فضاء متوهج

إبراهيم سبتي

 في أتون المهاوي، تنزلق فكرة الوأد وتنداح عنا أي منا يريد الموت أولا..

 هنا نكون قد عرفنا لعبة القفز على ضحكات بدت تقلقنا..

 ضحكات لم تعرف معنى السكون وتقليب المواجع..

 أنها تحاول سرقة ما تبقى أو ما سيتبقى لاحقا رغم أننا لا نجد من يكفل مواقيت الموت الطاريء..

أي لعبة هذه.. أن يموت الفضاء الأخرس دون حراك؟

من أين ينبلج فجر الأمنيات أذن؟

حام الطير دامعا من الذي حدث..

 انه ينظر بدهشة المفجوع نحو الأسمال المعلقة على  الجدران وسطوح الرعب..

أي فجاجة أن نرى الفناء واجمين لا نتلمس خطى الخلاص ؟

أي منا سيسير نحو مفردة الأمنيات  البعيدة، إنها بعيدة حد اليأس المتعنت.

 الطير يهرب من الأتون، ثمة أطفال يلعبون بتراكيب الكلام متسمرون في مربع قريب. ما الذي يحدث لهم وهم بداوا يتهامسون متعانقين؟

ثمة أمر..

 الطير اختفى والأسمال المعلقة تحركها ريح خجولة والسطوح تنأى جراء عصف الكلام وموت ينتشر!

في هذيان النائمين أسفل فرش الأسئلة البعيدة، لا يجدون من يبتاع لهم علبة الأمنيات العصية على الأخيلة..

يظنون أنهم في منأى كالطير الذي ظل واقفا ينظر من أعالي الثقوب المتوهجة بزهر السواد..

هذا معتوه يذوي حرقة وهو يحاول لمس ما تبقى من رماد، هو المسحور بدم الفرائس السهلة والعذوق المتربعة فوق نخيل باك متسائل عن ما يدور..

هل في الأمر حيلة ما؟

هل يعني تواتر الدموع فوق سواتر اللهب إن الموت مخاتل لنا؟

أو هو انزياح للحلم المسكون برغبة التلقي؟

إذا كل ما تبقى أيها الليل، ملاذ الآمنين خلف اسيجة الرمل الذاهبة مع ريح تنشر رماد الأجساد الذائبة على تراب المدن.

انه سياق القرائن الماشية  فوق سراب مرتعش تبحث عن أساور الأذرع المعفرة بتراب السكون المدمى.. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 23 آذار/2007 -3/ربيع الاول/1428