
شبكة النبأ: تتواصل الجهود على مختلف
الاصعدة لاظهار ايران بمظهر القوة الغاشمة او كما ترى امريكا بمصدر
للشر ويتمثل ذلك في اخر محاولة للاساءة الى الحضارة الايرانية القديمة
عبر انتاج فيلم غربي يتناول انكسار الاف من الجنود الفرس مقابل 300
جندي يوناني كانوا يدافعون عن مدينتهم في معركة دامية، وينظر الى
الفيلم في ايران على انه جزء من جهود أكبر لتقويض الجمهورية الاسلامية
التي دخلت في مواجهة مع الغرب بشأن برنامجها النووي.
وأثار الفيلم الأمريكي الجديد "300" ردود فعل غاضبة بين العديد من
أبناء الجالية الإيرانية في كل من أمريكا وكندا، بسبب قصة الفيلم، التي
تتحدث عن كتيبة يونانية تضم 300 مقاتلاً، تقهر جيشاً قدر بمئات الآلاف،
من المقاتلين الفرس. حسب الـ CNN.
ووصف المستشار الثقافي للرئيس الإيراني، جافاد شاماقداري، الفيلم
بأنه "يعد تعد سافر على التاريخ الإيراني"، قائلاً: "المثقفون
الأمريكيون يظنون أنهم سيحصلون على الصفاء النفسي، بعد انتقامهم من
إيران بتشويه حضارتها."
إلا ان شركة "وارنر بروس" المنتجة للفيلم، نفت أن يكون الفيلم له
أبعاد سياسية تتعلق بمعاداة إيران، بسبب إصرارها على المضي قدماً في
برنامجها النووي.
وأصدرت الشركة الأمريكية بياناً رسمياً جاء فيه: "قدمنا هذا العمل
بوصفه فيلماً خيالياً، وهدفنا الوحيد منه إسعاد الجماهير، وليس
الاستخفاف بعرق أو ثقافة بعينها، أو إعلان وجهة نظر سياسية معينة
للشركة."
وأشارت الشركة إلى فيلم "المحاربون الـ300" حقق في أول ثلاثة أيام
لعرضه، عائدات قدرت بنحو 70 مليون دولار.
وتدور أحداث الفيلم حول معركة "ثيروموبيلاي"، التي أوقفت الزحف
الفارسي للملك كوروش خشايارشا، الذي كان يتقدم إلى "أسبرطة"، بجيش
قوامه مليوني محارب، تغلب عليهم ثلاثمائة من جنود المدينة اليونانية
القديمة، عام 480 قبل الميلاد.
كما وصفت صحيفة "أياندي نو" الإيرانية، الفيلم بأنه "إعلان حرب
هوليودية على إيران"، وقالت: "إن الفيلم يظهر للعالم كيف ترى أمريكا
إيران بمصدر الشر في التاريخ كله، وليس اليوم فقط."
وأضافت الصحيفة قولها: "لا أحد يمكنه إنكار أن الملك کوروش
خشايارشا، مؤسس الإمبراطورية الفارسية، هو أول من سطر مبادئ حقوق
الإنسان، بعدما حرر مئات الآلاف من اليهود عام 539 قبل الميلاد، من
العبودية في مدينة بابل."
وكان مخرج الفيلم زاك سنايدر، قد ذكر في وقت سابق أن "غالبية أحداث
الفيلم حقيقية"، وفقاً لما ذكرت وكالة أسوشيتد برس، التي أشارت إلى أن
الفيلم يقوم ببطولته النجم جيرارد بوتلر، وكتب السيناريو له المؤلف
فرانك ميللر.
ولكن الوقائع التاريخية للمعركة تشير إلى أن الجيش الفارسي مني
بخسائر كبيرة في صفوفه، إلى أن دفع بالمحاربين اليونانيين إلى واد ضيق
وحاصرهم بجنوده من الجبال، وأطلق عليهم ما أسماه المؤرخون بـ"أمطار
السهام"، حتى قتل آخر جندي إغريقي خلال تلك المعركة.
