مناقشات حادة بين مسلمين معتدلين ضدّ متشددين في قلب بريطانيا

  في ندوة دار موضوعها مؤخرا، حول الإسلام في بريطانيا، وقف مسلم من مواليد بريطانيا في الجمع ليقول إنّ رسالة الرسول محمد، للذين لا يؤمنون هي "لقد جئت لأذبحكم جميعا."

وقال عمر بروكس، وهو من المتشددين ومعروف بكنية أبو عز الدين "نحن المسلمون. نحن نشرب دماء الأعداء، ونستطيع مواجهتهم في أي مكان. هذا هو الإسلام وهذا هو الجهاد."

أما أنجم شودري، وهو من الشخصيات المتشددة والمعروفة علنا في بريطانيا فقد أضاف أنه ليس لدى المسلمين من خيار آخر سوى نقل المعركة إلى الغرب.

وقال "ماذا ينبغي على المسلمين أن يفعلوا عندما يتمّ قتلهم في شوارع أفغانستان وبغداد وفلسطين؟ أليس لهم نفس الحقّ في الدفاع عن أنفسهم؟ في الحرب الناس يموتون. لا يتعلق الأمر بممارسة الحبّ، إنهم يقتلون بعضهم بعضا."

غير أنّ الكثير من الذين حضروا الندوة التي تمّ تنظيمها في أكتوبر/تشرين الأول في معهد ترينيتي بدبلن، عارضوا ذلك.

وقال مسلم يافع موجها إصبعه إلى شودري وغيره "هؤلاء، سيداتي سادتي، يعتقدون أنّكم إذا قتلتم امرأة أو طفلا فستذهبون إلى الجنة."

وأضاف "هذه ليست إيديولوجية. إنّه مرض عقلي."

وتبدو معركة الكلمات هذه جزءا من نقاش أشمل تعيشه بريطانيا وهي المعركة الدائرة في قلب المجتمع المسلم هناك ومدارها عقول وقلوب المسلمين الشباب.

وفيما يجري الاعتقاد بأنّ الأمر يتعلق بأقلية صغيرة جدا من المتشددين داخل 1.6 مليون مسلم بريطاني، إلا أنهم مع ذلك لا يواجهون أي مشكلة في الإصداح بآرائهم.

وأظهر استطلاع للرأي جرى في يونيو/حزيران 2006 لمصلحة صحيفة تايمز أوف لندن أنّ 13 بالمائة من المسلمين البريطانيين يعتقدون أنّ منفذي الهجوم على شبكة النقل في لندن في يوليو/تموز 2005 هم "شهداء."

وقال حنيف قادر وهو شاب مسلم يعمل لمصلحة منظمة إسلامية معتدلة في منطقة شهدت حملات دهم من سكوتلانديارد في لندن، إنّ "للسياسة الخارجية علاقة بهذا الأمر...غير أنّ أقلية متشددة هي من تستخدم هذا التبرير للنفاذ إلى أوساط الشباب."

وأضاف قادر لـCNN إنّ الشباب المسلم غضّ ويمكن التأثير فيه بسرعة لأنهم يعتقدون أنّ الحكومة البريطانية تستهدفهم بحملات الدهم بسبب معتقداتهم الدينية.

وأضاف "هناك البعض يعتقدون أنّ تفجير أشخاص يعتبر أمرا ممتعا."

وعندما سأل قادر هؤلاء عن دوافع اعتقادهم تلقى إجابة مفادها "عندما يحدث تفجير في بغداد أو أفغانستان ويقتل أطفال ونساء: فمن يهتم بذلك؟ لذلك فعندما تكون هناك تفجيرات في أمريكا أو في لندن فما الخطأ في ذلك؟"

ويحاول قادر أن يشرك شخصيات مسلمة معروفة في المساجد، ومازالت تمارس عاداتها القبلية في باكستان، لتتعاطى مع الأجيال الشابة.

غير أنّه يشير إلى أنّ المعركة تبدو صعبة عندما يجد متشددون مثل شودري فرصة للكشف عن وجوههم وأرائهم بكل علنية.

وقال "إن معلمينا...لا يخرجون من أماكنهم المقدسة ليواجهوا هؤلاء..إنهم خائفون من هذا."

وأضاف "إنهم على علاقة بكلّ أنواع الشذوذ...جرائم الشارع، الاشتباك بالأسلحة، العنف، المخدرات، سرقة الحافلات، تزوير بطاقات الائتمان. ولكنكم الآن حصلتم على تهديد جديد."

ويفسر بالقول "هذا التهديد هو الراديكالية. إنها سبب. وكلّ شاب يريد سببا."

وبدا شودري، الذي ينتمي لمجموعة "المهاجرون" واثقا من نفسه وهو يقول لـCNN إنّه يريد أن يتمّ تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا.

وأضاف "العالم كله ملك لله وسنعيش وفقا للشريعة الإسلامية بصرف النظر عن المكان الذي نقيم فيه. إنّه اعتقاد أساسي بالنسبة إلى المسلمين."

وبسؤاله عما إذا كان يعتقد في الديمقراطية أجاب شودري "لا قطعيا لا. ويوما ما ستطبق الشريعة في بريطانيا. إنها مسألة وقت."

واستشهد شودري بما يعدّه "وصية" لأحد منفذي الهجمات التي هزت لندن وهو محمد صديق خان والذي قال "سنواصل هذه المعركة حتى تنهوا قصف وقتل وسجن وتعذيب شعبي."

وأبدى شودري دعمه القوي لما ورد على لسان خان قائلا "لدينا كلّ ما نحتاجه في هذه الوصايا" مستشهدا بآيات من القرآن الكريم يرى أنّها تبرّر الجهاد.

وقال "أنا أجد نفسي في حرب أيديولوجية وسياسية. وإخواني في القاعدة والمهاجرون يشاركون في حملة عسكرية."

غير أنّ هناك الكثيرين ممن لا يجدون أي تبرير للجهاد في إنجلترا.

ومن ضمن هؤلاء الإمام أسامة حسن الذي أنهى حفظ القرآن في الفترة الفاصلة بين 11 و19 من عمره وسبق له أن شارك لبعض الوقت في الحرب الأفغانية ضدّ الاتحاد السوفييتي.

ويقول حسن "إذا كانت لديك نية سيئة، فيمكنك تبرير عملياتك الإجرامية من أي نص سواء القرآن أو الإنجيل أو شكسبير."

وعبّر حسن عن "رعبه" من استخدام القرآن في تبرير قتل الأبرياء مشددا على أنّ الأمر يتعلق بأقلية صغيرة جدا غير أنّه يضيف "ولكن يمكن لأشخاص يعدون على أصابع اليد أن يثيروا الفرقة."

وأوضح "أشخاص كثيرون مرعوبون من المسلمين. إنهم مرعوبون من أخ يمشي على الطريق بلباسه الغربي وقبعته وذقنه، لأنهم رأوا هذه الصور وهي على علاقة بالتفجيرات الانتحارية."

ويقول "إنه بيدنا أن نزيل هذا الخوف. بأن نبتسم للناس لنقول لهم إنّ رسالة الإسلام لا علاقة لها باللباس ولا باللحية ولا بغطاء الرأس ولا كشف الوجه أو العنف. إنّها رسالة تتعلق بالسلام."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد21 كانون الثاني/2007 - 1 /محرم/1428