امين عام منظمة اللاعنف يتحدث عن مواقف الجامعة العربية السلبية ويستعرض معاناة اللاجئين العراقيين

شبكة النبأ: رغم ان الجامعة العربية لم تحقق انجازا واحدا للعرب منذ تاسيسها وحتى الان سوى تخرصات لا يلزم احداً باتباعها ورغم انها عبارة عن منظمة استهلاكية للاموال والاعلام فقط ولم تنجح في حل اي معضلة مر بها العرب بدءا من القضية الفلسطينية التي تراوح مكانها منذ خمسين سنة ومرورا بمشاكل الصحراء العربية الغربية ومأساة دار فور بالسودان والفوضى المستشرية في الصومال والاحتقان اللبناني الذي ياخذ بالتفاقم وينذر بخطر الحرب الاهلية، وانتهاءا بقائمة اخرى طويلة تتضمن صون حقوق الانسان وضمان حرية الاقليات وحرية الراي والتعبير المنتهكة في جميع ارجاء العالم العربي.

ولعل السيد عمرو موسى يغمض عينيه عن كل ذلك وغيره، ويلجأ الى قضية العراق ليبرز اراؤه النيرة آملا ان يغطي ضعفه وقصوره عن معالجة جميع الاشكايات الموجودة على الساحة العربية.

وقد رد امين عام منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) على عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية، ووزراء عرب اجتمعوا في مؤتمرخاص حول العراق بمشاركة وزير الخارجية التركي تورغوت اوزال.

جاء هذا الرد في كلمة القاها الشيخ محمد تقي باقر بمناسبة مرور16 عام على انتهاء حرب الخليج الثانية وبحظور طلاب جامعة مريلاند الامريكية من الجالية العربية.

قال الشيخ باقر في كلمته: ان العالم بشكل عام يمارس التبعيض والظلم بحق الاقليات الدينية، والدول العربية بشكل خاص تمارس الطائفية والظلم في حق الشيعة وغيرهم من المسلمين، ولا أحد يطالبهم بالحد من ذلك، فاذا كانت الطائفية ظالمة - ونحن لانشك في ذلك- فلماذا السكوت عن الدول العربية والاسلامية برمتها ومطالبة العراق فقط؟ اليس هذا الكلام هو تكريس اتهام العراق بالطائفية؟

واضاف قائلا: نحن نشد على عضد السيد عمرو موسى في مطالبته مجلس الامن والامم المتحدة باصدار قرارملزم،  لكنه ليس للعراق فحسب نحن ندعو الى اصدار قرار دولي يلزم جميع الدول بمكافحة انواع التبعيض والظلم في حق الاقليات الدينية وممارسة الطائفية والاستبداد السياسي والفكري.

وفي معرض حديثه عن المصالحة الوطنية في العراق قال الشيخ باقر: الشرق الاوسط برمته يحتاج الى مصالحة وطنية والمشكلة العراقية لاتكمن في موضوع المصالحة فحسب، هناك اجماع عربي ومع الاسف ضد الاكثرية في العراق، انهم يريدون من الاكثرية التنازل للاقليات من دون الحصول على ضمانات تضمن لهم ادنى الحقوق. فكما ان الظلم في حق الاقلية حرام فكذلك الظلم في حق الاكثرية ايضا.

ولذلك اقول- والكلام للشيخ باقر- المطلوب تطبيق القانون على الجميع، والمصالحة الوطنية مطلوبة في جميع دول العالم وبالاخص الدول العربية والاسلامية، وليس هناك استثناء. ولو استثنينا هنا وهناك، فان النارتحت الرماد، فكما ان السني في العراق يجب ان يكون محترما وله كامل الحقوق وعليه جميع الواجبات، فكذلك الشيعي في الدول العربية والاسلامية.

والاغرب من كل ذلك، والكلام للشيخ باقر، ان الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر(وزراء الخارجية العرب) دافعوا عن الارهابيين وطالبوا بكل مطاليب حملة السلاح الذين شهروا السلاح في وجه الابرياء والعزل من الناس والقتلة الذين اعترفوا بسفك الدم الشيعي وهتك الاعراض العراقية، من دون ان يعترض عليهم وزير الخارجية العراقي فمطالبتهم بتغيير الدستور، واصدار قراردولي حول العراق وما الى ذلك هو تدخل واضح وصريح في الشأن الداخلي العراقي ودعم للارهاب والعنف.