كما تقول الوقائع التاريخية أن الملك خشايارشا تمكن من احتلال
اليونان سنة 480 قبل الميلاد، وأحرق قصور أثينا المعروفة باسم
"أكروبوليس"، مما دفع الأسكندر المقدوني، إلى احتلال إيران، عام 330
قبل الميلاد، حيث قام هو الآخر بحرق قصر "جمشيد" في مدينة "شيراز"
الإيرانية.
من جهته اتهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بعض القوى الكبرى
بشن حرب نفسية في محاولة لعرقلة تقدم ايران قائلا انهم يريدون تصوير
الايرانيين من خلال فيلم على انهم همجيون. حسب رويترز.
ولم يذكر أحمدي نجاد اسم الفيلم لكن تصريحاته تشير فيما يبدو الى
فيلم من انتاج هوليوود بعنوان "300" يصور معركة في عام 480 قبل الميلاد
بين اليونانيين والفرس قال مسؤولون ايرانيون وافراد من الجمهور انه
يسعى الى تشويه سمعة ايران.
وينظر الى الفيلم في ايران على انه جزء من جهود أكبر لتقويض
الجمهورية الاسلامية التي دخلت في مواجهة مع الغرب بشأن برنامجها
النووي. ويتهم الغرب ايران بمحاولة صنع أسلحة نووية. وتنفي طهران
الاتهام.
وقال أحمدي نجاد في كلمة أذاعها التلفزيون بمناسبة بداية السنة
الايرانية الجديدة "اليوم هم يحاولون التلاعب في التاريخ من خلال عمل
فيلم ومن خلال جعل صورة ايران ايران تبدو همجية." وقال ان الحملة ضد
ايران لن تنجح.
وانتقد مسؤولون ايرانيون ووسائل اعلام ومدونون الطريقة التي تم بها
تصوير اجدادهم في الفيلم المستوحى من حكاية 300 محارب من اسبرطة تحصنوا
بقيادة الملك ليونيداس في ثيرموبيلاي في مواجهة غزو فارسي بقيادة
كسيركسيس.
وقال أحمدي نجاد "من خلال الحرب النفسية والدعاية واساءة استخدام
المنظمات التي انشأوها والتي كتبوا هم قواعدها والتي يحتكرونها يحاولون
منع تطور امتنا."
وكان أحمدي نجاد قد قال في السابق ان مجلس الامن الدولي الذي يبحث
الان توسيع العقوبات ضد ايران بشأن برنامجها النووي تستخدمه الولايات
المتحدة وبريطانيا أداة ضد الجمهورية الاسلامية.
وقال ان "بعض القوى الكبرى" تعارض تطور ايران وأنحى باللوم على
"مجموعة من الصهاينة العنصريين" في المشاكل التي يعاني منها العالم.
وقال "هم لا يستطيعون ايذاء الامة الايرانية. وهم يريدون من خلال
صنع جلبة ارغامنا على التراجع ومنع تطورنا... لكن بالتأكيد الجميع
يعلمون انهم غير قادرين على ذلك."
ورفضت ايران التراجع عن خططها لتخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن من
خلالها صنع وقود لمحطات الكهرباء أو صنع مواد قنابل اذا تم تخصيب
اليورانيوم بدرجة عالية رغم مطالب الامم المتحدة بوقف أنشطة التخصيب.
ويبحث مجلس الامن الدولي فرض حظر على صادرات الاسلحة الايرانية
وتجميد ارصدة في الخارج تخص 28 فردا ومنظمة وشركة اضافة الى عقوبات
محدودة على البرنامج النووي الايراني فرضت في ديسمبر كانون الاول.
وحث اية الله علي خامنئي وهو أعلى سلطة في ايران البلاد في كلمة
بثها التلفزيون على البقاء متحدين رغم جهود "الاعداء" في خلق مشاكل
للاقتصاد وبث الفرقة بين الشيعة والسنة. |