مفاهيم ومصطلحات عن النسوية: السيبرنطيقي والمتشرد في فضاءات الاتصال الإلكتروني

 الكائن السيبرنطيقي،

 الكائن – الآلة

Cyborg

تقول دونا هاراواي في (إعلان مبادئ الكائن السيبرنطيقي) (1985) إننا نعيش في عالم الكائنات السيبرنطيقية أي عالم الاتصالات الإلكترونية، الذي لا نتبين فيه بوضوح الفرق بين المصطنع والطبيعي، (فآلاتنا... أصبحت تتميز بالحيوية الفائقة بدرجة مقلقة، أما نحن فأصابنا الكسل والخمول بطريقة مخيفة).

 وهكذا يشير المصطلح إلى اختراق الحدود وإلى طرح علامات الاستفهام حول افتراض وجود الذات الأحادية.

والمصطلح بالإنجليزية منحوت من كلمتين هما organism – cybernetic، والذي صكه هو مانفريد كلاينس عالم الأبحاث الفضائية في عام 1960، لكن (الكائنات السيبرنطيقية) ظهرت في قصص الخيال العلمي قبل ذلك بعدة عقود.

 ويتراوح هذا الكائن بين الإنسان الذي استبدل بأي عضو من جسمه عضو صناعي آخر وبين الإنسان الآلي المكسو بطبقة رقيقة من الجلد (كما في سلسلة الأفلام السينمائية التي تحمل عنوان (المدمر) Terminator وتقول دونا هاراوي إننا جميعاً كائنات من هذا النوع بدرجة أو بأخرى، ومن هنا وضعت هاراواي أنطولوجيا (فرع من المتيافيزيقا يدرس طبيعة الوجود) تقوم على فكرة الكائنات السيبرنطيقية، وتنطلق من تهاوي الحدود التقليدية المرتبطة بالجسد.

المتشرد في فضاءات الاتصال الإلكتروني

Cyberpunk

مصطلح منحوت من لفظة cyber (أي كل ما يتعلق بشبكات الاتصال الإلكتروني والواقع الافتراضي) وpunk (أي متمرد أجلف معادي للمجتمع)، استعمل أساساً للإشارة إلى مدرسة من مدارس الخيال العلمي (الصارخ) التي تبرز التفاعل بين الكائنات العضوية والأجهزة التكنولوجية.

 ولكن في أي مناقشة حول النسوية والتنمر في عصر الكمبيوتر يوجد اختلاف بين مفهوم النساء كشخوص ومفهوم النساء كمنتجات. فالشخصيات النسائية جزء لا يتجزأ من الخيال المتمرد في عصر الكمبيوتر، ولكنها تنطوي على التضارب، وأول مثال ظهر في هذا المجال هو شخصية مولى ميليونز في أول رواية من هذا النوع من تأليف ويليام جيبسون عام 1984.

وفيها نرى أن مولي شخصية قوية وليس في قلبها رحمة وتتسم بالعنف والاستقلالية، ويمكن اعتبارها نموذجاً نسائياً إيجابياً، ولكنها في نفس الوقت شخصية تداعب المخيلة بمعنى أنها مبنية على نحو يجعلها تروق للقراء الذكور بطريقة خفية.

 لكن الكاتبات عالجن هذا النوع من الروايات بجرأة، فنجد أن جوينيث جونز وبات كاديجان وميليسا سكوت مثلاً يستخدمن فكرة التنمر في عصر الكمبيوتر كأداة لوضع علامات استفهام على الأدوار المسندة إلى المرأة في مجتمع التكنولوجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 7 آذار/2007 -17/صفر/1428