كما اكد امين عام منظمة اللاعنف العالمية في ختام كلمته على ان الحل الوحيد للقضية العراقية هو منع دعم الاقلام المأجورة، والفتاوى المحرضة للعنف  من خلال شبكات التلفاز وغيرها، وتدفق اموال الحرام الى العراق وعدم تصفية حسابات دول الجوار مع الغرب ومن في فلكه على ارض العراق، والحوار العراقي العراقي ومن دون تدخل من اي كان، سواء كان عربيا ام فارسيا او تركيا، فان العراقيين كانوا ولازالوا أهل التعايش والحوار والعقلانية والتجربة خير برهان. 

واضاف الشيخ محمد تقي باقر في كلمة اخرى للمرأة العراقية وعوائل الشهداء : يجب على الجميع ان يسندوا موقف المرأة العراقية في مواجهة العنف والتطرف وبناء مجتمع مثالي يعتمد على العقلانية والحوار واحترام الآخر.

واضاف أمين عام منظمة اللاعنف العالمية في حديثه بمناسبة مرور16 عام على انتهاء حرب الخليج الثانية وانسحاب القوات العراقية من الكويت: علينا ان لاننسى كيف ان المرأة الشيعية العراقية وقفت موقف الابطال في مواجهة الظلم والطغيان وساندت  زوجها في موقفه من عدم الذهاب الى الكويت والتعدي على الشعب المسلم الكويتي ونهب الثروات والعبث بالممتلكات وهتك الاعراض.

وكان الشيخ باقر يتحدث الى اولاد وعوائل الجنود والضباط العراقيين من الشيعة الذين امتنعوا من الذهاب الى الكويت في حرب الخليج الثانية عام  1991 مما ادى الى اعتقالهم وقتلهم رميا بالرصاص. وقال الشيخ في حديثه عن دورالمرأة العراقية في مواجهة الجهل والتعصب الاعمى من جهة والمجتمع الذكوري من جهة اخرى: كان الامام الشيرازي (رحمه الله) يثني دائما عن المرأة العراقية ويعتبرها عنوان الصمود والتصدي في تاريخ العراق.

ثم تطرق الشيخ باقر الى مواقف الامام الشيرازي الراحل في  دعم المرأة في سبيل تثقيفها وتأسيس المؤسسات والمدارس النسوية وامامة المرأة في الصلاة للنساء، كما امر بذلك رسول الله (ص) مؤكدا لزوم العمل على تنمية عوائل الشهداء ودعم اولادهم في مختلف المجالات.

واضاف أمين عام منظمة اللاعنف العالمية في معرض حديثه حول معاناة اللاجئين العراقيين قائلا: اننا نرى ونسمع اليوم معاناة المراة العراقية و ان جيلا من ابناء اللاجئين العراقيين سيحرم من التعليم والاستقرار بسبب الوضع الامني في العراق وتصرفات غير مسؤولة من بعض الجهات المتمترسة بالنظام العراقي الجديد التي نأمل ان تعي وتفيق من غفوتها، فان هذا الامر اذا حصل سيؤدي بالنتيجة الى تفشي مرض العنف والارهاب في المجتمع العراقي، فالعنف لادين له، وقد يأخذ الاخظرواليابس من دون ان يرحم احدا، فان المرأة الشيعية العراقية - والكلام للشيخ باقر- لايمكن ان تسمح بتفشي هذا المرض المقيت في وسط الاسرة الشيعية بالذات، ولايمكن للشيعي ان يمد يده على اخيه السني ليقتله انتقاما مما حصل مؤخرا من القتل على الهوية في مختلف انحاء العراق.

وبعد انتهاء اللقاء الذي عقد في ولاية فيرجينيا الامريكية عشية يوم الخميس الاول من اذار، اجتمع الشيخ باقر بالشبيبة النجفية من اولاد الشهداء من مدينة النجف الاشرف والذين نمو في المجتمع الامريكي وتحدث معهم عن تاريخ النجف ومواقف العلماء والمجاهدين ضد الاحتلال البريطاني، وكذلك عن المرأة النجفية وموقفها في التاريخ وصمودها أمام الظلم والدكتاتورية راجياً منهم التفهم الى وضع الهجرة وصعوبة الموقف واحترام الامهات، وكذلك الاستمرارعلى نهج الشهداء، لانهم اكرم بني البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 7 آذار/2007 -17/صفر/1428