضل من العقاقير أو ما إذا كانت الجراحة التي تجري خلالها زراعة الأقطاب الكهربائية تستحق المخاطرة.

وتوفي أحد المرضى ضمن عينة الدراسة من مضاعفات الجراحة التي تكلف ما بين 50 ألفاً إلى 60 ألف دولار. وأجريت الدراسة على 156 متطوعا من عشرة مراكز طبية في ألمانيا والنمسا. وبعد علاج استمر ستة أشهر حدث تحسن في أعراض المرض بنسبة 25% للمرضى الذين تلقوا تحفيزا كهربائيا وعلاجا بالعقاقير. أما الثمانية والسبعون مريضا الذين تلقوا علاجا بالعقاقير فقط فلم يطرأ عليهم أي تحسن.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 25 آذار/2007 -5/ربيع الاول/1428